رواية ثالث ثلاثة للكاتب اشرف المسمار
( لدي الماء, لكن ليس لدي الروح)
رحلة معقدة ومؤلمة لشخصية نسائية من جذور الشرق تتصارع مع أزمات الهوية, والبحث عن الذات, والصراع مع المجتمع, نص يحتوي على العديد من الأفكار والمشاعر المتشابكة, فهو من الناحية النفسية للشخصية يبرز معاناة المرأة من فقدان الأمان, الذي يُعتبر عنصرا أساسيا في حياتها, فافتقاد الأم منذ الطفولة،وجود الوالد الهامشي. ترك فجوة عاطفية ونفسية عميقة في شخصية خاصة حينما وصلت إلى عمر المراهقة وظهور التحول على صعيد الجسد والعواطف مما ينعكس على ردود الأفعال.
أما من ناحية الصراع الاجتماعي والهوية الجنسية, فلقد عالجت الصراع الداخلية للشخصية الأنثوية مع المجتمع الذكوري, خاصة في مجتمع شرقي يتمحور حول هيمنة الرجل.
وعندما كانت الهجرة خيار لابد منه, فأن النزوح من الشام إلى المانيا, ومحاولة عبور الحواجز المختلفة, مرورا بدول وبحر, معاناة ومعاناة., فالهجرة أصبحت ليست كحدث جغرافي فحسب, بل كرمز للبحث عن ذاتها بعدما أصبحت وحيدة, في بيئة جديدة مليئة بالتحديات والصدمات.
لا شك أن النص قد تطرق إلى الواقع الشرقي وكذلك الغربي, ما بين الواقع والادعاء, ما بين الازدواجية في المعايير وما بين كينونتها التي فطرت عليها, فالسعي وراء التحرر والتخلص من الجسد الانثوي الذي يشعرها بالضعف والهوان هي في مقدمة اهدافها بعدما وجدت العالم الغربي يعكس صورة الانفتاح والعيش بحرية كاملة.
في المانيا الحلم وفي المجتمع الجديد الذي يدعي جزافا بالمساوات والذي لم تكتشفه إلا في وقت متأخر, بعدما انتهكت خصوصيتها, وكذلك الاجهاض الذي لم تكن تعلم به, فالحمل حصل في مرحلة تجاوز حدودها التي كانت تعتقد بها, والرغبة في تجاوز تلك القيود, تحولٌ جعلها تفقد هويتها أكثر بعدما كانت تبحث عنها, بتأرجح تام ما بين الرغبات والأماني, ما بين تكوينها الفسلجي أوصلها إلى حافة اليأس والانكسار الداخلي.
فمسألة البحث عن الهوية لابد لها أن تكون ضمن مقومات, ضمن أسس لا تتجاوز الفطرة, لا تتجاوز الحدود والتحدي المفرط في ضرب التكوين الرباني لها, لذا فهي خسرت كونها كامرأة طبيعية تعيش في كنف رجل حسب الفطرة الربانية والمتطلبات الجسدية والروحية, ولم تكن رجلا حقيقيا بجسد ورغبات وتصرف وصوت وصورة.
وصولا إلى النهاية المأساوية التي تعكس الفشل في تكيفها في الحالتين في مجتمع غير عادل, إذ فقدت هويتها كامرأة وكرجل ايضا, فالدافع كان هو تلك الصورة النمطية للمرأة الضعيفة في المجتمع الشرقي والرجل هو السيد, فحاولت أن تتخلص منها, ولم تصل إليه, وكرجل ظلت بجسد المرأة وبذات النظرة الاعتيادية ضمن ثنائي المجتمع. أشرف المسمار - طبيب جراح عظم وكاتب روائي من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
( لدي الماء, لكن ليس لدي الروح)
رحلة معقدة ومؤلمة لشخصية نسائية من جذور الشرق تتصارع مع أزمات الهوية, والبحث عن الذات, والصراع مع المجتمع, نص يحتوي على العديد من الأفكار والمشاعر المتشابكة, فهو من الناحية النفسية للشخصية يبرز معاناة المرأة من فقدان الأمان, الذي يُعتبر عنصرا أساسيا في حياتها, فافتقاد الأم منذ الطفولة،وجود الوالد الهامشي. ترك فجوة عاطفية ونفسية عميقة في شخصية خاصة حينما وصلت إلى عمر المراهقة وظهور التحول على صعيد الجسد والعواطف مما ينعكس على ردود الأفعال.
