كتاب طرح التثريب في شرح التقريبكتب إسلامية

كتاب طرح التثريب في شرح التقريب

طرح التثريب في شرح التقريب هو كتاب في أحاديث الأحكام الفقهية، شرح فيه الحافظ العراقي كتابه: «تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد» الذي جمعه من الموطأ ومسند أحمد والصحيحين والسنن الأربعة وسنن ابن ماجه والمستدرك للحاكم ممن التزم الصحة في أحاديثه وحذف الإسناد واكتفى بذكر الصحابي الذي روى الحديث ورتبه على أبواب الفقه ثم بدأ بشرحه شرحًا حديثيًا وفقهيًا وشرح الحافظ العراقي نصف الكتاب تقريبا ولم يكمله فأتمه ابنه الحافظ ولي الدين أبي زرعة ابن الحافظ العراقي. قد اختار العراقيّ، طريقة فريدة فيما نعلمه مما صنف في فن شروح الأحكام، حيث عمد في بداية الكتاب إلى ذكر التراجم التي سوف تستعمل في الشرح، والتي لا غناء لقاصد الشروح غالبًا عنها، فقام بترجمة الأعلام من الرجال والنساء؛ من الصحابة والعلماء والمصنفين وغيرهم، مما تدعوا الحاجة طالب العلم إلى معرفتهم، حتى لا يحتاج إلى الخروج عن الشرح قاصدًا غيره من المصنَّفات التي تترجم للأعلام. وكان مقصده ابتداءً أن يترجم رجال إسناده، ثم رأى أن يضم إليه من ذكر اسمه في بقية الكتاب، لرواية حديث، أو كلام عليه، أو لكونه قد ذكر أثناء حديث، وذلك لعموم الفائدة. وقد اختار رحمه اللـَّہ، أن يبدأ الشرح بترجمة ابنه ولي الدّين أبي زرعة أحمد، وهذا يعد فيما نعلم سابقة، أن يترجم الوالد للولد، حيث إن الكتاب في الأصل قد ألف له ثم ابتدأ التراجم بترجمة ميسرة لنبينا محمد ﷺ، ثم عرج على بقية التراجم مرتبًا إياها على الألف باء، على طريقة تهذيب الكمال. بداية يذكر العراقي نص الحديث من نسخة الأحكام الصغرى، أو المختصرة، ثم يقسم الشرح إلى فوائد متتالية، على أن تكون الفائدة الأولى غالبًا في تخريج الحديث من موارده المشهورة. ثم يذكر بعد ذلك كل ما يستفاد من الحديث من فوائد، وقواعد، وشرائد. ثم إنه من الملاحظ تحريه الشديد في نسبة الأقوال لأصحابها، وتمييزه لأقوال أئمة المذاهب، مع بُعده عن التعصب. (هذا الشرح «طرح التثريب» من أنفس ما يقرأه طالب العلم في شرح أحاديث الأحكام، وإن غفل عنه وأهمله كثير من طلاب العلم، صحيح أنه موسع، وقد يمل منه طالب العلم المتوسط، لكنه فيه فوائد وتحريرات لا توجد في غيره، فيستفيد منه طالب العلم فائدة كبيرة، إلا أنه شرح مختلط لا تعرف شرح الوالد من شرح الولد، فالوالد شرح قطعة ثم انتقل إلى قطعة أخرى، وهكذا، في مواضع ليست مرتبة، لكن أكثر الشرح للولد، وكثيرًا ما يقول: قال شيخنا الوالد. وبهذا تعرف أن الشرح للابن). مقدمة الكتاب ...وبعد: فقد أردت أن أجمع لابني أبي زرعة مختصرًا في أحاديث الأحكام, يكون متصل الأسانيد بالأئمة الأعلام فإنه يقبح بطالب الحديث بل بطالب العلم ألا يحفظ بإسناده عدة من الأخبار يستغني بها عن حمل الأسفار في الأسفار, وعن مراجعة الأصول عند المذاكرة والاستحضار, ويتخلص به من الحرج بنقل ما ليست له به رواية, فإنه غير سائغ بإجماع أهل الدراية, ولما رأيت صعوبة حفظ الأسانيد في هذه الأعصار لطولها, وكان قصر أسانيد المتقدمين وسيلة لتسهيلها, رأيت أن أجمع أحاديث عديدة في تراجم محصورة, وتكون تلك التراجم فيما عد من أصح الأسانيد مذكورة, إما مطلقًا على قول من عممه, أو مقيدًا بصحابي تلك الترجمة, ولفظ الحديث الذي أورده في هذا المختصر هو لمن ذكر الإسناد إليه من الموطأ ومسند أحمد, فإن كان