(القرآن شفاء معنوي وحسي فهو طمأنينة القلوب وسكينة النفوس وهداية العقول واستقامة السلوك وهو راحة النفس ولذة الروح وهوالذي يقع به للمرء من الهناء والسعادة ما لا يكون إلا به وبالارتباط معه وباليقين بما جاء فيه وبترطيب اللسان بتلاوته وبتشنيف الآذان بسماعه وبإحياء القلوب بالتفاعل معه وبتشغيل العقول بالتدبر والتأمل فيه)
(الإمام ابن القيم رحمه الله)
مقدمة
الحمد لله رب العالمين ..غفارالذنوب ..وستارالعيوب ..وكشاف الكروب ..وعلام الغيوب يعلم خائنة الأعين وماتخفي القلوب ..شديد العقاب ..قابل التوب ممن يتوب .
وأصلي وأسلم علي خاتم الأنبياء والمرسلين وقائد الغرالمحجلين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن سار علي دربه واقتفي أثره إلي يوم الدين .
أما بعد...
كتبت قبل عدة أعوام رسالة موجزة عن واجبات المسلم في رمضان بعنوان (رمضان ...فليتنافس المتنافسون) ثم قلت لنفسي ماذا أكتب هذا العام في رمضان ؟
تأملت في أحوال المسلمين في رمضان فوجدت عجبا ....
المساجد ممتلئة في الصلوات الخمس وفي صلاة التراويح وحتى صلاة الفجر التي تشكو من هجر المصلين...ثم إذا انقضي رمضان ولوا الناس مدبرين وللصلاة مضيعين .
يحرص المسلمون علي التسابق في الخيرات والتنافس في الطاعات ثم بعد رمضان تنافسوا في اللهو واللغو وضياع الأوقات .
تمتليء القلوب بالإيمان فتري الخشوع والإخبات...ثم تعود بعد رمضان إلي القساوة والموات.
يحرص المسلمون علي قراءة القرآن والتسابق في عدد ختماته..فإذا انتهي رمضان هجروا كتاب الله وانقطعت علاقتهم بآياته .
سألت نفسي... لماذا يحدث هذا في رمضان ...ثم يحدث العكس تماما بعد رمضان ؟
لماذا لا نقبل علي الله إلا في رمضان ؟
لماذا لا ترق القلوب وتخشع ..ولا تذرف العيون وتدمع إلا في رمضان ؟
إخواني في الله ...إن السبب الرئيسي لكل ما سبق هو أننا لا نحسن التعامل مع القرآن
نعم ...لو أحسنا التعامل مع القرآن ولو في رمضان لتغير حالنا بعد رمضان .
لو تعاملنا مع القرآن علي أنه منبع الهداية وشفاء لما في الصدور وموعظة للقلوب ..لتغير حالنا .
لو تعاملنا مع القرآن كما تعامل الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم..لتغيرت الدنيا كلها من حولنا .
لو تعاملنا مع القرآن علي أنه منهج حياة ومعلم النور الذي به حياة القلوب وسكينة النفوس ورشد العقول واستقامة الجوارح ..لما صارت أمتنا الإسلامية في ذيل الأمم يسومونها أعدائها الذل والهوان .
أخي الحبيب ..إن كنت في شك مما أقول...فتأمل معي :
ألم نتكاسل عن أداء الصلاة ونؤخرها حتى تخرج عن وقتها ؟ ..مع أن الله تعالي يقول (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً) (النساء 103)
ألم يتساهل الناس في مجالسهم في نشر الأقاويل والإشاعات والظنون والغيبة ؟ مع أن الله تعالي يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) (الحجرات 12)
ألم نتعامل بالربا ونستحل فوائد البنوك ؟ .. مع أن الله تعالي يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ ...) (البقرة 278- 279)
ألم تصبح الدنيا أكبر همنا ومبلغ علمنا ومنتهي آمالنا ..نفرح بلذاتها وشهواتها ونحزن علي فواتها ونقصانها ؟ .. مع أن الله تعالي يقول (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (لقمان 33)
ألم تخرج النساء والفتيات إلي الطرقات كاسيت عاريات متبرجات ؟ مع أن الله تعالي يقول ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ...) (النور31)
ألم نترك التلفاز في بيوتنا مفتوحا بدون ضوابط لتشاهد فيه مناظر العري والفجور وكل مايهدم القيم والمبادئ ؟
أخي في الله ...قل لي بربك...إذا كنا نختم القرآن في رمضان عشرات المرات.. فلماذا تنتشر هذه الآفات والأمراض في مجتمعنا انتشار النار في الهشيم ؟
لماذا لا نري للقرآن في نفوسنا أثرا في خلق أو عمل ؟
لماذا لا نستدعي القرآن إلا في المآتم وأوقات المرض وفي شهر رمضان ؟
لماذا اقتصرنا في تعاملنا مع القرآن علي حفظ حروفه وإضاعة حدوده ؟
إخواني ..وأخواتي في الله.. هذه الرسالة تطلق صيحة إنذار وأجراس خطر لتقول لكم :
قرآنكم يا مسلمون .. سارعوا بالعودة إليه ..عظموا قدره .. تدبروا آياته .. انتفعوا بمواعظه اعتصموا به.. أقبلوا عليه بكيانكم ..لا تبخلوا عليه بأوقاتكم ..تخلقوا بآدابه ..احفظوا حدوده .. انشغلوا به ..اصحبوه في حلكم وترحالكم .. اجعلوه وصيتكم لأبنائكم .
أسأل الله عز جل أن يتقبل مني هذا العمل وأن يجعله في ميزان حسناتي وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يوفقني إلي الهدي والرشاد(إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود 88)
يأيـهـا الرجـل المعلــم غــيره هلا لنفسك كان ذا التعليــم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كيما يصح به وأنت سقيــم
ابدأ بنفـسك فانهها عـن غـيهـا فإذا انتهيت عنه فأنت حكيـم
إخواني في الله ... إن الذي يقرأ كتابا - أي كتاب- له هدف من قراءته والذي يستمع إلي شريط أويقرأ صحيفة له هدف من ذلك... والقرآن ليس بأقل من هذه الأشياء فلا ينبغي أن نقرؤه لمجرد القراءة أوطلب الثواب فقط دون النظر إلي الهدف الأسمي الذي من أجله أنزله الله عزوجل (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) (ص29)
ألا ترون رحمكم الله إلى مولاكم الكريم كيف يحث خلقه على أن يتدبروا كلامه ومن تدبر كلامه عرف الرب عز وجل وعرف عظيم سلطانه وقدرته وعرف عظيم تفضله على المؤمنين وعرف ما عليه من فرض عبادته فألزم نفسه الواجب فحذر مما حذره مولاه الكريم ورغب فيما رغبه فيه ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره كان القرآن له شفاء فاستغنى بلا مال وعز بلا عشيرة وأنس بما يستوحش منه غيره .
قرآني رمضان
قران المغرب فى رمضان من اذاعة القران الكريم mp3
قران كريم
قران المغرب فى رمضان من اذاعة القران الكريم 2018
قران رمضان 2019
قران المغرب فى رمضان المنشاوى
قران رمضان mp3
قران المغرب 2019
قران عن رمضان
قراءة و تحميل كتاب هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب جليسك في رمضان سنن ، آداب ، فضائل ، مخالفات الجزء الأول PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب نقوش رمضانية (دروس جامع الأميرة العنود ) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب شرح الصيام والاعتكاف من (( بلغة الساغب وبغية الراغب )) PDF مجانا