كتاب الصمت وآداب اللسان، مع ترجمة ضافية لابن أبي الدنيا  (ت: خلف)كتب التنمية البشرية

كتاب الصمت وآداب اللسان، مع ترجمة ضافية لابن أبي الدنيا (ت: خلف)

أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة. الصمت وآداب اللسان مع ترجمة ضافية لابن أبي الدنيا (ابن أبي الدنيا) (ت: خلف) من باقي مجموعات الحديث المؤلف: ابن أبي الدنيا؛ عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان، ابن أبي الدنيا القرشي الأموي، مولاهم، البغدادي، أبو بكر المحقق: نجم عبد الرحمن خلف الحافظ الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد الدنيا البغدادي، أحد حفاظ الحديث وإمام من أئمة الزهد والورع ومؤدب قدير أدب أولاد الخلفاء. وكتاب الصمت وآداب اللسان ذو أهمية بالغة في بابه، وهو ثمرة من ثمار هذا الحافظ المتخصص. يتضمن 759 نصاً جامعاً لكل ما يتعلق بالصمت وآداب اللسان من أحاديث مرفوعة وآثار عن الصحابة والتابعين ويضم بين دفتيه طائفة من النصوص النادرة التي قد لا توجد في كتاب سواه. وللآثار الواردة فيه قيمتان: قيمة شرعية وتربوية، وقيمة علمية. حفظ اللسان من الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة، والمقصود بحفظ اللسان ألّا يتحدث الإنسان إلّا بالخير، ويبتعد عن قبيح الكلام، وعن الغيبة والنميمة وغير ذلك، والإنسان مسؤول عن كلّ لفظ يخرج من فمه، حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، وهو نعمة كبيرة النفع والأثر إن سخر في جوانب الخير ومناحيه، وعظيم الخطر والضر، متى أضاع الإنسان رقابته عليه وأطلقه في كل شيء. أقسام الكلام من حيث نفعه وضرره والكلام أربعة أقسام: قسم هو ضرر محض، وقسم هو نفع محض، وقسم فيه ضرر ومنفعة، وقسم ليس فيه ضرر ولا منفعة. فأما الذي هو ضرر محض: فلا بد من السكوت عنه، وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر. وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر: فهو فضول، والاشتغال به تضييع زمان، وهو عين الخسران. فلا يبقى إلا القسم الرابع، فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام، وبقي ربع، وهذا الربع فيه خطر إذ يمتزج بما فيه إثم من دقيق الرياء والتصنع والغيبة وتزكية النفس وفضول الكلام امتزاجاً يخفى دركه، فيكون الإنسان به مخاطرًا . ولهذا نفى الله تعالى الخير عن كثير من كلام الناس فقال: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}. ضوابط الكلام من أراد أن يسلم من سوءات اللسان فلا بد له من الأمور التالية: لا يتكلم إلا لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضُرَّا عنه أو عن غيره. أن يتخير الوقت المناسب للكلام، وكما قيل: لكل مقام مقال. ومن تحدث حيث لا يحسن الكلام كان عرضة للخطأ والزلل، ومن صمت حيث لا يجْدِي الصمت استثقل الناس الجلوس إليه. أن يقتصر من الكلام على ما يحقق الغاية أو الهدف، وحسبما يحتاج إليه الموقف، ومن لم يترتب على كلامه جلب نفع أو دفع ضر فلا خير في كلامه، ومن لم يقتصر من الكلام على قدر الحاجة، كان تطويله مملا، فالكلام الجيد وسط بين تقصير مخلٍّ وتطويل مملٍّ. وقيل: اقتصر من الكلام على ما يقيم حجتك ويبلغ حاجتك، وإياك وفضوله (الزيادة فيه)، فإنه يزِلُّ القدم، ويورِثُ الندم. أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به، قال الشاعر: وَزِنِ الْكـلام إذا نَطَقْــتَ، فــإنمـا***يبْدِي عُيوبَ ذوي العيوب المنطـقُ. ولابد للإنسان من تَخَيرِ كلامه وألفاظه، فكلامه عنوان على عقله وأدبه، وكما قيل: يستدل على عقل الرجل بكلامه، وعلى أصله بفعله. عدم المغالاة في المدح، وعدم الإسراف في الذم؛ لأن المغالاة في المدح نوع من التملق والرياء، والإسراف في الذم نوع من التَّشَفِّي والانتقام. والمؤمن أكرم على الله وعلى نفسه من أن يوصف بشيء من هذا؛ لأن التمادي في المدح يؤدي بالمرء إلى الافتراء والكذب. أن لا يرضي الناس بما يجلب عليه سخط الله. قال رسول الله ﷺ: (من