كتاب لمحات في الثقافة الإسلاميةكتب إسلامية

كتاب لمحات في الثقافة الإسلامية

الثقافة الإسلامية هي مصطلح أو تعبير يستعمل في أغلب الأحيان لوصف جميع المظاهر الثقافية والحضارية الشائعة والمرتبطة تاريخيًا بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، ومن أهم إطلاقات الثقافة الإسلامية أنها هي العلم الذي يجمع بين التأصيل الشرعي، والوعي الواقعي بتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها؛ أي أنها هي علم معياري وواقعي في آن واحد، وهي علم كلي شمولي ينظر للإسلام بشموليته من حيث عقيدته ومقاصده وفهمه على مر التاريخ بما أن دين الإسلام انبثق في القرن السادس الميلادي في بلاد العرب، ومع الانتشار الهائل والسريع للدول الإسلامية؛ فإن الثقافة الإسلامية قد أثّرت وتأثرت بغيرها من الثقافات والحضارات مثل ثقافات بلاد فارس (إيران حاليًا)، وتركيا، والبربر، والمالاي، والهند وأندونيسيا وغيرها من الأمم والحضارات التي دخلها الإسلام. نظراَ لكون كلمة "الثقافة" ذات أبعاد كبيرة ودلالات واسعة يضيق عن استيعابها النطاق اللغوي لأصل الكلمة، ونظراً لكون هذه الكلمة من الألفاظ المعنوية التي يصعب على الباحث تحديدها؛ شأنها في ذلك شأن لفظ: التربية، والمدنية، والمعرفة.. وما إلى ذلك من المصطلحات التي تجري على الألسن دون وضوح مدلولاتها في أذهان مستعمليها وضوحًا مميزًا ولا تختصر الثقافة شكلاً من الأشكال بل تشمل شتى مجالات الحياة فهي تشمل التاريخ والأدب والطب والهندسة والحساب بمعنى آخر الإلمام بالمعارف. فالإنسان المثقف يستطيع التعامل مع المعلومات الحياتية بكل سهولة. ونظرًا لكون علماء العربية والإسلام على اختلاف تخصصاتهم في الزمن الماضي لم يستعملوا كلمة "الثقافة" بالمعنى الواسع، ولم يقيموا علمًا مستقلاً يسمى ب"الثقافة"، وإنما جاء التعبير بهذه الكلمة وليد الأبحاث والدراسات الحديثة التي اطلع المسلمون من خلالها على العلوم والفلسفات الغربية، فاقتبسوا منها العديد من المسميات التربوية. نظراً لهذا كله فإنه لم يوجد حتى الآن تعريف محدد متفق عليه لمصطلح «الثقافة الإسلامية»، وإنما هي اجتهادات من بعض العلماء والمفكرين، ومن هنا فقد تعددت التعريفات لهذا المصطلح تبعاً لتعدد اتجاهات هؤلاء العلماء والمفكرين؛ وقد عرف البعض الثقافة الإسلامية بأنها: «معرفة مقومات الأمة الإسلامية العامة بتفاعلاتها في الماضي والحاضر، من دين، ولغة، وتاريخ، وحضارة، وقيم وأهداف مشتركة». فيما عرفها بعض العلماء بأنها: «معرفة التحديات المعاصرة المتعلقة بمقومات الأمة الإسلامية ومقومات الدين الإسلامي». وعرفها آخرون بأنها: «العلم بمنهاج الإسلام الشمولي في القيم، والنظم، والفكر، ونقد التراث الإنساني فيها»، ويرى البعض أن التعريف الأخير هو أقرب التعريفات إلى الصواب لاشتماله على موضوعات الثقافة الإسلامية الرئيسية، ولأنه تعريف كلي وليس تعريفًا جزئيًا. وهذا التعريف هو تعريف علم الثقافة الإسلامية. شرح مفردات التعريف: العلم: هو الإدراك المبني على أدلة يرتفع بها عن المعرفة الظنية. والدراسة المنظمة خلافا لمجرد المعرفة. منهاج الإسلام: المنهاج هو الطريق الواضح والإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده في الاعتقاد والعمل، ومنهاج الإسلام - من ثم - هو طريق الإسلام ومنهجه الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم المستمر إلى يوم القيامة. الشمولي: الكلي. المترابط: فالثقافة الإسلامية تدرس منهاج الإسلام من حيث هو كلي مترابط في القيم والنظم والفكر وتخرج بذلك العلوم التي يعنى كل منها بجانب من الإسلام وما يندرج تحته من جزيئات كعلمي العقيدة والفقه. القيم: هي القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية، وتختلف بها عن الحياة الحيوانية، كما تختلف الحضارات بحسب تصورها لها، مثل الحق، الإحسان، الحرية. النظم: هي مجموعة التشريعات التي تحدد للإنسان منهج حياته مثل نظام العبادة والأخلاق. الفكر: هو عمل العقل ونتاجه. نقد التراث الإنساني فيها: النقد كشف حال الشيء لبيان جيده من زيفه، والتراث: ما يخلفه الرجل لورثته، والمقصود بالتراث الإنساني: ما تخلفه البشرية من ثقافة وحضارة وعلوم، والمراد