كتاب المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوى التحريركتب إسلامية

كتاب المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوى التحرير

المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوى التحرير من قضايا الإصلاح عنوان الكتاب: المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوى التحرير المؤلف: محمد بن ناصر العريني امتلأت وسائل الإعلام اليوم بدعوات وحوارات عن ما يسمى بحركة تحرير المرأة ؛ فما هي أصول هذه الحركة وهل هي وليدة هذا العصر أم لها جذورا وتاريخا أزليا؟ ما علاقة اليهود بهذه الحركة وما علاقة قصة يهود بني قينقاع مع المرأة المسلمة التي قدمت بجلب لها إلى سوقهم فجعلوا يراودونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها حتى إذا قامت انكشفت سوءتها و حصل ما حصل بين المسلمين واليهود بسبب تلك الحادثة ؟ هل يعقل أن يكون من أبناء المسلمين من تبنى أفكار هذه الحركة الهدامة وبدأ ببث سمها بين أبناء المسلمين ونسائهم . وما هي آثار هذه الدعوة على المسلمات على أبناء الأمة الذين هم نتاج تربية أمهاتهم ؟ ما هي أهم الشبهات التي جعلها دعاة التحرير مدخلا لهم على الدين وأهله ، وكيف نتصدى للشبهات التي تثار حول الإسلام وأهله ؟ هذه بعض المحاور التي تناولها المؤلف في هذا الكتيب الذي بين أيدينا .. كما اشتمل أيضا على بعض الخطب للعلماء الأفاضل الذين تصدوا لهذه التيارات الخبيثة وبينوا للناس ضلالهم وفساد سرائرهم ؛ كما اشتمل على دراسة فقهية مبسطة تفي بالغرض لما يتعلق بالشبهات المتعلقة بحجاب المرأة ، وبقيادتها للسيارة وغير ذلك . أسأل الله أن يرد ضال المسلمين إليه ردا جميلا وأن يأخذ يأيدينا إلى ما فيه سعادتنا في الدارين وأن يديم على بلادنا أمنها وعزها ويزيدها صلاحا وفلاحا والحمد لله رب العالمين . جاء هذا الدين فكرم المرأة أيما تكريم، كرمها أما وطفلة، كرمها بنتا وأختا، كرمها زوجة، بل وكرمها أجنبية. كرمها أما؛ فقال الله عز وجل في آيات كثيرات؛ منها قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الإسراء: 23]. وقال عليه الصلاة والسلام لما سأله رجل: من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من ؟ قال: "أبوك، ثم أدناك أدناك". بل جاءت هذه الشريعة فجعلت عقوق الأم والأب من أعظم كبائر الذنوب، حتى جاء في الحديث: "لا يدخل الجنة عاق" أي عاق لوالديه. وحرمت حتى مجرد التأفف من الأم والأب بما يصدر منهما من قول أو فعل، وبخاصة عند الكبر: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء:23-24]. كرم الإسلام المرأة بنتا وطفلة، فجعل في رعاية البنات، والإحسان إليهن، والنفقة عليهن، وتربيتهن وتوجيههن؛ جعل ذلك كله سببا من أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار. كرم الإسلام المرأة زوجة؛ فبين في نصوص محكمات تحريم الإضرار بالزوجة، ووجوب معاشرتها، والنفقة عليها، والإحسان إليها، يقول الله عز وجل: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء: 19]. وفي خطبة حجة الوداع التي كرم فيها النبي صلى الله عليه وسلم أمهات الدين، ومحكمات الشريعة أكد على هذا الحق، بقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا فاستوصوا بالنساء خيرا، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله". وكان صلى الله عليه وسلم القدوة الأسمى في ذلك، كان المثل الأعلى في هذه الرعاية والإحسان، يقول صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". بالله عليكم -أيها الأخوة المسلمون- هل عرفت الدنيا كلها نظاما أعطى للمرأة هذه الحقوق، وبوأها هذه المنزلة الرفيعة، والرتبة المنيفة؟ هل شهدت الدنيا كلها حرية حقيقية للمرأة كما شهدتها في رحاب الإسلام وشريعة القرآن والسنة؟ أيها الأخوة المسلمون: ليست القضية قضية متاجرة أو مزايدة، وليست القضية تهويشا إعلاميا، أو تهريجا سياسيا في زمن التهريج والتهويش، لكنها الحقيقة الناصعة التي لا يمكن لأي منصف أن يتجاهلها أو ينكرها. إنها الحقيقة التي شهد بها حتى منصف الغرب، وإن كنا لسنا محتاجين لشهادتهم، ولكن كما قيل: "والحق ما شهدت به الأعداء". لقد جربت المرأة في العالم الغربي الذي يدعى بأنه عالم متمدن ومتحضر، جربت المرأة في العالم الغربي كله، وفي بعض بلدان المسلمين الذين قلدوا الغرب، وساروا في ركابه، لقد جربت المرأة في تلك البلاد وتلك المجتمعات، ما يسمى على زعمهم بـ: "تحرير المرأة". خرجت المرأة عن طبيعتها، خرجت عن رسالتها الأصلية، خرجت سافرة الوجه، حاسرة الشعر، كاشفة الصدر، والذراعين والساقين، واختلطت بالرجال في التعليم والمستشفيات، والمتاجر والمعارض، والأسواق والمنتديات، والندوات والمؤتمرات، وعملت جنبا إلى جنب مع الرجال في المصانع والكليات العسكرية، والوزارات والسفارات، والبرلمانات ومجالس الشورى. جربت كل شيء، وأعطيت كل شيء، فماذا كانت النتيجة؟! ماذا كانت النتيجة من زج المرأة والخروج بها عن طبيعتها التي طبعها الله عز وجل عليها؟ لم تكن النتيجة فيما نشاهد في مجتمعات جربت هذا التحرر سنين طويلة، لم نجد للمرأة سعادة قلبية، لم نجد تحرير المرأة كما يقولون ويزعمون، لم نجد سعادة قلبية في ذلك التحرر اكتسبته المرأة، ولم نجد هدوء ولا سكينة، ولا زيادة في عفة المرأة وكرامتها، ولا محافظة على سترها وحياءها، ولا تمسكا بأنوثتها وأمومتها. لم يكن شيء من ذلك في بلاد المسلمين التي حذت حذو القذة بالقذة، في الاختلاط، اختلاط المرأة بالرجال، وعمل المرأة في جميع الأعمال، لم نجد ولم تجدوا في تلك المجتمعات، لا تقدما اقتصاديا، ولا نماءً معاشيا، ولا قضاءً على البطالة، ولا قضاء على الفقر، ولا قضاء على المشكلات، لم يكن شيء من ذلك ألبتة. بل على العكس، لقد كان خروج المرأة عن رسالتها وطبيعتها، ومخالطتها الرجال في كافة ميادين الحياة؛ سببا عظيما في قلقها وكآبتها، ورحيل عفتها وحياءها. لقد كان سببا في أحيان كثيرة في الاعتداء عليها، وما حوادث الاغتصاب، والزنا، والتحرش الجنسي بالمرأة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في المجتمعات الغربية إلا خير شاهد على ذلك. حتى قامت بعض المظاهرات في المجتمعات الغربية والشرقية تطالب برجوع المرأة إلى بيتها، إلى سكنها، إلى مملكتها، لتجد الأنس والسكينة، والسعادة والراحة. مطالبات اليوم في بلاد الغرب والشرق لتخصيص مدارس وجامعات لا يدرس فيها إلا النساء، مدارس وجامعات لا تختلط فيها الفتيات بالشباب، مطالبات في بلاد الشرق والغرب اليوم بتخصيص حتى حافلات للنساء لا تختلط فيها بالرجال. ما الذي دعاهم إلى ذلك؟ إنها النتائج المرة، إنه الحصاد المر لحركة تحرير المرأة كما يسمون ويزعمون؛ لسفورها، لتبرجها، لخروجها عن طبيعتها، ومزاحمتها الرجال في ميادين العمل. هذه هي النتائج المرة، والثمار النكدة لما يسمى بتحرير المرأة، هذه هي الآثار المدمرة ليس على مستوى المرأة وحدها، بل على مستوى المجتمعات التي جربت الاختلاط، وشجعت عليه، فهل نعي هذه التجربة ونستفيد من دروسها وعبرها؟ أما أننا وللأسف الشديد سنبدأ من حيث بدأ الآخرون، ونخوض التجربة كما خاضها الآخرون، وربنا عز وجل يقول في كتابه الكريم: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[المائدة:50]. .............
محمد بن ناصر العريني - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوى التحرير ❝ ❞ وجوب طاعة السلطان في غير معصية الرحمن بدليل السنة والقرآن ❝ ❞ التحذير من التسرع في التكفير ❝ ❞ الغلو .. مظاهره أسبابه علاجه ❝ ❞ تذكير وتنبيهات لمسائل في الحج والعمرة والزيارات ❝ ❞ دليل الأخبار لبعض الأدعية والفضائل والأذكار ❝ ❞ كشف الستار عما تحمله بعض الدعوات من أخطار ❝ ❞ الصيد المنتقى لإتحاف أهل التقى ❝ ❞ تحذير الشباب من فتنة الخروج والمظاهرات والإرهاب ❝ الناشرين : ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❱
من كتب قضايا الإصلاح الدعوة والدفاع عن الإسلام - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوى التحرير من قضايا الإصلاح

