كتاب سقراط عقول عظيمةالكتب والموسوعات العامة

كتاب سقراط عقول عظيمة

سقراط تأليف: جورج رديبوش (تأليف) أحمد الأنصاري (ترجمة) حسن حنفي الناشر : المركز القومي للترجمة بواسطة دار آفاق للنشر والتوزيع نبذة عن الكتاب : يعرض الكتاب للسؤال التقليدي حول مدي صحة الصورة التي رسمها أفلاطون ويقدم حلا لإشكالية الصراع بين العلمانية والدين. يشابه بين آراء سقراط الأخلاقية والدينية عن علاقة الإنسان بالله وبالآخرين وتلك الأفكار التي وردت في الكتابات البوذية والكونفشيوسية والكتاب المقدس والقرآن الكريم . فكان سقراط نبيا وفيلسوفا. يري أن سعادة الإنسان في إيمانه اولا واتخاذ التفلسف منهجا لحياته . ويشكل إدراك الإنسان لنقصه المعرفي وجهله بداية طريق التفاف الحياة السعيدة. ليس نقض اليقين مرضا وإنما النفور من التفكير وكراهيته والقفز إلي النتائج يٌعد من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية ، ولا يمكن أن نشفي في هذه الأمراض التي تواجه البشرية إلا بالتفلسف والإيمان . ويقترح الحوار الفلسفي دينا عالميا . نبذة عامة : سقراط (باللاتينية: Socrates) (باليونانية: Σωκράτης) فيلسوف وحكيم يوناني (469 ق.م - 399 ق.م) [5] فيلسوف يوناني كلاسيكي.يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، لم يترك سقراط كتابات وجل ما نعرفه عنه مستقى من خلال روايات تلامذته عنه. ومن بين ما تبقى لنا من العصور القديمة، تعتبر حوارات "أفلاطون" من أكثر الروايات شموليةً وإلمامًا بشخصية "سقراط".[6] بحسب وصف شخصية "سقراط" كما ورد في حوارات "أفلاطون"، فقد أصبح "سقراط" مشهورًا بإسهاماته في مجال علم الأخلاق. وإليه تنسب مفاهيم السخرية السقراطية والمنهج السقراطي (أو المعروف باسم Elenchus) . ولا يزال المنهج الأخير مستخدمًا في مجال واسع من النقاشات كما أنه نوع من البيداغوجيا (علم التربية) التي بحسبها تطرح مجموعة من الأسئلة ليس بهدف الحصول على إجابات فردية فحسب، وإنما كوسيلة لتشجيع الفهم العميق للموضوع المطروح. إن "سقراط" الذي وصفه أفلاطون هو من قام بإسهامات مهمة وخالدة لمجالات المعرفة والمنطق وقد ظل تأثير أفكاره وأسلوبه قويًا حيث صارت أساسًا للكثير من أعمال الفلسفة الغربية التي جاءت بعد ذلك. وبكلمات أحد المعلقين المعاصرين، فإن أفلاطون المثالي قدم "مثلا أعلى، جهبذًا في الفلسفة. قديسًا، نبيًا "للشمس-الإله"، ومدرسًا أُدين بالهرطقة بسبب تعالميه". ومع ذلك، فإن "سقراط" الحقيقي مثله مثل العديد من قدامى الفلاسفة، يظل في أفضل الظروف لغزًا وفي أسوأها شخصية غير معروفة. يعرض الكتاب للسؤال التقليدي حول مدى صحة الصورة التي رسمها أفلاطون ويقدم حلا لإشكالية الصراع بين العلمانية والدين. يشابه بين آراء سقراط الأخلاقية والدينية عن علاقة الإنسان بالله وبالآخرين وتلك الأفكار التي وردت في الكتابات البوذية والكونفوشيوسية والكتاب المقدس والقرآن الكريم. فكان سقراط نبيا وفيلسوفا. يرى أن سعادة الإنسان في إيمانه أولا وإتخاذ التفلسف منهجا لحياته. ويشكل إدراك الإنسان لنقصه المعرفي وجهله بداية طريق التفلسف الحياة السعيدة. ليس نقص اليقين مرضا وإنما النفور من التفكير وكراهيته والقفز إلى النتائج يعد من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية، ولا يمكن أن نشفى في هذه الأمراض إلا بالتفلسف والإيمان، ويقترح الحوار الفلسفي دينا عالميا. سقراط.. وجود هذا الكون يجب أن يعزى إلى علة عاقلة!! وليس إلى الصدفة.. وكانت من وراء هذه الطريقة فلسفة مراوغة تجريبية تجري على غير نظام، ولكنها فلسفة بلغ من جديتها أو حقيقتها أن ضحى الرجل بحياته من أجلها. ولم يكن سقراط مباشراً في نهيه عما يراه سلباً متفشياً بين الناس، وعلى سبيل المثال فإنه كان ينهى اصدقاءه ومريديه عن معاقرة الخمر بطريقة هي كالتالي: يقول: «اذا ما سئلت عن الشراب، لقلت ان الخمر ترطب النفس، وتسكن الأحزان، ولكني أظن أن أجسام الناس، كأجسام النبات، وان الله اذا غمر النبات بالماء ليرتوي منه، لم يقو على الوقوف معتدلاً، ولم يمكن النسيم من أن يسري من خلاله، ولكنه ـ أي النبات ـ اذا لم يشرب الا بالقدر الذي يكفيه نما واستوى على سوقه، وأثمر أجمل الثمار وألذها.. وهكذا هو الانسان في علاقته بشرب الخمر». * ولم يكن سقراط يؤمن بالهة الإغريق المتعددة، ولا ما لها من سلطان على تسيير حياة الناس.. وكان يضرب عن الكون أمثلة دالة على التناسق المدهش والعجيب لمفردات الخلق المرسومة رسماً مما لا يصح معه أن يعزى وجود هذا الكون الى الصدفة المحضة أو الى علة غير عاقلة.. وقد استفاض علماء الاسلام بهذا التعريف المنبثق عن الفطرة السليمة للانسان في التوجه الى الخالق عز وجل، فهو سبحانه الذي أبدع هذا الكون، ولا مبدع سواه.. وكان رأي سقراط هذا في الآلهة أحد الأسباب التي أدت الى الحكم عليه بالاعدام باعتباره أفسد عقول الشباب، وحال بينهم وبين الايمان بالهة الاغريق، وجعلهم يفكرون بخالق أكبر بكثير من آلهتهم التي وجه اليها الكثير من النقد الدال على سخفها، وفساد عقيدة الايمان بها، وأخذ يدعو الى الايمان بإله يليق بخلق هذا الكون المدهش والعجيب. *** وقد آمن سقراط بإله واحد، وكان هذا إيمانه الخاص به، وكان يدرك أن طبيعة هذا الكون قد أمدت الانسان المفكر بشريعة أخلاقية أبدية، لا يمكن أن تقوم على دين ضعيف كالذي كانت تؤمن به أثينا. ويؤمن سقراط كذلك أن إدارة الدولة تحتاج الى افكار عظيمة والى عقول مفكرة اذ كيف يمكن انقاذ مجتمع أو جعله قوياً بدون أن يتولى قيادة هذا المجتمع أحكم رجاله وأعقلهم!!
-
من فكر وثقافة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