الحديث في الصحيحين لم أعزه لأحد, وكان ذلك علامة كونه متفقًا عليه, وإن كان في أحدهما اقتصرت على عزوه إليه, وإن لم تكن في واحد من الصحيحين عزوته إلى من خرجه من أصحاب السنن الأربعة وغيرهم ممن التزم الصحة كابن حبان والحاكم, فإن كان عند من عزوت الحديث إليه زيادة تدل على حكم ذكرتها, وكذلك أذكر زيادات أخر من عند غيره, فإن كانت الزيادة من حديث ذلك الصحابي لم أذكره, بل أقول: ولأبي داود أو غيره كذا.... ورأيت الابتداء بحديث النية مسندًا بسند آخر, لكونه لا يشترك مع ترجمة أحاديث عمر, فقد روينا عن عبد الرحمن بن مهدي, قال: من أراد أن يصنف كتابًا فليبدأ بحديث الأعمال بالنيات. ... (وَبَعْدُ) فَلَمَّا أَكْمَلْت كِتَابِي الْمُسَمَّى بِتَقْرِيبِ الْأَسَانِيدِ وَتَرْتِيبِ الْمَسَانِيدِ وَحَفِظَهُ ابْنِي أَبُو زُرْعَةَ الْمُؤَلَّفُ لَهُ وَطَلَبَ حَمْلَهُ عَنِّي جَمَاعَةٌ مِنْ الطَّلَبَةِ الْحَمَلَةِ، سَأَلَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي كِتَابَةِ شَرْحٍ لَهُ يُسَهِّلُ مَا عَسَاهُ يَصْعُبُ عَلَى مَوْضُوعِ الْكِتَابِ، وَيَكُونُ مُتَوَسِّطًا بَيْنَ الْإِيجَازِ وَالْإِسْهَابِ، فَتَعَلَّلْتُ بِقُصُورٍ مِنْ الْمُجَاوَرَةِ بِمَكَّةَ عَنْ ذَلِكَ، وَبِقِلَّةِ الْكُتُبِ الْمُعِينَةِ عَلَى مَا هُنَالِكَ، ثُمَّ رَأَيْت أَنَّ الْمُسَارَعَةَ إلَى الْخَيْرِ أَوْلَى وَأَجَلُّ، وَتَلَوْت {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} [البقرة: 265] ، وَلِمَا ذَكَرْته مِنْ قِصَرِ الزَّمَانِ وَقِلَّةِ الْأَعْوَانِ، سَمَّيْته طَرْحَ التَّثْرِيبِ فِي شَرْحِ التَّقْرِيبِ، فَلْيَبْسُطْ النَّاظِرُ فِيهِ عُذْرًا وَلِيَقْتَنِصْ عَرُوسَ فَوَائِدِهِ عُذْرًا، وَاَللَّهُ الْمَسْئُولُ فِي إكْمَالِهِ وَإِتْمَامِهِ وَحُصُولِ النَّفْعِ بِهِ وَدَوَامِهِ، إنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ. أقسام ومواضيع الكتاب: [مقدمةالكتاب] [كتاب البيوع] [باب اللعان] [كتاب الطهارة] [باب الحوالة] [باب الرضاع] [كتاب الصلاة] [باب الغصب] [كتاب الأيمان] [كتاب الجنائز] [باب الإجارة] [باب النفقات] [كتاب الزكاة] [باب إحياء الموات] [كتاب الجنايات والقصاص والديات] [كتاب الصيام] [باب الوصية] [كتاب الجهاد] [كتاب الحج] [كتاب الحدود] [كتاب العتق والتدبير وصحبة المماليك] [كتاب الأطعمة] [كتاب الفرائض] [كتاب القضاء والدعاوى] [كتاب الصيد] [كتاب النكاح] [كتاب الشهادات] [باب النذر] [كتاب الطلاق والتخيير] [أبواب الأدب]..
عبد الرحيم بن زين العراقي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ طرح التثريب في شرح التقريب ❝ الناشرين : ❞ دار إحياء التراث العربي ❝ ❱
من كتب الفقه العام الفقه الإسلامي - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : طرح التثريب في شرح التقريب هو كتاب في أحاديث الأحكام الفقهية، شرح فيه الحافظ العراقي كتابه: «تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد» الذي جمعه من الموطأ ومسند أحمد والصحيحين والسنن الأربعة وسنن ابن ماجه والمستدرك للحاكم ممن التزم الصحة في أحاديثه وحذف الإسناد واكتفى بذكر الصحابي الذي روى الحديث ورتبه على أبواب الفقه ثم بدأ بشرحه شرحًا حديثيًا وفقهيًا وشرح الحافظ العراقي نصف الكتاب تقريبا ولم يكمله فأتمه ابنه الحافظ ولي الدين أبي زرعة ابن الحافظ العراقي.

قد اختار العراقيّ، طريقة فريدة فيما نعلمه مما صنف في فن شروح الأحكام، حيث عمد في بداية الكتاب إلى ذكر التراجم التي سوف تستعمل في الشرح، والتي لا غناء لقاصد الشروح غالبًا عنها، فقام بترجمة الأعلام من الرجال والنساء؛ من الصحابة والعلماء والمصنفين وغيرهم، مما تدعوا الحاجة طالب العلم إلى معرفتهم، حتى لا يحتاج إلى الخروج عن الشرح قاصدًا غيره من المصنَّفات التي تترجم للأعلام.

وكان مقصده ابتداءً أن يترجم رجال إسناده، ثم رأى أن يضم إليه من ذكر اسمه في بقية الكتاب، لرواية حديث، أو كلام عليه، أو لكونه قد ذكر أثناء حديث، وذلك لعموم الفائدة.

وقد اختار رحمه اللـَّہ، أن يبدأ الشرح بترجمة ابنه ولي الدّين أبي زرعة أحمد، وهذا يعد فيما نعلم سابقة، أن يترجم الوالد للولد، حيث إن الكتاب في الأصل قد ألف له ثم ابتدأ التراجم بترجمة ميسرة لنبينا محمد ﷺ، ثم عرج على بقية التراجم مرتبًا إياها على الألف باء، على طريقة تهذيب الكمال.

بداية يذكر العراقي نص الحديث من نسخة الأحكام الصغرى، أو المختصرة، ثم يقسم الشرح إلى فوائد متتالية، على أن تكون الفائدة الأولى غالبًا في تخريج الحديث من موارده المشهورة. ثم يذكر بعد ذلك كل ما يستفاد من الحديث من فوائد، وقواعد، وشرائد. ثم إنه من الملاحظ تحريه الشديد في نسبة الأقوال لأصحابها، وتمييزه لأقوال أئمة المذاهب، مع بُعده عن التعصب.

(هذا الشرح «طرح التثريب» من أنفس ما يقرأه طالب العلم في شرح أحاديث الأحكام، وإن غفل عنه وأهمله كثير من طلاب العلم، صحيح أنه موسع، وقد يمل منه طالب العلم المتوسط، لكنه فيه فوائد وتحريرات لا توجد في غيره، فيستفيد منه طالب العلم فائدة كبيرة، إلا أنه شرح مختلط لا تعرف شرح الوالد من شرح الولد، فالوالد شرح قطعة ثم انتقل إلى قطعة أخرى، وهكذا، في مواضع ليست مرتبة، لكن أكثر الشرح للولد، وكثيرًا ما يقول: قال شيخنا الوالد. وبهذا تعرف أن الشرح للابن).

مقدمة الكتاب
...وبعد: فقد أردت أن أجمع لابني أبي زرعة مختصرًا في أحاديث الأحكام, يكون متصل الأسانيد بالأئمة الأعلام فإنه يقبح بطالب الحديث بل بطالب العلم ألا يحفظ بإسناده عدة من الأخبار يستغني بها عن حمل الأسفار في الأسفار, وعن مراجعة الأصول عند المذاكرة والاستحضار, ويتخلص به من الحرج بنقل ما ليست له به رواية, فإنه غير سائغ بإجماع أهل الدراية, ولما رأيت صعوبة حفظ الأسانيد في هذه الأعصار لطولها, وكان قصر أسانيد المتقدمين وسيلة لتسهيلها, رأيت أن أجمع أحاديث عديدة في تراجم محصورة, وتكون تلك التراجم فيما عد من أصح الأسانيد مذكورة, إما مطلقًا على قول من عممه, أو مقيدًا بصحابي تلك الترجمة, ولفظ الحديث الذي أورده في هذا المختصر هو لمن ذكر الإسناد إليه من الموطأ ومسند أحمد, فإن كان الحديث في الصحيحين لم أعزه لأحد, وكان ذلك علامة كونه متفقًا عليه, وإن كان في أحدهما اقتصرت على عزوه إليه, وإن لم تكن في واحد من الصحيحين عزوته إلى من خرجه من أصحاب السنن الأربعة وغيرهم ممن التزم الصحة كابن حبان والحاكم, فإن كان عند من عزوت الحديث إليه زيادة تدل على حكم ذكرتها, وكذلك أذكر زيادات أخر من عند غيره, فإن كانت الزيادة من حديث ذلك الصحابي لم أذكره, بل أقول: ولأبي داود أو غيره كذا.... ورأيت الابتداء بحديث النية مسندًا بسند آخر, لكونه لا يشترك مع ترجمة أحاديث عمر, فقد روينا عن عبد الرحمن بن مهدي, قال: من أراد أن يصنف كتابًا فليبدأ بحديث الأعمال بالنيات.

... (وَبَعْدُ) فَلَمَّا أَكْمَلْت كِتَابِي الْمُسَمَّى بِتَقْرِيبِ الْأَسَانِيدِ وَتَرْتِيبِ الْمَسَانِيدِ وَحَفِظَهُ ابْنِي أَبُو زُرْعَةَ الْمُؤَلَّفُ لَهُ وَطَلَبَ حَمْلَهُ عَنِّي جَمَاعَةٌ مِنْ الطَّلَبَةِ الْحَمَلَةِ، سَأَلَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي كِتَابَةِ شَرْحٍ لَهُ يُسَهِّلُ مَا عَسَاهُ يَصْعُبُ عَلَى مَوْضُوعِ الْكِتَابِ، وَيَكُونُ مُتَوَسِّطًا بَيْنَ الْإِيجَازِ وَالْإِسْهَابِ، فَتَعَلَّلْتُ بِقُصُورٍ مِنْ الْمُجَاوَرَةِ بِمَكَّةَ عَنْ ذَلِكَ، وَبِقِلَّةِ الْكُتُبِ الْمُعِينَةِ عَلَى مَا هُنَالِكَ، ثُمَّ رَأَيْت أَنَّ الْمُسَارَعَةَ إلَى الْخَيْرِ أَوْلَى وَأَجَلُّ، وَتَلَوْت {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} [البقرة: 265] ، وَلِمَا ذَكَرْته مِنْ قِصَرِ الزَّمَانِ وَقِلَّةِ الْأَعْوَانِ، سَمَّيْته طَرْحَ التَّثْرِيبِ فِي شَرْحِ التَّقْرِيبِ، فَلْيَبْسُطْ النَّاظِرُ فِيهِ عُذْرًا وَلِيَقْتَنِصْ عَرُوسَ فَوَائِدِهِ عُذْرًا، وَاَللَّهُ الْمَسْئُولُ فِي إكْمَالِهِ وَإِتْمَامِهِ وَحُصُولِ النَّفْعِ بِهِ وَدَوَامِهِ، إنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ.

أقسام ومواضيع الكتاب:

[مقدمةالكتاب] [كتاب البيوع] [باب اللعان]
[كتاب الطهارة] [باب الحوالة] [باب الرضاع]
[كتاب الصلاة] [باب الغصب] [كتاب الأيمان]
[كتاب الجنائز] [باب الإجارة] [باب النفقات]
[كتاب الزكاة] [باب إحياء الموات] [كتاب الجنايات والقصاص والديات]
[كتاب الصيام] [باب الوصية] [كتاب الجهاد]
[كتاب الحج] [كتاب الحدود] [كتاب العتق والتدبير وصحبة المماليك]
[كتاب الأطعمة] [كتاب الفرائض] [كتاب القضاء والدعاوى]
[كتاب الصيد] [كتاب النكاح] [كتاب الشهادات]
[باب النذر] [كتاب الطلاق والتخيير] [أبواب الأدب]..


للكاتب/المؤلف : عبد الرحيم بن زين العراقي .
دار النشر : دار إحياء التراث العربي .
عدد مرات التحميل : 8778 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الثلاثاء , 12 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 3.5 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

 

طرح التثريب في شرح التقريب هو كتاب في أحاديث الأحكام الفقهية، شرح فيه الحافظ العراقي كتابه: «تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد» الذي جمعه من الموطأ ومسند أحمد والصحيحين والسنن الأربعة وسنن ابن ماجه والمستدرك للحاكم ممن التزم الصحة في أحاديثه وحذف الإسناد واكتفى بذكر الصحابي الذي روى الحديث ورتبه على أبواب الفقه ثم بدأ بشرحه شرحًا حديثيًا وفقهيًا وشرح الحافظ العراقي نصف الكتاب تقريبا ولم يكمله فأتمه ابنه الحافظ ولي الدين أبي زرعة ابن الحافظ العراقي.

قد اختار العراقيّ، طريقة فريدة فيما نعلمه مما صنف في فن شروح الأحكام، حيث عمد في بداية الكتاب إلى ذكر التراجم التي سوف تستعمل في الشرح، والتي لا غناء لقاصد الشروح غالبًا عنها، فقام بترجمة الأعلام من الرجال والنساء؛ من الصحابة والعلماء والمصنفين وغيرهم، مما تدعوا الحاجة طالب العلم إلى معرفتهم، حتى لا يحتاج إلى الخروج عن الشرح قاصدًا غيره من المصنَّفات التي تترجم للأعلام.

وكان مقصده ابتداءً أن يترجم رجال إسناده، ثم رأى أن يضم إليه من ذكر اسمه في بقية الكتاب، لرواية حديث، أو كلام عليه، أو لكونه قد ذكر أثناء حديث، وذلك لعموم الفائدة.

وقد اختار رحمه اللـَّہ، أن يبدأ الشرح بترجمة ابنه ولي الدّين أبي زرعة أحمد، وهذا يعد فيما نعلم سابقة، أن يترجم الوالد للولد، حيث إن الكتاب في الأصل قد ألف له ثم ابتدأ التراجم بترجمة ميسرة لنبينا محمد ﷺ، ثم عرج على بقية التراجم مرتبًا إياها على الألف باء، على طريقة تهذيب الكمال.

بداية يذكر العراقي نص الحديث من نسخة الأحكام الصغرى، أو المختصرة، ثم يقسم الشرح إلى فوائد متتالية، على أن تكون الفائدة الأولى غالبًا في تخريج الحديث من موارده المشهورة. ثم يذكر بعد ذلك كل ما يستفاد من الحديث من فوائد، وقواعد، وشرائد. ثم إنه من الملاحظ تحريه الشديد في نسبة الأقوال لأصحابها، وتمييزه لأقوال أئمة المذاهب، مع بُعده عن التعصب.

(هذا الشرح «طرح التثريب» من أنفس ما يقرأه طالب العلم في شرح أحاديث الأحكام، وإن غفل عنه وأهمله كثير من طلاب العلم، صحيح أنه موسع، وقد يمل منه طالب العلم المتوسط، لكنه فيه فوائد وتحريرات لا توجد في غيره، فيستفيد منه طالب العلم فائدة كبيرة، إلا أنه شرح مختلط لا تعرف شرح الوالد من شرح الولد، فالوالد شرح قطعة ثم انتقل إلى قطعة أخرى، وهكذا، في مواضع ليست مرتبة، لكن أكثر الشرح للولد، وكثيرًا ما يقول: قال شيخنا الوالد. وبهذا تعرف أن الشرح للابن).

مقدمة الكتاب
...وبعد: فقد أردت أن أجمع لابني أبي زرعة مختصرًا في أحاديث الأحكام, يكون متصل الأسانيد بالأئمة الأعلام فإنه يقبح بطالب الحديث بل بطالب العلم ألا يحفظ بإسناده عدة من الأخبار يستغني بها عن حمل الأسفار في الأسفار, وعن مراجعة الأصول عند المذاكرة والاستحضار, ويتخلص به من الحرج بنقل ما ليست له به رواية, فإنه غير سائغ بإجماع أهل الدراية, ولما رأيت صعوبة حفظ الأسانيد في هذه الأعصار لطولها, وكان قصر أسانيد المتقدمين وسيلة لتسهيلها, رأيت أن أجمع أحاديث عديدة في تراجم محصورة, وتكون تلك التراجم فيما عد من أصح الأسانيد مذكورة, إما مطلقًا على قول من عممه, أو مقيدًا بصحابي تلك الترجمة, ولفظ الحديث الذي أورده في هذا المختصر هو لمن ذكر الإسناد إليه من الموطأ ومسند أحمد, فإن كان الحديث في الصحيحين لم أعزه لأحد, وكان ذلك علامة كونه متفقًا عليه, وإن كان في أحدهما اقتصرت على عزوه إليه, وإن لم تكن في واحد من الصحيحين عزوته إلى من خرجه من أصحاب السنن الأربعة وغيرهم ممن التزم الصحة كابن حبان والحاكم, فإن كان عند من عزوت الحديث إليه زيادة تدل على حكم ذكرتها, وكذلك أذكر زيادات أخر من عند غيره, فإن كانت الزيادة من حديث ذلك الصحابي لم أذكره, بل أقول: ولأبي داود أو غيره كذا.... ورأيت الابتداء بحديث النية مسندًا بسند آخر, لكونه لا يشترك مع ترجمة أحاديث عمر, فقد روينا عن عبد الرحمن بن مهدي, قال: من أراد أن يصنف كتابًا فليبدأ بحديث الأعمال بالنيات.

... (وَبَعْدُ) فَلَمَّا أَكْمَلْت كِتَابِي الْمُسَمَّى بِتَقْرِيبِ الْأَسَانِيدِ وَتَرْتِيبِ الْمَسَانِيدِ وَحَفِظَهُ ابْنِي أَبُو زُرْعَةَ الْمُؤَلَّفُ لَهُ وَطَلَبَ حَمْلَهُ عَنِّي جَمَاعَةٌ مِنْ الطَّلَبَةِ الْحَمَلَةِ، سَأَلَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي كِتَابَةِ شَرْحٍ لَهُ يُسَهِّلُ مَا عَسَاهُ يَصْعُبُ عَلَى مَوْضُوعِ الْكِتَابِ، وَيَكُونُ مُتَوَسِّطًا بَيْنَ الْإِيجَازِ وَالْإِسْهَابِ، فَتَعَلَّلْتُ بِقُصُورٍ مِنْ الْمُجَاوَرَةِ بِمَكَّةَ عَنْ ذَلِكَ، وَبِقِلَّةِ الْكُتُبِ الْمُعِينَةِ عَلَى مَا هُنَالِكَ، ثُمَّ رَأَيْت أَنَّ الْمُسَارَعَةَ إلَى الْخَيْرِ أَوْلَى وَأَجَلُّ، وَتَلَوْت {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} [البقرة: 265] ، وَلِمَا ذَكَرْته مِنْ قِصَرِ الزَّمَانِ وَقِلَّةِ الْأَعْوَانِ، سَمَّيْته طَرْحَ التَّثْرِيبِ فِي شَرْحِ التَّقْرِيبِ، فَلْيَبْسُطْ النَّاظِرُ فِيهِ عُذْرًا وَلِيَقْتَنِصْ عَرُوسَ فَوَائِدِهِ عُذْرًا، وَاَللَّهُ الْمَسْئُولُ فِي إكْمَالِهِ وَإِتْمَامِهِ وَحُصُولِ النَّفْعِ بِهِ وَدَوَامِهِ، إنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ. 