عنوان الكتاب: المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوى التحرير
المؤلف: محمد بن ناصر العريني

امتلأت وسائل الإعلام اليوم بدعوات وحوارات عن ما يسمى بحركة تحرير المرأة ؛ فما هي أصول هذه الحركة وهل هي وليدة هذا العصر أم لها جذورا وتاريخا أزليا؟

ما علاقة اليهود بهذه الحركة وما علاقة قصة يهود بني قينقاع مع المرأة المسلمة التي قدمت بجلب لها إلى سوقهم فجعلوا يراودونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها حتى إذا قامت انكشفت سوءتها و حصل ما حصل بين المسلمين واليهود بسبب تلك الحادثة ؟

هل يعقل أن يكون من أبناء المسلمين من تبنى أفكار هذه الحركة الهدامة وبدأ ببث سمها بين أبناء المسلمين ونسائهم . وما هي آثار هذه الدعوة على المسلمات على أبناء الأمة الذين هم نتاج تربية أمهاتهم ؟

ما هي أهم الشبهات التي جعلها دعاة التحرير مدخلا لهم على الدين وأهله ، وكيف نتصدى للشبهات التي تثار حول الإسلام وأهله ؟

هذه بعض المحاور التي تناولها المؤلف في هذا الكتيب الذي بين أيدينا .. كما اشتمل أيضا على بعض الخطب للعلماء الأفاضل الذين تصدوا لهذه التيارات الخبيثة وبينوا للناس ضلالهم وفساد سرائرهم ؛ كما اشتمل على دراسة فقهية مبسطة تفي بالغرض لما يتعلق بالشبهات المتعلقة بحجاب المرأة ، وبقيادتها للسيارة وغير ذلك . أسأل الله أن يرد ضال المسلمين إليه ردا جميلا وأن يأخذ يأيدينا إلى ما فيه سعادتنا في الدارين وأن يديم على بلادنا أمنها وعزها ويزيدها صلاحا وفلاحا والحمد لله رب العالمين .


جاء هذا الدين فكرم المرأة أيما تكريم، كرمها أما وطفلة، كرمها بنتا وأختا، كرمها زوجة، بل وكرمها أجنبية.

كرمها أما؛ فقال الله عز وجل في آيات كثيرات؛ منها قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الإسراء: 23].

وقال عليه الصلاة والسلام لما سأله رجل: من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من ؟ قال: "أبوك، ثم أدناك أدناك".

بل جاءت هذه الشريعة فجعلت عقوق الأم والأب من أعظم كبائر الذنوب، حتى جاء في الحديث: "لا يدخل الجنة عاق" أي عاق لوالديه.

وحرمت حتى مجرد التأفف من الأم والأب بما يصدر منهما من قول أو فعل، وبخاصة عند الكبر: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء:23-24].

كرم الإسلام المرأة بنتا وطفلة، فجعل في رعاية البنات، والإحسان إليهن، والنفقة عليهن، وتربيتهن وتوجيههن؛ جعل ذلك كله سببا من أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار.