أرضى الناس بسخط الله وَكَلَهُ الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس). ألا يتمادى في إطلاق وعود لا يقدر على الوفاء بها، أو وعيد يعجز عن تنفيذه. يقول تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون﴾ [الصف: 2-3]. أن يستعمل الألفاظ السهلة التي تؤدي المعنى بوضوح، قال رسول الله ﷺ: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إلي وأبعدَكم مني يوم القيامة الثرثارون (كثيرو الكلام)، والمتشَدِّقُون (الذين يتطاولون على الناس في الكلام) والمتفيهقون)، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون). ألا يتكلم بفحش أو بَذَاءةٍ أو قُبح، ولا ينطق إلا بخير، ولا يستمع إلى بذيء، ولا يصغي إلى متفحِّش. وقيل: اخزن لسانك إلا عن حق تنصره، أو باطل تَدْحره، أو خير تنشره، أو نعمة تذكرها. أن يشغل الإنسان لسانه دائمًا بذكر الله ولا يخْرِجُ منه إلا الكلام الطيب. رُوِي أن النبي ﷺ قال: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كَثْرَة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعدَ الناس عن الله القلبُ القاسي). فالكتاب يتضمن صورة عن الواقع الذي كان يعيشه المجتمع الإسلامي في عصر المؤلف وأصل هذا الكتاب نسخ عن المخطوطة اعتمد المحقق منها نسخة دار الكتب المصرية فقرأها قراءة فاحصة ونسخها وقابلها على غيرها من النسخ فذكر الفروق بين النسخ ثم وضع أرقاماً مسلسلة لنصوص الكتاب تسهيلاً لعملية الرجوع إليه. وعدّل كتابة النص بما هو متعارف عليه في عصرنا من الإملاء ونظم النص بما يفيد فهمه فهماً صحيحاً ويعين على إظهار معانيه وضبط الأسانيد وحررها وفي ختام عمله صنع فهارس شاملة لمادة الكتاب وأعلامه. كتاب مفيد وقيِّم يضمّ أحاديث نبويّة وأحاديث للصالحين حول الصمت وحفظ اللسان وذمّ كل آفات اللسان من غيبة ونميمة وسباب وكذب ولعان ومِراء ومزاح وما إلى ذلك، وقد تخيّرتُ هذا الكتاب لقراءته في شهر رمضان لأنني أريد ترويض نفسي على الصمت، والابتعاد عن الكلام غير المفيد، الذي يسلبني وقتي وعمري دون أن أشعر، وقد وجدتُ أن الصمت هو السِّمة الأجمل التي تُميّز أهل العلم والدين والفضل وتُعطي لهم رونقًا وألقًا، فكثرة الكلام التافه عديم القيمة تُنقص من قيمة المرء فعلًا، وتجلب له السيّئات وتوقُعه غالبًا في مشاكل مردُّها زلّات اللسان، وقد حثّ نبيّنا الكريم عليه الصلاة والسلام على الصمت إلا فيما يُرضي الله تعالى، وكذلك الصحابة والتابعين، بل إن بعضهم كانوا لا يُكثرون التكلّم في الموضوعات المحمودة خشية الاعتياد على كثرة الكلام، وممّا ورد في فضل الصمت قول الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي ذرّ: "ألا أعلِمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان؟" قلتُ: بلى يا رسول الله.. قال: "هو الصمت، وحسن الخُلُق، وترك ما لا يعنيك"، بل إنه عليه الصلاة والسلام قد قرن بين الإيمان بالله واليوم الآخر والصمت إلا في خير، وذلك ما جاء في قوله: "من كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمت".
عبد الله محمد البغدادي - الحافظ أبو بكر، عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي القرشي مولاهم من موالي بني أمية (208 هـ - 281 هـ) الملقب بـ ابن أبي الدنيا (وقد طغى لقبه على اسمه حتى اشتهر به)؛ ولد الحافظ أبو بكر في مدينة بغداد، في أوائل القرن الثالث الهجري سنة ثمان ومائتين (208 هـ). هو مؤرخ ومؤدب عربي، أدّب المعتضد العباسي وابنه المكتفي بالله.❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ صفة الجنة وما أعد الله لأهلها من النعيم (ابن أبي الدنيا) (ط الرسالة) ❝ ❞ الصمت وآداب اللسان، مع ترجمة ضافية لابن أبي الدنيا (ت: خلف) ❝ ❞ الإخلاص والنية (ابن أبي الدنيا) ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ دار الغرب الإسلامي ❝ ❱
من كتب التزكية والأخلاق كتب الزهد والتصوف وتزكية النفس - مكتبة كتب التنمية البشرية.

وصف الكتاب : أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة. الصمت وآداب اللسان مع ترجمة ضافية لابن أبي الدنيا (ابن أبي الدنيا) (ت: خلف) من باقي مجموعات الحديث
المؤلف: ابن أبي الدنيا؛ عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان، ابن أبي الدنيا القرشي الأموي، مولاهم، البغدادي، أبو بكر
المحقق: نجم عبد الرحمن خلف

الحافظ الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد الدنيا البغدادي، أحد حفاظ الحديث وإمام من أئمة الزهد والورع ومؤدب قدير أدب أولاد الخلفاء. وكتاب الصمت وآداب اللسان ذو أهمية بالغة في بابه، وهو ثمرة من ثمار هذا الحافظ المتخصص. يتضمن 759 نصاً جامعاً لكل ما يتعلق بالصمت وآداب اللسان من أحاديث مرفوعة وآثار عن الصحابة والتابعين ويضم بين دفتيه طائفة من النصوص النادرة التي قد لا توجد في كتاب سواه. وللآثار الواردة فيه قيمتان: قيمة شرعية وتربوية، وقيمة علمية.

حفظ اللسان من الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة، والمقصود بحفظ اللسان ألّا يتحدث الإنسان إلّا بالخير، ويبتعد عن قبيح الكلام، وعن الغيبة والنميمة وغير ذلك، والإنسان مسؤول عن كلّ لفظ يخرج من فمه، حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، وهو نعمة كبيرة النفع والأثر إن سخر في جوانب الخير ومناحيه، وعظيم الخطر والضر، متى أضاع الإنسان رقابته عليه وأطلقه في كل شيء.

أقسام الكلام من حيث نفعه وضرره
والكلام أربعة أقسام: قسم هو ضرر محض، وقسم هو نفع محض، وقسم فيه ضرر ومنفعة، وقسم ليس فيه ضرر ولا منفعة.

فأما الذي هو ضرر محض: فلا بد من السكوت عنه،

وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر.

وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر: فهو فضول، والاشتغال به تضييع زمان، وهو عين الخسران.

فلا يبقى إلا القسم الرابع، فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام، وبقي ربع، وهذا الربع فيه خطر إذ يمتزج بما فيه إثم من دقيق الرياء والتصنع والغيبة وتزكية النفس وفضول الكلام امتزاجاً يخفى دركه، فيكون الإنسان به مخاطرًا . ولهذا نفى الله تعالى الخير عن كثير من كلام الناس فقال: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.

ضوابط الكلام
من أراد أن يسلم من سوءات اللسان فلا بد له من الأمور التالية:

لا يتكلم إلا لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضُرَّا عنه أو عن غيره.
أن يتخير الوقت المناسب للكلام، وكما قيل: لكل مقام مقال. ومن تحدث حيث لا يحسن الكلام كان عرضة للخطأ والزلل، ومن صمت حيث لا يجْدِي الصمت استثقل الناس الجلوس إليه.
أن يقتصر من الكلام على ما يحقق الغاية أو الهدف، وحسبما يحتاج إليه الموقف، ومن لم يترتب على كلامه جلب نفع أو دفع ضر فلا خير في كلامه، ومن لم يقتصر من الكلام على قدر الحاجة، كان تطويله مملا، فالكلام الجيد وسط بين تقصير مخلٍّ وتطويل مملٍّ.
وقيل: اقتصر من الكلام على ما يقيم حجتك ويبلغ حاجتك، وإياك وفضوله (الزيادة فيه)، فإنه يزِلُّ القدم، ويورِثُ الندم.

أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به، قال الشاعر:
وَزِنِ الْكـلام إذا نَطَقْــتَ، فــإنمـا***يبْدِي عُيوبَ ذوي العيوب المنطـقُ.

ولابد للإنسان من تَخَيرِ كلامه وألفاظه، فكلامه عنوان على عقله وأدبه، وكما قيل: يستدل على عقل الرجل بكلامه، وعلى أصله بفعله.

عدم المغالاة في المدح، وعدم الإسراف في الذم؛ لأن المغالاة في المدح نوع من التملق والرياء، والإسراف في الذم نوع من التَّشَفِّي والانتقام. والمؤمن أكرم على الله وعلى نفسه من أن يوصف بشيء من هذا؛ لأن التمادي في المدح يؤدي بالمرء إلى الافتراء والكذب.
أن لا يرضي الناس بما يجلب عليه سخط الله. قال رسول الله ﷺ: (من أرضى الناس بسخط الله وَكَلَهُ الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس).
ألا يتمادى في إطلاق وعود لا يقدر على الوفاء بها، أو وعيد يعجز عن تنفيذه.
يقول تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون﴾ [الصف: 2-3].

أن يستعمل الألفاظ السهلة التي تؤدي المعنى بوضوح، قال رسول الله ﷺ: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إلي وأبعدَكم مني يوم القيامة الثرثارون (كثيرو الكلام)، والمتشَدِّقُون (الذين يتطاولون على الناس في الكلام) والمتفيهقون)، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون).
ألا يتكلم بفحش أو بَذَاءةٍ أو قُبح، ولا ينطق إلا بخير، ولا يستمع إلى بذيء، ولا يصغي إلى متفحِّش. وقيل: اخزن لسانك إلا عن حق تنصره، أو باطل تَدْحره، أو خير تنشره، أو نعمة تذكرها.
أن يشغل الإنسان لسانه دائمًا بذكر الله ولا يخْرِجُ منه إلا الكلام الطيب.
رُوِي أن النبي ﷺ قال: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كَثْرَة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعدَ الناس عن الله القلبُ القاسي).

فالكتاب يتضمن صورة عن الواقع الذي كان يعيشه المجتمع الإسلامي في عصر المؤلف وأصل هذا الكتاب نسخ عن المخطوطة اعتمد المحقق منها نسخة دار الكتب المصرية فقرأها قراءة فاحصة ونسخها وقابلها على غيرها من النسخ فذكر الفروق بين النسخ ثم وضع أرقاماً مسلسلة لنصوص الكتاب تسهيلاً لعملية الرجوع إليه. وعدّل كتابة النص بما هو متعارف عليه في عصرنا من الإملاء ونظم النص بما يفيد فهمه فهماً صحيحاً ويعين على إظهار معانيه وضبط الأسانيد وحررها وفي ختام عمله صنع فهارس شاملة لمادة الكتاب وأعلامه.


كتاب مفيد وقيِّم يضمّ أحاديث نبويّة وأحاديث للصالحين حول الصمت وحفظ اللسان وذمّ كل آفات اللسان من غيبة ونميمة وسباب وكذب ولعان ومِراء ومزاح وما إلى ذلك، وقد تخيّرتُ هذا الكتاب لقراءته في شهر رمضان لأنني أريد ترويض نفسي على الصمت، والابتعاد عن الكلام غير المفيد، الذي يسلبني وقتي وعمري دون أن أشعر، وقد وجدتُ أن الصمت هو السِّمة الأجمل التي تُميّز أهل العلم والدين والفضل وتُعطي لهم رونقًا وألقًا،

فكثرة الكلام التافه عديم القيمة تُنقص من قيمة المرء فعلًا، وتجلب له السيّئات وتوقُعه غالبًا في مشاكل مردُّها زلّات اللسان، وقد حثّ نبيّنا الكريم عليه الصلاة والسلام على الصمت إلا فيما يُرضي الله تعالى، وكذلك الصحابة والتابعين، بل إن بعضهم كانوا لا يُكثرون التكلّم في الموضوعات المحمودة خشية الاعتياد على كثرة الكلام،

وممّا ورد في فضل الصمت قول الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي ذرّ: "ألا أعلِمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان؟" قلتُ: بلى يا رسول الله.. قال: "هو الصمت، وحسن الخُلُق، وترك ما لا يعنيك"، بل إنه عليه الصلاة والسلام قد قرن بين الإيمان بالله واليوم الآخر والصمت إلا في خير، وذلك ما جاء في قوله: "من كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمت".


