كتاب إزالة الغشاوة عن حكم اللحن في التلاوةكتب إسلامية

كتاب إزالة الغشاوة عن حكم اللحن في التلاوة

مفهوم اللحن في التلاوة الّلحن في اللّغة هو من الفعل لَحِنَ، ومعنى لَحَّنَ فلانًا: أي خطّأه في الكلام، وعندما يُقال ألحن الخطيب في كلامه: فمعناه أنّه وقع في خطأٍ لُغويّ أو نَحْويّ أثناء إلقائه، حيث قال الله تعالى:{وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[١] ولحن القول هو مقصده، وما يفهمه السّامع، متأملًا فيه ليعلم هدفه من لفظه، فمفهوم اللّحن هو التّكلم بطريقة مخالفة للصّواب في قواعد اللّغة العربيّة،‏ وهو الميل والانحراف عن الصّواب إلى الخطأ، وأمّا اصطلاحًا فهو تلاوة القرآن الكريم بشكلٍ مخالفٍ لقواعد اللّغة العربيّة، كاستبدال حرفٍ بحرف أو حركة بأخرى، أو تلاوته بطريقة مخالفة لقواعد التّجويد، الذي يؤدّي إلى خللٍ في معناه فالقرآن الكريم نزلَ مرتلًا مُجوّدًا، وقد سمّى علماء القراءات القراءة من دون تجويد لحنًا؛ لذلك أفردوا له بابًا خاصّا؛ لحفظ مفردات القرآن الكريم التي نزلت على الرّسول-عليه السّلام- كما هي من غير خلل، وسيذكر هذا المقال أنواع اللحن في التلاوة وبعض الأمثلة عليها. أنواع اللحن في التلاوة إنّ تعلّم أحكام القراءة والتّجويد للقرآن الكريم واجب على كل مسلم، بالقدر الذي يحفظ لسانه من والوقوع في الخطأ، والذي قد يؤدي إلى إفساد المعنى، وأمّا حكم تعلّم الأحكام الخاصة بالمخارج والصّفات، والتي لا يتعلق بها إفساد في المعنى فهي مستحبة، وقد ذكر العلماء أنّ أنواع اللحن في التلاوة يُقسم إلى قسمين، أحدهما يسمى باللّحن الجليّ، والآخر يسمّى باللّحن الخفيّ، وكل نوعٍ له حقيقه تميزه عن غيره، وفيما يأتي تفصيلٌ عن ذلك: اللحن الجلي عندما يقرأ الإنسان القرآن الكريم، قد يصدر منه أخطاء في التّلاوة تخالف التّلاوة الصّحيحة المنقولة عن الرّسول عليه السّلام، فكل خطأ ظاهر جليّ يشترك في معرفته علماء القراءة، وعامة النّاس، يُسمى باللّحن الجليّ، وهذا الخطأ الظاهر قد يكون مخالفًا لقواعد اللّغة العربية ويخلّ ببناء الكلمة، كاستبدال حرف بحرف أو وضع حركة مكان أخر، وقد بيّن علماء القراءات حكم اللّحن الجلي فقالوا: من أخطأ في التّلاوة ووقع في لحنٍ جليّ فلا تصح قراءته ويأثم بسبب الإهمال ولا تصح الصّلاة خلفه إذا وقع في اللّحن الجليّ في أثناء قراءته لسورة الفاتحة وأدّى إلى خلل في المعنى، فتبطل صلاته،فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميّة قال: "لا ينبغي لطلبة العلم الصّلاة خلف من لا يقيم الفاتحة ويقع في اللّحن الجليّ". أمثلة على اللّحن الجليّ للّحن الجليّ صورًا كثيرة ذكرها علماء القراءات مشتركة بينهم وتمّ توضيحها حتى لا يقع فيها عامّة النّاس لذلك قد يكون اللّحن الجليّ في الحروف والكلمات وفي الحركات والسكنات، وفيما يأتي تفصيل ذلك: في الحروف: كإبدال حرف مكان أخر مثل إبدال حرف الحاء في قوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ}بحرف الهاء، وكذلك إبدال حرف الضاد من قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ} بحرف بطاء.[٧] في الحركات: كإبدال فتح حرف الباء في قوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[٨] فيؤدي إلى فساد في المعنى.[٧] زيادة حرف على بناء الكلمة أو إنقاص حرف: مثل زيادة الفاء أو الواو في الآيات، مثل:وإذ قال بدلاً من: {إِذْ قَالَ}، وأمّا المثال على إنقاص حرف في قوله تعالى: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[٩] فتُقرأ بالشدة على النون حتى لا يؤدي ذلك إلى خلل في المعنى.