كرم الإسلام المرأة زوجة؛ فبين في نصوص محكمات تحريم الإضرار بالزوجة، ووجوب معاشرتها، والنفقة عليها، والإحسان إليها، يقول الله عز وجل: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء: 19].

وفي خطبة حجة الوداع التي كرم فيها النبي صلى الله عليه وسلم أمهات الدين، ومحكمات الشريعة أكد على هذا الحق، بقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا فاستوصوا بالنساء خيرا، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله".

وكان صلى الله عليه وسلم القدوة الأسمى في ذلك، كان المثل الأعلى في هذه الرعاية والإحسان، يقول صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".

بالله عليكم -أيها الأخوة المسلمون- هل عرفت الدنيا كلها نظاما أعطى للمرأة هذه الحقوق، وبوأها هذه المنزلة الرفيعة، والرتبة المنيفة؟

هل شهدت الدنيا كلها حرية حقيقية للمرأة كما شهدتها في رحاب الإسلام وشريعة القرآن والسنة؟

أيها الأخوة المسلمون: ليست القضية قضية متاجرة أو مزايدة، وليست القضية تهويشا إعلاميا، أو تهريجا سياسيا في زمن التهريج والتهويش، لكنها الحقيقة الناصعة التي لا يمكن لأي منصف أن يتجاهلها أو ينكرها.

إنها الحقيقة التي شهد بها حتى منصف الغرب، وإن كنا لسنا محتاجين لشهادتهم، ولكن كما قيل: "والحق ما شهدت به الأعداء".

لقد جربت المرأة في العالم الغربي الذي يدعى بأنه عالم متمدن ومتحضر، جربت المرأة في العالم الغربي كله، وفي بعض بلدان المسلمين الذين قلدوا الغرب، وساروا في ركابه، لقد جربت المرأة في تلك البلاد وتلك المجتمعات، ما يسمى على زعمهم بـ: "تحرير المرأة".

خرجت المرأة عن طبيعتها، خرجت عن رسالتها الأصلية، خرجت سافرة الوجه، حاسرة الشعر، كاشفة الصدر، والذراعين والساقين، واختلطت بالرجال في التعليم والمستشفيات، والمتاجر والمعارض، والأسواق والمنتديات، والندوات والمؤتمرات، وعملت جنبا إلى جنب مع الرجال في المصانع والكليات العسكرية، والوزارات والسفارات، والبرلمانات ومجالس الشورى.

جربت كل شيء، وأعطيت كل شيء، فماذا كانت النتيجة؟!

ماذا كانت النتيجة من زج المرأة والخروج بها عن طبيعتها التي طبعها الله عز وجل عليها؟

لم تكن النتيجة فيما نشاهد في مجتمعات جربت هذا التحرر سنين طويلة، لم نجد للمرأة سعادة قلبية، لم نجد تحرير المرأة كما يقولون ويزعمون، لم نجد سعادة قلبية في ذلك التحرر اكتسبته المرأة، ولم نجد هدوء ولا سكينة، ولا زيادة في عفة المرأة وكرامتها، ولا محافظة على سترها وحياءها، ولا تمسكا بأنوثتها وأمومتها.

لم يكن شيء من ذلك في بلاد المسلمين التي حذت حذو القذة بالقذة، في الاختلاط، اختلاط المرأة بالرجال، وعمل المرأة في جميع الأعمال، لم نجد ولم تجدوا في تلك المجتمعات، لا تقدما اقتصاديا، ولا نماءً معاشيا، ولا قضاءً على البطالة، ولا قضاء على الفقر، ولا قضاء على المشكلات، لم يكن شيء من ذلك ألبتة.

بل على العكس، لقد كان خروج المرأة عن رسالتها وطبيعتها، ومخالطتها الرجال في كافة ميادين الحياة؛ سببا عظيما في قلقها وكآبتها، ورحيل عفتها وحياءها.

لقد كان سببا في أحيان كثيرة في الاعتداء عليها، وما حوادث الاغتصاب، والزنا، والتحرش الجنسي بالمرأة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في المجتمعات الغربية إلا خير شاهد على ذلك.

