كتاب العلاقات الدولية في الفكر السياسي الغربيالكتب والموسوعات العامة

كتاب العلاقات الدولية في الفكر السياسي الغربي

مقدمة توضِّح القراءةُ المتعمقة للأدبيات التحليليَّةِ للفكرِ السياسي أنَّ هناك افتراضًا "مستترًا" في تلك الأدبيَّاتِ، فحْوَاه أنَّ هناك انفصالاً نسبيًّا بين الفكرِ السياسيِّ والعَلاقاتِ الدَّولية، وأنَّه من الصُّعوبةِ بمكانٍ توظيفُ الفِكر السياسيِّ لفهمِ الأسسِ النَّظريَّة للعلاقاتِ الدَّولية. وينطلق هذا الافتراضُ من أنَّ الفكرَ السياسي لا يخضعُ للأطرِ المتعارَفِ عليها في التَّحليلِ الأمبيريقي للعِلم، ومن ثَم لا يمكِنُ الاعتمادُ عليه لبناءِ الإطار النظريِّ لفهمِ الظَّاهرة السِّياسية الدولية، كما أنَّ الفكرَ السياسيَّ يتناول علاقةَ الفرد بالسُّلطة السياسية؛ أي: النَّواحي المتعلِّقة بالتَّنظيمِ الداخليِّ للمجتمعِ، بينما تتناول العلاقاتُ الدوليةُ النواحيَ المتعلِّقة بما يقعُ خارج إطارِ هذا التَّنظيمِ؛ ولذلك فإنَّ معظمَ الدِّراسات التقليدية التي تتناول الفكرَ السياسيَّ بالبحث والتحليل - تركِّزُ على دراسةِ الأطُرِ الدَّاخلية للدولة، والمتمثِّلةِ في الإطار السياسيِّ والاجتماعي، والسُّلطةِ السياسية، ولا تحفِلُ كثيرًا بظاهرةِ التفاعُلِ في المجالِ الدَّوليِّ، كما أنها تتجاوز دَورَ الفكر السياسيِّ في فهمِ جوهر التفاعلِ الدَّوليِّ، رغم أنَّ هذا الفكرَ هو القاعدةُ التي انطلق منها المفكِّرون لتنظيرِ العَلاقاتِ الدَّوليةِ المعاصرة، فالظَّاهرة السياسيةُ تمِّثل كُلاًّ متكاملاً، ومن ثَمَّ فإنَّ الفكرَ السياسي حينما يتعاملُ مع تلك الظاهرة لا يركِّزُ فقط على الجوانبِ المتعلِّقةِ بتنظيم المجتمعاتِ والسُّلطةِ السِّياسية، كما هو شائعٌ في دراساتِ الفكر السياسيِّ؛ وإنما يتناولُ الظاهرةَ بمختلِفِ أبعادِها، بما في ذلك أبعادُها الخارجيَّةُ؛ أي: تلك الأبعادُ المتعلِّقةُ بالعلاقات الخارجيَّةِ للوَحدة السِّياسيةِ، ولعلَّ هذا ما يجعلُ دارِسَ العَلاقاتِ الدَّولية يتساءلُ حين يحاول بناءَ إطارٍ نظريٍّ لفهمِ التفاعلِ الدَّولي عن الجذورِ الفِكريَّةِ للقِيَمِ السَّائدة في المجتمعِ الدَّوليِّ، وعمَّا إذا كانت الأفكارُ السائدة اليوم تمثِّلُ امتدادًا لأفكار سابقة. وتنطلقُ هذه الدِّراسةُ من مسلَّمةٍ جوهرية، هي وحدةُ الظَّاهرة السِّياسية، ومن ثَمَّ فإنَّ المفكِّرين السياسيين الذين تناولوا الظَّاهرةَ السِّياسية إمَّا بالتَّحليلِ الأمبيريقي أو بتقديمِ نماذجَ مثاليَّةٍ معياريَّة - لَم يقتصروا في الغالب على فهمِ الظَّاهرة السياسية داخل المجتمعِ السِّياسيِّ؛ وإنما كانت لهم تصوُّراتٌ محدَّدة حول الظَّاهرة السِّياسية "خارج" إطار المجتمعِ السِّياسيِّ أيضًا، أو ما يعبَّرُ عنه حاليًّا بالعَلاقات الدَّوليةِ. ومن ناحيةٍ ثانية، فإنَّه بعكس التصوُّرِ السائدِ لدى كثيرٍ من دارِسِي العَلاقاتِ الدَّولية، مِن أنَّ المفاهيمَ النَّظريةَ لهذا العلمِ لَم تظهَرْ إلا منذ القرنِ التاسع عشر، فإنَّ المتأمِّلَ لتطوُّرِ الفِكْرِ السِّياسيِّ يلحظُ أنَّ تلك المفاهيمَ قد ظهرت وتبلورت مع ظهور الفكر السياسيِّ وتطوُّرِه، ولكنَّها لَم تأخذ طابَعَ التَّنظير العلميِّ المحدَّد إلا في فتراتٍ تاريخيَّةٍ لاحقةٍ. وفي هذا الإطارِ يهدفُ هذا البحثُ إلى إثباتِ فرضيَّتين رئيسيَّتين، الأُولى: هي أن المفكِّرين السياسيين قد طوَّروا مفاهيمَ وتصوُّراتٍ عن العَلاقات الدَّولية، تنطلق من القِيَمِ الفِكرية لهؤلاء المفكِّرينَ، والثانية: هي أنَّ نظرياتِ العَلاقات الدولية المعاصرة إنما تنطلقُ من مفاهيمَ وافتراضاتٍ تجدُ جذورَها في الفكرِ السياسيِّ المعروف. وفي هذا الإطار، فإننا سنقصر دراستَنا على تطوُّرِ الفكر السياسيِّ الغربيِّ؛ لأنَّ هذا الفكرَ يمثِّلُ وحدةً متميِّزةً في أدبيَّات الفكر السياسيِّ، محاولين إثباتَ أنَّ هذا الفكرَ قد قدَّم