سوناتات
يحرصُ الشَّاعر محمود قحطان على الكتابة الشّعريّة الحديثة في اجتراح فضاء الاختزال والتّكثيف والتّصوير، لإنشاء ما يُشبه ببانوراما شعريّة ترشح عن ثقافة مُتفرّدة في رؤيتها للعالم والكائنات والأشياء، لهذا جاءت (سوناتات) على شكلٍ ومضاتٍ، أو شرائط حسّيّة شعريّة أو لقطاتٍ شعريّة مُحكمة تتنازعها أنساق الفكر والحياة بضجيجها وقلقها، وهو ما بدا مُتخفيًّا في طبقات النّصوص كمنظوماتٍ دالّة.
نقرأُ له هذه الصُّورة:
«تُهَدْهِدينَ الخَطوَ/ فتُـتـخَمُ كُريَّاتُ دَمِنا بالفِتنَة/ وتُعيدينَ صياغَةَ الأروَاحِ/ في وطَـنٍ مُنـكَّسِ الجِذْعِ/ فينقَلبُ كلُّ شيءٍ بينَ أصابعَكِ/ إلى احتـمــالاتٍ منْ بُزوغْ/ ويبقى العتابُ/ يَلُـفُّ أوجاعَنَا/ بلهفَةٍ/ فيزدَادُ زَفيرَنا».
إنّ هذه العلائق بين الشّاعر والحبيبة والوطن يدفعُ بالكلام إلى أقصى شعريّة تتّسمُ فيها بصورة الآخر في النّص، ومن ثُمّ تجلّيها، وهو ما يُميّزُ الخطاب الشّعري هُنا.
قدّم للكتاب الدّكتور عبد العزيز المقالح بنثيرة رؤية نقديّة يقولُ فيها: «... وفي هذه المجموعة يستعينُ الشَّاعرُ بمجموعةٍ من العناصرِ التَّشكيليَّةِ الَّتي تمنحُ النُّصوصَ بُعدًا جماليًّا أخَّاذًّا يُضافُ إلى أبعادها الفنيَّةِ والَّلغويَّة، وهو من الشُّعراءِ الَّذين غادروا مُبكِّرًا الوقوف على عتبةِ النَّصِّ الموزون عموديًّا كان أو تفعيلة، وبذلك عرف كيف يغوصُ في بحورِ اللُّغةِ ذاتها لا في بحورِ الأوزان، ضاربًا عرضَ الحائطِ بالغنائيَّةِ والنَّبرةِ العاليةِ الَّتي تُفسدُ لحظةَ الإبداعِ ولحظة التَّلقِّي معًا (...) وتبقى الإشارةُ إلى عنوانِ المجموعة «سوناتات»، وهو مصطلحٌ استعارهُ عددٌ من الشُّعراءِ الأوروبّيين من الموسيقى ويكادُ يقتربُ أو يُجسّدُ ما نعنيهِ نحنُ في الُّلغةِ العربيَّةِ بـ «الوَمَضَات»، حيثُ يختزلُ الشَّاعرُ رؤيتَهُ في أقلِّ قدرٍ من الكلمات».
ديوان-ديوان شعر- الشعر-الشعراء- ابيات شعر رائعة-الشعر العربى-دواووين الشعر-قصائد
قراءة و تحميل كتاب الحب غابة أم حديقة؟ – مريد البرغوثي PDF مجانا