[٧] في الكلمات: كوضع كلمة مكان أخرى، ومثاله: وضع كلمة رحيمٌ بدلًا من حليمٍ في قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}. إنقاص كلمة من آية، أو زيادة كلمة[٧]: مثاله في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}[١١]فكثيرٌ من يسقط كلمة {وما}في أثناء التّلاوة. الحركات والسكنات: كوضع الفتحة في كلمة: {الْحَمْدُ} بدل الضمة. ترك المدود الطبيعية: كقوله تعالى:{وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}[١٢] فيؤدي إلى ذهاب ذات الحرف.[١٣] الوقف القبيح: كوقوف أحدهم على النّفي من كلمة التّوحيد في قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ}.[١٤][١٣] اللحن الخفي وأمّا النوع الثاني من أنواع اللحن في التلاوة، فهو اللّحن الخفيّ، ومعنى كلمة الخفيّ في اللّغة هو المستتر،[٦] وقد عرّفه العلماء بأنّه الخطأ المتعلق بالنّطق، أيّ الخطأ المتّعلق بإتقان اللّفظ، وقد سميّ باللحن الخفيّ؛ لأنّه لا يميزه إلا المختصّين من العلماء في القراءة،[١٥] ويخفى على عامّة النّاس، وهو نوعان أحدهما يعرفه عامّة القراء؛ كتركالإقلاب والإخفاء وترقيق المفخَّم وغيره من الأحكام، وأمّا النوع الآخر فهو من يعرفه المهرة في القراءات كزيادة المد عن مقداره أو إنقاصه، وقد بيّن علماء القراءات حكمه فقالوا: من وقع في اللحن الخفيّ فحكمه أخف من اللحن الجلي، بسبب قلة إتقانه، وتصح الصلاة خلفه، إلّا أنّه يتطلب منه أن يجاهد نفسه ويتدرب على أحكام التجويد حتى لا يقع في الإثم. أمثلة على اللحن الخفي ذُكر سابقًا أنّ من أنواع اللحن في التلاوة، هو اللّحن الجليّ الذي له حكمٌ خاصٌ فيه، وله صورٌ عديدة، وكذلك الّلحن الخفيّ له صورٌ كثيرة، قد تكون في الحروف والكلمات، وقد تكون في الحركات وفيما يأتي ذكرٌ للأمثلة: عدم ضبط مقادير المدود: فمن يقرأ آية {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}[١٦]من غير أن يأتي بالمد المتصل فلا يؤدي إلى خلل في المعنى، ولكنّ المهرة من القرّاء يدركون عدم الإتقان في التّلاوة.[٦] عدم تطبيق الأحكام، وتحقيق الصّفات: كمن يزيد في تكرار الرّاءات، ومن يُشبع الحركات فيضيف بعد الفتحة ألفًا، كمن تلا كلمة {تلكَ}[١٧] بلفظ تلكا. في الحركات: كنطق الضمة التي بعدها سكون حركة ما بين الضمة والفتحة مثال:{كنتم}.[١٨][٥] اللحن الخفي في صفة الهمس : كجهر التاء والكاف والهاء، مثل:{فَتْرَةٍ}.[١٩][٢٠] اللحن الخفي في صفة الجهر: فيهمس القارئ حروف الجهر في القاف والضاد واللام والراء والجيم والطاء والباء، مثاله:{الْحَرِيقِ}. اللحن يحمل معانٍ متعددة وهو بمعنى الخطأ والميل عن الاستقامة ومخالفة صواب الإعراب، وهذا البحث يهدف إلى إزالة الغشاوة عن حكم اللحن في التلاوة بمعنى الخطأ...
أبو خالد بن الوليد - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ إزالة الغشاوة عن حكم اللحن في التلاوة ❝ ❱
من كتب علوم القرآن كتب التفاسير وعلوم القرآن الكريم - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : مفهوم اللحن في التلاوة الّلحن في اللّغة هو من الفعل لَحِنَ، ومعنى لَحَّنَ فلانًا: أي خطّأه في الكلام، وعندما يُقال ألحن الخطيب في كلامه: فمعناه أنّه وقع في خطأٍ لُغويّ أو نَحْويّ أثناء إلقائه، حيث قال الله تعالى:{وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[١] ولحن القول هو مقصده، وما يفهمه السّامع، متأملًا فيه ليعلم هدفه من لفظه، فمفهوم اللّحن هو التّكلم بطريقة مخالفة للصّواب في قواعد اللّغة العربيّة،‏ وهو الميل والانحراف عن الصّواب إلى الخطأ،