تصوُّراتٍ معيَّنةً عن الواقعِ الدَّولي، وأنَّ نظريات العَلاقات الدَّولية المعاصرة تنطلقُ من تلك التَّصوُّراتِ، ومن ثم فهي تتضمَّنُ تحيُّزًا قِيمِيًّا نحو قِيَمٍ سياسيةٍ غربية معيَّنة. أ. د. محمد أحمد علي مفتي تعد هذه الدراسة بمثابة بيان لعلاقة التواصل بين العلاقات الدولية المعاصرة ونظريات الفكر السياسي الغربي حيث تبرز هذه الدراسة تطوُّرِ الفكر السياسيِّ الغربيِّ؛ لأنَّ هذا الفكرَ يمثِّلُ وحدةً متميِّزةً في أدبيَّات الفكر السياسيِّ، عن طريق إثباتَ أنَّ هذا الفكرَ قد قدَّم تصوُّراتٍ معيَّنةً عن الواقعِ الدَّولي، وأنَّ نظريات العَلاقات الدَّولية المعاصرة تنطلقُ من تلك التَّصوُّراتِ، ومن ثم فهي تتضمَّنُ تحيُّزًا قِيمِيًّا نحو قِيَمٍ سياسيةٍ غربية معيَّنة. وفي هذا الإطارِ يهدفُ هذا البحثُ إلى إثباتِ فرضيَّتين رئيسيَّتين، الأُولى: هي أن المفكِّرين السياسيين قد طوَّروا مفاهيمَ وتصوُّراتٍ عن العَلاقات الدَّولية، تنطلق من القِيَمِ الفِكرية لهؤلاء المفكِّرينَ، والثانية: هي أنَّ نظرياتِ العَلاقات الدولية المعاصرة إنما تنطلقُ من مفاهيمَ وافتراضاتٍ تجدُ جذورَها في الفكرِ السياسيِّ المعروف. ونجد أن القِيَمُ الغربيةُ قد تركت أثرًا بيِّنًا على الواقع الدوليِّ، حيث أفرزت القِيَمُ الغربيةُ تصوُّرًا محدَّدًا لعواملِ الاستقرارِ النَّسقيِّ، وقد بيَّن الكاتب في البحثِ أهمَّ معالِمِ رؤيةِ الفكرِ السياسيِّ الغربيِّ للعلاقاتِ الدولية، والتي تمثَّلت في: 1- فكرة القانون الطبيعيِّ التي قدَّمت منظورًا قِيَميًّا للواقعِ الدَّوليِّ، واستُخْدِمت كأداةٍ لمعالجة الفوضى الدوليَّةِ، والمحافظةِ على الاستقرارِ الدوليِّ؛ عن طريقِ إيجادِ قواعدَ دوليَّةٍ عامَّةٍ تنطلقُ من فكرةِ الانسجامِ الطبيعيِّ، والوحدة العالَميَّةِ النَّسقيةِ لدعمِ سيطرةِ وسيادة المفاهيمِ الغربيَّةِ عن الواقعِ الدَّوليِّ. 2- فكرة بقاءِ الدولةِ وسيادتِها، التي أكَّدت ضرورةَ وجودِ الدَّولةِ كقاعدةٍ جوهريةٍ في النَّسقِ الدوليِّ، والعملِ على حمايتِها، بصرفِ النَّظرِ عن دورِها الأخلاقيِّ وقِيَمِها، ومن منطلقِ سيادةِ الدَّولةِ تمَّ التَّأكيدِ في الفكر الغربيِّ على فصل النَّشاطِ السياسيِّ عن الدِّينِ، وأصبح البقاءُ الوطنيُّ والمصلحةُ الوطنيةُ المعاييرَ الأساسيَّةَ، كالتي تحكم صانعَ القرارِ السِّياسيِّ عند بناءِ السِّياسةِ الخارجيَّةِ للدَّولةِ. 3- فكرة وجودِ نسقٍ دوليٍّ يربط بين الدُّولِ القويَّةِ والمسيطرةِ؛ وذلك بالتَّأكيدِ على فكرةِ "توازن القُوَى"، واستمرارِ "الوضع الراهن"؛ بإيجادِ الوسائلِ الكفيلةِ باستقرارِ النَّسقِ لخدمةِ أغراضِ الدَّولةِ المسيطرةِ. يتَّضحُ من ذلك أنَّ الفكرَ السياسيَّ الغربيَّ قد طوَّرَ تصوُّرًا للعلاقاتِ الدَّوليةِ، ينطلق من القِيَمِ السياسيةِ الغربيَّةِ بالأساسِ، وأنَّ هذه القِيَمَ ركَّزت على إبرازِ المفاهيمِ الغربيَّةِ عن الواقعِ الدوليِّ، وقد انعكس ذلك على الممارساتِ العمليَّةِ في المجال الدوليِّ؛ حيث سعت الدولُ المسيطِرةُ إلى فرضِ القِيَمِ الغربيَّةِ "دوليًّا" أسوةً بسيادتِها "داخليًّا" في العديدِ من الدُّولِ، وتصوَّرَ المفكِّرونَ والسياسيون أنَّ حلقةَ الوصلِ تكتمل حتمًا بإيجادِ الأطرِ العمليَّةِ الكفيلةِ بصَهْرِ الدُّولِ الصُّغرى في بُوتقةِ الدُّولِ الكبرى والمسيطِرةِ؛ وذلك بهدف بناءِ نسقٍ دوليٍّ "أحاديِّ الرؤية القِيَمِية"، يصبحُ التعاملُ الدوليُّ فيه انعكاسًا لرؤيا غربيَّةٍ تستترُ خلف أساليبَ قد تُظْهِرُ اختلافًا شكليًّا، ولكنَّها في الواقع تعمِّقُ التَّبعيَّةَ السياسيةَ للدُّولِ الغربيَّةِ.
محمد أحمد مفتي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العلاقات الدولية في الفكر السياسي الغربي ❝ ❱
من كتب السياسة الشرعية كتب إسلامية متنوعة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

