حال السلف مع القرآن
هذا نموذج لسلفنا الصالح رحمهم الله تعالى وحياتهم بالقرآن، ومع القرآن، فإن هذه المسألة -أعني أهمية عودة الأمة إلى كتابها الكريم لتحيا به- ليست مسألة سهلة، وإنما هي مسألة حياة أو موت، حياة في ظل هذا القرآن علماً وعملاً، أو موت بالإعراض عنه واتخاذه مهجوراً. هذا نموذج لسلفنا الصالح رحمهم الله تعالى وحياتهم بالقرآن، ومع القرآن، فإن هذه المسألة -أعني أهمية عودة الأمة إلى كتابها الكريم لتحيا به- ليست مسألة سهلة، وإنما هي مسألة حياة أو موت، حياة في ظل هذا القرآن علماً وعملاً، أو موت بالإعراض عنه واتخاذه مهجوراً. هذا أحد أعلام التابعين، كان مشركاً كافراً من بلادِ فارس، ثم وقع أسيراً في إحدى معارك الإسلام زمن الصحابة رضي الله عنهم فأسلم وتعلق قلبه بالقرآن، يقول -مفصلاً قصته الطويلة العجيبة-: "وقعت أنا ونفر من قومي أسارى في أيدي المجاهدين، ثم ما لبثنا أن غدونا مملُوكين لطائفةٍ من المسلمين في البصرة، فلم يمض علينا وقت طويل حتى آمنا بالله وتعلقنا بحفظ كتاب الله". وهكذا كان سلفنا من الصحابة ومن بعدهم، كانت بيوتهم عامرة بالإسلام والقرآن، وكان كل من عاش معهم تأثر بهم وبأخلاقهم ومعاملاتهم، وحياتهم الطيبة المعمورة بالقرآن الكريم، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانوا دعاة إلى الله تعالى بأقوالهم وأفعالهم، ولذلك كان كثير من المشركين وأهل الذمة لا يمضي عليهم وقت حتى يدخلوا في الإسلام. يقول هذا التابعي- بعد أن ذكر إسلامه وتعلقه بالقرآن، وهو عبد مملوك: "وكان منَّا من يؤدي الضرائب لمالكيه، ومنَّا من يقوم على خدمتهم، وكنت واحداً من هؤلاء، فكنا نختم القرآن كل ليلة مرة، فشق ذلك علينا، فجعلنا نختمهُ مرة كل ليلتين، فشق ذلك علينا، فجلعنا نختمه كل ثلاث، فشق علينا لما كنَّا نعانيه من جهدٍ في النهار وسهرٍ في الليل، فلقينا بعض أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وشكونا لهم ما نكابده من السهر وقراءة كتاب الله، مع قيامنا بخدمة موالينا، فقالوا لنا: اختموه كل جمعة مرة، فأخذنا بما أرشدونا إليه، فجعلنا نقرأ القرآن طرفاً من الليل وننام طرفاً، فلم يشق ذلك علينا". وآل أمرهُ إلى امرأة من بني تميم، وكانت سيدة فاضلة مؤمنة، فكانت لا تشقُ عليه في الخدمة، حيث كان يخدمها بعض النهار ويرتاح في بعضه الآخر، فتعلم -مع حفظ القرآن- القراءة والكتابة، وطلب العلم، وعلى رأسه بعد القرآن- حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما ذهب في أحد أيام الجمع لصلاة الجمعة، خرجت معه وقالت أمام الناس: "اشهدوا يا معشر المسلمين، أني أعتقت غلامي هذا رغبة في ثواب الله، وطمعاً بعفوه، وليس لأحد عليه من سبيل إلا سبيل المعروف"، ثم نظرت إليه وقالت: "اللهم إني أدخرهُ عندك ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون". فمن هو هذا الإمام الذي قال عن نفسه: "تعلمتُ الكتابة والقرآن فما شعر بي أهلي، ولا ررئيَّ في ثوبي مداد قط؟" إنه أبو العالية، رفيع بن مهران، الإمام المقرئ الحافظ، المفسر الرياحي البصري، أحد أعلام التابعين، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق، ودخل عليه، وسمع من عدد من الصحابة منهم عمر، وعلي، وأبي ، وأبو ذر، وابن مسعود، وابن عباس، وغيرهم كثير، وقرأ القرآن على أبي بن كعب وابن عباس، بل وعلى عمر بن الخطاب، فقد روي عنه أنه قال: "قرأت القرآن على عمررضي الله عنه ثلاث مرات"، ومع حفظ القرآن وقراءته كان علماً من أعلام الحديث.
حال السلف مع القرآن
حال السلف مع القرآن pdf
حال السلف مع القران صيد الفوائد
تعظيم القران عند السلف
نماذج من تأثر السلف الصالح بالقرآن
حال السلف مع القرآن في رمضان
حال السلف مع القرآن بدر بن ناصر البدر pdf
همة السلف في حفظ القرآن
حالهم مع القران
قراءة و تحميل كتاب العسل المصفى في تهذيب السلوك المحلى (444) فائدة من المجلد العاشر (علم السلوك) من مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية PDF مجانا