كتاب الدعوة إلى اللهكتب إسلامية

كتاب الدعوة إلى الله

الدعوة في الإسلام هي الدعوة إلى دخول الإسلام، والإيمان به وبما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا، وهو بحسب المفهوم الإسلامي قيام المسلم ذي الأهلية ـ في العلم والدين ـ بتبصير الناس بأمور الدين، وحثهم على الخير، وإنقاذهم من شر واقع، وتحذيرهم من سوء متوقع، على قدر الطاقة، ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل، ويُختصر تعريف الدعوة بأنه معرفة الدين ودعوة الناس إليه، ويُسمى المُسلم المُتطوع للدعوة بـالداعي أو الداعية، وهو الشخص الذي تطوّع لنفسه لهذا العمل، وهو الذي يدعو الناس إلى الإسلام عن طريق الحوار وإقامة الحُجج بغرض التبليغ وإيصال الرسالة، وُردت أدلة شرعيّة من القرآن والسنة النبوية وكذلك على بعض آثار صحابة نبي الإسلام محمد بأن أساس الدعوة هي اللين والرحمة والتعامل بخُلقٍ حسن، لا الغِلظة والفظاظة، كما يؤمن المُسلمين بأنه لا يُوجد إكراه في الدعوة ولا إجبار، وتكون الاستجابة بالاختيار. لا تكون الدعوة فقط في غرض الدخول في الإسلام، بل الدعوة في العمل بواجباته وأركانه، والتخلي عن ما يناقضه، فالدعوة تكون على المُسلمين وبشكلٍ أكبر على غير المسلمين. كلمة ( الدعوة ) هي مصطلح إسلامي، وهناك علاقة وثيقة بين مدلول هذا اللفظ في الأصل اللغوي، وبين استعماله كمصطلح إسلامي صرف. والدعوة مُشتقة من " دَ عَ وَ " على وزن " فَعَلَ ". وهذا اللفظ لا يحمل إلا معنى واحدًا، وهو : أن تميل الشيء إليك بصوت وكلام يكون منك . ومشتقات هذا الفعل لم تخرج في مدلولاتها عن هذا المعنى أبداً. وكذلك تأتي بمعنى الإمالة والترغيب. أولًا : الأمة كلها يقع عليها عبء الدعوة إلى الله . فلا ينبغي أن يتخلف أحد من المسلمين عن هذا الميدان ، ولا ينبغي أن يزدري المرء نفسه ويظن أنه أقل من أن يدعو ويعمل . قال الله تعالي : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني .." . فهذه هي السبيل ، ولكن كم هم الفارون !! . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (20/5) : " والدعوة إلى الله واجبة على من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أمته وقد وصفهم الله بذلك : كقوله تعالى : "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " فهذه في حقه صلى الله عليه وسلم وفي حقهم قوله : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } الآية وقوله : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } الآية . وهذا الواجب واجب على مجموع الأمة ، وهو فرض كفاية يسقط عن البعض بالبعض كقوله : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير } الآية فجميع الأمة تقوم مقامه في الدعوة : فبهذا إجماعهم حجة وإذا تنازعوا في شيء ردوه إلى الله ورسوله.. إن من واجباتنا أن نؤصل في أذهان جميع المسلمين هذه الأصل الأصيل ، ألا وهو حتمية الدعوة ، فيتعاهد الجميع أمام الله تعالى بألا يمر يوم إلا وقد تقرب إلى الله بدعوة رجل واحد على أقل تقدير . إن من المفارقات العجيبة أنَّ أحد الإخوة أعدَّ متوالية حسابية على اعتبار أنَّ فردًا واحدًا سيدعو صديقًا له ، ثم انطلق الرجلان في الدعوة بعد ذلك ليصيروا أربعة في السنة التالية وهكذا دواليك . هل تصدقون أن خلال ثلاثين سنة بهذه المعادلة الحسابية تكون الدعوة وصلت إلى ألف مليون مسلم . ثانيًا : كل يدعو إلى الله على حسب الطاقة والقدرة من الأمور التي تختلط في أذهان الكثيرين أنه قد يتصور أنَّ الدعوة إلى الله هي أن يعتلي المنابر ويلقي الدروس والمحاضرات ، أو أن يتصور أنَّ وضعه الاجتماعي لا يؤهله للقيام بهذا الواجب . والأمر أيسر مما يتوهمه هؤلاء ، إنَّ أبا بكر صديق هذه الأمة ـ رضي الله عنه ـ لم يكن خطيبًا مفوهًا ، ومع هذا كان من أئمة الدعاة إلى الله بلا شك ، إنك لن تعدم الوسيلة إذا تأملت بعين الشوق والرغبة ومن الشبهات التي عمت بها البلوى قول بعضهم : إنك كمن يحرث في