وصف الكتاب : مقدمة

توضِّح القراءةُ المتعمقة للأدبيات التحليليَّةِ للفكرِ السياسي أنَّ هناك افتراضًا "مستترًا" في تلك الأدبيَّاتِ، فحْوَاه أنَّ هناك انفصالاً نسبيًّا بين الفكرِ السياسيِّ والعَلاقاتِ الدَّولية، وأنَّه من الصُّعوبةِ بمكانٍ توظيفُ الفِكر السياسيِّ لفهمِ الأسسِ النَّظريَّة للعلاقاتِ الدَّولية.

وينطلق هذا الافتراضُ من أنَّ الفكرَ السياسي لا يخضعُ للأطرِ المتعارَفِ عليها في التَّحليلِ الأمبيريقي للعِلم، ومن ثَم لا يمكِنُ الاعتمادُ عليه لبناءِ الإطار النظريِّ لفهمِ الظَّاهرة السِّياسية الدولية، كما أنَّ الفكرَ السياسيَّ يتناول علاقةَ الفرد بالسُّلطة السياسية؛ أي: النَّواحي المتعلِّقة بالتَّنظيمِ الداخليِّ للمجتمعِ، بينما تتناول العلاقاتُ الدوليةُ النواحيَ المتعلِّقة بما يقعُ خارج إطارِ هذا التَّنظيمِ؛ ولذلك فإنَّ معظمَ الدِّراسات التقليدية التي تتناول الفكرَ السياسيَّ بالبحث والتحليل - تركِّزُ على دراسةِ الأطُرِ الدَّاخلية للدولة، والمتمثِّلةِ في الإطار السياسيِّ والاجتماعي، والسُّلطةِ السياسية، ولا تحفِلُ كثيرًا بظاهرةِ التفاعُلِ في المجالِ الدَّوليِّ، كما أنها تتجاوز دَورَ الفكر السياسيِّ في فهمِ جوهر التفاعلِ الدَّوليِّ، رغم أنَّ هذا الفكرَ هو القاعدةُ التي انطلق منها المفكِّرون لتنظيرِ العَلاقاتِ الدَّوليةِ المعاصرة، فالظَّاهرة السياسيةُ تمِّثل كُلاًّ متكاملاً، ومن ثَمَّ فإنَّ الفكرَ السياسي حينما يتعاملُ مع تلك الظاهرة لا يركِّزُ فقط على الجوانبِ المتعلِّقةِ بتنظيم المجتمعاتِ والسُّلطةِ السِّياسية، كما هو شائعٌ في دراساتِ الفكر السياسيِّ؛ وإنما يتناولُ الظاهرةَ بمختلِفِ أبعادِها، بما في ذلك أبعادُها الخارجيَّةُ؛ أي: تلك الأبعادُ المتعلِّقةُ بالعلاقات الخارجيَّةِ للوَحدة السِّياسيةِ، ولعلَّ هذا ما يجعلُ دارِسَ العَلاقاتِ الدَّولية يتساءلُ حين يحاول بناءَ إطارٍ نظريٍّ لفهمِ التفاعلِ الدَّولي عن الجذورِ الفِكريَّةِ للقِيَمِ السَّائدة في المجتمعِ الدَّوليِّ، وعمَّا إذا كانت الأفكارُ السائدة اليوم تمثِّلُ امتدادًا لأفكار سابقة.