للكاتب/المؤلف : عبد الله محمد البغدادي .
دار النشر : دار الغرب الإسلامي .
سنة النشر : 1986م / 1406هـ .
عدد مرات التحميل : 32974 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الأحد , 11 مايو 2008م.
حجم الكتاب عند التحميل : 10.1 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

- أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة. الصمت وآداب اللسان مع ترجمة ضافية لابن أبي الدنيا (ابن أبي الدنيا) (ت: خلف) من باقي مجموعات الحديث

حفظ اللسان من الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة، والمقصود بحفظ اللسان ألّا يتحدث الإنسان إلّا بالخير، ويبتعد عن قبيح الكلام، وعن الغيبة والنميمة وغير ذلك، والإنسان مسؤول عن كلّ لفظ يخرج من فمه، حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، وهو نعمة كبيرة النفع والأثر إن سخر في جوانب الخير ومناحيه، وعظيم الخطر والضر، متى أضاع الإنسان رقابته عليه وأطلقه في كل شيء.

أقسام الكلام من حيث نفعه وضرره
والكلام أربعة أقسام: قسم هو ضرر محض، وقسم هو نفع محض، وقسم فيه ضرر ومنفعة، وقسم ليس فيه ضرر ولا منفعة.

فأما الذي هو ضرر محض: فلا بد من السكوت عنه،

وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر.

وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر: فهو فضول، والاشتغال به تضييع زمان، وهو عين الخسران.

فلا يبقى إلا القسم الرابع، فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام، وبقي ربع، وهذا الربع فيه خطر إذ يمتزج بما فيه إثم من دقيق الرياء والتصنع والغيبة وتزكية النفس وفضول الكلام امتزاجاً يخفى دركه، فيكون الإنسان به مخاطرًا . ولهذا نفى الله تعالى الخير عن كثير من كلام الناس فقال: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.

ضوابط الكلام
من أراد أن يسلم من سوءات اللسان فلا بد له من الأمور التالية:

لا يتكلم إلا لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضُرَّا عنه أو عن غيره.
أن يتخير الوقت المناسب للكلام، وكما قيل: لكل مقام مقال. ومن تحدث حيث لا يحسن الكلام كان عرضة للخطأ والزلل، ومن صمت حيث لا يجْدِي الصمت استثقل الناس الجلوس إليه.
أن يقتصر من الكلام على ما يحقق الغاية أو الهدف، وحسبما يحتاج إليه الموقف، ومن لم يترتب على كلامه جلب نفع أو دفع ضر فلا خير في كلامه، ومن لم يقتصر من الكلام على قدر الحاجة، كان تطويله مملا، فالكلام الجيد وسط بين تقصير مخلٍّ وتطويل مملٍّ.
وقيل: اقتصر من الكلام على ما يقيم حجتك ويبلغ حاجتك، وإياك وفضوله (الزيادة فيه)، فإنه يزِلُّ القدم، ويورِثُ الندم.

أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به، قال الشاعر:
وَزِنِ الْكـلام إذا نَطَقْــتَ، فــإنمـا***يبْدِي عُيوبَ ذوي العيوب المنطـقُ.

ولابد للإنسان من تَخَيرِ كلامه وألفاظه، فكلامه عنوان على عقله وأدبه، وكما قيل: يستدل على عقل الرجل بكلامه، وعلى أصله بفعله.

عدم المغالاة في المدح، وعدم الإسراف في الذم؛ لأن المغالاة في المدح نوع من التملق والرياء، والإسراف في الذم نوع من التَّشَفِّي والانتقام. والمؤمن أكرم على الله وعلى نفسه من أن يوصف بشيء من هذا؛ لأن التمادي في المدح يؤدي بالمرء إلى الافتراء والكذب.
أن لا يرضي الناس بما يجلب عليه سخط الله. قال رسول الله ﷺ: (من أرضى الناس بسخط الله وَكَلَهُ الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس).
ألا يتمادى في إطلاق وعود لا يقدر على الوفاء بها، أو وعيد يعجز عن تنفيذه.
يقول تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون﴾ [الصف: 2-3].

