رد: التِبْيَان فيِ مَاصحّ في فَضَائِل سور القرآن....بقلم الشيخ الفاضل أبي همام محمد بن علي الصومعي البيضاني _ جزاه الله خيراً_
 

بسم الله الرحمن الرحيم


هذا الحديث وقف عليه شيخنا الفاضل:أبوهمام محمد بن علي الصومعي البيضاني اليمني الأصل المكي مجاورةً._حفظه الله تعالى_.
فدرس إسناده فوجده حسنًا فيضاف إلى كتابه((التبيان فيماصح في فضائل سورالقرآن)) في ((فضل سورالإخلاص))و((فضل المعوذتين)).

***
عن عقبة بن عامر _رضي الله عنه_ قال:((أمرني رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أن أقرأ بالمعوِّذات في د برى كلِّ صلاة)).
حسن:رواه أحمد(201/4)وأبوداود برقم:(1523)والنسائي في((الكبرى)) برقم:((1260))من طريق عبدالله بن وهب.
وابن خزيمة برقم:(755)من طريق عبدالله بن عبدالحكم وعاصم بن علي.
والحاكم من طريق عاصم بن عليِّ ثلاثتهم: ابن وهب وابن عبدالحكم وعاصم عن الليث_وهوابن سعد_عن حنين بن أبي حكيم عن عليِّ بن رباح عن عقبة.
ورجاله كلهم ثقات سوى حنين بن أبي حكيم فهو ضعيف فإنه روى عنه ثلاثة ولم يوثقه سوى ابن حبان وذكره ابن عدي في((الكامل))(3/39وذكرله أحاديث من طريق ابن لهيعة ثم قال:ولحنين بن حكيم غير ماذكرت من الحديث قليل ولاأعلم يروي عنه عن ابن لهيعة ولا أدري البلاء منه أو من ابن لهيعة إلا أن أحاديث ابن لهيعة عن حنين غير محفوظة.
وقال الذهبي في((ميزان الإعتدال))(1/621_622):ليس بعمدة وذكركلام ابن عدي السابق وبما تقدم يُعْلَمُ أن قول الحافظ في((التقريب)):صدوق.
بعيد جدًا لأنه لم يوثقه سوى ابن حبان وهو متساهل في توثيق المجاهيل.
ولكنه قدتوبع،تابعه يزيد بن محمد القرشي عن علي بن رباح وهو_أعني يزيدًا_ ثقة كما في((التقريب التهذيب))ترجمة برقم(7824).
وهذه المتابعة عندالإمام أحمد (4/155).من طريق يزيد بن عبدالعزيز الرُّعيني وأبي مرحوم_وهو عبدالرحيم بن ميمون المدني_عنه والرُّعيني وإن كان قال فيه الحافظ:مقبول،وهذا عند المتابعة وإلا فليِّن فقد تابعه _عبدالرحيم بن ميمون_وهو حسن الحديث قال الحافظ:صدوق زاهد.
وصحح الحديث الألباني _رحمه الله_في((الصحيحة))،برقم:(1514).
تنبيه:((المعوِّذات)) هي ((الإخلاص)) و ((الفلق)) و ((الناس))وذكرسورة الإخلاص معهما إنما ذلك على سبيل التغليب ومما يؤيد هذا هو قول عائشة _رضي الله عنها_:أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ كان إذا أوَى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما ((قل هو الله أحد)) و ((قل أعوذ برب الفلق)) و ((قل أعوذ برب الناس)) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات رواه البخاري برقم:(5017).
وعنها _ رضي الله عنها_:أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوِّذات ومسح بهما جسده رواه البخاري برقم:(6319).
فالمراد بقولها _ رضي الله عنها_((وقرأ بالمعوِّذات))هي المذكورة في الحديث الذي قبله ومنها((الإخلاص))،فإنها دخلت في لفظ ((المعوِّذات))على سبيل التغليب وإلى هذا جنح الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)(12/292) فقال:وقدكنت جوَّزت في
((باب الوفاة النبوي))من كتاب((المغازي))أن الجمع فيه بناء على أن أقلَّ الْجَمْعِ اثنان ثم ظهرلي من حديث هذا الباب أنه على الظاهر وأن المراد بأنه كان يقرأ بالمعوذات أي السُّور الثلاث وذكر سورة الإخلاص معهما تغليبًا لِمَا اشتملت عليه من صفة الرَّبِّ وإن لم يصرح فيها بلفظ التعويذ.اهـ
قلت:وبما أنه قد ثبت أن المعوذات تقرأ دبركل صلاة بعدالسلام فلابد من التنبيه على أمور:
1_أن قراءتها بعد الصلوات لاتكرار فيها وإنما تُقرأ كل سورة مرة واحدة فقط لأنه لادليل على التكرار.
2_أن التكرار وهو قراءة كل سورة ثلاث مرات إنما ورد في أذكار المساء والصباح لِأنه دل الدليل على ذلك فقدجاء عن عبدالله بن خبيب_ رضي الله عنه_ قال:((خرجنا في ليلة مطر،وظلمة شديدة نطلب رسول الله_صلى الله عليه وسلم_فأدركناه فقال:((قل))قلت:ماأقول؟قال:((قل هوالله أحد))والمعوِّذاتين حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كلِّ شييءٍ)).
رواه أبوداود وغيره وهو حسن وينظر تخريجه في((التبيان))برقم:(114).
3_من أهل العلم من قال:إن المعوذات تكرر بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب ثلاث مرات وبناءً على هذا القول كُتِبَ ذلك على لوحة تعلق في المساجد وترى كثيرًا من المصلين بعد السلام مباشرة ينظرإلى هذه اللوحة ويقرأ فيهاولم أجد دليلاً بعد البحث يدل على تكرار هذه السور بعد صلاتي المغرب والفجر وإنما ورد ذلك في أذكار المساء والصباح وعليه فإن التكرار بعد هاتين الصلاتين ليس من السنة في شيءٍ وهذا التخصيص يحتاج إلى دليل يدل عليه .والله أعلم