أقسام ومواضيع الكتاب:

[مقدمةالكتاب]    [كتاب البيوع]    [باب اللعان]
[كتاب الطهارة]    [باب الحوالة]    [باب الرضاع]
[كتاب الصلاة]    [باب الغصب]    [كتاب الأيمان]
[كتاب الجنائز]    [باب الإجارة]    [باب النفقات]
[كتاب الزكاة]    [باب إحياء الموات]    [كتاب الجنايات والقصاص والديات]
[كتاب الصيام]    [باب الوصية]    [كتاب الجهاد]
[كتاب الحج]    [كتاب الحدود]    [كتاب العتق والتدبير وصحبة المماليك]
[كتاب الأطعمة]    [كتاب الفرائض]    [كتاب القضاء والدعاوى]
[كتاب الصيد]    [كتاب النكاح]    [كتاب الشهادات]
[باب النذر]    [كتاب الطلاق والتخيير]    [أبواب الأدب]..

طرح التثريب في شرح التقريب 
والمقصود بالتقريب: (تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد) 
تراجم الكتاب
 الطهارة - الصلاة
 تابع الصلاة - الجنائز
 الزكاة - الصوم
الحج
الأطعمة - الفرائض
النكاح - الجهاد
 الحدود - البعث وذكر الجنة والنار



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل طرح التثريب في شرح التقريب
عبد الرحيم بن زين العراقي
عبد الرحيم بن زين العراقي
Abd al Rahim bin Zain al Iraqi
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ طرح التثريب في شرح التقريب ❝ الناشرين : ❞ دار إحياء التراث العربي ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب الفقه العام

رؤية اجتهادية في المسائل الفقهية المعاصرة للوقف PDF

قراءة و تحميل كتاب رؤية اجتهادية في المسائل الفقهية المعاصرة للوقف PDF مجانا

احذر أقوال وأفعال واعتقادات خاطئة PDF

قراءة و تحميل كتاب احذر أقوال وأفعال واعتقادات خاطئة PDF مجانا

فقه المعاملات المالية المعاصرة PDF

قراءة و تحميل كتاب فقه المعاملات المالية المعاصرة PDF مجانا

بحوث في قضايا فقهية معاصرة PDF

قراءة و تحميل كتاب بحوث في قضايا فقهية معاصرة PDF مجانا

الكبائر وتبين المحارم PDF

قراءة و تحميل كتاب الكبائر وتبين المحارم PDF مجانا

الأنكحة الفاسدة ( دراسة فقهية مقارنة ) PDF

قراءة و تحميل كتاب الأنكحة الفاسدة ( دراسة فقهية مقارنة ) PDF مجانا

التسهيل الضروري لمسائل القدوري ط كراتشي PDF

قراءة و تحميل كتاب التسهيل الضروري لمسائل القدوري ط كراتشي PDF مجانا

أثر التقنية الحديثة في الخلاف الفقهي PDF

قراءة و تحميل كتاب أثر التقنية الحديثة في الخلاف الفقهي PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..