حتى قامت بعض المظاهرات في المجتمعات الغربية والشرقية تطالب برجوع المرأة إلى بيتها، إلى سكنها، إلى مملكتها، لتجد الأنس والسكينة، والسعادة والراحة.

مطالبات اليوم في بلاد الغرب والشرق لتخصيص مدارس وجامعات لا يدرس فيها إلا النساء، مدارس وجامعات لا تختلط فيها الفتيات بالشباب، مطالبات في بلاد الشرق والغرب اليوم بتخصيص حتى حافلات للنساء لا تختلط فيها بالرجال.

ما الذي دعاهم إلى ذلك؟

إنها النتائج المرة، إنه الحصاد المر لحركة تحرير المرأة كما يسمون ويزعمون؛ لسفورها، لتبرجها، لخروجها عن طبيعتها، ومزاحمتها الرجال في ميادين العمل.

هذه هي النتائج المرة، والثمار النكدة لما يسمى بتحرير المرأة، هذه هي الآثار المدمرة ليس على مستوى المرأة وحدها، بل على مستوى المجتمعات التي جربت الاختلاط، وشجعت عليه، فهل نعي هذه التجربة ونستفيد من دروسها وعبرها؟ أما أننا وللأسف الشديد سنبدأ من حيث بدأ الآخرون، ونخوض التجربة كما خاضها الآخرون، وربنا عز وجل يقول في كتابه الكريم: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[المائدة:50].

.............

للكاتب/المؤلف : محمد بن ناصر العريني .
دار النشر : مكتبة الملك فهد الوطنية .
سنة النشر : 1999م / 1420هـ .
عدد مرات التحميل : 15342 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الأحد , 11 مايو 2008م.
حجم الكتاب عند التحميل : 1.1 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوى التحرير من قضايا الإصلاح

امتلأت وسائل الإعلام اليوم بدعوات وحوارات عن ما يسمى بحركة تحرير المرأة ؛ فما هي أصول هذه الحركة وهل هي وليدة هذا العصر أم لها جذورا وتاريخا أزليا؟

ما علاقة اليهود بهذه الحركة وما علاقة قصة يهود بني قينقاع مع المرأة المسلمة التي قدمت بجلب لها إلى سوقهم فجعلوا يراودونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها حتى إذا قامت انكشفت سوءتها و حصل ما حصل بين المسلمين واليهود بسبب تلك الحادثة ؟

هل يعقل أن يكون من أبناء المسلمين من تبنى أفكار هذه الحركة الهدامة وبدأ ببث سمها بين أبناء المسلمين ونسائهم . وما هي آثار هذه الدعوة على المسلمات على أبناء الأمة الذين هم نتاج تربية أمهاتهم ؟

ما هي أهم الشبهات التي جعلها دعاة التحرير مدخلا لهم على الدين وأهله ، وكيف نتصدى للشبهات التي تثار حول الإسلام وأهله ؟

هذه بعض المحاور التي تناولها المؤلف في هذا الكتيب الذي بين أيدينا ..  كما اشتمل أيضا على بعض الخطب للعلماء الأفاضل الذين تصدوا لهذه التيارات الخبيثة وبينوا للناس ضلالهم وفساد سرائرهم ؛ كما اشتمل على دراسة فقهية مبسطة تفي بالغرض لما يتعلق بالشبهات المتعلقة بحجاب المرأة ، وبقيادتها للسيارة وغير ذلك . أسأل الله أن يرد ضال المسلمين إليه ردا جميلا وأن يأخذ يأيدينا إلى ما فيه سعادتنا في الدارين وأن يديم على بلادنا أمنها وعزها ويزيدها صلاحا وفلاحا والحمد لله رب العالمين .

 
جاء هذا الدين فكرم المرأة أيما تكريم، كرمها أما وطفلة، كرمها بنتا وأختا، كرمها زوجة، بل وكرمها أجنبية.
 
كرمها أما؛ فقال الله عز وجل في آيات كثيرات؛ منها قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الإسراء: 23].
 
وقال عليه الصلاة والسلام لما سأله رجل: من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك"  قال: ثم من ؟ قال: "أبوك، ثم أدناك أدناك".
 
