أشارت عقارب الساعة إلى الواحدة بعد الظهر. علاوة على الحرارة التي تذيب المدينة، كان عواء الكلب الرابض منذ يومين في ساحة ميشليه لا يُحتمل، ولم ينقطع خلالهما عن النباح. كان كلباً بنياً ذا وبرٍ قصير، بلا طوق وبأذن مشرومة، ينبح بوتيرة واحدة مرةً كل ثلاث ثوانٍ تقريباً، بصوت حاد يبعث على الجنون.
دأب دوجو على رميه بالحجارة من عتبة الثكنة القديمة التي تحوّلت خلال الحرب إلى سجن للفارين والجواسيس، إنما دون فائدة ترجى، فكلما شعر الكلب باقتراب الحصى، تراجع قليلاً، ثم عاود النباح بأسوأ مما كان. كان في الثكنة سجين واحد، ولم يكن ينوي الفرار، إلا أن سوء الحظ، قاد دوجو ليكون حارسه الوحيد، ولم يسمح له ضميره المهني بالابتعاد، فما كان بإمكانه اللحاق بالحيوان ولا جعله يخاف.
ما كان أحد في هذا الحر الخانق ليغامر بالخروج. أخذ صوت النباح يرتدّ من حائط إلى آخر في الشوارع الفارغة. لوهلة خطر لدوجو أن يستخدم مسدسه، إلا أن الحرب انتهت، وتساءل ما إن كان يحق له إطلاق النار في وسط المدينة، ولو على كلب. خصوصاً أن السجين قد يستخدم مثل هذه الحادثة كذريعة لحشد الناس أكثر ضد السلطات.
- من روايات وقصص عالمية - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
وصف الكتاب : أشارت عقارب الساعة إلى الواحدة بعد الظهر. علاوة على الحرارة التي تذيب المدينة، كان عواء الكلب الرابض منذ يومين في ساحة ميشليه لا يُحتمل، ولم ينقطع خلالهما عن النباح. كان كلباً بنياً ذا وبرٍ قصير، بلا طوق وبأذن مشرومة، ينبح بوتيرة واحدة مرةً كل ثلاث ثوانٍ تقريباً، بصوت حاد يبعث على الجنون.
دأب دوجو على رميه بالحجارة من عتبة الثكنة القديمة التي تحوّلت خلال الحرب إلى سجن للفارين والجواسيس، إنما دون فائدة ترجى، فكلما شعر الكلب باقتراب الحصى، تراجع قليلاً، ثم عاود النباح بأسوأ مما كان. كان في الثكنة سجين واحد، ولم يكن ينوي الفرار، إلا أن سوء الحظ، قاد دوجو ليكون حارسه الوحيد، ولم يسمح له ضميره المهني بالابتعاد، فما كان بإمكانه اللحاق بالحيوان ولا جعله يخاف.
ما كان أحد في هذا الحر الخانق ليغامر بالخروج. أخذ صوت النباح يرتدّ من حائط إلى آخر في الشوارع الفارغة. لوهلة خطر لدوجو أن يستخدم مسدسه، إلا أن الحرب انتهت، وتساءل ما إن كان يحق له إطلاق النار في وسط المدينة، ولو على كلب. خصوصاً أن السجين قد يستخدم مثل هذه الحادثة كذريعة لحشد الناس أكثر ضد السلطات.
عدد مرات التحميل : 13734 مرّة / مرات. تم اضافته في : الأحد , 26 مارس 2017م. حجم الكتاب عند التحميل : 5.4 ميجا بايت .
تعليقات ومناقشات حول الكتاب:
ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:
مهلاً ! قبل تحميل الكتاب .. يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf يمكن تحميلة من هنا 'تحميل البرنامج'
نوع الكتاب : pdf. اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا: