إننا مع كتاب حديث العهد قديم الوعد، هذا الكتاب فتح الله تعالى به علينا جميعاً، وهو نداءات الرحمن لأهل الإيمان، هذا هو عنوان الكتاب، والكتاب يقرأ من عنوانه كما يقول الحكماء، فعنوان الكتاب: نداءات الرحمن لأهل الإيمان. فكل مؤمن ومؤمنة منادى من قبل ذي العرش العظيم الله جل جلاله وعظم سلطانه، فبشرى عبد أو أمة يناديه ربه جل جلاله وعظم سلطانه.
والله تعالى لما ينادي العبد من عبيده -وهو المؤمن لا الكافر- يناديه إما ليأمره بما يحقق سعادته وكماله، ويهيئه لسعادة آخرته، أو يناديه لينهاه عما يضره .. عما يفسده .. عما يرديه ويشقيه في الدنيا وفي الآخرة، أو يناديه ليبشره، فينشرح صدره، وتطيب نفسه، وتعذب حياة الإيمان والطهر في نفسه، أو يناديه ليحذره .. لينذره من عواقب السوء والأضرار المهلكة، ويفعل به هذا لأنه وليه، فالعبد المؤمن ولي الله، وأولياء الله لا يهملهم ولا يتركهم، كما لا يخذلهم ولا يرديهم ولا يشقيهم؛ لأنهم أولياؤه، فكتاب نداءات الرحمن هو كتاب اشتمل على كل نداء لله تعالى في كتابه القرآن الكريم، فقد اشتمل على كل نداء من نداءات الله عز وجل لعباده المؤمنين والمؤمنات في القرآن العظيم. وهذه النداءات تسعون نداءً، باستثناء النداء التاسع والثمانين فإنه موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن أمته مرادة به، وهو قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ [الطلاق:1].
فقد افتتح النداء بالحضرة المحمدية، ولكن المقصود الأول هذه الأمة، وهذه النداءات غفل عنها العالم الإسلامي منذ مئات القرون، مع أنها اشتملت على الآداب الرفيعة والأخلاق السامية والمعاملات النافعة، دعوة إليها وبياناً لها، والمعاملات الفاسدة الضارة تحذيراً منها وتنبيهاً لها، واشتملت على آداب الحرب والسلم، وعلى المعاهدات، وعلى الأموال والاقتصاد بجميع أنواعه.
وخلاصة القول: إنها ما تركت شيئاً من شأنه أن يسعد هذه الأمة أو يشقيها إلا تضمنته واشتملت عليه.
وبعد التأمل رأينا أن واجب كل مؤمن أن يوجد هذا الكتاب عند مخدته التي ينام عليها، وقبل أن يغمض عينيه يسمع نداء من ربه، وبذلك تكمل قطعاً آدابه وأخلاقه، وتحسن معاملاته، ويعظم قدره، ويعلو شأنه في الملكوت الأعلى، فهذا سلم الرقي إلى الملكوت الأعلى.
ومن هنا أردنا أن ندرس بعض هذه النداءات في هذه الأيام الرمضانية؛ لأعلمكم كيف تستفيدون من هذا الكتاب، وسيطبع إن شاء الله ويوزع علينا كما حصل في كتاب المسجد وبيت المسلم، فقد وزعتم منه سبعين ألف نسخة، وهذا فتح الله عز وجل، وهذا يجب أن يطبع منه لألف مليون مسلم، ولا حرج أبداً، فأنت منادى يا بني! فإذا ناداك سيدك فقل: سمعت، وقد علمتم ما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، فقد قال: إذا سمعت الله تعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا فأعرها سمعك، أي: أعطها سمعك يا عبد الله! فأنت منادى مادمت مؤمناً بالله ولقائه، فإنه يأمرك أو ينهاك، يبشرك أو يحذرك، ولن تجد من يقوم بهذا سوى الله؛ لأنه وليك وأنت مولاه.
إذاً: بسم الله، ندرس هذه الأيام إن شاء الله نداءات الرحمن، ومن الجائز أن نواصل دراستها، فهي كلام الله، وهي حاوية للفقه والأدب والعقيدة، وكل ما نفتقر إليه في الرقي إلى الملكوت الأعلى، ولا بأس أن أسمعكم المقدمة...
في هذا الكتاب يحصر الشيخ الجزائري " نداءات الرحمن لأهل الإيمان " و المتمثلة في الآيات الي تبدأ بـ " يا أيها الذين آمنو .. " ، و الي عددها 90 نداء .
عملاً بقول عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه : " إذا سمعت الله يقول (( يا أيها الذين آمنو )) فأعرها سمعك فإنه خير يؤمر به أو شر ينهى عنه "
الجميل في الكتاب أن تطرق الشيخ لهذه الأيات لم يكن من باب التفسير و الشرح فقط و لكنه كان يبين كل ما في الآيات من أسباب نزول و أحكام فقهية أو أمور عقائدية و يسهب في الخواطر الإيمانية و العظات و العبر
في الخاتمة ذكر عدة أمور من توصيات و أمنيات ، اما أبرز ما ذُكر فهو أنه يتمنى أن يجتمع حكام المسلمين في الروضة الشريفة " ويبايعوا أصلحهم لإمامة المسلمين و أن يكون دستورهم قرآنياً مستسقى من الكتاب و السنة "
قال المؤلف: فهذه نداءات الرحمن لعباده المؤمنين البالغة تسعين نداء، حواها كتابه القرآن الكريم، قد يسر الله تعالى لي جمعها في هذا المؤلف الصغير كما يسر لي شرحها، وبيان ما تحتويه من علم وهداية لعباده المؤمنين المتقين، وهذا ليعلم القارئ الكريم والمستمع المستفيد أن هذه النداءات التسعين قد اشتملت على ما يهم المسلم في أمور دينه ودنياه.
قراءة و تحميل كتاب المربي الناجح (أهم 18 صفة للمربي الناجح في حلقات تحفيظ القرآن الكريم) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب زاد المربي: خطة تربوية منهجية لحلقات التحفيظ PDF مجانا