ماء ، ولسان حالهم كمن قصَّ علينا القرآن خبرهم " وقالت أمة منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا " ، يقولون : إنك لن تغير الكون بكلامك ، لن تستطيع أن تصنع شيئًا ، أين صدى هذه الدعوة في الناس والفساد يعم أنحاء المعمورة من كل جهة . فلهؤلاء وأمثالهم من معاشر المثبطين القاعدين الذين يصدق فيهم قوله تعالى " فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين " نقول لهم : 1) إنَّه قد مضت القاعدة الشرعية الشهيرة بأنَّ الله لا يكلف بالمحال ولا يكلف بما لا يطاق ، فمعنى أن الله أوجب علينا الدعوة إلى سبيله أنَّ ذلك فيما يطيقه ويستطيعه كل أحد . 2) أننا نمتثل قول تلك الفرقة الناجية " قالوا : معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون " فإننا نعتذر إلى الله أن يُعصى فلا يُطاع وأن يُكفر فلا يُشكر ، وهذا وحده يكفي للغيرة لله وحسبنا الله ونعم الوكيل . 3) إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يعفِ أحدًا من إنكار المنكر ، ففرض المستطيع باليد أن ينكر به وكذا المستطيع بلسانه ، أما الضعفاء الذين لا حيلة لهم ففرضهم الإنكار بالقلب فإن لم يكن كان هذا دليلًا على فساد القلب وضعف الإيمان . في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "مَا مِنْ نَبِيَ بَعَثَهُ الله فِي أُمّةٍ قَبْلِي، إِلاّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمّتِهِ حَوَارِيّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ. ثُمّ إِنّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمِ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ. فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ. وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبّةُ خَرْدَلٍ". إن التوفيق استأثر الله به نفسه جل وعلا ، وما حالنا إلا كما قال شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله كتاب للشيخ محمد إبراهيم التويجرى يتحدث فيه عن عز وجل، ومقاوماتها وأساليبها .
محمد بن إبراهيم التويجري - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ موسوعة الفقه الإسلامي ❝ ❞ موسوعة فقه القلوب (ط. بيت الأفكار) ❝ ❞ مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة ❝ ❞ صفة الوضوء والصلاة ❝ ❞ مختصر الفقه الإسلامي ❝ ❞ أحكام الدعوة إلى الله ❝ ❞ 諸々の徳(ハディース集) ❝ ❞ السيرة النبوية بين المعرفة والواجب في ضوء القرآن والسنة ❝ ❞ حياتنا في الميزان ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار الإسلام للنشر والتوزيع ❝ ❞ بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار أصداء المجتمع للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : الدعوة في الإسلام هي الدعوة إلى دخول الإسلام، والإيمان به وبما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا، وهو بحسب المفهوم الإسلامي قيام المسلم ذي الأهلية ـ في العلم والدين ـ بتبصير الناس بأمور الدين، وحثهم على الخير، وإنقاذهم من شر واقع، وتحذيرهم من سوء متوقع، على قدر الطاقة، ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل، ويُختصر تعريف الدعوة بأنه معرفة الدين ودعوة الناس إليه، ويُسمى المُسلم المُتطوع للدعوة بـالداعي أو الداعية، وهو الشخص الذي تطوّع لنفسه لهذا العمل، وهو الذي يدعو الناس إلى الإسلام عن طريق الحوار وإقامة الحُجج بغرض التبليغ وإيصال الرسالة، وُردت أدلة شرعيّة من القرآن والسنة النبوية وكذلك على بعض آثار صحابة نبي الإسلام محمد بأن أساس الدعوة هي اللين والرحمة والتعامل بخُلقٍ حسن، لا الغِلظة والفظاظة، كما يؤمن المُسلمين بأنه لا يُوجد إكراه في الدعوة ولا إجبار، وتكون الاستجابة بالاختيار. لا تكون الدعوة فقط في غرض الدخول في الإسلام، بل الدعوة في العمل بواجباته وأركانه، والتخلي عن ما يناقضه، فالدعوة تكون على المُسلمين وبشكلٍ أكبر على غير المسلمين.

