يعتبر كتاب تحفة الأقران بفضل القرآن من الكتب القيمة لباحثي العلوم القرآنية بصورة خاصة وغيرهم من المتخصصين في العلوم الإسلامية بشكل عام وهو من منشورات سلسلة تزكية النفوس؛ ذلك أن كتاب تحفة الأقران بفضل القرآن يقع في نطاق دراسات علوم القرآن الكريم وما يتصل بها من تخصصات تتعلق بتفسير القرآن العظيم.
ومعلومات الكتاب هي كالتالي:
الحمد لله الذي منَّ علينا بنعم كثيرة ، وأعظم لنا المنَّة ، وأتم علينا النعمة بإكمال هذا الدين، وكان من حكمته ورحمته أن أرسل إلينا رسولاً كريماً رحيماً أخذ بنواصي الأمة إلى سبيل الهدى وحدا بها نحو مدارج الكمال وحميد الخصال، ورغب بالأقوال والأفعال، لمن أراد الجنة دار المقامة والاستقرار، فما من خير إلا ودل أمته عليه، وما من شر إلا وحذر أمته منه، ومن جملة الخير الذي دلنا عليه، الثواب في الأقوال والأفعال منها ما يكون واجباً، ومنها ما يكون مستحباً، ومنها ما يكون مباحاً، والناس في أصل الخلقة وطبيعة الحال متفاوتون في هممهم وقواهم وإقبالهم على الطاعة، ومن أعظم هذه الطاعات مدارسة القرآن الكريم قراءةً وتدبراً وحفظاً وتعلماً وعملاً .
فعلى المسلم أن يستثمر وقته في طاعة الله عز وجل وأن يغتنم شبابه قبل هرمه وصحته قبل مرضه وفراغه قبل انشغاله كما قال المصطفى : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس:الصحة والفراغ".أخرجه البخاري في كتاب الرقاق برقم(6412).
إن القرآن الكريم الفصل بين الحق والباطل، خير كتاب أنزله الله على أشرف رسول ، إلى خير أمة أخرجت للناس بأفضل الشرائع وأسمحها وأكملها، فهو هدىً ورحمه للناس عامة، وللمتقين خاصة، وينقلهم من الضلال والكفر والمعاصي والجهل إلى نور الإيمان والعلم والتقوى.
وقد يسر الله تبارك وتعالى لهذا القرآن وقيض له من العلماء من يفسره ويبلغه للناس بألفاظه ومعانيه ، وأحكامه .
فمن باب التناصح، والتعاون على البر والتقوى أحببت أن أصنف هذا الكتاب الذي يحوي بداخل طياته فضل قراءة القرآن الذي هو من أجل وأفضل الذكر ، راجياً من الله سبحانه التوفيق والسداد، وأن يكون زاداً لمن أراد أن يغتنم وقته ويتزود للعقبة الكؤود، فإن العمر ساعات تنقضي وأيام تنصرم، والدنيا ملهية مشغلة، وليس للإنسان منها إلا عمله الصالح . والله الموفق .
أما بعد:
فإنَّ خيرَ الكلام كلامُ الله تعالى، وخيرَ الهَدي هديُ محمد، وإنَّ شرَّ الأمور محدَثاتُها، وكلَّ محدَثة بِدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ثبَت عن نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما في شهرِ شعبان مِن فضائل، كالصِّيام، ورفْع الأعمال، وغفران الذنوب، وإلى غيرِ ذلك مِن الفضائل.
فعن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يا رسول الله، لم أرَكَ تصومُ من شهر مِن الشهور ما تصوم مِن شعبان؟
قال: ((ذاك شهرٌ يغفُل الناس فيه عنه بيْن رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفَع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، وأحبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائِم))[1].
فوجهُ تخصيصه شعبانَ بكثرة الصوم؛ لكونِ أعمال العبادة تُرفَع فيه[2].
ورُوي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: ((كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصوم ولا يُفطِر، حتى نقول: ما في نفس رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يُفطِر العام، ثم يُفطر فلا يصوم، حتى نقول: ما في نفسه أن يصومَ العام، وكان أحبُّ الصوم إليه في شعبان))[3].
وعن أمِّ سلمة - رضي الله عنها - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "أنَّه لم يكن يصوم مِن السَّنة شهرًا تامًّا إلا شعبان يَصِله برمضان"[4].
نقَل الترمذيُّ عن ابن المبارك أنَّه قال: جائزٌ في كلام العرَب إذا صام أكثر الشهر أن يقول: صام الشهر كلَّه، ويقال: قام فلان ليلتَه أجمع، ولعلَّه قد تعشَّى واشتغلَ ببعض أمرِه.
قال الترمذيُّ: كأنَّ ابن المبارك جمع بيْن الحديثين بذلك، وحاصِله أنَّ الرواية الأولى مفسِّرة للثانية مخصِّصة لها، وأنَّ المراد بالكلِّ الأكثر، وهو مجاز قليل الاستعمال[5].
وقال ابن حجر - رحمه الله تعالى -: "ولا تَعارُضَ بين هذا وبين ما تقدَّم مِن الأحاديث في النهي عن تقدُّم رمضان بصوم يومٍ أو يومين، وكذا ما جاء مِن النهي عن صوم نِصف شعبان الثاني، فإنَّ الجمع بينهما ظاهِر، بأن يحمل النهي على مَن لم يدخلْ تلك الأيَّام في صيام اعتاده، وفي الحديث دليلٌ على فضل الصوم في شعبان"[6].
وعن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصوم حتى نقولَ: لا يُفطِر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - استكمل صيامَ شهر قطُّ إلا شهر رمضان، وما رأيتُه في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان"[7].
قال أبو عمر بن عبدالبر: لا تَنازُع بين العلماء في هذا الحديث، وليس فيه ما يُشكِل، وصيام غير رمضان تطوُّع، فمَن شاء استقلَّ ومَن شاء استكثر[8].
وعنها - رضي الله عنها - قالت: "كان أحبُّ الشهور إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان"[9].
فشهر شعبان هو مقدِّمة لشهر رمضان؛ ولذلك شُرِع فيه الصيام؛ ليحصلَ التأهُّب والاستعداد لاستقبالِ شهر رمضان، وتتروَّض النفس على طاعة الله.
قال ابنُ رجب - رحمه الله تعالى -: صيام شعبان أفضلُ مِن صيام الأشهر الحُرُم، وأفضل التطوُّع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته مِن الصِّيام بمنزلة السُّنن الرواتب مع الفرائِض قبلها وبعدها، وهي تكملةٌ لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أنَّ السُّنن الرواتب أفضلُ مِن التطوُّع المطلَق بالصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعدَه أفضل مِن صيام ما بَعُد عنه.
فضل ليلة النصف من شعبان:
جعَل الله - سبحانه وتعالى - لليلة النصف مِن شعبان مزيةً خاصة من حيث إنَّه - جلَّ في علاه - يطَّلع فيها إلى جميع خَلْقه، فيغفر لهم إلا المشرك حتى يدَع شِركه ويوحِّد ربَّ السماوات والأرض، والمشاحن حتى يَدَع شحناءه، ويصطلح مع مَن خاصمه.
فعن أبي ثَعْلَبة قال: قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله يطَّلع على عباده في ليلة النِّصف مِن شعبان فيغفِر للمؤمنين، ويُملي للكافرين، ويدَع أهل الحِقد بحقدهم حتى يَدَعوه)) [10].
وفي روايةٍ عن أبي موسى: ((إنَّ الله تعالى ليطَّلع في ليلةِ النِّصف مِن شعبان، فيغفِر لجميع خلْقه إلا لمشرِك، أو مشاحِن"[11].
مشاحن؛ أي: مخاصِم لمسلِمٍ أو مهاجر له.
فهذه فُرصة لكلِّ مسلِم يُريد رِضا الله - سبحانه وتعالى - ويُريد دخول الجنة أن يصلح ما بيْنه وبيْن خُصومِه من قريب أو بعيد، سواء كان مِن أهله، أو صديقه، أو أي شخْص آخَر، وكذلك عليه أن يدَع ويتوب من المعاصي والذُّنوب من رِبًا، أو غِيبة، أو نميمة، أو سماع للموسيقا والغناء، وغيرها مِن المعاصي.
ـ فضل شهر شعبان
فضل شهر شعبان والاستعداد لرمضان
فضل شهر شعبان ابن باز
فضل شهر شعبان اسلام ويب
خطبة عن فضل شهر شعبان
فضائل شهر شعبان الالوكة
فضل شهر شعبان pdf
فضائل شهر شعبان مكتوب
فضل صيام شهر شعبان
قراءة و تحميل كتاب نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد النبي صلى الله عليه وسلم PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب منهاج التفسير بين أهل السُّنة والشيعة الإثني عشرية PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الشرح اليسير على مقدمة أصول التفسير PDF مجانا