وصف الكتاب : سقراط

تأليف: جورج رديبوش (تأليف) أحمد الأنصاري (ترجمة) حسن حنفي

الناشر : المركز القومي للترجمة بواسطة دار آفاق للنشر والتوزيع


نبذة عن الكتاب :

يعرض الكتاب للسؤال التقليدي حول مدي صحة الصورة التي رسمها أفلاطون ويقدم حلا لإشكالية الصراع بين العلمانية والدين.
يشابه بين آراء سقراط الأخلاقية والدينية عن علاقة الإنسان بالله وبالآخرين وتلك الأفكار التي وردت في الكتابات البوذية والكونفشيوسية والكتاب المقدس والقرآن الكريم . فكان سقراط نبيا وفيلسوفا. يري أن سعادة الإنسان في إيمانه اولا واتخاذ التفلسف منهجا لحياته . ويشكل إدراك الإنسان لنقصه المعرفي وجهله بداية طريق التفاف الحياة السعيدة. ليس نقض اليقين مرضا وإنما النفور من التفكير وكراهيته والقفز إلي النتائج يٌعد من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية ، ولا يمكن أن نشفي في هذه الأمراض التي تواجه البشرية إلا بالتفلسف والإيمان . ويقترح الحوار الفلسفي دينا عالميا .

