تاريخ الوراقة المغربية
يتناول فيه الوراقة في العصور الإسلامية الأولى أي في عهد المرابطين والموحدين والمرينيين والوطاسيين والسعديين.
أما صناعة الورق، فقد انتشرت في عهد يوسف بن تاشفين، كما اشتهر وراقون مغاربة احترفوا النساخة ما تزال بعض منتسخاتهم، بخزانة القرويين بفاس والخزانة العامة بالرباط.
وكان لاهتمام الأمراء الموحدين بالوراقة دور في تشجيع الوراقين على الإجـادة خطوطا وزخرفة وتسفيرا، إذ عرف أول مركز عمومي للنساخة في هذا العهد، كما أصبح للوراقين ديوان ينتظمون فيــه يعرف «بدويان النساخين» وأن عدد معامل صناعة الورق بلغ أربعمائة معمل في مركز الكغادين بفاس.
أما ازدهار صناعة التسفير فيعود إلى عناية الموحدين بتسفير المصاحف وتشجيعهم على التخصص فيها، وقد كتب اللخمي الإشبيلي رسالة في الموضوع سماها «التيسير في صنعة التسفير»، اعتنى بنشرها العلامة المرحوم عبد الله كنون في صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد.( ص 32).
ويلخص الأستاذ المنوني عن صاحب الكتاب أن أدوات الكتابة تستلزم: المحبرة، والسكين، والمقرضين، والأقلام، وغيرها.
ويصنف الأستاذ المنوني الخط في العصر المريني ثلاثة أصناف: مغربي حضري ـ مغربي بدوي ـ وأندلسي، وهو خمسة أنواع:
* خط مبسوط كما في المصاحف القديمة.
* خط مجوهـر كما في المراسيم السلطانية والرسائل الخصوصية .
* خط مسند أو زمامي للوثائق العدلية.
* خط مشرقي أخذه المغاربة عن المشارقة وطبعوه بطابعهم، وبه يزخرفون عناوين الكتب وغيرهـا ويكتبونهـا بماء الذهب، ومن أمثلة ذلك الوقفيات المنقوشة على اللوحـات الرخامية في المدارس المرينية بفاس وسلا ومكناس.
* خط كوفـي، ومن نماذجه بعض المصاحف القديمة ومنقوشات أبواب بعض المدن والقصبات.
أما أدوات الكتابة في العصـر المريني فقد تعـددت وتنوعت منها: المحبـرة، والقلـم، والسكيـن، ومحمـل للكتب.
يقول الشريف السبتي: في وصف محبرة من عاج موشح بالذهب: (ص 52).
وناصعــة البيـاض تخيــروها * مــن العـاج الموشـح بالنضـار
أقول ـ وقـد صببت الحبر فيهــا * كذاك الليل يولــج فـي النهــار
وفي هذه الفترة تراجعت صناعة الورق المغربي لمزاحمة الورق الإفرنجي المستورد، والـذي أثار جدلا حول جواز استعماله كما أشار إلى ذلك الونشريسي في المعيار نقلا عن ابن مرزوق الحفيـد في رسالة في الموضوع.(ص 58).
وإذا كان عصر السعديين عصر التميز في المغرب سياسة وأدبا وتأليفا، فإنه تميز أيضا بإنشاء «شبه مدرسة لتلقين الكتابة» متمثلة في درس لتعليم الخط في جامع المواسين بمراكش، وهو في الغالب من عمل السلطان المنصور الذهبي.
وكعادة هذا السلطان في مشاركته في التأليف وقول الشعر، فقد اخترع «أشكالا من الخط على عدد حروف المعجم، واستعمالها في المراسلات السرية للدولة» (ص76).
أما النساخة فقد ازدهرت في المراكز الحضرية والبدوية وفي الزوايا، كما أن تحضير المداد يقوم على فائق العنبر المخلوط بمياه الورد والزهر، وتنشيفه بسحيق الذهب الخالص، الإثنين1 يونيو 1992 خاصة في الكتابات السلطانية.
ومن أشهر كتب التفسير كتاب «تفسير الكتب وحل الذهب» للسفياني المتوفى سنة 1029 هـ، وفيه يعالج كيفية عمل ألواح الورق التي يكسوها.
وطريقة حزم كراريس الكتاب وكسوته بالجلد، وصفة حل الذهب والكتابة به على الورق والجلد.
حقق هذا الكُتيِّب الأستاذ ريكار، ونشر بالمطبعة الشرقية بباريس سنة 1925 (ص 85).
ويصنف المؤلف النساخين في هذا العصر صنفين، معرفا بكل واحد حسب ما وصل إليه من معلومات عنه، ذاكرا آراء العلماء في خطه ومنتسخاته وأسمائها:
الصنف الأول:
الوراقون السعديون حسب تسلسلهم التاريخي، وعددهم سبعة وعشرون.
الصنف الثاني:
الوراقون في المراكز والزوايا والإمارات التي بلغ عددها ثمانية، وأهمها زاوية الصومعة ببني ملال وزاوية تافيلالت، والزاوية الفاسية، والإمـارة الإيلغية والدلائية، والناصريـة.
قراءة و تحميل كتاب المواد الغيثية الناشئة عن الحكم الغوثية جزئين PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب فلسفة التاريخ نحو تفسير إسلامى للسنن الكونية والنواميس الاجتماعية PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الزمان التاريخي من التاريخ الكلي الى التواريخ الفعلية PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب محاضرات في بيان الأخطاء العلمية التاريخية التي اشتمل عليها في الشعر الجاهلي، ويليه قرار النيابة في الشعر الجاهلي PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب تاريخ الفكر العربي إلى أيام ابن خلدون PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الكوارث الطبيعية وأثرها في سلوكيات وذهنيات الإنسان في المغرب والاندلس PDF مجانا