التفقُّهَ في الدِّين منزلةٌ لا يخفى شرفُها وعُلاها، ولا تَحتجِبُ عن العقل طوالعُها وأَضْواها، وأرفعُها بعد فهمِ كتاب اللَّه المُنْزَل، البحثُ عن معاني حديث نبيِّه المرسَل، إذ بذلك تثبُتُ القواعدُ ويستقِرُّ الأساس، وعنه يصدُرُ الإجماعُ ويقومُ القياس، وما تقدَّمَ شرعًا تعيَّنَ تقديمُهُ شُروعًا، وما كان مَحمولًا على الرأسِ لا يَحْسُنُ أنْ يُجْعَلَ موضوعًا.

لكنَّ شَرْطَ ذلك عندنا أَنْ يُحْفَظَ هذا النِّظام، ويُجعَلَ الرأيُ هو المؤتمَّ والنصُّ هو الإمام، وتُرَدَّ المذاهبُ إليه، وتُضَمَّ الآراءُ المنتشرة حتى تقِفَ بينَ يدَيه، وأما أَنْ يُجعَلَ الفرعُ أصلًا؛ بردِّ النصِّ إليه بالتكلُّف والتَّحيُّل، ويُحمَلَ على أبعدِ المحاملِ بلطافةِ الوَهْمِ وسَعَةِ التخيُّل، ويُرْكَبَ في تقريرِ الآراءِ الصَّعبُ والذَّلُول، ويُعْمَلَ مِنَ التأويلات ما تنفِرُ عنه النفوسُ وتَستنكِرُه العقول، فذلك عندنا مِنْ أردأ مذهبٍ وأسوأ طريقة، ولا يُعتقدُ أنَّه تحصُلُ معه النصيحةُ للدِّين على الحقيقة، وكيف يقعُ أمرٌ مع رُجحانِ مُنَافيه؟ وأنَّى يَصِحُّ الوزنُ بميزانٍ مالَ أحدُ الجانبين فيه؟ ومتى يُنْصِفُ حاكمٌ ملكَتْهُ غَضَبِيةُ العصبيةِ؟ وأينَ يقعُ الحقُّ مِنْ خاطرٍ أخذتْة العزَّةُ بالحَمِيَّة؟ وأنَّى يُحْكَمُ بالعدل عند تعادُلِ الطَّرفَين، ويظهرُ الجَوْرُ عند تَقايُلِ المُتَحرِّفَين؟! (1)

هذا، وإنَّ كتابَ "الإلمام بأحاديث الأحكام" للإمام المُجتهد المُجدِّد ابنِ دّقيق العيد -رحمه اللَّه- لا نظيرَ له في الكتبِ المصنَّفةِ في الأحكام الجامعةِ بينَ الحلالِ والحرام، بل هو مِنْ أجلِّ ما صُنِّفَ في بابه، يحفظُه المُبتدِئ المُستفيد، ويُناظِرُ فيه الفقيهُ المُفِيد (2).

* وقد شَرَطَ فيه -رحمه اللَّه- أن لا يورِدَ إلا حديثَ مَنْ وَثَّقه إمامٌ مِنْ مُزكِّي رُواةِ الأَخبار، وكانَ صحيحًا على طَريقةِ بعضِ أَهْلِ الحديث الحُفَّاظ، أو بعضِ أئمةِ الفُقهاء النظَّار، وقد اعتبرَ -رحمه اللَّه- هذا الشَّرطَ، ولم يشترِط الاتفاقَ مِنَ الطائفتين، لأنَّ ذلك الاشتراطَ يَضِيقُ به الحالُ جدًّا، ويوجِبُ تعذُّرَ الاحتجاجِ بكثيرٍ مما ذكرهُ الفقهاءُ، لعسرِ الاتفاق على وجودِ الشُّروط المتَّفقِ عليها، ولأنَّ الفقهاءَ قد اعتادوا أنْ يحتجُّوا بما هو نازِلٌ عن هذه الدرجة، فرجوعُهم إلى هذه الدرجةِ ارتفاعٌ عما قد يَعتادونه، فهو أَولى بالذِّكْرِ، ولأنَّ كثيرًا مما اختُلِفَ فيه مِنْ ذلك يرجعُ إلى أنَّه قد لا يَقْدَحُ عند التأمُّلِ في حقِّ كثير من المجتهدين، فالاقتصارُ على ما أُجمعَ عليه تضييعٌ لكثير مما تقومُ به الحجةُ عند جمعٍ من العلماء، وذلك مَفْسَدة (1).