نبذة عامة :

سقراط (باللاتينية: Socrates) (باليونانية: Σωκράτης) فيلسوف وحكيم يوناني (469 ق.م - 399 ق.م) [5] فيلسوف يوناني كلاسيكي.يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، لم يترك سقراط كتابات وجل ما نعرفه عنه مستقى من خلال روايات تلامذته عنه. ومن بين ما تبقى لنا من العصور القديمة، تعتبر حوارات "أفلاطون" من أكثر الروايات شموليةً وإلمامًا بشخصية "سقراط".[6] بحسب وصف شخصية "سقراط" كما ورد في حوارات "أفلاطون"، فقد أصبح "سقراط" مشهورًا بإسهاماته في مجال علم الأخلاق. وإليه تنسب مفاهيم السخرية السقراطية والمنهج السقراطي (أو المعروف باسم Elenchus) . ولا يزال المنهج الأخير مستخدمًا في مجال واسع من النقاشات كما أنه نوع من البيداغوجيا (علم التربية) التي بحسبها تطرح مجموعة من الأسئلة ليس بهدف الحصول على إجابات فردية فحسب، وإنما كوسيلة لتشجيع الفهم العميق للموضوع المطروح. إن "سقراط" الذي وصفه أفلاطون هو من قام بإسهامات مهمة وخالدة لمجالات المعرفة والمنطق وقد ظل تأثير أفكاره وأسلوبه قويًا حيث صارت أساسًا للكثير من أعمال الفلسفة الغربية التي جاءت بعد ذلك.

وبكلمات أحد المعلقين المعاصرين، فإن أفلاطون المثالي قدم "مثلا أعلى، جهبذًا في الفلسفة. قديسًا، نبيًا "للشمس-الإله"، ومدرسًا أُدين بالهرطقة بسبب تعالميه". ومع ذلك، فإن "سقراط" الحقيقي مثله مثل العديد من قدامى الفلاسفة، يظل في أفضل الظروف لغزًا وفي أسوأها شخصية غير معروفة.

يعرض الكتاب للسؤال التقليدي حول مدى صحة الصورة التي رسمها أفلاطون ويقدم حلا لإشكالية الصراع بين العلمانية والدين. يشابه بين آراء سقراط الأخلاقية والدينية عن علاقة الإنسان بالله وبالآخرين وتلك الأفكار التي وردت في الكتابات البوذية والكونفوشيوسية والكتاب المقدس والقرآن الكريم. فكان سقراط نبيا وفيلسوفا. يرى أن سعادة الإنسان في إيمانه أولا وإتخاذ التفلسف منهجا لحياته. ويشكل إدراك الإنسان لنقصه المعرفي وجهله بداية طريق التفلسف الحياة السعيدة. ليس نقص اليقين مرضا وإنما النفور من التفكير وكراهيته والقفز إلى النتائج يعد من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية، ولا يمكن أن نشفى في هذه الأمراض إلا بالتفلسف والإيمان، ويقترح الحوار الفلسفي دينا عالميا.




سقراط.. وجود هذا الكون يجب أن يعزى إلى علة عاقلة!! وليس إلى الصدفة..

وكانت من وراء هذه الطريقة فلسفة مراوغة تجريبية تجري على غير نظام، ولكنها فلسفة بلغ من جديتها أو حقيقتها أن ضحى الرجل بحياته من أجلها.

