وطن يشتعل منذ سنوات وتأكل ناره أبناءه. ما الذي حدا بهذا الزائر ليتمسك به أكثر من سكانه؟ خمسة عشرة عاما مرت على محسن مدرس اللغة العربية بالجزائر، هرب خلالهم كل ضيوف هذا البلد والكثير من المواطنين مع بداية العشرية السوداء. حتى زوجته تركته يرجع وحده للنار.
بين باهية التي هربت بابنتها الصغيرة إلى بلجيكا. وزوجها صالح السكير الذي بقى مع ابنتيه فاطيما ولمياء. وذلك المراسل المجهول الذي دأب على كتابة اعترافاته المخيفة لمحسن في رسائل لا تحمل عنوانا أو توقيع. وفريـال، الأمازيغية البريئة التي حملت فوق كاهلها مراثي قومها وعنصرية بغيضة تداولوها بينهم وبين عرب الجزائر حتى قتلت، وقت كان القتل إجراءً يوميًا لا يلفت الأنظار.