بل جاءت هذه الشريعة فجعلت عقوق الأم والأب من أعظم كبائر الذنوب، حتى جاء في الحديث: "لا يدخل الجنة عاق" أي عاق لوالديه.
 
وحرمت حتى مجرد التأفف من الأم والأب بما يصدر منهما من قول أو فعل، وبخاصة عند الكبر: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء:23-24].
 
كرم الإسلام المرأة بنتا وطفلة، فجعل في رعاية البنات، والإحسان إليهن، والنفقة عليهن، وتربيتهن وتوجيههن؛ جعل ذلك كله سببا من أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار.
 
كرم الإسلام المرأة زوجة؛ فبين في نصوص محكمات تحريم الإضرار بالزوجة، ووجوب معاشرتها، والنفقة عليها، والإحسان إليها، يقول الله عز وجل: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء: 19].
 
وفي خطبة حجة الوداع التي كرم فيها النبي صلى الله عليه وسلم أمهات الدين، ومحكمات الشريعة أكد على هذا الحق، بقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا فاستوصوا بالنساء خيرا، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله".
 
وكان صلى الله عليه وسلم القدوة الأسمى في ذلك، كان المثل الأعلى في هذه الرعاية والإحسان، يقول صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
 
بالله عليكم -أيها الأخوة المسلمون- هل عرفت الدنيا كلها نظاما أعطى للمرأة هذه الحقوق، وبوأها هذه المنزلة الرفيعة، والرتبة المنيفة؟
 
هل شهدت الدنيا كلها حرية حقيقية للمرأة كما شهدتها في رحاب الإسلام وشريعة القرآن والسنة؟
 
أيها الأخوة المسلمون: ليست القضية قضية متاجرة أو مزايدة، وليست القضية تهويشا إعلاميا، أو تهريجا سياسيا في زمن التهريج والتهويش، لكنها الحقيقة الناصعة التي لا يمكن لأي منصف أن يتجاهلها أو ينكرها.
 
إنها الحقيقة التي شهد بها حتى منصف الغرب، وإن كنا لسنا محتاجين لشهادتهم، ولكن كما قيل: "والحق ما شهدت به الأعداء".
 
لقد جربت المرأة في العالم الغربي الذي يدعى بأنه عالم متمدن ومتحضر، جربت المرأة في العالم الغربي كله، وفي بعض بلدان المسلمين الذين قلدوا الغرب، وساروا في ركابه، لقد جربت المرأة في تلك البلاد وتلك المجتمعات، ما يسمى على زعمهم بـ: "تحرير المرأة".
 
خرجت المرأة عن طبيعتها، خرجت عن رسالتها الأصلية، خرجت سافرة الوجه، حاسرة الشعر، كاشفة الصدر، والذراعين والساقين، واختلطت بالرجال في التعليم والمستشفيات، والمتاجر والمعارض، والأسواق والمنتديات، والندوات والمؤتمرات، وعملت جنبا إلى جنب مع الرجال في المصانع والكليات العسكرية، والوزارات والسفارات، والبرلمانات ومجالس الشورى.
 
جربت كل شيء، وأعطيت كل شيء، فماذا كانت النتيجة؟!
 
ماذا كانت النتيجة من زج المرأة والخروج بها عن طبيعتها التي طبعها الله عز وجل عليها؟
 
لم تكن النتيجة فيما نشاهد في مجتمعات جربت هذا التحرر سنين طويلة، لم نجد للمرأة سعادة قلبية، لم نجد تحرير المرأة كما يقولون ويزعمون، لم نجد سعادة قلبية في ذلك التحرر اكتسبته المرأة، ولم نجد هدوء ولا سكينة، ولا زيادة في عفة المرأة وكرامتها، ولا محافظة على سترها وحياءها، ولا تمسكا بأنوثتها وأمومتها.
 
لم يكن شيء من ذلك في بلاد المسلمين التي حذت حذو القذة بالقذة، في الاختلاط، اختلاط المرأة بالرجال، وعمل المرأة في جميع الأعمال، لم نجد ولم تجدوا في تلك المجتمعات، لا تقدما اقتصاديا، ولا نماءً معاشيا، ولا قضاءً على البطالة، ولا قضاء على الفقر، ولا قضاء على المشكلات، لم يكن شيء من ذلك ألبتة.
 