ولم يكن سقراط مباشراً في نهيه عما يراه سلباً متفشياً بين الناس، وعلى سبيل المثال فإنه كان ينهى اصدقاءه ومريديه عن معاقرة الخمر بطريقة هي كالتالي: يقول: «اذا ما سئلت عن الشراب، لقلت ان الخمر ترطب النفس، وتسكن الأحزان، ولكني أظن أن أجسام الناس، كأجسام النبات، وان الله اذا غمر النبات بالماء ليرتوي منه، لم يقو على الوقوف معتدلاً، ولم يمكن النسيم من أن يسري من خلاله، ولكنه ـ أي النبات ـ اذا لم يشرب الا بالقدر الذي يكفيه نما واستوى على سوقه، وأثمر أجمل الثمار وألذها.. وهكذا هو الانسان في علاقته بشرب الخمر».

* ولم يكن سقراط يؤمن بالهة الإغريق المتعددة، ولا ما لها من سلطان على تسيير حياة الناس.. وكان يضرب عن الكون أمثلة دالة على التناسق المدهش والعجيب لمفردات الخلق المرسومة رسماً مما لا يصح معه أن يعزى وجود هذا الكون الى الصدفة المحضة أو الى علة غير عاقلة.. وقد استفاض علماء الاسلام بهذا التعريف المنبثق عن الفطرة السليمة للانسان في التوجه الى الخالق عز وجل، فهو سبحانه الذي أبدع هذا الكون، ولا مبدع سواه.. وكان رأي سقراط هذا في الآلهة أحد الأسباب التي أدت الى الحكم عليه بالاعدام باعتباره أفسد عقول الشباب، وحال بينهم وبين الايمان بالهة الاغريق، وجعلهم يفكرون بخالق أكبر بكثير من آلهتهم التي وجه اليها الكثير من النقد الدال على سخفها، وفساد عقيدة الايمان بها، وأخذ يدعو الى الايمان بإله يليق بخلق هذا الكون المدهش والعجيب.

***



وقد آمن سقراط بإله واحد، وكان هذا إيمانه الخاص به، وكان يدرك أن طبيعة هذا الكون قد أمدت الانسان المفكر بشريعة أخلاقية أبدية، لا يمكن أن تقوم على دين ضعيف كالذي كانت تؤمن به أثينا. ويؤمن سقراط كذلك أن إدارة الدولة تحتاج الى افكار عظيمة والى عقول مفكرة اذ كيف يمكن انقاذ مجتمع أو جعله قوياً بدون أن يتولى قيادة هذا المجتمع أحكم رجاله وأعقلهم!!

للكاتب/المؤلف : .
دار النشر : المركز القومي للترجمة .
سنة النشر : 2004م / 1425هـ .
عدد مرات التحميل : 103977 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الثلاثاء , 3 يوليو 2018م.
حجم الكتاب عند التحميل : 5 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:


فكر وثقافة
كتب ثقافية متنوعة pdf
كتب ثقافية علمية
كتب فكرية اسلامية pdf
تحميل كتب بصيغة pdf
كتب فكرية مهمة
كتب معلومات عامة pdf
كتب ثقافية ينصح بقراءتها
كتب فكرية ينصح بها
 كتب ثقافية متنوعة pdf
كتب معلومات عامة pdf
تحميل كتب بصيغة pdf
تحميل كتب ثقافية فكرية
كتب فكرية اسلامية pdf
كتب فكرية مهمة
كتاب العبقرية
كتب ثقافية ينصح بقراءتها
كتاب معنى الحياة
 ثقافة
انواع الثقافه

سقراط 

تأليف:  جورج رديبوش (تأليف) أحمد الأنصاري (ترجمة) حسن حنفي 

الناشر : المركز القومي للترجمة بواسطة دار آفاق للنشر والتوزيع 


نبذة عن الكتاب :

يعرض الكتاب للسؤال التقليدي حول مدي صحة الصورة التي رسمها أفلاطون ويقدم حلا لإشكالية الصراع بين العلمانية والدين. 
يشابه بين آراء سقراط الأخلاقية والدينية عن علاقة الإنسان بالله وبالآخرين وتلك الأفكار التي وردت في الكتابات البوذية والكونفشيوسية والكتاب المقدس والقرآن الكريم . فكان سقراط نبيا وفيلسوفا. يري أن سعادة الإنسان في إيمانه اولا واتخاذ التفلسف منهجا لحياته . ويشكل إدراك الإنسان لنقصه المعرفي وجهله بداية طريق التفاف الحياة السعيدة. ليس نقض اليقين مرضا وإنما النفور من التفكير وكراهيته والقفز إلي النتائج يٌعد من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية ، ولا يمكن أن نشفي في هذه الأمراض التي تواجه البشرية إلا بالتفلسف والإيمان . ويقترح الحوار الفلسفي دينا عالميا .