مقدمة التحقيق 
 عملي في الكتاب 
 ترجمة الإمام المجتهد ابن دقيق العيد 
 اسمه ونسبه وولادته 
 نشأته وطلبه للعلم 
 صفاته وأخلاقه 
 علم الإمام ابن دقيق رحمه الله 
 بلوغه رتبة الإجتهاد 
 مشاهير شيوخه 
 مشاهير تلاميذته 
 تصانيفه 
 ثناء الأئمة والعلماء عليه 
 وفاته 
 ترجمة الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي 
[مقدمة المؤلف] 
[1] كتاب الطهارة 
 1 باب الآنية 
 2 باب السواك 
 3 باب صفة الوضوء وفرائضه وسننه 
 4 باب المسح على الخفين 
 5 باب نواقض الوضوء، وما اختلف في ذلك 
 6 باب حكم الحدث 
 7 باب آداب قضاء الحاجة 
 8 باب الاستنجاء والاستجمار 
 9 باب أسباب الغسل 
 10 باب أحكام الحدث الأكبر 
 صفة الغسل 
 11 باب التيمم 
 12 باب الحيض 
 13 باب باب إزلة النجاسة، وذكر بعض الأعيان النجسة 
[2] كتاب الصلاة 
 1 باب مواقيت الصلاة 
 2 باب الأذان 
 3 باب شروط الصلاة 
 4 باب صفة الصلاة 
 5 باب أمور مستحبة وأمور مكروهة في الصلاة سوي ما تقدم 
 6 باب سجود السهو 
 7 باب صلاة المريض 
 8 باب صلاة المسافر 
 9 باب صلاة الخوف 
 10 باب صلاة الجماعة 
 11 باب صلاة التطوع 
 فصل 
 12 باب المساجد 
 13 باب صلاة الجمعة 
 14 باب صلاة العيدين 
 15 باب ما يمنع لبسه أو يكره، وما ليس كذلك 
 16 باب صلاة الكسوف 
 17 باب صلاة الاستسقاء 
 18 باب صلاة الجنائز وما يتبعه 
 فصل في غسل الميت 
 فصل في الكفن 
 فصل في الصلاة على الميت 
 فصل في حمل الجنازة والدفن 
 فصل في البكاء على الميت، والتعزية، وغير ذلك 
 فصل في زيارة القبور والسلام والدعاء 
[3] كتاب الزكاة 
 1 باب زكاة المعشرات 
 2 باب زكاة الناض 
 3 باب زكاة المعدن والركاز 
 4 باب صدقة الفطر 
 5 باب قسم الصدقات 
 فصل 
 6 باب صدقة التطوع 
[4] كتاب الصيام 
 فصل في شرط الصوم وأدبه 
 فصل في مبيح الفطر وموجبه 
 فصل في قيام رمضان 
 فصل في صوم التطوع 
 فصل في الأيام المنهي عن صومها 
 فصل في الاعتكاف 
 فصل في ليلة القدر 
[5] كتاب الحج 
 1 باب المواقيت 
 2 باب وجوه أداء النسكين 
 3 باب الإحرام وما يحرم فيه 
 فصل 
 4 باب صفة الحج 
 5 باب الهدي 
 6 باب الفوات والإحصار 
 7 باب الأضحية 
 8 باب العقيقة 
 9 باب الذبائح 
 10 باب الصيد 
 11 باب الأطعمة 
 12 باب النذر 
[6] كتاب الجهاد 
 فصل في كيفية الجهاد وأدبه 
 فصل 
[7] كتاب البيوع 
 1 باب الربا 
 فصل 
 فصل 
 2 باب بيع الأصول والثمار 
 3 باب بيع المصراة، والرد بالعيب 
 4 باب المناهي سوى ما تقدم 
 5 باب الخيار في البيع 
 6 باب السلم 
 7 باب القرض والديون 
 8 باب مداينة العبيد 
[8] كتاب الرهن 
 1 باب التفليس 
 2 باب الحجر 
 3 باب الصلح 
 4 باب الحوالة 
 5 باب الضمان 
 6 باب الشركة 
 7 باب الوكالة 
 8 باب الإقرار 
 9 باب العارية 
 10 باب الوديعة 
 11 باب الغصب 
 12 باب الشفعة 
 13 باب المساقاة 
 14 باب الإجارة 
 15 باب الجعالة 
 16 باب المسابقة 
 17 باب إحياء الأموات 
 18 باب الهبة 
 19 باب اللقطة 
 20 باب اللقيط 
 21 باب الوقف 
 22 باب الوصية 
 23 باب العتق وصحبة المماليك 
 24 باب الولاء 
 25 باب الكتابة 
 26 باب التدبير 
 27 باب أم الولد 
[9] كتاب الفرائض 
[10] كتاب النكاح 
 فصل 
 فصل 
 فصل 
 فصل 
 فصل 
 1 باب المولى والمولي عليه 
 2 باب ما يحرم من النكاح، وذكر توابعه 
 3 باب الخيار في النكاح 
 4 باب نكاح المشرك 
[11] كتاب الصداق 
 1 باب عشرة النساء، وما يباح من الاستمتاع بهن وما لا، وما يتزين به وما لا 
 2 باب القسم والنشوز 
 3 باب الوليمة 
 4 باب التخيير والتمليك 
 5 باب الخلع 
 6 باب الطلاق 
 7 باب الرجعة 
 8 باب الإيلاء 
 9 باب الأيمان 
 10 باب الظهار 
 11 باب اللعان 
 12 باب لحاق النسب 
 13 باب العدد 
 14 باب الرضاع 
 15 باب النفقات 
 16 باب الحضانة 
[12] كتاب الجراح 
 1 باب الديات 
 2 باب القسامة 
 3 باب صول الفحل 
 4 باب جناية البهائم وغيره 
 5 باب قتال الخوارج وأهل البغي 
 6 باب قتل المرتد، وقبول توبته 
 7 باب حد الزنا 
 8 باب حد السرقة 
 9 باب حد الشرب، وذكر الأشربة 
[13] كتاب السير سوى ما تقدم 
 1 باب الجزية والمهادنة 
 2 باب الإمامة 
 3 باب الأقضية 
 4 باب الشهادات 
 5 باب الدعوى والبينات 
[14] كتاب الجامع 
 فصل في جمل من الأمر 
 فصل في جمل من النهي