في مشاهد من فولكلور الريف ينسج لنا الروائي فتحي سلامه في روايته ملامح هذا العمل الجميل مبتدئا بداياته مع قرص الشمس في صعود، ومنتهيا نهاياته مع غروب الشمس في مشهد لا يحسه ولايعرفه إلا أبناء هذه الأرض الذين يعيشون عليها.. مع ارتفاع قرص شمسها تبدأ دورة حياتهم ومع نزوله تنتهي, من تراب هذه الأرض يخرجون والي تربها يعودون. بدايات فتحي سلامة ابن هذه الأرض هي طفولته وهي طفولة الراوي مع صناعة وإشراق الطفولة البريئة السعيدة الباحثة عن الفرحة في كل ما حوله، حتى حكايات الجدة الصحراوية عن الخيام وحياة الرمال والفضاء المفتوح والهواء المنطلق بلا حدود وعن الحرية التي يجب أن تعاش. مع صعود قرص الشمس يصعد نجم بطلنا. يكبر ويبدأ وعيه يتفتح فيدرك ما حوله من مساحات الفقر والغني التي تشارك هذه الحياة دون صراع ظاهر، وإن كان مضمرا في بعض النفوس رغم ما قد يبدو علي السطح من تناغم يخفي تحته ما يخفي من قواسم الصراع الذي يبدو مؤجلا. في بدايات العمل ومع ازدياد مساحات النور تنكشف أمامنا بكل جلاء ملامح الصورة التي يرسمها أديبنا الراحل فتحي سلامة لعمله الرائع.