إن المشروع في مرحلته الحالية يقدم لنا تصوراً واضحاً لأهميته العلمية من خلال الكشف عن
الأدوات والترتيبات والصيغ المالية التي اتسمت بها الصناعة المالية الإسلامية خلال الفترة المختارة، كما أنه
يبرز بجلاء أهميته المتميزة في تطوير منتجات وأدوات مالية معاصرة تتسم بالأصالة والكفاءة والمرونة في
الاستجابة لاحتياجات الأسواق المالية. وأحيل القارئ الكريم إلى مقدمة هذا المشروع ليقف عن كثب على
موضوعات هي في غاية من الأهمية، تركز أساساً على القيمة العلمية للمشروع، وأهميته في تطوير المنتجات
المالية من خلال الصيغ التي تم ابتكارها وممارستها عبر عصور الازدهار الحضاري الإسلامي، وكذلك
المصادر التي تم استخراج المنتجات منها، ومنهج اختيار تلك المنتجات والأدوات المالية، مروراً بمفهوم
المنتج والأدوات المالية الذي ظل يتبلور ويتطور مع فريق العمل منذ بداية البحث إلى أن اكتمل تصوره وفق
ما دون في المقدمة، مع أمثلة نموذجية على بعض المنتجات المستخرجة، وإحصائيات عامة حول المشروع.

 ولا يسعني في هذا التقديم إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير لفريق البحث على الجهود المتميزة التي بذلها
من أجل إخراج هذا العمل الخير إلى الوجود، وهم من المعهد: الدكتور سامي السويلم، والدكتور العياشي فداد،
والدكتور أحمد الإسلامبولي. ومن خارج المعهد الدكتور عبد االله العمراني، والدكتور سعد اللحياني. والشكر
موصول للأخ إبراهيم حماد بابكر في جهوده في متابعة الأعمال الإدراية للمشروع وطباعته وتصنيف
المنتجات. 

 
 سائلاً المولى عز وجل أن يبارك في جهودهم، وأن يهيئ للصناعة المالية الإسلامية بيئة صالحة من
علماء مخلصين، وخبراء مهنيين، بحيث تشترك جهودهم في ابتكار منتجات وأدوات مالية أصيلة تستجيب
للاحتياجات الاقتصادية المعاصرة وتحقق مقاصد الشريعة في اعتبار المعنى والمقصود الشرعي من المنتج
وترجيحهما على اللفظ والصورة، وشعارنا في ذلك هو تحقيق القاعدة الفقهية الذهبية: العبرة في العقود
للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني.