كتاب تعلم كيف تكون مثقفاالكتب والموسوعات العامة

كتاب تعلم كيف تكون مثقفا

ماذا نعني بالمثقف ؟ وهل المثقف هو المتعلم ؟ هل هو الحامل لشهادة علمية معينة ؟ هل هو المنتج للمعرفة الأكاديمية ؟ هل هو الموظف السامي ؟ هل هو رجل السلطة ؟ هل هو رجل الأعمال ؟ هل هو الأديب أو الفنان أو المسرحي السينمائي ؟ إننا عندما نقف على الحقيقة العلمية لهذه المفاهيم موضوع الأسئلة سوف نجد أنفسنا أمام حقيقة مهولة عندما نقوم بالتفريق بين المتعلم والمثقف، و بناء على ذلك فالمتعلم قد يكون مثقفا، وقد يكون غير مثقف، و المثقف قد يكون متعلما أو غير متعلم. ونفس الشيء نقوله بالنسبة لحاملي الشهادات العلمية مهما كانت درجتها كما نقوله في الموظفين مهما كان سلم ترتيبهم، و في رجال السلطة مهما كانت مسؤوليتهم، و في رجال الأعمال مهما كانت استثماراتهم. و نعتبر أن كل ذلك قد يخدم الثقافة من وجهة نظر معينة إذا كان هؤلاء مثقفون فعلا، و كون الإنسان من عامة الناس أو من الكادحين لا يمنع صيرورته مثقفا إذا كان منتجا للقيم الثقافية. وعليه ينبغي أن يكون المثقف مشتملا على الصفات التالية: 1- أن يكون منتميا إلى الفئة المتمثلة للقيم الاجتماعية و الإنسانية و الاقتصادية و الثقافية و المدنية و السياسية، و هم الغالبية العظمى من الناس. 2 - وأن يكون منتميا للقيم المختلفة بوسيلة معينة، وهؤلاء غالبا ما يكونون قلة قليلة جدا من المجتمع، سواء تعلق الأمر بموظفي وسيلة الأدب، أو وسيلة الفنون، أو الفكر، أو غيرها من الوسائل التي تعمل على إنتاج القيم، أو على إشاعتها بين البشر. وبناء على هذا التمييز و التحديد الذي نريده واضحا. فهل يمكن القول بأن المثقف هو المنتج للقيم المساهمة في بلورة الشخصية الاجتماعية والإنسانية المتناسبة مع السلوكيات العامة الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية المتطورة، والسائدة في إطار تشكيلة اقتصادية اجتماعية معينة. و المساعدة على انتقال تلك التشكيلة إلى المرحلة الأرقى. و بناء على هذا الفهم المحدد، و الذي تبلور لدينا من خلال تعاطينا مع أشكال الفهم الأخرى التي قد يعتمدها هذا المثقف أو ذاك، أو يروج لها هذا المنبر أو ذاك. فإن المطلوب في المثقف أن يكون : أ - خبيرا بالقيم الإيجابية و السلبية المتصارعة في المجال الاجتماعي محليا، ووطنيا، وقوميا وعالميا، حتى يستطيع تحديد القيم التي يستهدف إزالتها و نفيها من الواقع في أبعاده المختلفة. و ما هي القيم التي يقبل على إنتاجها أو إشاعتها من اجل المساهمة في تقويم الشخصية الاجتماعية والإنسانية، والعمل على تطويرها من أجل جعلها مساهمة في تطور وتطوير الواقع في مختلف مناحي الحياة. ب - متتبعا للحركة الثقافية المحلية والوطنية، والقومية والعالمية من أجل إغناء خبرته، حتى تزداد صلابة أمام تحديات عناد الواقع الذي يبقى أسير الرؤى الجاهزة القائمة على استحضار سلطة العادات والتقاليد والأعراف. ج - متشبعا بالقيم الناتجة عن استيعاب مضامين دينه ومطلعا على المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية. والميثاق الدولي المتعلق بحقوق الطفل، وتوظيف تلك القيم من أجل العمل على إبداع قيم جديدة تتناسب مع ضرورة تحولات التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية في الاتجاه الأحسن في أفق تحقيق المرحلة الأعلى. هـ - مستفيدا من مختلف التجارب الثقافية في حياة الشعوب حتى يسترشد بالجوانب الإيجابية في إغناء الثقافة المحلية والوطنية والقومية والإنسانية بالمزيد من القيم التي تساعد على تطوير المجتمعات البشرية والعلاقات الإنسانية، و ترسخ القيم النبيلة في السلوك الفردي والجماعي في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية مما يجعله يحتل مكانة ممتازة في المجتمع الذي يعيش فيه، و لدى الطبقة التي يصنَّف فيها على المستوى الاجتماعي، وفي التنظيمات الحزبية والجماهيرية التي ينتمي إليها. تكمن فرادة المثقف في القدرة الفائقة على التمييز والتقويم والاستشراف. هذا ما علّمنا إياه التاريخ الخاص بمسارات المثقفين الكبار وكيفية مقاربتهم للأحداث المعقّدة والظواهر المركّبة التي عرفتْها مجتمعاتهم. ما نلاحظه في الوقت الراهن هو أن ملامح المثقف اختلف البعضُ منها عن التمثلات التي نستبطنها عن صورة المثقف ووظيفته ودوره وخصائصه. طبعاً فهم ما طرأ على ملامح المثقف من تغير، إنّما يندرج ضمن ما حصل من تغييرات شملت البناء الاجتماعي ككل. غير أن هذه الحقيقة لا تمنعنا من الانتباه إلى أن بُعداً أساسياً قد انتابه نوع من التشويش في وظيفة المثقف، وهو ملمح يُصيب في العمق والجوهر معنى أن تكون مثقفاً. يتمثل الملمح المقصود في القدرة على التمييز والترفع عن الوقوع في فخ تقاطع المصالح الذي قد يفيد السياسي ولكنّه تنازُل موجع إذا ما قام به المثقف. لقد بات المثقف يستبطن طريقة السياسي في التفكير ورد الفعل، والحال أن السياسي الأفضل هو من كان يشبه المثقف في القدرة على التمييز والانتصار للمبادئ الكبرى رغم الصعوبات والإكراهات. السؤال هو: كيف يقبل المثقف تبني طريقة الفاعل السياسي في التكتيك والمناورة والبراغماتية والتفاوض؟ من حق السياسي الانخراط في أسلوب الواقعية وأن يكون عملياً على حساب الأفكار والمبادئ، لأن الفعل السياسي بحكم آنيّته يسمح بالمناورة والمزايدة والانقلاب الكامل على سياسة سابقة، وذلك باعتبار أن السياسي يحاسَب على النتائج والشعوب تصوت لمن يغير واقعها بالأرقام والإحصائيات والأسعار. ولكن المثقف هو من يغيّر عقول الناس ومَن يحميهم من هيمنة الواقع وتأثيره على الإبصار والرؤية السليمة والقدرة على التمييز بين الأشياء والأفكار والمبادئ والقيم. انخرط مثقفون كثيرون في بلداننا اليوم في الخلط بين وظيفتي المثقف والسياسي، حتى إنك تكاد لا تفرّق بينهما. وهو مظهر تمكن ملاحظته بسهولة إذا ما حاولنا التمعن في مواقف بعض المثقفين سواء التي يعبّرون عنها كتابةً في الصحف أو في المشاركات الإذاعية والتلفزية أو التي ينشرونها في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وكي نوضح فكرتنا أكثر سأضرب مثالاً من تونس: من حق المثقف الحداثي أن يعارض وجود الإسلام السياسي في الحكم وعدّه خطراً على فكرة الدولة الوطنية وعلى مكاسب التحديث وعلى كل ما يراه ضامناً للتفتح وللحريات وللعقلانية والمواطنة. بل إن المطلوب من المثقف في الوقت الراهن هو الدفاع المستميت عن الحرية والعقل والنّقد وعمّا يسير بمجتمعه إلى التقدم والتعايش الاجتماعي. يعلمنا المؤلف من خلال هذا الكتاب العديد من الأمور الهامة من الناحية الفكرية والدينية والتربوية والثقافية، وغير ذلك من المحاور، حيث يحدثنا عن الثقافة وكيف نكون مثقفين، ويحدثنا عن الطريق إلى الله وكيف نتجه له، ويعلمنا كيف نمسك بالقلم، وكيف نتخذ مبدأ في حياتنا ونتمسك به، وكيف نفكر بإيجابية وكيف ننظر إلى المرأة، وكيف ننتفض وكيف نثور، وكيف نثبت في زمن المتغيرات، وكيف نواجه ونناظر، وكيف نربي أولادنا، وكيف نهوى ونكره، وغير ذلك من المبادئ والقيم الفكرية والدينية.
محمد جاد الزغبى - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تعلم كيف تكون مثقفا ❝ ❞ السيدة عائشة رضي الله عنها الكتبانية العفاف وقرآنية الإنصاف ❝ ❞ سفراء جهنم ( الحقيقة وراء المرجعيات الشيعية المعاصرة ) ❝ ❞ كيف ترد الشبهات بالحوار العقلي وحده ؟! ❝ ❞ ستون سؤالا بستين قضية ❝ ❞ الخميني (كبيرهم الذي علمهم السحر ) ❝ ❞ يالثارات الحسين ❝ ❞ الخميني (كبيرهم الذي علمهم السحر ) ❝ ❞ شرح تلبيس إبليس لابن الجوزي ج1 (المعتزلة والشيعة) ❝ الناشرين : ❞ وكالة العز للدعاية والاعلان ❝ ❱
من فكر وثقافة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

وصف الكتاب : ماذا نعني بالمثقف ؟ وهل المثقف هو المتعلم ؟ هل هو الحامل لشهادة علمية معينة ؟ هل هو المنتج للمعرفة الأكاديمية ؟ هل هو الموظف السامي ؟ هل هو رجل السلطة ؟ هل هو رجل الأعمال ؟ هل هو الأديب أو الفنان أو المسرحي السينمائي ؟
إننا عندما نقف على الحقيقة العلمية لهذه المفاهيم موضوع الأسئلة سوف نجد أنفسنا أمام حقيقة مهولة عندما نقوم بالتفريق بين المتعلم والمثقف، و بناء على ذلك فالمتعلم قد يكون مثقفا، وقد يكون غير مثقف، و المثقف قد يكون متعلما أو غير متعلم. ونفس الشيء نقوله بالنسبة لحاملي الشهادات العلمية مهما كانت درجتها كما نقوله في الموظفين مهما كان سلم ترتيبهم، و في رجال السلطة مهما كانت مسؤوليتهم، و في رجال الأعمال مهما كانت استثماراتهم. و نعتبر أن كل ذلك قد يخدم الثقافة من وجهة نظر معينة إذا كان هؤلاء مثقفون فعلا، و كون الإنسان من عامة الناس أو من الكادحين لا يمنع صيرورته مثقفا إذا كان منتجا للقيم الثقافية.

وعليه ينبغي أن يكون المثقف مشتملا على الصفات التالية:
1- أن يكون منتميا إلى الفئة المتمثلة للقيم الاجتماعية و الإنسانية و الاقتصادية و الثقافية و المدنية و السياسية، و هم الغالبية العظمى من الناس.
2 - وأن يكون منتميا للقيم المختلفة بوسيلة معينة، وهؤلاء غالبا ما يكونون قلة قليلة جدا من المجتمع، سواء تعلق الأمر بموظفي وسيلة الأدب، أو وسيلة الفنون، أو الفكر، أو غيرها من الوسائل التي تعمل على إنتاج القيم، أو على إشاعتها بين البشر. وبناء على هذا التمييز و التحديد الذي نريده واضحا. فهل يمكن القول بأن المثقف هو المنتج للقيم المساهمة في بلورة الشخصية الاجتماعية والإنسانية المتناسبة مع السلوكيات العامة الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية المتطورة، والسائدة في إطار تشكيلة اقتصادية اجتماعية معينة. و المساعدة على انتقال تلك التشكيلة إلى المرحلة الأرقى.
و بناء على هذا الفهم المحدد، و الذي تبلور لدينا من خلال تعاطينا مع أشكال الفهم الأخرى التي قد يعتمدها هذا المثقف أو ذاك، أو يروج لها هذا المنبر أو ذاك. فإن المطلوب في المثقف أن يكون :

أ - خبيرا بالقيم الإيجابية و السلبية المتصارعة في المجال الاجتماعي محليا، ووطنيا، وقوميا وعالميا، حتى يستطيع تحديد القيم التي يستهدف إزالتها و نفيها من الواقع في أبعاده المختلفة. و ما هي القيم التي يقبل على إنتاجها أو إشاعتها من اجل المساهمة في تقويم الشخصية الاجتماعية والإنسانية، والعمل على تطويرها من أجل جعلها مساهمة في تطور وتطوير الواقع في مختلف مناحي الحياة.

ب - متتبعا للحركة الثقافية المحلية والوطنية، والقومية والعالمية من أجل إغناء خبرته، حتى تزداد صلابة أمام تحديات عناد الواقع الذي يبقى أسير الرؤى الجاهزة القائمة على استحضار سلطة العادات والتقاليد والأعراف.

ج - متشبعا بالقيم الناتجة عن استيعاب مضامين دينه ومطلعا على المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية. والميثاق الدولي المتعلق بحقوق الطفل، وتوظيف تلك القيم من أجل العمل على إبداع قيم جديدة تتناسب مع ضرورة تحولات التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية في الاتجاه الأحسن في أفق تحقيق المرحلة الأعلى.

هـ - مستفيدا من مختلف التجارب الثقافية في حياة الشعوب حتى يسترشد بالجوانب الإيجابية في إغناء الثقافة المحلية والوطنية والقومية والإنسانية بالمزيد من القيم التي تساعد على تطوير المجتمعات البشرية والعلاقات الإنسانية، و ترسخ القيم النبيلة في السلوك الفردي والجماعي في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية مما يجعله يحتل مكانة ممتازة في المجتمع الذي يعيش فيه، و لدى الطبقة التي يصنَّف فيها على المستوى الاجتماعي، وفي التنظيمات الحزبية والجماهيرية التي ينتمي إليها.

تكمن فرادة المثقف في القدرة الفائقة على التمييز والتقويم والاستشراف. هذا ما علّمنا إياه التاريخ الخاص بمسارات المثقفين الكبار وكيفية مقاربتهم للأحداث المعقّدة والظواهر المركّبة التي عرفتْها مجتمعاتهم.

ما نلاحظه في الوقت الراهن هو أن ملامح المثقف اختلف البعضُ منها عن التمثلات التي نستبطنها عن صورة المثقف ووظيفته ودوره وخصائصه. طبعاً فهم ما طرأ على ملامح المثقف من تغير، إنّما يندرج ضمن ما حصل من تغييرات شملت البناء الاجتماعي ككل. غير أن هذه الحقيقة لا تمنعنا من الانتباه إلى أن بُعداً أساسياً قد انتابه نوع من التشويش في وظيفة المثقف، وهو ملمح يُصيب في العمق والجوهر معنى أن تكون مثقفاً.

يتمثل الملمح المقصود في القدرة على التمييز والترفع عن الوقوع في فخ تقاطع المصالح الذي قد يفيد السياسي ولكنّه تنازُل موجع إذا ما قام به المثقف.

لقد بات المثقف يستبطن طريقة السياسي في التفكير ورد الفعل، والحال أن السياسي الأفضل هو من كان يشبه المثقف في القدرة على التمييز والانتصار للمبادئ الكبرى رغم الصعوبات والإكراهات. السؤال هو: كيف يقبل المثقف تبني طريقة الفاعل السياسي في التكتيك والمناورة والبراغماتية والتفاوض؟

من حق السياسي الانخراط في أسلوب الواقعية وأن يكون عملياً على حساب الأفكار والمبادئ، لأن الفعل السياسي بحكم آنيّته يسمح بالمناورة والمزايدة والانقلاب الكامل على سياسة سابقة، وذلك باعتبار أن السياسي يحاسَب على النتائج والشعوب تصوت لمن يغير واقعها بالأرقام والإحصائيات والأسعار. ولكن المثقف هو من يغيّر عقول الناس ومَن يحميهم من هيمنة الواقع وتأثيره على الإبصار والرؤية السليمة والقدرة على التمييز بين الأشياء والأفكار والمبادئ والقيم.

انخرط مثقفون كثيرون في بلداننا اليوم في الخلط بين وظيفتي المثقف والسياسي، حتى إنك تكاد لا تفرّق بينهما. وهو مظهر تمكن ملاحظته بسهولة إذا ما حاولنا التمعن في مواقف بعض المثقفين سواء التي يعبّرون عنها كتابةً في الصحف أو في المشاركات الإذاعية والتلفزية أو التي ينشرونها في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكي نوضح فكرتنا أكثر سأضرب مثالاً من تونس: من حق المثقف الحداثي أن يعارض وجود الإسلام السياسي في الحكم وعدّه خطراً على فكرة الدولة الوطنية وعلى مكاسب التحديث وعلى كل ما يراه ضامناً للتفتح وللحريات وللعقلانية والمواطنة. بل إن المطلوب من المثقف في الوقت الراهن هو الدفاع المستميت عن الحرية والعقل والنّقد وعمّا يسير بمجتمعه إلى التقدم والتعايش الاجتماعي.

يعلمنا المؤلف من خلال هذا الكتاب العديد من الأمور الهامة من الناحية الفكرية والدينية والتربوية والثقافية، وغير ذلك من المحاور، حيث يحدثنا عن الثقافة وكيف نكون مثقفين، ويحدثنا عن الطريق إلى الله وكيف نتجه له، ويعلمنا كيف نمسك بالقلم، وكيف نتخذ مبدأ في حياتنا ونتمسك به، وكيف نفكر بإيجابية وكيف ننظر إلى المرأة، وكيف ننتفض وكيف نثور، وكيف نثبت في زمن المتغيرات، وكيف نواجه ونناظر، وكيف نربي أولادنا، وكيف نهوى ونكره، وغير ذلك من المبادئ والقيم الفكرية والدينية.


للكاتب/المؤلف : محمد جاد الزغبى .
دار النشر : وكالة العز للدعاية والاعلان .
سنة النشر : 2012م / 1433هـ .
عدد مرات التحميل : 80343 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الثلاثاء , 12 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 1.7 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

تعلم كيف تكون مثقفا

ماذا نعني بالمثقف ؟ وهل المثقف هو المتعلم ؟ هل هو الحامل لشهادة علمية معينة ؟ هل هو المنتج للمعرفة الأكاديمية ؟ هل هو الموظف السامي ؟ هل هو رجل السلطة ؟ هل هو رجل الأعمال ؟ هل هو الأديب أو الفنان أو المسرحي السينمائي ؟
إننا عندما نقف على الحقيقة العلمية لهذه المفاهيم موضوع الأسئلة سوف نجد أنفسنا أمام حقيقة مهولة عندما نقوم بالتفريق بين المتعلم والمثقف، و بناء على ذلك فالمتعلم قد يكون مثقفا، وقد يكون غير مثقف، و المثقف قد يكون متعلما أو غير متعلم. ونفس الشيء نقوله بالنسبة لحاملي الشهادات العلمية مهما كانت درجتها كما نقوله في الموظفين مهما كان سلم ترتيبهم، و في رجال السلطة مهما كانت مسؤوليتهم، و في رجال الأعمال مهما كانت استثماراتهم. و نعتبر أن كل ذلك قد يخدم الثقافة من وجهة نظر معينة إذا كان هؤلاء مثقفون فعلا، و كون الإنسان من عامة الناس أو من الكادحين لا يمنع صيرورته مثقفا إذا كان منتجا للقيم الثقافية.

وعليه ينبغي أن يكون المثقف مشتملا على الصفات التالية:
1- أن يكون منتميا إلى الفئة المتمثلة للقيم الاجتماعية و الإنسانية و الاقتصادية و الثقافية و المدنية و السياسية، و هم الغالبية العظمى من الناس.
2 - وأن يكون منتميا للقيم المختلفة بوسيلة معينة، وهؤلاء غالبا ما يكونون قلة قليلة جدا من المجتمع، سواء تعلق الأمر بموظفي وسيلة الأدب، أو وسيلة الفنون، أو الفكر، أو غيرها من الوسائل التي تعمل على إنتاج القيم، أو على إشاعتها بين البشر. وبناء على هذا التمييز و التحديد الذي نريده واضحا. فهل يمكن القول بأن المثقف هو المنتج للقيم المساهمة في بلورة الشخصية الاجتماعية والإنسانية المتناسبة مع السلوكيات العامة الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية المتطورة، والسائدة في إطار تشكيلة اقتصادية اجتماعية معينة. و المساعدة على انتقال تلك التشكيلة إلى المرحلة الأرقى.
و بناء على هذا الفهم المحدد، و الذي تبلور لدينا من خلال تعاطينا مع أشكال الفهم الأخرى التي قد يعتمدها هذا المثقف أو ذاك، أو يروج لها هذا المنبر أو ذاك. فإن المطلوب في المثقف أن يكون :

أ - خبيرا بالقيم الإيجابية و السلبية المتصارعة في المجال الاجتماعي محليا، ووطنيا، وقوميا وعالميا، حتى يستطيع تحديد القيم التي يستهدف إزالتها و نفيها من الواقع في أبعاده المختلفة. و ما هي القيم التي يقبل على إنتاجها أو إشاعتها من اجل المساهمة في تقويم الشخصية الاجتماعية والإنسانية، والعمل على تطويرها من أجل جعلها مساهمة في تطور وتطوير الواقع في مختلف مناحي الحياة.

ب - متتبعا للحركة الثقافية المحلية والوطنية، والقومية والعالمية من أجل إغناء خبرته، حتى تزداد صلابة أمام تحديات عناد الواقع الذي يبقى أسير الرؤى الجاهزة القائمة على استحضار سلطة العادات والتقاليد والأعراف.

ج - متشبعا بالقيم الناتجة عن استيعاب مضامين دينه ومطلعا على المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية. والميثاق الدولي المتعلق بحقوق الطفل، وتوظيف تلك القيم من أجل العمل على إبداع قيم جديدة تتناسب مع ضرورة تحولات التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية في الاتجاه الأحسن في أفق تحقيق المرحلة الأعلى.

هـ - مستفيدا من مختلف التجارب الثقافية في حياة الشعوب حتى يسترشد بالجوانب الإيجابية في إغناء الثقافة المحلية والوطنية والقومية والإنسانية بالمزيد من القيم التي تساعد على تطوير المجتمعات البشرية والعلاقات الإنسانية، و ترسخ القيم النبيلة في السلوك الفردي والجماعي في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية مما يجعله يحتل مكانة ممتازة في المجتمع الذي يعيش فيه، و لدى الطبقة التي يصنَّف فيها على المستوى الاجتماعي، وفي التنظيمات الحزبية والجماهيرية التي ينتمي إليها.

تكمن فرادة المثقف في القدرة الفائقة على التمييز والتقويم والاستشراف. هذا ما علّمنا إياه التاريخ الخاص بمسارات المثقفين الكبار وكيفية مقاربتهم للأحداث المعقّدة والظواهر المركّبة التي عرفتْها مجتمعاتهم.

ما نلاحظه في الوقت الراهن هو أن ملامح المثقف اختلف البعضُ منها عن التمثلات التي نستبطنها عن صورة المثقف ووظيفته ودوره وخصائصه. طبعاً فهم ما طرأ على ملامح المثقف من تغير، إنّما يندرج ضمن ما حصل من تغييرات شملت البناء الاجتماعي ككل. غير أن هذه الحقيقة لا تمنعنا من الانتباه إلى أن بُعداً أساسياً قد انتابه نوع من التشويش في وظيفة المثقف، وهو ملمح يُصيب في العمق والجوهر معنى أن تكون مثقفاً.

يتمثل الملمح المقصود في القدرة على التمييز والترفع عن الوقوع في فخ تقاطع المصالح الذي قد يفيد السياسي ولكنّه تنازُل موجع إذا ما قام به المثقف.

لقد بات المثقف يستبطن طريقة السياسي في التفكير ورد الفعل، والحال أن السياسي الأفضل هو من كان يشبه المثقف في القدرة على التمييز والانتصار للمبادئ الكبرى رغم الصعوبات والإكراهات. السؤال هو: كيف يقبل المثقف تبني طريقة الفاعل السياسي في التكتيك والمناورة والبراغماتية والتفاوض؟

من حق السياسي الانخراط في أسلوب الواقعية وأن يكون عملياً على حساب الأفكار والمبادئ، لأن الفعل السياسي بحكم آنيّته يسمح بالمناورة والمزايدة والانقلاب الكامل على سياسة سابقة، وذلك باعتبار أن السياسي يحاسَب على النتائج والشعوب تصوت لمن يغير واقعها بالأرقام والإحصائيات والأسعار. ولكن المثقف هو من يغيّر عقول الناس ومَن يحميهم من هيمنة الواقع وتأثيره على الإبصار والرؤية السليمة والقدرة على التمييز بين الأشياء والأفكار والمبادئ والقيم.

انخرط مثقفون كثيرون في بلداننا اليوم في الخلط بين وظيفتي المثقف والسياسي، حتى إنك تكاد لا تفرّق بينهما. وهو مظهر تمكن ملاحظته بسهولة إذا ما حاولنا التمعن في مواقف بعض المثقفين سواء التي يعبّرون عنها كتابةً في الصحف أو في المشاركات الإذاعية والتلفزية أو التي ينشرونها في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكي نوضح فكرتنا أكثر سأضرب مثالاً من تونس: من حق المثقف الحداثي أن يعارض وجود الإسلام السياسي في الحكم وعدّه خطراً على فكرة الدولة الوطنية وعلى مكاسب التحديث وعلى كل ما يراه ضامناً للتفتح وللحريات وللعقلانية والمواطنة. بل إن المطلوب من المثقف في الوقت الراهن هو الدفاع المستميت عن الحرية والعقل والنّقد وعمّا يسير بمجتمعه إلى التقدم والتعايش الاجتماعي.

 يعلمنا المؤلف من خلال هذا الكتاب العديد من الأمور الهامة من الناحية الفكرية والدينية والتربوية والثقافية، وغير ذلك من المحاور، حيث يحدثنا عن الثقافة وكيف نكون مثقفين، ويحدثنا عن الطريق إلى الله وكيف نتجه له، ويعلمنا كيف نمسك بالقلم، وكيف نتخذ مبدأ في حياتنا ونتمسك به، وكيف نفكر بإيجابية وكيف ننظر إلى المرأة، وكيف ننتفض وكيف نثور، وكيف نثبت في زمن المتغيرات، وكيف نواجه ونناظر، وكيف نربي أولادنا، وكيف نهوى ونكره، وغير ذلك من المبادئ والقيم الفكرية والدينية. 

نبذة عن الكتاب :

 يعلمنا المؤلف من خلال هذا الكتاب العديد من الأمور الهامة من الناحية الفكرية والدينية والتربوية والثقافية، وغير ذلك من المحاور، حيث يحدثنا عن الثقافة وكيف نكون مثقفين، ويحدثنا عن الطريق إلى الله وكيف نتجه له، ويعلمنا كيف نمسك بالقلم، وكيف نتخذ مبدأ في حياتنا ونتمسك به، وكيف نفكر بإيجابية وكيف ننظر إلى المرأة، وكيف ننتفض وكيف نثور، وكيف نثبت في زمن المتغيرات، وكيف نواجه ونناظر، وكيف نربي أولادنا، وكيف نهوى ونكره، وغير ذلك من المبادئ والقيم الفكرية والدينية. 

إقتباسات من الكتاب :

تربية الأبناء ليست عملية ربحية تخضع لقوانين السوق المعهودة بل هى أخطر مهمة للإنسان كما أنها سر بقائه ومقياس حضارته وأساس رسالته فى هذه الحياة 
ويكفى أن ندرك أن التربية السليمة لأيناء تكفل الخلود للآباء 
بينما الأب الغافل عن مفهوم التربية الصحيحة يموت خين يموت 


تعلم كيف تكون مثقفا
كيف تصبح مثقفا

ماهي الكتب التي تجعلك مثقف



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل تعلم كيف تكون مثقفا
محمد جاد الزغبى
محمد جاد الزغبى
MHMD GAD ALZGHBA
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تعلم كيف تكون مثقفا ❝ ❞ السيدة عائشة رضي الله عنها الكتبانية العفاف وقرآنية الإنصاف ❝ ❞ سفراء جهنم ( الحقيقة وراء المرجعيات الشيعية المعاصرة ) ❝ ❞ كيف ترد الشبهات بالحوار العقلي وحده ؟! ❝ ❞ ستون سؤالا بستين قضية ❝ ❞ الخميني (كبيرهم الذي علمهم السحر ) ❝ ❞ يالثارات الحسين ❝ ❞ الخميني (كبيرهم الذي علمهم السحر ) ❝ ❞ شرح تلبيس إبليس لابن الجوزي ج1 (المعتزلة والشيعة) ❝ الناشرين : ❞ وكالة العز للدعاية والاعلان ❝ ❱.



كتب اخرى في فكر وثقافة

البيان عما شهدت بالعيان وعمن شاهدت من الأعيان من إعلان الدستور العثماني إلى الآن PDF

قراءة و تحميل كتاب البيان عما شهدت بالعيان وعمن شاهدت من الأعيان من إعلان الدستور العثماني إلى الآن PDF مجانا

القلب لا يمتلىء بالذهب PDF

قراءة و تحميل كتاب القلب لا يمتلىء بالذهب PDF مجانا

تقنية النانو وعصر علمي جديد PDF

قراءة و تحميل كتاب تقنية النانو وعصر علمي جديد PDF مجانا

عنف العالم وجان بودريارد PDF

قراءة و تحميل كتاب عنف العالم وجان بودريارد PDF مجانا

عزيزى فلان PDF

قراءة و تحميل كتاب عزيزى فلان PDF مجانا

علم الإجتماع المفاهيم الأساسية PDF

قراءة و تحميل كتاب علم الإجتماع المفاهيم الأساسية PDF مجانا

دور اللاشعور ومعنى علم النفس للإنسان الحديث PDF

قراءة و تحميل كتاب دور اللاشعور ومعنى علم النفس للإنسان الحديث PDF مجانا

تاريخ الفلاسفة PDF

قراءة و تحميل كتاب تاريخ الفلاسفة PDF مجانا

المزيد من فكر وثقافة في مكتبة فكر وثقافة , المزيد من كتب متنوعة في مكتبة كتب متنوعة , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب الجغرافيا والرحلات في مكتبة كتب الجغرافيا والرحلات , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب السير و المذكرات في مكتبة كتب السير و المذكرات , المزيد من كتب السياسة الشرعية في مكتبة كتب السياسة الشرعية , المزيد من كتب الأنساب في مكتبة كتب الأنساب , المزيد من كتب الادب والتراث في مكتبة كتب الادب والتراث
عرض كل الكتب والموسوعات العامة ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..