الأمير شكيب أرسلان حياته وآثاره
محاسن المساعي في مناقب الإمام أبي عمرو الأوزاعي (ط. الحلبي)
ولد أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يُحمد بن عبد عمرو الأوزاعي سنة 88 هـ. ولكن اختلف المؤرخون لسيرته حول محل مولده، فقيل إن مولده كان ببعلبك، ومنشأه بقرية الكرك بالبقاع، ثم نقلته أمه إلى بيروت. وقيل أن منشأه كان بدمشق حيث سكن خارج باب الفراديس بمحلة الأوزاع، على أية حال، نُسب الأوزاعي إلى محلة الأوزاع وهي من أرباض دمشق، وسميت بذلك نسبة إلى الأوزاع وهم بطن من بطون همدان وهو من أنْفَسِهم، وقيل إنما سميت بالأوزاع لأن سكانها بقايا من قبائل شتى غير أن البخاري قال: «لم يكن من الأوزاع بل نزل فيهم»، وهو ما رجّحه الهيثم بن خارجة بقوله إن الأوزاعي: «ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني لُحًّا، إنما كان ينزل قرية الأوزاع»، كناية عن انتمائه لقبيلة سيبان الحميرية الحضرمية. ذهب أبو زرعة الدمشقي إلى أبعد من ذلك حين قال إن : «اسم الأوزاعي عبد العزيز بن عمرو بن أبي عمرو، فسمى نفسه عبد الرحمن، وكان أصله من سبي السند، نزل في الأوزاع، فغلب عليه ذلك».
مات أبو الأوزاعي وهو صغير، ثم تحولت به أمه إلى بيروت. ولمّا شبّ خرج الأوزاعي في حملة إلى اليمامة، وبينما هو يُصلّي في مسجدها، إذ رآه يحيى بن أبي كثير وهو يُصلّي، فاستحسن صلاته، فسأله يحيى عن حاله، وتحدّث إليه، فأُعجب الأوزاعي بعلم يحيى، وترك ديوان الجند، ولزم يحيى بن أبي كثير يستقي من علمه، ويكتب عنه، حتى عدّوا الأوزاعي من أروى الناس عن يحيى بن أبي كثير وأكثرهم أخذًا عنه، كما سمع من غيره من مشايخ أهل اليمامة. وبعد فترة نصحه يحيى بالرحيل إلى البصرة، فرحل إليها سنة 110 هـ ليسمع من الحسن البصري ومحمد بن سيرين، فوجد الحسن قد مات، وابن سيرين في مرض موته، ومكث أيامًا ثم مات، ولم يسمع منه. غير أنه سمع من قتادة بن دعامة وغيره من علماء البصرة، ثم جال في البلاد يطلب العلم فسمع من عطاء بن أبي رباح في مكة، ومن محمد الباقر في المدينة المنورة، ومكحول الهذلي وابن شهاب الزهري في الشام وغيرهم الكثير.
قراءة و تحميل كتاب خير الدين الزركلي: ببلوغرافيا - صور ووثائق وبعض ما لم ينشر من كتبه PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب تراجم أعيان المدينة المنورة في القرن '12' الهجري PDF مجانا