أما من ناحية الصراع الاجتماعي والهوية الجنسية, فلقد عالجت الصراع الداخلية للشخصية الأنثوية مع المجتمع الذكوري, خاصة في مجتمع شرقي يتمحور حول هيمنة الرجل.
وعندما كانت الهجرة خيار لابد منه, فأن النزوح من الشام إلى المانيا, ومحاولة عبور الحواجز المختلفة, مرورا بدول وبحر, معاناة ومعاناة., فالهجرة أصبحت ليست كحدث جغرافي فحسب, بل كرمز للبحث عن ذاتها بعدما أصبحت وحيدة, في بيئة جديدة مليئة بالتحديات والصدمات.
لا شك أن النص قد تطرق إلى الواقع الشرقي وكذلك الغربي, ما بين الواقع والادعاء, ما بين الازدواجية في المعايير وما بين كينونتها التي فطرت عليها, فالسعي وراء التحرر والتخلص من الجسد الانثوي الذي يشعرها بالضعف والهوان هي في مقدمة اهدافها بعدما وجدت العالم الغربي يعكس صورة الانفتاح والعيش بحرية كاملة.
في المانيا الحلم وفي المجتمع الجديد الذي يدعي جزافا بالمساوات والذي لم تكتشفه إلا في وقت متأخر, بعدما انتهكت خصوصيتها, وكذلك الاجهاض الذي لم تكن تعلم به, فالحمل حصل في مرحلة تجاوز حدودها التي كانت تعتقد بها, والرغبة في تجاوز تلك القيود, تحولٌ جعلها تفقد هويتها أكثر بعدما كانت تبحث عنها, بتأرجح تام ما بين الرغبات والأماني, ما بين تكوينها الفسلجي أوصلها إلى حافة اليأس والانكسار الداخلي.
فمسألة البحث عن الهوية لابد لها أن تكون ضمن مقومات, ضمن أسس لا تتجاوز الفطرة, لا تتجاوز الحدود والتحدي المفرط في ضرب التكوين الرباني لها, لذا فهي خسرت كونها كامرأة طبيعية تعيش في كنف رجل حسب الفطرة الربانية والمتطلبات الجسدية والروحية, ولم تكن رجلا حقيقيا بجسد ورغبات وتصرف وصوت وصورة.
وصولا إلى النهاية المأساوية التي تعكس الفشل في تكيفها في الحالتين في مجتمع غير عادل, إذ فقدت هويتها كامرأة وكرجل ايضا, فالدافع كان هو تلك الصورة النمطية للمرأة الضعيفة في المجتمع الشرقي والرجل هو السيد, فحاولت أن تتخلص منها, ولم تصل إليه, وكرجل ظلت بجسد المرأة وبذات النظرة الاعتيادية ضمن ثنائي المجتمع. للكاتب/المؤلف : أشرف المسمار . دار النشر : ناريمان للنشر والطباعة والتوزيع . سنة النشر : 2024م / 1445هـ . عدد مرات التحميل : 86 مرّة / مرات. تم اضافته في : الأحد , 2 فبراير 2025م.
تعليقات ومناقشات حول الكتاب:
ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:
مهلاً ! قبل تحميل الكتاب .. يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf يمكن تحميلة من هنا 'تحميل البرنامج'
نوع الكتاب : pdf. اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا: