تواتــر الأحــداث بســرعة كبيــرة فــي حياتنــا اليوميــة، إضافــة إلــى وجودنــا فــي وســط المجتمــع الاســتهاكي الذي لا يرحــم، يجعاننــا عرضــة لضغوطــات مســتمرة، لا يمكننــا التخلــص منهــا، فنجــد أنفســنا مضطريــن لشــراء حاجــات وهميــة لســنا بحاجــة إليهـا، تفـوق إمكانياتنـا الماديـة مـن أجـل إرضـاء مـن حولنـا مـن الأهـل والأصدقـاء، مـا يدفعنـا إلـى الشـعور بالخـوف والقلـق مـن المسـتقبل المجهـول الـذي فـي انتظارنـا، هـذا الخـوف المكبوت في داخـل كل واحـد منـا، يتحـول الـى وحـش نائـم، مغطـى بطبقـة رقيقــة مــن الكياســة المصطنعــة، لمحاولــة خــداع الآخريــن.
النـاس يحبـون قـراءة قصـص الخـوف، لاسـتمتاع بلـذة الرعب التـي يعيشـونها فـي عقلهـم الباطـن، فالشـخص عندمـا يرغـب ً فــي التســلية، فإنــه يختــار شــيئا يتفاعــل معــه، فمناظــر الــدم والعنــف المكبوتــة فــي داخلنــا، والتــي نحــاول أن نخفيهــا عــن ّ أقـرب النـاس إلينـا، تظهـر بصـورة رغبـات واضحـة، يعبـر عنهـا أبطـال القصـة التـي نقرؤهـا، فهـي تحقـق فـي كثيـر مـن الأحيان ً مــا عجزنــا عــن تحقيقــه عمليــا علــى أرض الواقــع، لكــن علــى الرغــم مــن كل هــذا، فــإن غريــزة الخــوف يجــب إشــباعها، لأنهــا مرتبطــة بغريــزة البقــاء