بل على العكس، لقد كان خروج المرأة عن رسالتها وطبيعتها، ومخالطتها الرجال في كافة ميادين الحياة؛ سببا عظيما في قلقها وكآبتها، ورحيل عفتها وحياءها.
 
لقد كان سببا في أحيان كثيرة في الاعتداء عليها، وما حوادث الاغتصاب، والزنا، والتحرش الجنسي بالمرأة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في المجتمعات الغربية إلا خير شاهد على ذلك.
 
حتى قامت بعض المظاهرات في المجتمعات الغربية والشرقية تطالب برجوع المرأة إلى بيتها، إلى سكنها، إلى مملكتها، لتجد الأنس والسكينة، والسعادة والراحة.
 
مطالبات اليوم في بلاد الغرب والشرق لتخصيص مدارس وجامعات لا يدرس فيها إلا النساء، مدارس وجامعات لا تختلط فيها الفتيات بالشباب، مطالبات في بلاد الشرق والغرب اليوم بتخصيص حتى حافلات للنساء لا تختلط فيها بالرجال.
 
ما الذي دعاهم إلى ذلك؟
 
إنها النتائج المرة، إنه الحصاد المر لحركة تحرير المرأة كما يسمون ويزعمون؛ لسفورها، لتبرجها، لخروجها عن طبيعتها، ومزاحمتها الرجال في ميادين العمل.
 
هذه هي النتائج المرة، والثمار النكدة لما يسمى بتحرير المرأة، هذه هي الآثار المدمرة ليس على مستوى المرأة وحدها، بل على مستوى المجتمعات التي جربت الاختلاط، وشجعت عليه، فهل نعي هذه التجربة ونستفيد من دروسها وعبرها؟ أما أننا وللأسف الشديد سنبدأ من حيث بدأ الآخرون، ونخوض التجربة كما خاضها الآخرون، وربنا عز وجل يقول في كتابه الكريم: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[المائدة:50].

تحميل وقراءة وتصفح أولاين مباشر بدون روابط كتاب المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوى التحرير pdf 

 



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوى التحرير
محمد بن ناصر العريني
محمد بن ناصر العريني
Mohammed bin Nasser Al Arini
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوى التحرير ❝ ❞ وجوب طاعة السلطان في غير معصية الرحمن بدليل السنة والقرآن ❝ ❞ التحذير من التسرع في التكفير ❝ ❞ الغلو .. مظاهره أسبابه علاجه ❝ ❞ تذكير وتنبيهات لمسائل في الحج والعمرة والزيارات ❝ ❞ دليل الأخبار لبعض الأدعية والفضائل والأذكار ❝ ❞ كشف الستار عما تحمله بعض الدعوات من أخطار ❝ ❞ الصيد المنتقى لإتحاف أهل التقى ❝ ❞ تحذير الشباب من فتنة الخروج والمظاهرات والإرهاب ❝ الناشرين : ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب قضايا الإصلاح

تبرج الحجاب PDF

قراءة و تحميل كتاب تبرج الحجاب PDF مجانا

إلى كل أب غيور يؤمن بالله PDF

قراءة و تحميل كتاب إلى كل أب غيور يؤمن بالله PDF مجانا

التبرج والإحتساب عليه PDF

قراءة و تحميل كتاب التبرج والإحتساب عليه PDF مجانا

إشعار المتزوج بما في الخروج النسوي والتبرج PDF

قراءة و تحميل كتاب إشعار المتزوج بما في الخروج النسوي والتبرج PDF مجانا

إلى كل فتاة تؤمن بالله PDF

قراءة و تحميل كتاب إلى كل فتاة تؤمن بالله PDF مجانا

يا ابني PDF

قراءة و تحميل كتاب يا ابني PDF مجانا

طريقك إلى الصحة والسعادة PDF

قراءة و تحميل كتاب طريقك إلى الصحة والسعادة PDF مجانا

الهداية لأسباب السعادة PDF

قراءة و تحميل كتاب الهداية لأسباب السعادة PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..