كتاب الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وجهودها في المملكة العربية السعودية

المقدمة الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد الأمين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فإن الله عز وجل أنعم على هذه الأمة بأن أرسل إليهم سيد الأولين والآخرين وخاتم النبيين وأنزل عليه كتابه القرآن الكريم هدى ونورًا، وشفاء وضياء، ورحمة وذكرًا، يقول تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } (يونس : ٥٧ - ٥٨) . ويقول جل وعلا { وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } (النحل: ٦٤) إن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم مبلغًا آيات ربه أعظم المنن وأجل النعم من الله على عباده، { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } (آل عمران : ١٦٤) فلا خير ولا سعادة ولا فلاح في الدنيا والآخرة إلا لمن سار على نهجه وامتثل أوامره وحذر زواجره وآمن به وحكمه في شؤون حياته صغيرها وكبيرها. وما كان شقاء الأشقياء وتعاسة البؤساء إلا لأنهم أعرضوا عن هدايات القرآن وانحرفوا عن طريقه واعتاضوا بغيره عنه، قال تعالى { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } { قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا } { قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } . (طه: ١٢٤ - ١٢٦) . إن العناية بالقرآن الكريم وبذل الجهد من أجله تعلمًا وتعليمًا، حفظًا وتلاوة، رعاية وعناية، دعمًا ومساندة مسلك الأخيار وطريق الأبرار، وعنوان الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، وهذا ما تفخر وتعتز به بلاد الحرمين الشريفين - حرسها الله من كل مكروه - فما فتئ قادتها وولاتها يولون العناية بالقرآن تمسكًا به وتحكيمًا له في كل شؤون الحياة، مع الاهتمام بتعليمه وتدريسه في التعليم العام والتعليم العالي ودعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ومساندتها، وكذا المؤسسات الأخرى التي تعنى بهذا الأمر العظيم. ومن أعمال هذه الدولة - أعزها الله بطاعته - في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله تعالى- إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، وذلك بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، فكانت له الجهود المباركة المتواصلة في طباعة المصحف الشريف والعناية بذلك جودةً في الإخراج ودقة في الطباعة وسلامةً من الأخطاء وسعة في التوزيع، وكذا ترجمة معانيه باللغات المختلفة وطباعة التفسير الميسر له وتوزيع ذلك على أبناء المسلمين في الداخل والخارج. ومن تلك الجهود الطيبة عزم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على إقامة ندوة علمية لإبراز جهود المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم بعنوان "عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه" وقد أحببت المشاركة في هذه الندوة ببحث "الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وجهودها في المملكة العربية السعودية" لإبراز جهود هذه الجمعيات في تعليم القرآن الكريم وحفظه وآثارها الحميدة المباركة في الناس، وما تلقاه من دعم ومساندة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وأهل الخير والإحسان. هذا الكتاب يحتوي على بيان جهود الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية حرسها الله بالإسلام .
بدر بن ناصر البدر - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مع السلف الصالح في الحج ❝ ❞ الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وجهودها في المملكة العربية السعودية ❝ ❞ أحوال السلف في الحج ❝ ❞ إرهاب المستأمنين وموقف الإسلام منه ❝ الناشرين : ❞ دار الفضيلة ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.