بنقد التراث الإنساني فيها فحصه وتقويمه إيجابا وسلبا في مجالات القيم والنظم والفكر، ومواجهة ما يخالف الإسلام فيها. ترجع أهمية الثقافة الإسلامية لدى المسلمين لكون هذا العلم أثير النفس المسلمة إذْ به تتم الصلة بين جوانح الإنسان المسلم عقله وقلبه وفكرة، وبه يصل المسلم بين ماضيه وحاضره ومستقبله، وتاريخ الأمة الإسلامية من عناصر ثقافتها، وآدابها من صميم ثقافتها، وأخلاق الأمة الإسلامية في كل عصر من عصورها حلقة من سلسلة الأخلاق القومية التي هي من ميراث الماضي، لذا يجب على المسلمين -كما يجب على كل أمة أخرى- أن يتمسكوا بثقافتهم، وأن يبعثوا فيها أسباب الحيوية بوصل ما بين ماضيها وآتيها، وتنجلي تلك الأهمية للثقافة الإسلامية -إجمالاً- في الأمور التالية: تأثير الثقافة الإسلامية في العرب. تفاعل المسلم مع مبادئه وقيمه. بيان الازدهار الحضاري للأمة الإسلامية. بيان الأدواء التي حلت بالأمة الإسلامية. بيان دور الثقافة الإسلامية في العصر الحديث. تجديد الثقافة الإسلامية أخذت الثقافة الإسلامية مسارات جديدة في السنوات الأخيرة؛ فبالإضافة إلى اهتمام بعض الجامعات العربية بتدريس الثقافة الإسلامية كمادة أساسية ضمن مناهج بعض كلياتها، تم إنشاء المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة (الإيسيسكو) تبعًا لمنظمة المؤتمر الإسلامي ويقع مقرها بالرباط، وتسعى الإيسيسكو على الصعيد الإسلامي العام وعلى الصعيد الدولي أيضًا لتجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي من جهة، ولتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من جهة أخرى، وذلك من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة. ومنذ عام 2005 أطلقت منظمة الإيسيسكو برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي عقدته الإيسيسكو في الجزائر عام 2004، وقد تم الاحتفال بمكة المكرمة أول عاصمة للثقافة الإسلامية في إطار هذا البرنامج الذي تعنى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بتنفيذه ورعايته ومتابعة أنشطته التي تتوزع كل سنة بعد عام 2005، على ثلاث عواصم من المناطق الثلاث: العربية والآسيوية والإفريقية، يضاف إليها العاصمة التي تستضيف المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي ينعقد كل عامين. يهدف البرنامج في المقام الأول، إلى نشر الثقافة الإسلامية، وتجديد مضامينها، وإنعاش رسالتها، وإلى تخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعددٍ من العواصم الإسلامية تمَّ اختيارها وفقً لمعايير دقيقة، مراعاةً للدور الذي قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية عبر مسيرتها التاريخية. محتويات الكتاب: الفصل الأول: في المدلول العام للثقافة الفصل الثاني: في الثقافة الإسلامية الفصل الثالث: الثقافة الإسلامية والقوى المعادية الفصل الرابع: خطط المبشرين والمستشرقين الفصل الخامس: الثقافة الإسلامية وآفاق الحياة الإنسانية الفصل السادس: في العقيدة
عمر عودة الخطيب - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أناشيد تحفيز الذات ❝ ❞ لمحات في الثقافة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❱
من إسلامية متنوعة كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : الثقافة الإسلامية هي مصطلح أو تعبير يستعمل في أغلب الأحيان لوصف جميع المظاهر الثقافية والحضارية الشائعة والمرتبطة تاريخيًا بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، ومن أهم إطلاقات الثقافة الإسلامية أنها هي العلم الذي يجمع بين التأصيل الشرعي، والوعي الواقعي بتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها؛ أي أنها هي علم معياري وواقعي في آن واحد، وهي علم كلي شمولي ينظر للإسلام بشموليته من حيث عقيدته ومقاصده وفهمه على مر التاريخ بما أن دين الإسلام انبثق في القرن السادس الميلادي في بلاد العرب، ومع الانتشار الهائل والسريع للدول الإسلامية؛ فإن الثقافة الإسلامية قد أثّرت وتأثرت بغيرها من الثقافات والحضارات مثل ثقافات بلاد فارس (إيران حاليًا)، وتركيا، والبربر، والمالاي، والهند وأندونيسيا وغيرها من الأمم والحضارات التي دخلها الإسلام.

