حدث فى الخامس من مايو من روايات جيب
ماذا أفعل ذلك؟
أنت تسأل أسئلة غريبة اليوم.. من الأوفق أن تسأل: لماذا لا أفعل ذلك؟
لقد قرأت الكثير من كتابات الفوضويين، وآمَنتُ أن التدمير أروع بمراحل من أيَّة متعة يحظى بها المرء في حياته.. لحظة انفجار قنبلة أو انطلاق رصاصة هي الاكتمال بعينه.. هذه أشياء لن تفهمها..يلذ لي أن أرى وجوه رجال الشرطة عندما يأتون للتحقيق.. منذ فترة صارت عندهم صورة محددة لأسباب هذه العمليات، ولن يخرج تفكيرهم عن هذا النطاق.. لن يفهموا أبدًا أن هناك مَن قرأ كتابات الفوضويين وآمن بمبادئهم.. دعك من أنه يكره المكان فعلاً..الخوف؟
أعترف بهذا.
وأنا أرتدي ثيابي صباح اليوم شعرت بجفاف في حلقي.. ألفُّ الحزام حول جسدي العاري وأتأكَّد من أن السلكين بارزان.. العبوة التي قضيت أيامًا أُركِّبها بالاستعانة بتعليمات الإنترنت.. لماذا يتركون هذه المواقع تعمل إذا كانوا يريدون الأمان حقًا؟.. لا أصدق أن الحكومة الأمريكية عاجزة عن منعها أو إغلاقها.
شعور غريب أن يلتف الحزام حولك.. نوع من القلق.. التردد.. يمكنك في أية لحظة أن تتراجع، لكني اتخذت قراري منذ زمن ولن يغيره شيء.البنوك! أنا أكره عمل البنوك أكره وجوه العملاء وأكره زملائي وأكره مكتبي الجشع في أعتى صوره تأمّل القلق والتوتر في وجه هذا العميل أو ذاك وهو يعد ماله جميل جدًا أن يدوي انفجار مروِّع هنا وتتناثر الجثث مع الدماء صحيح أن رأسي سيكون بينها لكن من قال إنني أهتم برأسي؟
لقد فقدت الحب ولم أعد أبالي بيوم آخر في الحياة.. المزيد من الحياة في المستنقع لا تعني سوى المزيد من العطن..
اليوم يبدو مناسبًا أحب أن أفجِّر نفسي يوم الخامس من مايو هذه عادة لم أستطع التخلي عنها قطإن الخامس من مايو يوم لطيف.
في مثل هذا اليوم -حسب مواقع الإنترنت التي تهتم بهذه الأمور- توفي المناضل الإيرلندي "بوبي ساندز" عام 1981 بعد إضرابه شهرين عن الطعام في السجن عام 1961 تُرسِل أمريكا أول رائد فضاء لها بعدما سبقها السوفييت الزعيم الهندي "الثور الجالس" يفر إلى كندا عام 1877 عام 1821 يموت "بونابرت" في منفاه بسانت هيلانة.. عام 1494 يصل "كريستوفر كولمبس" لجامايكا وعام 1260 يصير "قوبلاي خان" إمبراطور المغول.
وأموت أنا!
السلك الذي عزلته يأبى أن ينسلخ من غطائه.. تبًا!.. يجب أن أحاول أكثر.. (شريف) يقدم لي بعض اللادن بلا مودة فأرفض مع الشكر. ليلى تميل عليّ لتقول:
ـ"كُفِّي قليلاً عن التغزل في شريف يا حمقاء!.. نظراتك تفضحك.. على الفتاة أن تحب مَن تجد إن لم تجد من تحب.. (مجدي) يهيم بك حبًا.."
يا لكِ من حمقاء!.. كل شيء سينتهي خلال ثوان وهي ما زالت تتكلم عن هذا السخف!
السلك.. ظفري يحاول أن يجرده..
تقول ليلى:
ـ"هل دخلتِ الحمام لتدخين سيجارة عندما كان ذلك الخنزير يتشاجر؟.. لقد اختفيت بسلاسة تامة.. أنا أعرف أنك تدخنين.. أليس كذلك؟"
في هذه اللحظة لم أعرف ما يحدث.. فقط سمعت اسمي (فاتن) يدوي بصوتٍ عالٍ، ثم وجدت نفسي على الأرض بينما رجلان يبدو أنهما من رجال الشرطة يُثبِّتان معصمي بكفاءة غريبة..
صحت من بين أسناني:
ـ"لا تلمسوني يا أوغاد.. سأتهمكم بالتحرش!.. أريد سيدة لتفتشني!"
بالفعل سرعان ما كانوا يقتادونني إلى الحمام، بينما ظهرت سيدة من مكان ما.. سيدة حازمة خالية من الأنوثة تنزع القنبلة عن جسدي.. وتناولها للرجلين..
من الخارج أسمع (عزة).. (عزة) صديقة عمري تشرح لهم:
ـ"إن الفتيات يعشقن الثرثرة.. لم تستطع (فاتن) أن تنفذ مخططها من دون أن تشرح كل شيء في خطاب لي، وطلبت ألا أفتحه إلا مساء اليوم.. نسيت أن أقول إن الفتيات فضوليات كذلك.. لهذا فتحت الخطاب قبل الموعد ووجدت هذا الكلام المخيف!.. (فاتن) ستفجر نفسها عند الظهر.. هذا مستحيل.. كلام فارغ.. قولوا لي ذلك..!"
وصوت رجل صارم يقول لها:
ـ"للأسف كل ما قالته دقيق.. لقد نجا هؤلاء بمعجزة.. إنني لأسائل نفسي عمّا يمكن أن تصل له الأمور بعد ذلك!"
الخامس من مايو.. في مثله تُوفِّي المناضل الأيرلندي (بوبي ساندز) وأرسلت أمريكا أول رائد فضاء لها، ومات بونابرت في منفاه بسانت هيلانة ووصل كريستوفر كولمبس لجامايكا، وصار قوبلاي خان إمبراطور المغول..
وهو اليوم الذي انتهت حريتي فيه.