وأمّا اصطلاحًا فهو تلاوة القرآن الكريم بشكلٍ مخالفٍ لقواعد اللّغة العربيّة، كاستبدال حرفٍ بحرف أو حركة بأخرى، أو تلاوته بطريقة مخالفة لقواعد التّجويد، الذي يؤدّي إلى خللٍ في معناه فالقرآن الكريم نزلَ مرتلًا مُجوّدًا، وقد سمّى علماء القراءات القراءة من دون تجويد لحنًا؛ لذلك أفردوا له بابًا خاصّا؛ لحفظ مفردات القرآن الكريم التي نزلت على الرّسول-عليه السّلام- كما هي من غير خلل، وسيذكر هذا المقال أنواع اللحن في التلاوة وبعض الأمثلة عليها.

أنواع اللحن في التلاوة إنّ تعلّم أحكام القراءة والتّجويد للقرآن الكريم واجب على كل مسلم، بالقدر الذي يحفظ لسانه من والوقوع في الخطأ، والذي قد يؤدي إلى إفساد المعنى، وأمّا حكم تعلّم الأحكام الخاصة بالمخارج والصّفات، والتي لا يتعلق بها إفساد في المعنى فهي مستحبة، وقد ذكر العلماء أنّ أنواع اللحن في التلاوة يُقسم إلى قسمين، أحدهما يسمى باللّحن الجليّ، والآخر يسمّى باللّحن الخفيّ، وكل نوعٍ له حقيقه تميزه عن غيره، وفيما يأتي تفصيلٌ عن ذلك: اللحن الجلي عندما يقرأ الإنسان القرآن الكريم، قد يصدر منه أخطاء في التّلاوة تخالف التّلاوة الصّحيحة المنقولة عن الرّسول عليه السّلام، فكل خطأ ظاهر جليّ يشترك في معرفته علماء القراءة، وعامة النّاس، يُسمى باللّحن الجليّ، وهذا الخطأ الظاهر قد يكون مخالفًا لقواعد اللّغة العربية ويخلّ ببناء الكلمة، كاستبدال حرف بحرف أو وضع حركة مكان أخر، وقد بيّن علماء القراءات حكم اللّحن الجلي فقالوا: من أخطأ في التّلاوة ووقع في لحنٍ جليّ فلا تصح قراءته ويأثم بسبب الإهمال ولا تصح الصّلاة خلفه إذا وقع في اللّحن الجليّ في أثناء قراءته لسورة الفاتحة وأدّى إلى خلل في المعنى، فتبطل صلاته،فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميّة قال: "لا ينبغي لطلبة العلم الصّلاة خلف من لا يقيم الفاتحة ويقع في اللّحن الجليّ".

أمثلة على اللّحن الجليّ للّحن الجليّ صورًا كثيرة ذكرها علماء القراءات مشتركة بينهم وتمّ توضيحها حتى لا يقع فيها عامّة النّاس لذلك قد يكون اللّحن الجليّ في الحروف والكلمات وفي الحركات والسكنات، وفيما يأتي تفصيل ذلك: في الحروف: كإبدال حرف مكان أخر مثل إبدال حرف الحاء في قوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ}بحرف الهاء، وكذلك إبدال حرف الضاد من قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ} بحرف بطاء.[٧] في الحركات: كإبدال فتح حرف الباء في قوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[٨] فيؤدي إلى فساد في المعنى.[٧] زيادة حرف على بناء الكلمة أو إنقاص حرف: مثل زيادة الفاء أو الواو في الآيات، مثل:وإذ قال بدلاً من: {إِذْ قَالَ}، وأمّا المثال على إنقاص حرف في قوله تعالى: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[٩] فتُقرأ بالشدة على النون حتى لا يؤدي ذلك إلى خلل في المعنى.[٧] في الكلمات: كوضع كلمة مكان أخرى، ومثاله: وضع كلمة رحيمٌ بدلًا من حليمٍ في قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}.

