كتاب أنا يوسف إدريس

يدين يوسف إدريس بمعظم تربيته الروحية إلى جدة أمه «ملكة»، فقد اضطرته ظروف عمل والده -الذي كان دائمًا يقطن في أماكن إصلاح الأراضي- أن يسكن مع عائلة أمه المستقرة في قرية بجوار مدينة فاقوس، وانضم لهذه الأسرة الكبيرة منذ سن الخامسة، مبكرًا جدًّا، وكانت أم جدته «ملكة» في الخامسة والتسعين من عمرها وبقية الأفراد تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والستين، لذا لم يكن إدريس طفلًا مدللًا، بل كان يستيقظ كل يوم في الخامسة صباحًا لأن المسافة إلى المدرسة كانت أربعة كيلومترات! شعر إدريس أول الأمر بوحدة رهيبة -على حد تعبيره- فالكل يعمل، ولا وقت عند أحد ليضيعه على طفل مثله ليس بالتأكيد طفله. وهكذا بدأت بين إدريس وبين أم جدته علاقة ربما تكون أهم علاقات حياته، فالإنسان إذا طالت حياته وتعدّى التسعين يعود ليحيا طفولته الثانية مثل «ملكة» التي وجدها إدريس الأقرب إلى طبيعته «الطفلة»!
بشرى عبدالمؤمن - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أنا يوسف إدريس ❝ الناشرين : ❞ دار ريشة للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.