نظراَ لكون كلمة "الثقافة" ذات أبعاد كبيرة ودلالات واسعة يضيق عن استيعابها النطاق اللغوي لأصل الكلمة، ونظراً لكون هذه الكلمة من الألفاظ المعنوية التي يصعب على الباحث تحديدها؛ شأنها في ذلك شأن لفظ: التربية، والمدنية، والمعرفة.. وما إلى ذلك من المصطلحات التي تجري على الألسن دون وضوح مدلولاتها في أذهان مستعمليها وضوحًا مميزًا ولا تختصر الثقافة شكلاً من الأشكال بل تشمل شتى مجالات الحياة فهي تشمل التاريخ والأدب والطب والهندسة والحساب بمعنى آخر الإلمام بالمعارف. فالإنسان المثقف يستطيع التعامل مع المعلومات الحياتية بكل سهولة.

ونظرًا لكون علماء العربية والإسلام على اختلاف تخصصاتهم في الزمن الماضي لم يستعملوا كلمة "الثقافة" بالمعنى الواسع، ولم يقيموا علمًا مستقلاً يسمى ب"الثقافة"، وإنما جاء التعبير بهذه الكلمة وليد الأبحاث والدراسات الحديثة التي اطلع المسلمون من خلالها على العلوم والفلسفات الغربية، فاقتبسوا منها العديد من المسميات التربوية.

نظراً لهذا كله فإنه لم يوجد حتى الآن تعريف محدد متفق عليه لمصطلح «الثقافة الإسلامية»، وإنما هي اجتهادات من بعض العلماء والمفكرين، ومن هنا فقد تعددت التعريفات لهذا المصطلح تبعاً لتعدد اتجاهات هؤلاء العلماء والمفكرين؛ وقد عرف البعض الثقافة الإسلامية بأنها: «معرفة مقومات الأمة الإسلامية العامة بتفاعلاتها في الماضي والحاضر، من دين، ولغة، وتاريخ، وحضارة، وقيم وأهداف مشتركة». فيما عرفها بعض العلماء بأنها: «معرفة التحديات المعاصرة المتعلقة بمقومات الأمة الإسلامية ومقومات الدين الإسلامي». وعرفها آخرون بأنها: «العلم بمنهاج الإسلام الشمولي في القيم، والنظم، والفكر، ونقد التراث الإنساني فيها»، ويرى البعض أن التعريف الأخير هو أقرب التعريفات إلى الصواب لاشتماله على موضوعات الثقافة الإسلامية الرئيسية، ولأنه تعريف كلي وليس تعريفًا جزئيًا. وهذا التعريف هو تعريف علم الثقافة الإسلامية.