أن يستعمل الألفاظ السهلة التي تؤدي المعنى بوضوح، قال رسول الله ﷺ: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إلي وأبعدَكم مني يوم القيامة الثرثارون (كثيرو الكلام)، والمتشَدِّقُون (الذين يتطاولون على الناس في الكلام) والمتفيهقون)، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون).
ألا يتكلم بفحش أو بَذَاءةٍ أو قُبح، ولا ينطق إلا بخير، ولا يستمع إلى بذيء، ولا يصغي إلى متفحِّش. وقيل: اخزن لسانك إلا عن حق تنصره، أو باطل تَدْحره، أو خير تنشره، أو نعمة تذكرها.
أن يشغل الإنسان لسانه دائمًا بذكر الله ولا يخْرِجُ منه إلا الكلام الطيب.
رُوِي أن النبي ﷺ قال: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كَثْرَة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعدَ الناس عن الله القلبُ القاسي).

 فالكتاب يتضمن صورة عن الواقع الذي كان يعيشه المجتمع الإسلامي في عصر المؤلف وأصل هذا الكتاب نسخ عن المخطوطة اعتمد المحقق منها نسخة دار الكتب المصرية فقرأها قراءة فاحصة ونسخها وقابلها على غيرها من النسخ فذكر الفروق بين النسخ ثم وضع أرقاماً مسلسلة لنصوص الكتاب تسهيلاً لعملية الرجوع إليه. وعدّل كتابة النص بما هو متعارف عليه في عصرنا من الإملاء ونظم النص بما يفيد فهمه فهماً صحيحاً ويعين على إظهار معانيه وضبط الأسانيد وحررها وفي ختام عمله صنع فهارس شاملة لمادة الكتاب وأعلامه.


كتاب مفيد وقيِّم يضمّ أحاديث نبويّة وأحاديث للصالحين حول الصمت وحفظ اللسان وذمّ كل آفات اللسان من غيبة ونميمة وسباب وكذب ولعان ومِراء ومزاح وما إلى ذلك، وقد تخيّرتُ هذا الكتاب لقراءته في شهر رمضان لأنني أريد ترويض نفسي على الصمت، والابتعاد عن الكلام غير المفيد، الذي يسلبني وقتي وعمري دون أن أشعر، وقد وجدتُ أن الصمت هو السِّمة الأجمل التي تُميّز أهل العلم والدين والفضل وتُعطي لهم رونقًا وألقًا، 

فكثرة الكلام التافه عديم القيمة تُنقص من قيمة المرء فعلًا، وتجلب له السيّئات وتوقُعه غالبًا في مشاكل مردُّها زلّات اللسان، وقد حثّ نبيّنا الكريم عليه الصلاة والسلام على الصمت إلا فيما يُرضي الله تعالى، وكذلك الصحابة والتابعين، بل إن بعضهم كانوا لا يُكثرون التكلّم في الموضوعات المحمودة خشية الاعتياد على كثرة الكلام، 

وممّا ورد في فضل الصمت قول الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي ذرّ: "ألا أعلِمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان؟" قلتُ: بلى يا رسول الله.. قال: "هو الصمت، وحسن الخُلُق، وترك ما لا يعنيك"، بل إنه عليه الصلاة والسلام قد قرن بين الإيمان بالله واليوم الآخر والصمت إلا في خير، وذلك ما جاء في قوله: "من كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمت".
 

الحافظ الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد الدنيا البغدادي، أحد حفاظ الحديث وإمام من أئمة الزهد والورع ومؤدب قدير أدب أولاد الخلفاء. وكتاب الصمت وآداب اللسان ذو أهمية بالغة في بابه، وهو ثمرة من ثمار هذا الحافظ المتخصص. يتضمن 759 نصاً جامعاً لكل ما يتعلق بالصمت وآداب اللسان من أحاديث مرفوعة وآثار عن الصحابة والتابعين ويضم بين دفتيه طائفة من النصوص النادرة التي قد لا توجد في كتاب سواه. وللآثار الواردة فيه قيمتان: قيمة شرعية وتربوية، وقيمة علمية. إضافة إلى ذلك فالكتاب يتضمن صورة عن الواقع الذي كان يعيشه المجتمع الإسلامي في عصر المؤلف وأصل هذا الكتاب نسخ عن المخطوطة اعتمد المحقق منها نسخة دار الكتب المصرية فقرأها قراءة فاحصة ونسخها وقابلها على غيرها من النسخ فذكر الفروق بين النسخ ثم وضع أرقاماً مسلسلة لنصوص الكتاب تسهيلاً لعملية الرجوع إليه. وعدّل كتابة النص بما هو متعارف عليه في عصرنا من الإملاء ونظم النص بما يفيد فهمه فهماً صحيحاً ويعين على إظهار معانيه وضبط الأسانيد وحررها وفي ختام عمله صنع فهارس شاملة لمادة الكتاب وأعلامه.