إنقاص كلمة من آية، أو زيادة كلمة[٧]: مثاله في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}[١١]فكثيرٌ من يسقط كلمة {وما}في أثناء التّلاوة. الحركات والسكنات: كوضع الفتحة في كلمة: {الْحَمْدُ} بدل الضمة.

ترك المدود الطبيعية: كقوله تعالى:{وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}[١٢] فيؤدي إلى ذهاب ذات الحرف.[١٣] الوقف القبيح: كوقوف أحدهم على النّفي من كلمة التّوحيد في قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ}.[١٤][١٣] اللحن الخفي وأمّا النوع الثاني من أنواع اللحن في التلاوة، فهو اللّحن الخفيّ، ومعنى كلمة الخفيّ في اللّغة هو المستتر،[٦] وقد عرّفه العلماء بأنّه الخطأ المتعلق بالنّطق، أيّ الخطأ المتّعلق بإتقان اللّفظ، وقد سميّ باللحن الخفيّ؛ لأنّه لا يميزه إلا المختصّين من العلماء في القراءة،[١٥] ويخفى على عامّة النّاس، وهو نوعان أحدهما يعرفه عامّة القراء؛ كتركالإقلاب والإخفاء وترقيق المفخَّم وغيره من الأحكام، وأمّا النوع الآخر فهو من يعرفه المهرة في القراءات كزيادة المد عن مقداره أو إنقاصه، وقد بيّن علماء القراءات حكمه فقالوا: من وقع في اللحن الخفيّ فحكمه أخف من اللحن الجلي، بسبب قلة إتقانه، وتصح الصلاة خلفه، إلّا أنّه يتطلب منه أن يجاهد نفسه ويتدرب على أحكام التجويد حتى لا يقع في الإثم.

أمثلة على اللحن الخفي ذُكر سابقًا أنّ من أنواع اللحن في التلاوة، هو اللّحن الجليّ الذي له حكمٌ خاصٌ فيه، وله صورٌ عديدة، وكذلك الّلحن الخفيّ له صورٌ كثيرة، قد تكون في الحروف والكلمات، وقد تكون في الحركات وفيما يأتي ذكرٌ للأمثلة: عدم ضبط مقادير المدود: فمن يقرأ آية {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}[١٦]من غير أن يأتي بالمد المتصل فلا يؤدي إلى خلل في المعنى، ولكنّ المهرة من القرّاء يدركون عدم الإتقان في التّلاوة.[٦] عدم تطبيق الأحكام، وتحقيق الصّفات: كمن يزيد في تكرار الرّاءات، ومن يُشبع الحركات فيضيف بعد الفتحة ألفًا، كمن تلا كلمة {تلكَ}[١٧] بلفظ تلكا.

في الحركات: كنطق الضمة التي بعدها سكون حركة ما بين الضمة والفتحة مثال:{كنتم}.[١٨][٥] اللحن الخفي في صفة الهمس : كجهر التاء والكاف والهاء، مثل:{فَتْرَةٍ}.[١٩][٢٠] اللحن الخفي في صفة الجهر: فيهمس القارئ حروف الجهر في القاف والضاد واللام والراء والجيم والطاء والباء، مثاله:{الْحَرِيقِ}.


اللحن يحمل معانٍ متعددة وهو بمعنى الخطأ والميل عن الاستقامة ومخالفة صواب الإعراب، وهذا البحث يهدف إلى إزالة الغشاوة عن حكم اللحن في التلاوة بمعنى الخطأ...


للكاتب/المؤلف : أبو خالد بن الوليد .
دار النشر : .
عدد مرات التحميل : 7399 مرّة / مرات.
تم اضافته في : السبت , 23 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 92 كيلوبايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

مفهوم اللحن في التلاوة الّلحن في اللّغة هو من الفعل لَحِنَ، ومعنى لَحَّنَ فلانًا: أي خطّأه في الكلام، وعندما يُقال ألحن الخطيب في كلامه: فمعناه أنّه وقع في خطأٍ لُغويّ أو نَحْويّ أثناء إلقائه، حيث قال الله تعالى:{وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[١] ولحن القول هو مقصده، وما يفهمه السّامع، متأملًا فيه ليعلم هدفه من لفظه، فمفهوم اللّحن هو التّكلم بطريقة مخالفة للصّواب في قواعد اللّغة العربيّة،‏ وهو الميل والانحراف عن الصّواب إلى الخطأ، 

وأمّا اصطلاحًا فهو تلاوة القرآن الكريم بشكلٍ مخالفٍ لقواعد اللّغة العربيّة، كاستبدال حرفٍ بحرف أو حركة بأخرى، أو تلاوته بطريقة مخالفة لقواعد التّجويد، الذي يؤدّي إلى خللٍ في معناه فالقرآن الكريم نزلَ مرتلًا مُجوّدًا، وقد سمّى علماء القراءات القراءة من دون تجويد لحنًا؛ لذلك أفردوا له بابًا خاصّا؛ لحفظ مفردات القرآن الكريم التي نزلت على الرّسول-عليه السّلام- كما هي من غير خلل، وسيذكر هذا المقال أنواع اللحن في التلاوة وبعض الأمثلة عليها.

 أنواع اللحن في التلاوة إنّ تعلّم أحكام القراءة والتّجويد للقرآن الكريم واجب على كل مسلم، بالقدر الذي يحفظ لسانه من والوقوع في الخطأ، والذي قد يؤدي إلى إفساد المعنى، وأمّا حكم تعلّم الأحكام الخاصة بالمخارج والصّفات، والتي لا يتعلق بها إفساد في المعنى فهي مستحبة، وقد ذكر العلماء أنّ أنواع اللحن في التلاوة يُقسم إلى قسمين، أحدهما يسمى باللّحن الجليّ، والآخر يسمّى باللّحن الخفيّ، وكل نوعٍ له حقيقه تميزه عن غيره، وفيما يأتي تفصيلٌ عن ذلك: اللحن الجلي عندما يقرأ الإنسان القرآن الكريم، قد يصدر منه أخطاء في التّلاوة تخالف التّلاوة الصّحيحة المنقولة عن الرّسول عليه السّلام، فكل خطأ ظاهر جليّ يشترك في معرفته علماء القراءة، وعامة النّاس، يُسمى باللّحن الجليّ، وهذا الخطأ الظاهر قد يكون مخالفًا لقواعد اللّغة العربية ويخلّ ببناء الكلمة، كاستبدال حرف بحرف أو وضع حركة مكان أخر، وقد بيّن علماء القراءات حكم اللّحن الجلي فقالوا: من أخطأ في التّلاوة ووقع في لحنٍ جليّ فلا تصح قراءته ويأثم بسبب الإهمال ولا تصح الصّلاة خلفه  إذا وقع في اللّحن الجليّ في أثناء قراءته لسورة الفاتحة وأدّى إلى خلل في المعنى، فتبطل صلاته،فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميّة قال: "لا ينبغي لطلبة العلم الصّلاة خلف من لا يقيم الفاتحة ويقع في اللّحن الجليّ".

 أمثلة على اللّحن الجليّ للّحن الجليّ صورًا كثيرة ذكرها علماء القراءات مشتركة بينهم وتمّ توضيحها حتى لا يقع فيها عامّة النّاس لذلك قد يكون اللّحن الجليّ في الحروف والكلمات وفي الحركات والسكنات، وفيما يأتي تفصيل ذلك: في الحروف: كإبدال حرف مكان أخر مثل إبدال حرف الحاء في قوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ}بحرف الهاء، وكذلك إبدال حرف الضاد من قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ} بحرف بطاء.[٧] في الحركات: كإبدال فتح حرف الباء في قوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[٨] فيؤدي إلى فساد في المعنى.[٧] زيادة حرف على بناء الكلمة أو إنقاص حرف: مثل زيادة الفاء أو الواو في الآيات، مثل:وإذ قال بدلاً من: {إِذْ قَالَ}، وأمّا المثال على إنقاص حرف في قوله تعالى: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[٩] فتُقرأ بالشدة على النون حتى لا يؤدي ذلك إلى خلل في المعنى.[٧] في الكلمات: كوضع كلمة مكان أخرى، ومثاله: وضع كلمة رحيمٌ بدلًا من حليمٍ في قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}.

إنقاص كلمة من آية، أو زيادة كلمة[٧]: مثاله في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}[١١]فكثيرٌ من يسقط كلمة {وما}في أثناء التّلاوة. الحركات والسكنات: كوضع الفتحة في كلمة: {الْحَمْدُ} بدل الضمة.

