يدخل في النصب أيضًا المعتزلة وبعض بني أمية كما يدخل الرافضة الذين ينتقصون العباس وابنه وزيد بن علي بن الحسين ، أو أحد آل البيت، أما الناصبة عند الرافضة، فالرافضة دائمًا يستعملوا المصطلح بالناصبة، طبعًا نحن فهمنا معنى النصب باللغة واصطلاحًا، أما عند الرافضة فهو من الألقاب الشنيعة التي يرمون بها أهل السنة.
إذ يطلقونه على كل من قدم أبا بكر وعمر وعثمان على علي في الخلافة، يعني أي واحد يقدم الخلفاء الثلاثة على علي في الخلافة فهو ناصبي عند الرافضة، لذلك روى حسين الدرازي في كتاب المحاسن النفسانية بسنده إلى محمد بن علي بن موسى قال: كتبت إلى علي بن محمد عن الناصب هل يحتاج في امتحان أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهم؟ هل هنا جريمة أكثر من هذا؟ أنه يقدم الجبت والطاغوت؟
وطبعًا الجبت والطاغوت عندهم أبو بكر وعمر، قبحهم الله، يقصدون أبو بكر وعمر يطلقون عليهم الجبت والطاغوت، ويعلنوهما كما هو معلوم، فلما سأل هل يحتاج في امتحان أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهم؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصبي.
يقول شيخ الإسلام: وَيُسَمُّونَهُمْ بِأَسْمَاءِ مَكْذُوبَةٍ كَقَوْلِ الرافضي: مَنْ لَمْ يُبْغِضْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ: فَقَدْ أَبْغَضَ عَلِيًّا؛ لِأَنَّهُ لَا وِلَايَةَ لِعَلِيِّ إلَّا بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمَا، ثُمَّ يجْعَلُ مَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ناصبيا؛ فهذا باختصار شديد المعنى اللغوي والاصطلاحي للفظة الناصبة، كما في كتاب العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط للدكتور سليمان بن سالم السحيمي، نعود لكلام الشيخ سليمان بن صالح الخراشي، وهو يبين منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في مناقشة الروافض، وإبطال حججهم، وأنه كان ينطلق عن منهج محدد المعالم، هو قد رسمه لنفسه كما ذكرنا ذلك مرارًا.
يقول شيخ الإسلام: أهل السنة مع الرافضة أهل السنة مع الرافضة كالمسلمين مع النصارى، فإن المسلمين يؤمنون بأن المسيح عبد الله ورسوله، ولا يغلون فيه غلو النصارى، ولا يجفون جفاء اليهود، والنصارى تدعى فيه الإلهية وتريد أن تفضله على محمد وابراهيم وموسى، بل تفضل الحواريين على هؤلاء الرسل.
كما تريد الروافض أن تفضل من قاتل مع علي كمحمد بن أبي بكر، والأشتر النخعي على أبي بكر وعمر وعثمان ، وجمهور الصحابة من المهاجرين والأنصار، فالمسلم إذا ناظر النصراني لا يمكنه أن يقول في عيسى إلا الحق، لكن إذا أردت أن تعرف جهل النصراني وأنه لا حجة له، فقدر المناظرة بينه وبين اليهودي.
فإن النصراني لا يمكنه أن يجيب عن شبهات اليهودي إلا بما يجيب به المسلم، فإن لم يدخل في دين الإسلام وإلا كان منقطعًا مع اليهودي، فإنه إذا أُمر بالإيمان بمحمد ، فإن قدح في نبوته بشيء من الأشياء، لم يمكنه أن يقول شيئًا إلا قال له اليهودي في المسيح ما هو أعظم من ذلك، فإن البينات لمحمد أعظم من البينات للمسيح، وبُعد أمر محمد عن الشبهة أعظم من بُعد المسيح عن الشبهة.