كلمة ( الدعوة ) هي مصطلح إسلامي، وهناك علاقة وثيقة بين مدلول هذا اللفظ في الأصل اللغوي، وبين استعماله كمصطلح إسلامي صرف. والدعوة مُشتقة من " دَ عَ وَ " على وزن " فَعَلَ ". وهذا اللفظ لا يحمل إلا معنى واحدًا، وهو : أن تميل الشيء إليك بصوت وكلام يكون منك . ومشتقات هذا الفعل لم تخرج في مدلولاتها عن هذا المعنى أبداً. وكذلك تأتي بمعنى الإمالة والترغيب.


أولًا : الأمة كلها يقع عليها عبء الدعوة إلى الله .
فلا ينبغي أن يتخلف أحد من المسلمين عن هذا الميدان ، ولا ينبغي أن يزدري المرء نفسه ويظن أنه أقل من أن يدعو ويعمل .
قال الله تعالي : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني .." .
فهذه هي السبيل ، ولكن كم هم الفارون !! .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (20/5) :
" والدعوة إلى الله واجبة على من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أمته وقد وصفهم الله بذلك : كقوله تعالى : "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " فهذه في حقه صلى الله عليه وسلم وفي حقهم قوله : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } الآية وقوله : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } الآية . وهذا الواجب واجب على مجموع الأمة ، وهو فرض كفاية يسقط عن البعض بالبعض كقوله : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير } الآية فجميع الأمة تقوم مقامه في الدعوة : فبهذا إجماعهم حجة وإذا تنازعوا في شيء ردوه إلى الله ورسوله..

إن من واجباتنا أن نؤصل في أذهان جميع المسلمين هذه الأصل الأصيل ، ألا وهو حتمية الدعوة ، فيتعاهد الجميع أمام الله تعالى بألا يمر يوم إلا وقد تقرب إلى الله بدعوة رجل واحد على أقل تقدير .
إن من المفارقات العجيبة أنَّ أحد الإخوة أعدَّ متوالية حسابية على اعتبار أنَّ فردًا واحدًا سيدعو صديقًا له ، ثم انطلق الرجلان في الدعوة بعد ذلك ليصيروا أربعة في السنة التالية وهكذا دواليك .
هل تصدقون أن خلال ثلاثين سنة بهذه المعادلة الحسابية تكون الدعوة وصلت إلى ألف مليون مسلم .

ثانيًا : كل يدعو إلى الله على حسب الطاقة والقدرة
من الأمور التي تختلط في أذهان الكثيرين أنه قد يتصور أنَّ الدعوة إلى الله هي أن يعتلي المنابر ويلقي الدروس والمحاضرات ، أو أن يتصور أنَّ وضعه الاجتماعي لا يؤهله للقيام بهذا الواجب .
والأمر أيسر مما يتوهمه هؤلاء ، إنَّ أبا بكر صديق هذه الأمة ـ رضي الله عنه ـ لم يكن خطيبًا مفوهًا ، ومع هذا كان من أئمة الدعاة إلى الله بلا شك ، إنك لن تعدم الوسيلة إذا تأملت بعين الشوق والرغبة


ومن الشبهات التي عمت بها البلوى قول بعضهم : إنك كمن يحرث في ماء ، ولسان حالهم كمن قصَّ علينا القرآن خبرهم " وقالت أمة منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا " ، يقولون : إنك لن تغير الكون بكلامك ، لن تستطيع أن تصنع شيئًا ، أين صدى هذه الدعوة في الناس والفساد يعم أنحاء المعمورة من كل جهة .
فلهؤلاء وأمثالهم من معاشر المثبطين القاعدين الذين يصدق فيهم قوله تعالى " فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين " نقول لهم :
1) إنَّه قد مضت القاعدة الشرعية الشهيرة بأنَّ الله لا يكلف بالمحال ولا يكلف بما لا يطاق ، فمعنى أن الله أوجب علينا الدعوة إلى سبيله أنَّ ذلك فيما يطيقه ويستطيعه كل أحد .
2) أننا نمتثل قول تلك الفرقة الناجية " قالوا : معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون " فإننا نعتذر إلى الله أن يُعصى فلا يُطاع وأن يُكفر فلا يُشكر ، وهذا وحده يكفي للغيرة لله وحسبنا الله ونعم الوكيل .

3) إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يعفِ أحدًا من إنكار المنكر ، ففرض المستطيع باليد أن ينكر به وكذا المستطيع بلسانه ، أما الضعفاء الذين لا حيلة لهم ففرضهم الإنكار بالقلب فإن لم يكن كان هذا دليلًا على فساد القلب وضعف الإيمان .

في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "مَا مِنْ نَبِيَ بَعَثَهُ الله فِي أُمّةٍ قَبْلِي، إِلاّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمّتِهِ حَوَارِيّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ. ثُمّ إِنّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمِ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ. فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ. وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبّةُ خَرْدَلٍ".

إن التوفيق استأثر الله به نفسه جل وعلا ، وما حالنا إلا كما قال شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله

كتاب للشيخ محمد إبراهيم التويجرى يتحدث فيه عن عز وجل، ومقاوماتها وأساليبها .


للكاتب/المؤلف : محمد بن إبراهيم التويجري .
دار النشر : .
سنة النشر : 2013م / 1434هـ .
عدد مرات التحميل : 6980 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الأحد , 24 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 2.4 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

نبذه عن الكتاب :

أولًا : الأمة كلها يقع عليها عبء الدعوة إلى الله .
فلا ينبغي أن يتخلف أحد من المسلمين عن هذا الميدان ، ولا ينبغي أن يزدري المرء نفسه ويظن أنه أقل من أن يدعو ويعمل .
قال الله تعالي : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني .." .
فهذه هي السبيل ، ولكن كم هم الفارون !! .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (20/5) :
" والدعوة إلى الله واجبة على من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أمته وقد وصفهم الله بذلك : كقوله تعالى : "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " فهذه في حقه صلى الله عليه وسلم وفي حقهم قوله : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } الآية وقوله : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } الآية . وهذا الواجب واجب على مجموع الأمة ، وهو فرض كفاية يسقط عن البعض بالبعض كقوله : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير } الآية فجميع الأمة تقوم مقامه في الدعوة : فبهذا إجماعهم حجة وإذا تنازعوا في شيء ردوه إلى الله ورسوله أهـ
إن من واجباتنا أن نؤصل في أذهان جميع المسلمين هذه الأصل الأصيل ، ألا وهو حتمية الدعوة ، فيتعاهد الجميع أمام الله تعالى بألا يمر يوم إلا وقد تقرب إلى الله بدعوة رجل واحد على أقل تقدير .
إن من المفارقات العجيبة أنَّ أحد الإخوة أعدَّ متوالية حسابية على اعتبار أنَّ فردًا واحدًا سيدعو صديقًا له ، ثم انطلق الرجلان في الدعوة بعد ذلك ليصيروا أربعة في السنة التالية وهكذا دواليك .
هل تصدقون أن خلال ثلاثين سنة بهذه المعادلة الحسابية تكون الدعوة وصلت إلى ألف مليون مسلم .