 ترك المدود الطبيعية: كقوله تعالى:{وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}[١٢] فيؤدي إلى ذهاب ذات الحرف.[١٣] الوقف القبيح: كوقوف أحدهم على النّفي من كلمة التّوحيد في قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ}.[١٤][١٣] اللحن الخفي وأمّا النوع الثاني من أنواع اللحن في التلاوة، فهو اللّحن الخفيّ، ومعنى كلمة الخفيّ في اللّغة هو المستتر،[٦] وقد عرّفه العلماء بأنّه الخطأ المتعلق بالنّطق، أيّ الخطأ المتّعلق بإتقان اللّفظ، وقد سميّ باللحن الخفيّ؛ لأنّه لا يميزه إلا المختصّين من العلماء في القراءة،[١٥] ويخفى على عامّة النّاس، وهو نوعان أحدهما يعرفه عامّة القراء؛ كتركالإقلاب والإخفاء وترقيق المفخَّم وغيره من الأحكام، وأمّا النوع الآخر فهو من يعرفه المهرة في القراءات كزيادة المد عن مقداره أو إنقاصه، وقد بيّن علماء القراءات حكمه فقالوا: من وقع في اللحن الخفيّ فحكمه أخف من اللحن الجلي، بسبب قلة إتقانه، وتصح الصلاة خلفه، إلّا أنّه يتطلب منه أن يجاهد نفسه ويتدرب على أحكام التجويد حتى لا يقع في الإثم.

أمثلة على اللحن الخفي ذُكر سابقًا أنّ من أنواع اللحن في التلاوة، هو اللّحن الجليّ الذي له حكمٌ خاصٌ فيه، وله صورٌ عديدة، وكذلك الّلحن الخفيّ له صورٌ كثيرة، قد تكون في الحروف والكلمات، وقد تكون في الحركات وفيما يأتي ذكرٌ للأمثلة: عدم ضبط مقادير المدود: فمن يقرأ آية {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}[١٦]من غير أن يأتي بالمد المتصل فلا يؤدي إلى خلل في المعنى، ولكنّ المهرة من القرّاء يدركون عدم الإتقان في التّلاوة.[٦] عدم تطبيق الأحكام، وتحقيق الصّفات: كمن يزيد في تكرار الرّاءات، ومن يُشبع الحركات فيضيف بعد الفتحة ألفًا، كمن تلا كلمة {تلكَ}[١٧] بلفظ تلكا.

في الحركات: كنطق الضمة التي بعدها سكون حركة ما بين الضمة والفتحة مثال:{كنتم}.[١٨][٥] اللحن الخفي في صفة الهمس : كجهر التاء والكاف والهاء، مثل:{فَتْرَةٍ}.[١٩][٢٠] اللحن الخفي في صفة الجهر: فيهمس القارئ حروف الجهر في القاف والضاد واللام والراء والجيم والطاء والباء، مثاله:{الْحَرِيقِ}.


اللحن يحمل معانٍ متعددة وهو بمعنى الخطأ والميل عن الاستقامة ومخالفة صواب الإعراب، وهذا البحث يهدف إلى إزالة الغشاوة عن حكم اللحن في التلاوة بمعنى الخطأ...



نوع الكتاب : rar.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل إزالة الغشاوة عن حكم اللحن في التلاوة
أبو خالد بن الوليد
أبو خالد بن الوليد
ABO KHALD BN ALOLID
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ إزالة الغشاوة عن حكم اللحن في التلاوة ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب علوم القرآن

فتح الرحمن في معربات القرآن PDF

قراءة و تحميل كتاب فتح الرحمن في معربات القرآن PDF مجانا

ملاحظات على ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الهولندية للمستشرق الهولندي: د/ فريد ليمهاوس PDF

قراءة و تحميل كتاب ملاحظات على ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الهولندية للمستشرق الهولندي: د/ فريد ليمهاوس PDF مجانا

ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمهرية PDF

قراءة و تحميل كتاب ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمهرية PDF مجانا

تحفة الحفاظ في شرح بهجة اللحاظ PDF

قراءة و تحميل كتاب تحفة الحفاظ في شرح بهجة اللحاظ PDF مجانا

الغريبين في القرآن والحديث PDF

قراءة و تحميل كتاب الغريبين في القرآن والحديث PDF مجانا

من أسرار التذييل في آيٍ من التنزيل PDF

قراءة و تحميل كتاب من أسرار التذييل في آيٍ من التنزيل PDF مجانا

فتح الرحمن في أسباب نزول القرآن PDF

قراءة و تحميل كتاب فتح الرحمن في أسباب نزول القرآن PDF مجانا

إتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (نسخة مصورة) PDF

قراءة و تحميل كتاب إتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (نسخة مصورة) PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..