صحار تاريخ وحضارة
اشتهرت مدينة صُحَار بعدة أسماء مختلفة أشهرها صُحَار المعروفة به حاليًا والذي يرجعه المؤرخ المشهور (ياقوت الحموي) إلى أحد أحفاد النبي نوح عليه السلام، وهو صُحَار بن أرم بن حام بن نوح عليه السلام مما يعد دليلاً على قِدم وعراقة هذه المدينة، بينما يرى البعض إن الظهور المبكِّر لاسم مدينة صُحَار يرتبط بالمسمَّى الفارسي القديم عندما كانت تعرف بـ (دستجرد) وقد سماها العرب صُحَار بعد تحريرها على يد مَالك بن فَهْم تخليدًا لذكرى أحد أبطال هذا التحرير.
تُعتبر مدينة صُحَار من أقدم وأعظم المدن على ساحل الخليج العربي وذلك بإجماع المؤرخين والجغرافيين القُدامى وشهدت المدينة العديد من الأحداث التاريخية والسياسية على مرِّ العصور، ومن بين المؤرخين الذين تحدثوا عن صُحَار المقْدسِي الذي قال عنها (هي قصبة عُمان وليس على بحر الهند (بحر العرب) مدينة أكبر منها، فيها عمران ولها رونق وبها ثروة لا تقدَّر، وفيها فاكهة وأسواق عجيبة، والمنازل بها عالية، مبنية بأجود أنواع الخشب والطوب، وفيها ماء عذب، وعلى ساحلها مسجد جامع، وهي ممر الصين وخزانة الشرق)، وأشار ياقُوت الحَمَوي في كتابه مُعْجَم البُلْدَان إلى أن صُحَار كانت تسمَّى قصبة عمان، وقال عنها الفارسي صاحب كتاب (حدود العالم) إنها سوق الدنيا كلها، ليس في الدنيا مدينة تجارية أكثر مالاً من تجَّارها، تجارات الشرق والغرب والجنوب والشمال تُجلب إليها أولاً ومنها تُحمل إلى سائر الأماكن، ووصفها المؤرخ الحريري بأنها مدينة حسنة الأسواق تُجلب إليها البضائع من الهند والصين وفارس، وذكرها الإصطخري في كتابه (المسالك والممالك) بأنه لا يمكن أن توجد على الخليج ولا في بلاد الإسلام مدينة أكثر غنى وجمالاً من صُحَار.
قراءة و تحميل كتاب مدينة صور العمانية الماضي والحاضر والثقافة PDF مجانا