وتنطلقُ هذه الدِّراسةُ من مسلَّمةٍ جوهرية، هي وحدةُ الظَّاهرة السِّياسية، ومن ثَمَّ فإنَّ المفكِّرين السياسيين الذين تناولوا الظَّاهرةَ السِّياسية إمَّا بالتَّحليلِ الأمبيريقي أو بتقديمِ نماذجَ مثاليَّةٍ معياريَّة - لَم يقتصروا في الغالب على فهمِ الظَّاهرة السياسية داخل المجتمعِ السِّياسيِّ؛ وإنما كانت لهم تصوُّراتٌ محدَّدة حول الظَّاهرة السِّياسية "خارج" إطار المجتمعِ السِّياسيِّ أيضًا، أو ما يعبَّرُ عنه حاليًّا بالعَلاقات الدَّوليةِ.

ومن ناحيةٍ ثانية، فإنَّه بعكس التصوُّرِ السائدِ لدى كثيرٍ من دارِسِي العَلاقاتِ الدَّولية، مِن أنَّ المفاهيمَ النَّظريةَ لهذا العلمِ لَم تظهَرْ إلا منذ القرنِ التاسع عشر، فإنَّ المتأمِّلَ لتطوُّرِ الفِكْرِ السِّياسيِّ يلحظُ أنَّ تلك المفاهيمَ قد ظهرت وتبلورت مع ظهور الفكر السياسيِّ وتطوُّرِه، ولكنَّها لَم تأخذ طابَعَ التَّنظير العلميِّ المحدَّد إلا في فتراتٍ تاريخيَّةٍ لاحقةٍ.

وفي هذا الإطارِ يهدفُ هذا البحثُ إلى إثباتِ فرضيَّتين رئيسيَّتين، الأُولى: هي أن المفكِّرين السياسيين قد طوَّروا مفاهيمَ وتصوُّراتٍ عن العَلاقات الدَّولية، تنطلق من القِيَمِ الفِكرية لهؤلاء المفكِّرينَ، والثانية: هي أنَّ نظرياتِ العَلاقات الدولية المعاصرة إنما تنطلقُ من مفاهيمَ وافتراضاتٍ تجدُ جذورَها في الفكرِ السياسيِّ المعروف.

وفي هذا الإطار، فإننا سنقصر دراستَنا على تطوُّرِ الفكر السياسيِّ الغربيِّ؛ لأنَّ هذا الفكرَ يمثِّلُ وحدةً متميِّزةً في أدبيَّات الفكر السياسيِّ، محاولين إثباتَ أنَّ هذا الفكرَ قد قدَّم تصوُّراتٍ معيَّنةً عن الواقعِ الدَّولي، وأنَّ نظريات العَلاقات الدَّولية المعاصرة تنطلقُ من تلك التَّصوُّراتِ، ومن ثم فهي تتضمَّنُ تحيُّزًا قِيمِيًّا نحو قِيَمٍ سياسيةٍ غربية معيَّنة.

أ. د. محمد أحمد علي مفتي
تعد هذه الدراسة بمثابة بيان لعلاقة التواصل بين العلاقات الدولية المعاصرة ونظريات الفكر السياسي الغربي حيث تبرز هذه الدراسة تطوُّرِ الفكر السياسيِّ الغربيِّ؛ لأنَّ هذا الفكرَ يمثِّلُ وحدةً متميِّزةً في أدبيَّات الفكر السياسيِّ، عن طريق إثباتَ أنَّ هذا الفكرَ قد قدَّم تصوُّراتٍ معيَّنةً عن الواقعِ الدَّولي، وأنَّ نظريات العَلاقات الدَّولية المعاصرة تنطلقُ من تلك التَّصوُّراتِ، ومن ثم فهي تتضمَّنُ تحيُّزًا قِيمِيًّا نحو قِيَمٍ سياسيةٍ غربية معيَّنة.

وفي هذا الإطارِ يهدفُ هذا البحثُ إلى إثباتِ فرضيَّتين رئيسيَّتين، الأُولى: هي أن المفكِّرين السياسيين قد طوَّروا مفاهيمَ وتصوُّراتٍ عن العَلاقات الدَّولية، تنطلق من القِيَمِ الفِكرية لهؤلاء المفكِّرينَ، والثانية: هي أنَّ نظرياتِ العَلاقات الدولية المعاصرة إنما تنطلقُ من مفاهيمَ وافتراضاتٍ تجدُ جذورَها في الفكرِ السياسيِّ المعروف.

ونجد أن القِيَمُ الغربيةُ قد تركت أثرًا بيِّنًا على الواقع الدوليِّ، حيث أفرزت القِيَمُ الغربيةُ تصوُّرًا محدَّدًا لعواملِ الاستقرارِ النَّسقيِّ، وقد بيَّن الكاتب في البحثِ أهمَّ معالِمِ رؤيةِ الفكرِ السياسيِّ الغربيِّ للعلاقاتِ الدولية، والتي تمثَّلت في:

1- فكرة القانون الطبيعيِّ التي قدَّمت منظورًا قِيَميًّا للواقعِ الدَّوليِّ، واستُخْدِمت كأداةٍ لمعالجة الفوضى الدوليَّةِ، والمحافظةِ على الاستقرارِ الدوليِّ؛ عن طريقِ إيجادِ قواعدَ دوليَّةٍ عامَّةٍ تنطلقُ من فكرةِ الانسجامِ الطبيعيِّ، والوحدة العالَميَّةِ النَّسقيةِ لدعمِ سيطرةِ وسيادة المفاهيمِ الغربيَّةِ عن الواقعِ الدَّوليِّ.

2- فكرة بقاءِ الدولةِ وسيادتِها، التي أكَّدت ضرورةَ وجودِ الدَّولةِ كقاعدةٍ جوهريةٍ في النَّسقِ الدوليِّ، والعملِ على حمايتِها، بصرفِ النَّظرِ عن دورِها الأخلاقيِّ وقِيَمِها، ومن منطلقِ سيادةِ الدَّولةِ تمَّ التَّأكيدِ في الفكر الغربيِّ على فصل النَّشاطِ السياسيِّ عن الدِّينِ، وأصبح البقاءُ الوطنيُّ والمصلحةُ الوطنيةُ المعاييرَ الأساسيَّةَ، كالتي تحكم صانعَ القرارِ السِّياسيِّ عند بناءِ السِّياسةِ الخارجيَّةِ للدَّولةِ.

3- فكرة وجودِ نسقٍ دوليٍّ يربط بين الدُّولِ القويَّةِ والمسيطرةِ؛ وذلك بالتَّأكيدِ على فكرةِ "توازن القُوَى"، واستمرارِ "الوضع الراهن"؛ بإيجادِ الوسائلِ الكفيلةِ باستقرارِ النَّسقِ لخدمةِ أغراضِ الدَّولةِ المسيطرةِ.

يتَّضحُ من ذلك أنَّ الفكرَ السياسيَّ الغربيَّ قد طوَّرَ تصوُّرًا للعلاقاتِ الدَّوليةِ، ينطلق من القِيَمِ السياسيةِ الغربيَّةِ بالأساسِ، وأنَّ هذه القِيَمَ ركَّزت على إبرازِ المفاهيمِ الغربيَّةِ عن الواقعِ الدوليِّ، وقد انعكس ذلك على الممارساتِ العمليَّةِ في المجال الدوليِّ؛ حيث سعت الدولُ المسيطِرةُ إلى فرضِ القِيَمِ الغربيَّةِ "دوليًّا" أسوةً بسيادتِها "داخليًّا" في العديدِ من الدُّولِ، وتصوَّرَ المفكِّرونَ والسياسيون أنَّ حلقةَ الوصلِ تكتمل حتمًا بإيجادِ الأطرِ العمليَّةِ الكفيلةِ بصَهْرِ الدُّولِ الصُّغرى في بُوتقةِ الدُّولِ الكبرى والمسيطِرةِ؛ وذلك بهدف بناءِ نسقٍ دوليٍّ "أحاديِّ الرؤية القِيَمِية"، يصبحُ التعاملُ الدوليُّ فيه انعكاسًا لرؤيا غربيَّةٍ تستترُ خلف أساليبَ قد تُظْهِرُ اختلافًا شكليًّا، ولكنَّها في الواقع تعمِّقُ التَّبعيَّةَ السياسيةَ للدُّولِ الغربيَّةِ.