شرح مفردات التعريف:

العلم: هو الإدراك المبني على أدلة يرتفع بها عن المعرفة الظنية. والدراسة المنظمة خلافا لمجرد المعرفة.
منهاج الإسلام: المنهاج هو الطريق الواضح والإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده في الاعتقاد والعمل، ومنهاج الإسلام - من ثم - هو طريق الإسلام ومنهجه الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم المستمر إلى يوم القيامة.
الشمولي: الكلي.
المترابط: فالثقافة الإسلامية تدرس منهاج الإسلام من حيث هو كلي مترابط في القيم والنظم والفكر وتخرج بذلك العلوم التي يعنى كل منها بجانب من الإسلام وما يندرج تحته من جزيئات كعلمي العقيدة والفقه.
القيم: هي القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية، وتختلف بها عن الحياة الحيوانية، كما تختلف الحضارات بحسب تصورها لها، مثل الحق، الإحسان، الحرية.
النظم: هي مجموعة التشريعات التي تحدد للإنسان منهج حياته مثل نظام العبادة والأخلاق.
الفكر: هو عمل العقل ونتاجه.
نقد التراث الإنساني فيها: النقد كشف حال الشيء لبيان جيده من زيفه، والتراث: ما يخلفه الرجل لورثته، والمقصود بالتراث الإنساني: ما تخلفه البشرية من ثقافة وحضارة وعلوم، والمراد بنقد التراث الإنساني فيها فحصه وتقويمه إيجابا وسلبا في مجالات القيم والنظم والفكر، ومواجهة ما يخالف الإسلام فيها.

ترجع أهمية الثقافة الإسلامية لدى المسلمين لكون هذا العلم أثير النفس المسلمة إذْ به تتم الصلة بين جوانح الإنسان المسلم عقله وقلبه وفكرة، وبه يصل المسلم بين ماضيه وحاضره ومستقبله، وتاريخ الأمة الإسلامية من عناصر ثقافتها، وآدابها من صميم ثقافتها، وأخلاق الأمة الإسلامية في كل عصر من عصورها حلقة من سلسلة الأخلاق القومية التي هي من ميراث الماضي، لذا يجب على المسلمين -كما يجب على كل أمة أخرى- أن يتمسكوا بثقافتهم، وأن يبعثوا فيها أسباب الحيوية بوصل ما بين ماضيها وآتيها، وتنجلي تلك الأهمية للثقافة الإسلامية -إجمالاً- في الأمور التالية:

تأثير الثقافة الإسلامية في العرب.
تفاعل المسلم مع مبادئه وقيمه.
بيان الازدهار الحضاري للأمة الإسلامية.
بيان الأدواء التي حلت بالأمة الإسلامية.
بيان دور الثقافة الإسلامية في العصر الحديث.
تجديد الثقافة الإسلامية
أخذت الثقافة الإسلامية مسارات جديدة في السنوات الأخيرة؛ فبالإضافة إلى اهتمام بعض الجامعات العربية بتدريس الثقافة الإسلامية كمادة أساسية ضمن مناهج بعض كلياتها، تم إنشاء المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة (الإيسيسكو) تبعًا لمنظمة المؤتمر الإسلامي ويقع مقرها بالرباط، وتسعى الإيسيسكو على الصعيد الإسلامي العام وعلى الصعيد الدولي أيضًا لتجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي من جهة، ولتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من جهة أخرى، وذلك من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة.