ثانيًا : كل يدعو إلى الله على حسب الطاقة والقدرة
من الأمور التي تختلط في أذهان الكثيرين أنه قد يتصور أنَّ الدعوة إلى الله هي أن يعتلي المنابر ويلقي الدروس والمحاضرات ، أو أن يتصور أنَّ وضعه الاجتماعي لا يؤهله للقيام بهذا الواجب .
والأمر أيسر مما يتوهمه هؤلاء ، إنَّ أبا بكر صديق هذه الأمة ـ رضي الله عنه ـ لم يكن خطيبًا مفوهًا ، ومع هذا كان من أئمة الدعاة إلى الله بلا شك ، إنك لن تعدم الوسيلة إذا تأملت بعين الشوق والرغبة
المثبطون
ومن الشبهات التي عمت بها البلوى قول بعضهم : إنك كمن يحرث في ماء ، ولسان حالهم كمن قصَّ علينا القرآن خبرهم " وقالت أمة منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذبهم عذابًا شديدًا " ، يقولون : إنك لن تغير الكون بكلامك ، لن تستطيع أن تصنع شيئًا ، أين صدى هذه الدعوة في الناس والفساد يعم أنحاء المعمورة من كل جهة .
فلهؤلاء وأمثالهم من معاشر المثبطين القاعدين الذين يصدق فيهم قوله تعالى " فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين " نقول لهم :
1) إنَّه قد مضت القاعدة الشرعية الشهيرة بأنَّ الله لا يكلف بالمحال ولا يكلف بما لا يطاق ، فمعنى أن الله أوجب علينا الدعوة إلى سبيله أنَّ ذلك فيما يطيقه ويستطيعه كل أحد .
2) أننا نمتثل قول تلك الفرقة الناجية " قالوا : معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون " فإننا نعتذر إلى الله أن يُعصى فلا يُطاع وأن يُكفر فلا يُشكر ، وهذا وحده يكفي للغيرة لله وحسبنا الله ونعم الوكيل .
3) إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يعفِ أحدًا من إنكار المنكر ، ففرض المستطيع باليد أن ينكر به وكذا المستطيع بلسانه ، أما الضعفاء الذين لا حيلة لهم ففرضهم الإنكار بالقلب فإن لم يكن كان هذا دليلًا على فساد القلب وضعف الإيمان .
في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "مَا مِنْ نَبِيَ بَعَثَهُ الله فِي أُمّةٍ قَبْلِي، إِلاّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمّتِهِ حَوَارِيّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ. ثُمّ إِنّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمِ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ. فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ. وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبّةُ خَرْدَلٍ".
إن التوفيق استأثر الله به نفسه جل وعلا ، وما حالنا إلا كما قال شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله

 كتاب للشيخ محمد إبراهيم التويجرى يتحدث فيه عن عز وجل، ومقاوماتها وأساليبها .

أهمية الدعوة إلى الله pdf

طرق الدعوة الى الله

كيف تكون الدعوة الى الله

احاديث عن الدعوة الى الله

بحث عن الدعوه الى الله مختصر

شروط الدعوة الى الله

اهمية الدعوة الى الله في زمن الفتن

فضل الدعوة الى الله



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الدعوة إلى الله
محمد بن إبراهيم التويجري
محمد بن إبراهيم التويجري
Mohammed bin Ibrahim Al Tuwaijri
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ موسوعة الفقه الإسلامي ❝ ❞ موسوعة فقه القلوب (ط. بيت الأفكار) ❝ ❞ مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة ❝ ❞ صفة الوضوء والصلاة ❝ ❞ مختصر الفقه الإسلامي ❝ ❞ أحكام الدعوة إلى الله ❝ ❞ 諸々の徳(ハディース集) ❝ ❞ السيرة النبوية بين المعرفة والواجب في ضوء القرآن والسنة ❝ ❞ حياتنا في الميزان ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار الإسلام للنشر والتوزيع ❝ ❞ بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار أصداء المجتمع للنشر والتوزيع ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب إسلامية متنوعة

مايك تايسون بطل الملاكمة الأمريكي الأسبق PDF

قراءة و تحميل كتاب مايك تايسون بطل الملاكمة الأمريكي الأسبق PDF مجانا

الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان PDF

قراءة و تحميل كتاب الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان PDF مجانا

الحجاب شريعة الله في الإسلام واليهودية والنصرانية PDF

قراءة و تحميل كتاب الحجاب شريعة الله في الإسلام واليهودية والنصرانية PDF مجانا

سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين PDF

قراءة و تحميل كتاب سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين PDF مجانا

الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة دراسات شرقية مسيحية PDF

قراءة و تحميل كتاب الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة دراسات شرقية مسيحية PDF مجانا

تكريم الإسلام للمرأة PDF

قراءة و تحميل كتاب تكريم الإسلام للمرأة PDF مجانا

المفيد في التعامل مع المسلم الجديد PDF

قراءة و تحميل كتاب المفيد في التعامل مع المسلم الجديد PDF مجانا

أخطاء في مفهوم الزواج PDF

قراءة و تحميل كتاب أخطاء في مفهوم الزواج PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..