كتاب معاناة البؤس

رواية ‵معاناة البؤس‵ تفتح نافذة على عالم القرى المهمشة، حيث يمتزج الفقر بالكرامة، والمعاناة بالصبر، والحلم بالألم. تدور أحداثها حول الشاب أحمد الذي نشأ في أسرة فقيرة بقرية كيلا، يتحمل منذ صغره أعباء الحياة القاسية: يكدّ في الحقول، يقود عربات الكارو، ويقطع الأشجار ليعيل أسرته، وفي الوقت ذاته يحفظ القرآن ويسعى للعلم.عندما يشتد المرض على والده، تبلغ المأساة ذروتها؛ فالتكاليف الباهظة لعلاج الكلى تهدد حياتهم. لكن الأم تضحي بكليتها من أجل إنقاذ زوجها، لتجسد صورة نادرة من الحب والتفاني. بعد هذه المحنة، يواصل أحمد حمل مسؤولية أسرته، ويؤسس خلوة صغيرة لحفظ القرآن، محققًا رسالة أبيه الروحية.غير أن الواقع لا يرحم. يسافر أحمد إلى الخرطوم بحثًا عن عمل، ثم إلى مناجم الذهب حيث يعيش سنوات من الشقاء، يحمل حلم الزواج بخطيبته سعاد. لكن أحلامه تصطدم بجدار الرفض الاجتماعي حين يرفض والدها تزويجه بسبب فقره. تتضاعف الخيبات مع فشل محاولته للهجرة إلى أوروبا وسجنه في مصر، ليعود بعدها منهكًا، لكنه أكثر وعيًا وصلابة.ينطلق أحمد من جديد، مؤسسًا تجارة بسيطة بالسمك الجاف، محاولًا استعادة توازنه، بينما يظل وفيًا لرسالته في تعليم القرآن وخدمة أبناء قريته.بهذا البناء الواقعي، ترسم الرواية صورة إنسانية عن الإنسان البسيط الذي يقاوم البؤس بالصبر والإيمان، وتكشف أن الكرامة لا تُشترى بالمال، بل تُصنع بالإصرار، والعمل، والحب الصادق.
مأمون محمد آدم عبد الرحمن - كاتب روائي وباحث سوداني من أبناء قرية كيلا بجنوب دارفور. بدأ رحلته التعليمية في مدرسة التضامن الأساسية، ثم واصلها بمدرسة الفرقان الخاصة بمدينة نيالا، قبل أن ينتقل إلى جامعة السودان – كلية الهندسة، ومنها إلى جامعة إينيس في رواندا. عرفه القرّاء من خلال روايتيه: التخمين الآثم ومعاناة البؤس، حيث يمزج في أعماله بين العمق الإنساني واللمسة الفلسفية، باحثًا عن أثر يبقى في وجدان القارئ ويمتد صداه أبعد من حدود المكان والزمان.
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.