ومنذ عام 2005 أطلقت منظمة الإيسيسكو برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي عقدته الإيسيسكو في الجزائر عام 2004، وقد تم الاحتفال بمكة المكرمة أول عاصمة للثقافة الإسلامية في إطار هذا البرنامج الذي تعنى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بتنفيذه ورعايته ومتابعة أنشطته التي تتوزع كل سنة بعد عام 2005، على ثلاث عواصم من المناطق الثلاث: العربية والآسيوية والإفريقية، يضاف إليها العاصمة التي تستضيف المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي ينعقد كل عامين. يهدف البرنامج في المقام الأول، إلى نشر الثقافة الإسلامية، وتجديد مضامينها، وإنعاش رسالتها، وإلى تخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعددٍ من العواصم الإسلامية تمَّ اختيارها وفقً لمعايير دقيقة، مراعاةً للدور الذي قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية عبر مسيرتها التاريخية.

محتويات الكتاب:

الفصل الأول: في المدلول العام للثقافة
الفصل الثاني: في الثقافة الإسلامية
الفصل الثالث: الثقافة الإسلامية والقوى المعادية
الفصل الرابع: خطط المبشرين والمستشرقين
الفصل الخامس: الثقافة الإسلامية وآفاق الحياة الإنسانية
الفصل السادس: في العقيدة

للكاتب/المؤلف : عمر عودة الخطيب .
دار النشر : مؤسسة الرسالة .
سنة النشر : 1979م / 1399هـ .
عدد مرات التحميل : 5785 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الثلاثاء , 12 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 7.7 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

الثقافة الإسلامية هي مصطلح أو تعبير يستعمل في أغلب الأحيان لوصف جميع المظاهر الثقافية والحضارية الشائعة والمرتبطة تاريخيًا بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، ومن أهم إطلاقات الثقافة الإسلامية أنها هي العلم الذي يجمع بين التأصيل الشرعي، والوعي الواقعي بتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها؛ أي أنها هي علم معياري وواقعي في آن واحد، وهي علم كلي شمولي ينظر للإسلام بشموليته من حيث عقيدته ومقاصده وفهمه على مر التاريخ بما أن دين الإسلام انبثق في القرن السادس الميلادي في بلاد العرب، ومع الانتشار الهائل والسريع للدول الإسلامية؛ فإن الثقافة الإسلامية قد أثّرت وتأثرت بغيرها من الثقافات والحضارات مثل ثقافات بلاد فارس (إيران حاليًا)، وتركيا، والبربر، والمالاي، والهند وأندونيسيا وغيرها من الأمم والحضارات التي دخلها الإسلام.

نظراَ لكون كلمة "الثقافة" ذات أبعاد كبيرة ودلالات واسعة يضيق عن استيعابها النطاق اللغوي لأصل الكلمة، ونظراً لكون هذه الكلمة من الألفاظ المعنوية التي يصعب على الباحث تحديدها؛ شأنها في ذلك شأن لفظ: التربية، والمدنية، والمعرفة.. وما إلى ذلك من المصطلحات التي تجري على الألسن دون وضوح مدلولاتها في أذهان مستعمليها وضوحًا مميزًا ولا تختصر الثقافة شكلاً من الأشكال بل تشمل شتى مجالات الحياة فهي تشمل التاريخ والأدب والطب والهندسة والحساب بمعنى آخر الإلمام بالمعارف. فالإنسان المثقف يستطيع التعامل مع المعلومات الحياتية بكل سهولة.

ونظرًا لكون علماء العربية والإسلام على اختلاف تخصصاتهم في الزمن الماضي لم يستعملوا كلمة "الثقافة" بالمعنى الواسع، ولم يقيموا علمًا مستقلاً يسمى ب"الثقافة"، وإنما جاء التعبير بهذه الكلمة وليد الأبحاث والدراسات الحديثة التي اطلع المسلمون من خلالها على العلوم والفلسفات الغربية، فاقتبسوا منها العديد من المسميات التربوية.

نظراً لهذا كله فإنه لم يوجد حتى الآن تعريف محدد متفق عليه لمصطلح «الثقافة الإسلامية»، وإنما هي اجتهادات من بعض العلماء والمفكرين، ومن هنا فقد تعددت التعريفات لهذا المصطلح تبعاً لتعدد اتجاهات هؤلاء العلماء والمفكرين؛ وقد عرف البعض الثقافة الإسلامية بأنها: «معرفة مقومات الأمة الإسلامية العامة بتفاعلاتها في الماضي والحاضر، من دين، ولغة، وتاريخ، وحضارة، وقيم وأهداف مشتركة». فيما عرفها بعض العلماء بأنها: «معرفة التحديات المعاصرة المتعلقة بمقومات الأمة الإسلامية ومقومات الدين الإسلامي». وعرفها آخرون بأنها: «العلم بمنهاج الإسلام الشمولي في القيم، والنظم، والفكر، ونقد التراث الإنساني فيها»، ويرى البعض أن التعريف الأخير هو أقرب التعريفات إلى الصواب لاشتماله على موضوعات الثقافة الإسلامية الرئيسية، ولأنه تعريف كلي وليس تعريفًا جزئيًا. وهذا التعريف هو تعريف علم الثقافة الإسلامية.

شرح مفردات التعريف:

العلم: هو الإدراك المبني على أدلة يرتفع بها عن المعرفة الظنية. والدراسة المنظمة خلافا لمجرد المعرفة.
منهاج الإسلام: المنهاج هو الطريق الواضح والإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده في الاعتقاد والعمل، ومنهاج الإسلام - من ثم - هو طريق الإسلام ومنهجه الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم المستمر إلى يوم القيامة.
الشمولي: الكلي.
المترابط: فالثقافة الإسلامية تدرس منهاج الإسلام من حيث هو كلي مترابط في القيم والنظم والفكر وتخرج بذلك العلوم التي يعنى كل منها بجانب من الإسلام وما يندرج تحته من جزيئات كعلمي العقيدة والفقه.
القيم: هي القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية، وتختلف بها عن الحياة الحيوانية، كما تختلف الحضارات بحسب تصورها لها، مثل الحق، الإحسان، الحرية.
النظم: هي مجموعة التشريعات التي تحدد للإنسان منهج حياته مثل نظام العبادة والأخلاق.
الفكر: هو عمل العقل ونتاجه.
نقد التراث الإنساني فيها: النقد كشف حال الشيء لبيان جيده من زيفه، والتراث: ما يخلفه الرجل لورثته، والمقصود بالتراث الإنساني: ما تخلفه البشرية من ثقافة وحضارة وعلوم، والمراد بنقد التراث الإنساني فيها فحصه وتقويمه إيجابا وسلبا في مجالات القيم والنظم والفكر، ومواجهة ما يخالف الإسلام فيها.

ترجع أهمية الثقافة الإسلامية لدى المسلمين لكون هذا العلم أثير النفس المسلمة إذْ به تتم الصلة بين جوانح الإنسان المسلم عقله وقلبه وفكرة، وبه يصل المسلم بين ماضيه وحاضره ومستقبله، وتاريخ الأمة الإسلامية من عناصر ثقافتها، وآدابها من صميم ثقافتها، وأخلاق الأمة الإسلامية في كل عصر من عصورها حلقة من سلسلة الأخلاق القومية التي هي من ميراث الماضي، لذا يجب على المسلمين -كما يجب على كل أمة أخرى- أن يتمسكوا بثقافتهم، وأن يبعثوا فيها أسباب الحيوية بوصل ما بين ماضيها وآتيها، وتنجلي تلك الأهمية للثقافة الإسلامية -إجمالاً- في الأمور التالية:

تأثير الثقافة الإسلامية في العرب.
تفاعل المسلم مع مبادئه وقيمه.
بيان الازدهار الحضاري للأمة الإسلامية.
بيان الأدواء التي حلت بالأمة الإسلامية.
بيان دور الثقافة الإسلامية في العصر الحديث.
تجديد الثقافة الإسلامية
أخذت الثقافة الإسلامية مسارات جديدة في السنوات الأخيرة؛ فبالإضافة إلى اهتمام بعض الجامعات العربية بتدريس الثقافة الإسلامية كمادة أساسية ضمن مناهج بعض كلياتها، تم إنشاء المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة (الإيسيسكو) تبعًا لمنظمة المؤتمر الإسلامي ويقع مقرها بالرباط، وتسعى الإيسيسكو على الصعيد الإسلامي العام وعلى الصعيد الدولي أيضًا لتجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي من جهة، ولتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني إلى العالم أجمع من جهة أخرى، وذلك من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة.

ومنذ عام 2005 أطلقت منظمة الإيسيسكو برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي عقدته الإيسيسكو في الجزائر عام 2004، وقد تم الاحتفال بمكة المكرمة أول عاصمة للثقافة الإسلامية في إطار هذا البرنامج الذي تعنى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بتنفيذه ورعايته ومتابعة أنشطته التي تتوزع كل سنة بعد عام 2005، على ثلاث عواصم من المناطق الثلاث: العربية والآسيوية والإفريقية، يضاف إليها العاصمة التي تستضيف المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي ينعقد كل عامين. يهدف البرنامج في المقام الأول، إلى نشر الثقافة الإسلامية، وتجديد مضامينها، وإنعاش رسالتها، وإلى تخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعددٍ من العواصم الإسلامية تمَّ اختيارها وفقً لمعايير دقيقة، مراعاةً للدور الذي قامت به في خدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف الإسلامية عبر مسيرتها التاريخية.

محتويات الكتاب:

 الفصل الأول: في المدلول العام للثقافة 
 الفصل الثاني: في الثقافة الإسلامية 
 الفصل الثالث: الثقافة الإسلامية والقوى المعادية 
 الفصل الرابع: خطط المبشرين والمستشرقين 
 الفصل الخامس: الثقافة الإسلامية وآفاق الحياة الإنسانية 
 الفصل السادس: في العقيدة 
 



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل لمحات في الثقافة الإسلامية
عمر عودة الخطيب
عمر عودة الخطيب
AMR AODH ALKHTIB
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أناشيد تحفيز الذات ❝ ❞ لمحات في الثقافة الإسلامية ❝ الناشرين : ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❱.



كتب اخرى في إسلامية متنوعة

الحفظ: أهميته عجائبه طريقته أسبابه PDF

قراءة و تحميل كتاب الحفظ: أهميته عجائبه طريقته أسبابه PDF مجانا

الابتلاء وأثره في حياة المسلم PDF

قراءة و تحميل كتاب الابتلاء وأثره في حياة المسلم PDF مجانا

شرح الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية PDF

قراءة و تحميل كتاب شرح الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام ابن تيمية PDF مجانا

المنهج التربوي لحلقات تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة PDF

قراءة و تحميل كتاب المنهج التربوي لحلقات تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة PDF مجانا

الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة PDF

قراءة و تحميل كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة PDF مجانا

تصنيف الناس بين الظن واليقين PDF

قراءة و تحميل كتاب تصنيف الناس بين الظن واليقين PDF مجانا

موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم للشاملة الجزء الاول PDF

قراءة و تحميل كتاب موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم للشاملة الجزء الاول PDF مجانا

سلسلة التسهيل لتأويل التنزيل تفسير سورتي الفاتحة والبقرة ج2 PDF

قراءة و تحميل كتاب سلسلة التسهيل لتأويل التنزيل تفسير سورتي الفاتحة والبقرة ج2 PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..