للكاتب/المؤلف : محمد أحمد مفتي .
دار النشر : .
عدد مرات التحميل : 6399 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الجمعة , 15 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 432.9 كيلوبايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

مقدمة

توضِّح القراءةُ المتعمقة للأدبيات التحليليَّةِ للفكرِ السياسي أنَّ هناك افتراضًا "مستترًا" في تلك الأدبيَّاتِ، فحْوَاه أنَّ هناك انفصالاً نسبيًّا بين الفكرِ السياسيِّ والعَلاقاتِ الدَّولية، وأنَّه من الصُّعوبةِ بمكانٍ توظيفُ الفِكر السياسيِّ لفهمِ الأسسِ النَّظريَّة للعلاقاتِ الدَّولية. 

وينطلق هذا الافتراضُ من أنَّ الفكرَ السياسي لا يخضعُ للأطرِ المتعارَفِ عليها في التَّحليلِ الأمبيريقي للعِلم، ومن ثَم لا يمكِنُ الاعتمادُ عليه لبناءِ الإطار النظريِّ لفهمِ الظَّاهرة السِّياسية الدولية، كما أنَّ الفكرَ السياسيَّ يتناول علاقةَ الفرد بالسُّلطة السياسية؛ أي: النَّواحي المتعلِّقة بالتَّنظيمِ الداخليِّ للمجتمعِ، بينما تتناول العلاقاتُ الدوليةُ النواحيَ المتعلِّقة بما يقعُ خارج إطارِ هذا التَّنظيمِ؛ ولذلك فإنَّ معظمَ الدِّراسات التقليدية التي تتناول الفكرَ السياسيَّ بالبحث والتحليل - تركِّزُ على دراسةِ الأطُرِ الدَّاخلية للدولة، والمتمثِّلةِ في الإطار السياسيِّ والاجتماعي، والسُّلطةِ السياسية، ولا تحفِلُ كثيرًا بظاهرةِ التفاعُلِ في المجالِ الدَّوليِّ، كما أنها تتجاوز دَورَ الفكر السياسيِّ في فهمِ جوهر التفاعلِ الدَّوليِّ، رغم أنَّ هذا الفكرَ هو القاعدةُ التي انطلق منها المفكِّرون لتنظيرِ العَلاقاتِ الدَّوليةِ المعاصرة، فالظَّاهرة السياسيةُ تمِّثل كُلاًّ متكاملاً، ومن ثَمَّ فإنَّ الفكرَ السياسي حينما يتعاملُ مع تلك الظاهرة لا يركِّزُ فقط على الجوانبِ المتعلِّقةِ بتنظيم المجتمعاتِ والسُّلطةِ السِّياسية، كما هو شائعٌ في دراساتِ الفكر السياسيِّ؛ وإنما يتناولُ الظاهرةَ بمختلِفِ أبعادِها، بما في ذلك أبعادُها الخارجيَّةُ؛ أي: تلك الأبعادُ المتعلِّقةُ بالعلاقات الخارجيَّةِ للوَحدة السِّياسيةِ، ولعلَّ هذا ما يجعلُ دارِسَ العَلاقاتِ الدَّولية يتساءلُ حين يحاول بناءَ إطارٍ نظريٍّ لفهمِ التفاعلِ الدَّولي عن الجذورِ الفِكريَّةِ للقِيَمِ السَّائدة في المجتمعِ الدَّوليِّ، وعمَّا إذا كانت الأفكارُ السائدة اليوم تمثِّلُ امتدادًا لأفكار سابقة. 

وتنطلقُ هذه الدِّراسةُ من مسلَّمةٍ جوهرية، هي وحدةُ الظَّاهرة السِّياسية، ومن ثَمَّ فإنَّ المفكِّرين السياسيين الذين تناولوا الظَّاهرةَ السِّياسية إمَّا بالتَّحليلِ الأمبيريقي أو بتقديمِ نماذجَ مثاليَّةٍ معياريَّة - لَم يقتصروا في الغالب على فهمِ الظَّاهرة السياسية داخل المجتمعِ السِّياسيِّ؛ وإنما كانت لهم تصوُّراتٌ محدَّدة حول الظَّاهرة السِّياسية "خارج" إطار المجتمعِ السِّياسيِّ أيضًا، أو ما يعبَّرُ عنه حاليًّا بالعَلاقات الدَّوليةِ. 

ومن ناحيةٍ ثانية، فإنَّه بعكس التصوُّرِ السائدِ لدى كثيرٍ من دارِسِي العَلاقاتِ الدَّولية، مِن أنَّ المفاهيمَ النَّظريةَ لهذا العلمِ لَم تظهَرْ إلا منذ القرنِ التاسع عشر، فإنَّ المتأمِّلَ لتطوُّرِ الفِكْرِ السِّياسيِّ يلحظُ أنَّ تلك المفاهيمَ قد ظهرت وتبلورت مع ظهور الفكر السياسيِّ وتطوُّرِه، ولكنَّها لَم تأخذ طابَعَ التَّنظير العلميِّ المحدَّد إلا في فتراتٍ تاريخيَّةٍ لاحقةٍ. 

وفي هذا الإطارِ يهدفُ هذا البحثُ إلى إثباتِ فرضيَّتين رئيسيَّتين، الأُولى: هي أن المفكِّرين السياسيين قد طوَّروا مفاهيمَ وتصوُّراتٍ عن العَلاقات الدَّولية، تنطلق من القِيَمِ الفِكرية لهؤلاء المفكِّرينَ، والثانية: هي أنَّ نظرياتِ العَلاقات الدولية المعاصرة إنما تنطلقُ من مفاهيمَ وافتراضاتٍ تجدُ جذورَها في الفكرِ السياسيِّ المعروف. 

وفي هذا الإطار، فإننا سنقصر دراستَنا على تطوُّرِ الفكر السياسيِّ الغربيِّ؛ لأنَّ هذا الفكرَ يمثِّلُ وحدةً متميِّزةً في أدبيَّات الفكر السياسيِّ، محاولين إثباتَ أنَّ هذا الفكرَ قد قدَّم تصوُّراتٍ معيَّنةً عن الواقعِ الدَّولي، وأنَّ نظريات العَلاقات الدَّولية المعاصرة تنطلقُ من تلك التَّصوُّراتِ، ومن ثم فهي تتضمَّنُ تحيُّزًا قِيمِيًّا نحو قِيَمٍ سياسيةٍ غربية معيَّنة. 

أ. د. محمد أحمد علي مفتي
تعد هذه الدراسة بمثابة بيان لعلاقة التواصل بين العلاقات الدولية المعاصرة ونظريات الفكر السياسي الغربي حيث تبرز هذه الدراسة تطوُّرِ الفكر السياسيِّ الغربيِّ؛ لأنَّ هذا الفكرَ يمثِّلُ وحدةً متميِّزةً في أدبيَّات الفكر السياسيِّ، عن طريق إثباتَ أنَّ هذا الفكرَ قد قدَّم تصوُّراتٍ معيَّنةً عن الواقعِ الدَّولي، وأنَّ نظريات العَلاقات الدَّولية المعاصرة تنطلقُ من تلك التَّصوُّراتِ، ومن ثم فهي تتضمَّنُ تحيُّزًا قِيمِيًّا نحو قِيَمٍ سياسيةٍ غربية معيَّنة.

وفي هذا الإطارِ يهدفُ هذا البحثُ إلى إثباتِ فرضيَّتين رئيسيَّتين، الأُولى: هي أن المفكِّرين السياسيين قد طوَّروا مفاهيمَ وتصوُّراتٍ عن العَلاقات الدَّولية، تنطلق من القِيَمِ الفِكرية لهؤلاء المفكِّرينَ، والثانية: هي أنَّ نظرياتِ العَلاقات الدولية المعاصرة إنما تنطلقُ من مفاهيمَ وافتراضاتٍ تجدُ جذورَها في الفكرِ السياسيِّ المعروف.

ونجد أن القِيَمُ الغربيةُ قد تركت أثرًا بيِّنًا على الواقع الدوليِّ، حيث أفرزت القِيَمُ الغربيةُ تصوُّرًا محدَّدًا لعواملِ الاستقرارِ النَّسقيِّ، وقد بيَّن الكاتب في البحثِ أهمَّ معالِمِ رؤيةِ الفكرِ السياسيِّ الغربيِّ للعلاقاتِ الدولية، والتي تمثَّلت في:

1- فكرة القانون الطبيعيِّ التي قدَّمت منظورًا قِيَميًّا للواقعِ الدَّوليِّ، واستُخْدِمت كأداةٍ لمعالجة الفوضى الدوليَّةِ، والمحافظةِ على الاستقرارِ الدوليِّ؛ عن طريقِ إيجادِ قواعدَ دوليَّةٍ عامَّةٍ تنطلقُ من فكرةِ الانسجامِ الطبيعيِّ، والوحدة العالَميَّةِ النَّسقيةِ لدعمِ سيطرةِ وسيادة المفاهيمِ الغربيَّةِ عن الواقعِ الدَّوليِّ.

