روايه تأليف الكاتب أحمد رفعتهمسات الظلام
الفصل الأول: العودة
الليل كان ساكنًا بشكل غريب، والهواء البارد ينساب بين شوارع القرية الضيقة.
توقفت العربية السوداء أمام قصر قديم مهجور، شبابيكه مقفلة بخشب متآكل، وجدرانه مشققة كأنها تحكي عن عمر طويل مليء بالأسرار.
نزل آدم من العربية وهو ممسك بشنطته. عيناه تحملان تعب القلب لا تعب السفر.
منذ أن رأى خطيبته ‵ليلى‵ مع أعز أصدقائه، أصبح مجرد جسد يمشي بلا روح.
قرر الهروب من القاهرة، وترك الضوضاء وكل الذكريات التي تنهشه، ليبدأ من جديد في المكان الذي ورثه عن جده.
وقف أمام باب القصر الحديدي الضخم ارتجفت يده وهو يمد المفتاح، كأنه يشعر بشيء ينتظره بداخله
ما إن فتح الباب حتى ملأ صرخة حديدية المكان، وانقذف الهواء من الداخل وكأن القصر يتنفس بعد سنوات من الصمت.
دخل آدم، وضربت رائحة العفن والغبار أنفه القاعة واسعة ومليئة بالعناكب، والأثاث القديم مغطى بأقمشة بيضاء متسخة.
المكان كله كان يهمس ‵اهرب‵، لكن داخله صوت عنيد يقول: ‵لازم أبدأ من هنا.‵
مشى بخطوات بطيئة وهو يلمس حافة الطاولة الخشبية الغبار لزق في أصابعه، ومع ذلك شعر بشيء أغرب، كأن الخشب دافئ، حي، يتنفس.
هز رأسه بسرعة ليبعد الفكرة، لكن ما جعله يتجمد هو الصوت.
صوت همس ضعيف قادم من آخر القاعة.
يناديه باسمه:
‵آدم‵
تسمرت رجلاه. حاول إقناع نفسه بأن هذا مجرد وهم، ربما يخونه التعب.
لكن الهمس تكرر، أقرب هذه المرة، كأنه خلف أذنه:
‵آدم مستنيينك‵
قلبه دق بسرعة غير طبيعية دار حول نفسه، لم يجد أحدًا.
فجأة شعر ببرودة تسري في ظهره، كأن يدًا لمسته دون أن يراها.
لحظة، لمح في المرآة الكبيرة انعكاس ظل واقف خلفه.
استدار بسرعة، لكن القاعة كانت فارغة.
المرآة نفسها انشقت من المنتصف بخط رفيع، كأنه جرح جديد.
ابتسم آدم ابتسامة باهتة وقال بصوت منخفض:
‵تمام، شكلي لسه ما نسيتش كوابيسي‵
مد يده ليلمس المرآة، لكن بردت فجأة كأنها لمست ثلجًا.
رجع خطوتين إلى الوراء وقال: ‵مش مهم، القصر كبير وأنا محتاج أوضه أنام فيها وخلاص‵
صعد السلم الخشبي الذي يصرخ تحت رجليه مع كل خطوة.
لكن في أعلى الدرج كانت المرآة الكبيرة لا تزال موجودة، وهذه المرة لم تعكس صورته، بل وجه جده.
وجه شاحب، مبتسم ابتسامة باهتة، وشفاهه تتحرك بكلمات لم يسمعها.
لكن عيني الجد تحدقان فيه مباشرة، كأنهما تقولان:
‵أهلاً بعودتك… آدم‵
صوت ريح قوية فجأة كسّر لحظة السكون، وعندما نظر ثانية إلى المرآة، عاد انعكاسه طبيعيًا.
دخل غرفة صغيرة في الطابق العلوي شباكها مقفول بخشب قديم، والسرير مترب لكنه ثابت.
رمى الشنطة على الأرض، ونام دون أن يغير ملابسه.
لكن النوم لم يكن راحة.
الظلام غطاه بسرعة، وشعر بجسمه يُسحب إلى الأسفل، كأنه يغرق في بحر من سواد.
رأى في حلمه أروقة القصر مليئة بالدموع وبكاء الأطفال.
باب قديم يُفتح، ومن ورائه خرجت يدان سوداوان طويلتان تحاولان الإمساك به.
وسط الظلام، سمع نفس الصوت الذي ناداه سابقًا:
‵إحنا هنا وعمرك ما هتكون لوحدك‵
استيقظ فجأة مفزوعًا، عرقه يغمره، وقلبه يدق كأنه سيكسر ضلوعه.
نظر حوله، الغرفة ساكنة، لكن الباب الخشبي كان مفتوحًا، رغم أنه متأكد أنه أغلقه قبل أن ينام.
الكاتب: أحمد رفعت ‵ابن الشرقية‵
انتظروا الفصل الثاني احمد رفعت محب - اسمى احمد رفعت محب من محافظة الشرقيه ابلغ من العمر 21عاما من صغرى وانا اعشق الكتابه بكتب قصص وروايات واشاعر وخواطر وبوستاتموهبتى الكتابه والشعرملقب باابن الشرقية من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
وصف الكتاب : روايه تأليف الكاتب أحمد رفعتهمسات الظلام
الفصل الأول: العودة
الليل كان ساكنًا بشكل غريب، والهواء البارد ينساب بين شوارع القرية الضيقة.
توقفت العربية السوداء أمام قصر قديم مهجور، شبابيكه مقفلة بخشب متآكل، وجدرانه مشققة كأنها تحكي عن عمر طويل مليء بالأسرار.
نزل آدم من العربية وهو ممسك بشنطته. عيناه تحملان تعب القلب لا تعب السفر.
منذ أن رأى خطيبته ‵ليلى‵ مع أعز أصدقائه، أصبح مجرد جسد يمشي بلا روح.
قرر الهروب من القاهرة، وترك الضوضاء وكل الذكريات التي تنهشه، ليبدأ من جديد في المكان الذي ورثه عن جده.
وقف أمام باب القصر الحديدي الضخم ارتجفت يده وهو يمد المفتاح، كأنه يشعر بشيء ينتظره بداخله
ما إن فتح الباب حتى ملأ صرخة حديدية المكان، وانقذف الهواء من الداخل وكأن القصر يتنفس بعد سنوات من الصمت.
دخل آدم، وضربت رائحة العفن والغبار أنفه القاعة واسعة ومليئة بالعناكب، والأثاث القديم مغطى بأقمشة بيضاء متسخة.
المكان كله كان يهمس ‵اهرب‵، لكن داخله صوت عنيد يقول: ‵لازم أبدأ من هنا.‵
مشى بخطوات بطيئة وهو يلمس حافة الطاولة الخشبية الغبار لزق في أصابعه، ومع ذلك شعر بشيء أغرب، كأن الخشب دافئ، حي، يتنفس.
هز رأسه بسرعة ليبعد الفكرة، لكن ما جعله يتجمد هو الصوت.
صوت همس ضعيف قادم من آخر القاعة.
يناديه باسمه:
‵آدم‵
تسمرت رجلاه. حاول إقناع نفسه بأن هذا مجرد وهم، ربما يخونه التعب.
لكن الهمس تكرر، أقرب هذه المرة، كأنه خلف أذنه:
‵آدم مستنيينك‵
قلبه دق بسرعة غير طبيعية دار حول نفسه، لم يجد أحدًا.
فجأة شعر ببرودة تسري في ظهره، كأن يدًا لمسته دون أن يراها.
لحظة، لمح في المرآة الكبيرة انعكاس ظل واقف خلفه.
استدار بسرعة، لكن القاعة كانت فارغة.
المرآة نفسها انشقت من المنتصف بخط رفيع، كأنه جرح جديد.
ابتسم آدم ابتسامة باهتة وقال بصوت منخفض:
‵تمام، شكلي لسه ما نسيتش كوابيسي‵
مد يده ليلمس المرآة، لكن بردت فجأة كأنها لمست ثلجًا.
رجع خطوتين إلى الوراء وقال: ‵مش مهم، القصر كبير وأنا محتاج أوضه أنام فيها وخلاص‵
صعد السلم الخشبي الذي يصرخ تحت رجليه مع كل خطوة.
لكن في أعلى الدرج كانت المرآة الكبيرة لا تزال موجودة، وهذه المرة لم تعكس صورته، بل وجه جده.
وجه شاحب، مبتسم ابتسامة باهتة، وشفاهه تتحرك بكلمات لم يسمعها.
لكن عيني الجد تحدقان فيه مباشرة، كأنهما تقولان:
‵أهلاً بعودتك… آدم‵
صوت ريح قوية فجأة كسّر لحظة السكون، وعندما نظر ثانية إلى المرآة، عاد انعكاسه طبيعيًا.
دخل غرفة صغيرة في الطابق العلوي شباكها مقفول بخشب قديم، والسرير مترب لكنه ثابت.
رمى الشنطة على الأرض، ونام دون أن يغير ملابسه.
لكن النوم لم يكن راحة.
الظلام غطاه بسرعة، وشعر بجسمه يُسحب إلى الأسفل، كأنه يغرق في بحر من سواد.
رأى في حلمه أروقة القصر مليئة بالدموع وبكاء الأطفال.
باب قديم يُفتح، ومن ورائه خرجت يدان سوداوان طويلتان تحاولان الإمساك به.
وسط الظلام، سمع نفس الصوت الذي ناداه سابقًا:
‵إحنا هنا وعمرك ما هتكون لوحدك‵
استيقظ فجأة مفزوعًا، عرقه يغمره، وقلبه يدق كأنه سيكسر ضلوعه.
نظر حوله، الغرفة ساكنة، لكن الباب الخشبي كان مفتوحًا، رغم أنه متأكد أنه أغلقه قبل أن ينام.
الكاتب: أحمد رفعت ‵ابن الشرقية‵
انتظروا الفصل الثاني للكاتب/المؤلف : احمد رفعت محب . دار النشر : دار قهوة الأدباء للنشر والتوزيع الإلكتروني . سنة النشر : 2025م / 1446هـ . عدد مرات التحميل : 118 مرّة / مرات. تم اضافته في : الثلاثاء , 9 سبتمبر 2025م.
تعليقات ومناقشات حول الكتاب:
ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:
مهلاً ! قبل تحميل الكتاب .. يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf يمكن تحميلة من هنا 'تحميل البرنامج'
نوع الكتاب : pdf. اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
احمد رفعت محب Ahmed Refaat Moheb اسمى احمد رفعت محب من محافظة الشرقيه ابلغ من العمر 21عاما من صغرى وانا اعشق الكتابه
بكتب قصص وروايات واشاعر وخواطر وبوستات
موهبتى الكتابه والشعر
ملقب باابن الشرقية.