 

كتب ابن أبي الدنيا PDF

كتاب الطواعين لابن أبي الدنيا ت ٢٨١هـ

كتاب قوة الصمت pdf

آداب اللسان pdf

فن الصمت pdf

كتاب الصمت كرياضة روحية pdf

كتاب الزهد لابن أبي الدنيا

مؤلفات ابن أبي الدنيا

 

 



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الصمت وآداب اللسان، مع ترجمة ضافية لابن أبي الدنيا  (ت: خلف)
عبد الله محمد البغدادي
عبد الله محمد البغدادي
Abdullah Mohammed al Baghdadi
الحافظ أبو بكر، عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي القرشي مولاهم من موالي بني أمية (208 هـ - 281 هـ) الملقب بـ ابن أبي الدنيا (وقد طغى لقبه على اسمه حتى اشتهر به)؛ ولد الحافظ أبو بكر في مدينة بغداد، في أوائل القرن الثالث الهجري سنة ثمان ومائتين (208 هـ). هو مؤرخ ومؤدب عربي، أدّب المعتضد العباسي وابنه المكتفي بالله. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ صفة الجنة وما أعد الله لأهلها من النعيم (ابن أبي الدنيا) (ط الرسالة) ❝ ❞ الصمت وآداب اللسان، مع ترجمة ضافية لابن أبي الدنيا (ت: خلف) ❝ ❞ الإخلاص والنية (ابن أبي الدنيا) ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ دار الغرب الإسلامي ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب التزكية والأخلاق

الجواهر المجموعة والنوادر المسموعة: الجود والبخل، قضاء الحوائج، اصطناع المعروف وشكره، الصدقة وإطعام الطعام PDF

قراءة و تحميل كتاب الجواهر المجموعة والنوادر المسموعة: الجود والبخل، قضاء الحوائج، اصطناع المعروف وشكره، الصدقة وإطعام الطعام PDF مجانا

الزهد (ط العلمية) PDF

قراءة و تحميل كتاب الزهد (ط العلمية) PDF مجانا

ذم الهوى PDF

قراءة و تحميل كتاب ذم الهوى PDF مجانا

محاسبة النفس لابن أبي الدنيا PDF

قراءة و تحميل كتاب محاسبة النفس لابن أبي الدنيا PDF مجانا

العقيدة والعبادة والسلوك في ضوء الكتاب والسنة والسيرة النبوية PDF

قراءة و تحميل كتاب العقيدة والعبادة والسلوك في ضوء الكتاب والسنة والسيرة النبوية PDF مجانا

مختصر منهاج القاصدين (ت: الحلبي) PDF

قراءة و تحميل كتاب مختصر منهاج القاصدين (ت: الحلبي) PDF مجانا

مختصر منهاج القاصدين PDF

قراءة و تحميل كتاب مختصر منهاج القاصدين PDF مجانا

مختصر منهاج القاصدين (ت: الدرويش) PDF

قراءة و تحميل كتاب مختصر منهاج القاصدين (ت: الدرويش) PDF مجانا

المزيد من كتب التنميه البشريه في مكتبة كتب التنميه البشريه , المزيد من علم النفس وتطوير الذات في مكتبة علم النفس وتطوير الذات , المزيد من تربية الاطفال في مكتبة تربية الاطفال , المزيد من علم نفس واجتماع في مكتبة علم نفس واجتماع , المزيد من كتب التزكية والأخلاق في مكتبة كتب التزكية والأخلاق , المزيد من فن التواصل وعلم الأجتماع في مكتبة فن التواصل وعلم الأجتماع , المزيد من موارد بشرية في مكتبة موارد بشرية , المزيد من النجاح وتطوير الذات في مكتبة النجاح وتطوير الذات , المزيد من التنمية البشرية الإسلامية في مكتبة التنمية البشرية الإسلامية
عرض كل كتب التنمية البشرية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..