2- فكرة بقاءِ الدولةِ وسيادتِها، التي أكَّدت ضرورةَ وجودِ الدَّولةِ كقاعدةٍ جوهريةٍ في النَّسقِ الدوليِّ، والعملِ على حمايتِها، بصرفِ النَّظرِ عن دورِها الأخلاقيِّ وقِيَمِها، ومن منطلقِ سيادةِ الدَّولةِ تمَّ التَّأكيدِ في الفكر الغربيِّ على فصل النَّشاطِ السياسيِّ عن الدِّينِ، وأصبح البقاءُ الوطنيُّ والمصلحةُ الوطنيةُ المعاييرَ الأساسيَّةَ، كالتي تحكم صانعَ القرارِ السِّياسيِّ عند بناءِ السِّياسةِ الخارجيَّةِ للدَّولةِ.

3- فكرة وجودِ نسقٍ دوليٍّ يربط بين الدُّولِ القويَّةِ والمسيطرةِ؛ وذلك بالتَّأكيدِ على فكرةِ "توازن القُوَى"، واستمرارِ "الوضع الراهن"؛ بإيجادِ الوسائلِ الكفيلةِ باستقرارِ النَّسقِ لخدمةِ أغراضِ الدَّولةِ المسيطرةِ.

يتَّضحُ من ذلك أنَّ الفكرَ السياسيَّ الغربيَّ قد طوَّرَ تصوُّرًا للعلاقاتِ الدَّوليةِ، ينطلق من القِيَمِ السياسيةِ الغربيَّةِ بالأساسِ، وأنَّ هذه القِيَمَ ركَّزت على إبرازِ المفاهيمِ الغربيَّةِ عن الواقعِ الدوليِّ، وقد انعكس ذلك على الممارساتِ العمليَّةِ في المجال الدوليِّ؛ حيث سعت الدولُ المسيطِرةُ إلى فرضِ القِيَمِ الغربيَّةِ "دوليًّا" أسوةً بسيادتِها "داخليًّا" في العديدِ من الدُّولِ، وتصوَّرَ المفكِّرونَ والسياسيون أنَّ حلقةَ الوصلِ تكتمل حتمًا بإيجادِ الأطرِ العمليَّةِ الكفيلةِ بصَهْرِ الدُّولِ الصُّغرى في بُوتقةِ الدُّولِ الكبرى والمسيطِرةِ؛ وذلك بهدف بناءِ نسقٍ دوليٍّ "أحاديِّ الرؤية القِيَمِية"، يصبحُ التعاملُ الدوليُّ فيه انعكاسًا لرؤيا غربيَّةٍ تستترُ خلف أساليبَ قد تُظْهِرُ اختلافًا شكليًّا، ولكنَّها في الواقع تعمِّقُ التَّبعيَّةَ السياسيةَ للدُّولِ الغربيَّةِ.



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل العلاقات الدولية في الفكر السياسي الغربي
محمد أحمد مفتي
محمد أحمد مفتي
MHMD AHMD MFTI
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العلاقات الدولية في الفكر السياسي الغربي ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب السياسة الشرعية

الجهاد والقتال في السياسة الشرعية (دكتوراه) PDF

قراءة و تحميل كتاب الجهاد والقتال في السياسة الشرعية (دكتوراه) PDF مجانا

الخلافة و الملك لابن تيمية PDF

قراءة و تحميل كتاب الخلافة و الملك لابن تيمية PDF مجانا

ضوابط معاملة الحاكم عند أهل السنة والجماعة وأثرها على الأمة PDF

قراءة و تحميل كتاب ضوابط معاملة الحاكم عند أهل السنة والجماعة وأثرها على الأمة PDF مجانا

الأحكام السلطانية (ت. جاد) PDF

قراءة و تحميل كتاب الأحكام السلطانية (ت. جاد) PDF مجانا

المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم PDF

قراءة و تحميل كتاب المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم PDF مجانا

الطرق الحكمية في السياسة الشرعية (ط. المجمع) PDF

قراءة و تحميل كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية (ط. المجمع) PDF مجانا

السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية (ط. الأوقاف السعودية) PDF

قراءة و تحميل كتاب السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية (ط. الأوقاف السعودية) PDF مجانا

المخاوف الايرانية من عودة الأحواز إلى الهوية السنية PDF

قراءة و تحميل كتاب المخاوف الايرانية من عودة الأحواز إلى الهوية السنية PDF مجانا

المزيد من فكر وثقافة في مكتبة فكر وثقافة , المزيد من كتب متنوعة في مكتبة كتب متنوعة , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب الجغرافيا والرحلات في مكتبة كتب الجغرافيا والرحلات , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب السير و المذكرات في مكتبة كتب السير و المذكرات , المزيد من كتب السياسة الشرعية في مكتبة كتب السياسة الشرعية , المزيد من كتب الأنساب في مكتبة كتب الأنساب , المزيد من كتب الادب والتراث في مكتبة كتب الادب والتراث
عرض كل الكتب والموسوعات العامة ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..