نبذة عامة :

سقراط (باللاتينية: Socrates) (باليونانية: Σωκράτης) فيلسوف وحكيم يوناني (469 ق.م - 399 ق.م) [5] فيلسوف يوناني كلاسيكي.يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، لم يترك سقراط كتابات وجل ما نعرفه عنه مستقى من خلال روايات تلامذته عنه. ومن بين ما تبقى لنا من العصور القديمة، تعتبر حوارات "أفلاطون" من أكثر الروايات شموليةً وإلمامًا بشخصية "سقراط".[6] بحسب وصف شخصية "سقراط" كما ورد في حوارات "أفلاطون"، فقد أصبح "سقراط" مشهورًا بإسهاماته في مجال علم الأخلاق. وإليه تنسب مفاهيم السخرية السقراطية والمنهج السقراطي (أو المعروف باسم Elenchus) . ولا يزال المنهج الأخير مستخدمًا في مجال واسع من النقاشات كما أنه نوع من البيداغوجيا (علم التربية) التي بحسبها تطرح مجموعة من الأسئلة ليس بهدف الحصول على إجابات فردية فحسب، وإنما كوسيلة لتشجيع الفهم العميق للموضوع المطروح. إن "سقراط" الذي وصفه أفلاطون هو من قام بإسهامات مهمة وخالدة لمجالات المعرفة والمنطق وقد ظل تأثير أفكاره وأسلوبه قويًا حيث صارت أساسًا للكثير من أعمال الفلسفة الغربية التي جاءت بعد ذلك.

وبكلمات أحد المعلقين المعاصرين، فإن أفلاطون المثالي قدم "مثلا أعلى، جهبذًا في الفلسفة. قديسًا، نبيًا "للشمس-الإله"، ومدرسًا أُدين بالهرطقة بسبب تعالميه". ومع ذلك، فإن "سقراط" الحقيقي مثله مثل العديد من قدامى الفلاسفة، يظل في أفضل الظروف لغزًا وفي أسوأها شخصية غير معروفة.

يعرض الكتاب للسؤال التقليدي حول مدى صحة الصورة التي رسمها أفلاطون ويقدم حلا لإشكالية الصراع بين العلمانية والدين. يشابه بين آراء سقراط الأخلاقية والدينية عن علاقة الإنسان بالله وبالآخرين وتلك الأفكار التي وردت في الكتابات البوذية والكونفوشيوسية والكتاب المقدس والقرآن الكريم. فكان سقراط نبيا وفيلسوفا. يرى أن سعادة الإنسان في إيمانه أولا وإتخاذ التفلسف منهجا لحياته. ويشكل إدراك الإنسان لنقصه المعرفي وجهله بداية طريق التفلسف الحياة السعيدة. ليس نقص اليقين مرضا وإنما النفور من التفكير وكراهيته والقفز إلى النتائج يعد من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية، ولا يمكن أن نشفى في هذه الأمراض إلا بالتفلسف والإيمان، ويقترح الحوار الفلسفي دينا عالميا.


سقراط.. وجود هذا الكون يجب أن يعزى إلى علة عاقلة!! وليس إلى الصدفة..
شيخ الفلاسفة: من السخف أن نختار حكامنا بالقرعة الديمقراطية (3 ـ 3)
* من خلال آراء سقراط الفلسفية التي تناقلتها الأجيال عن تلامذته أخذت الفلسفة مكانتها الرفيعة، وكان أقوى أسباب تأثير سقراط في معظم فلاسفة القرون ـ منذ عصره وحتى أيامنا هذه ـ هو تلك الأمثلة التي كان يضربها بحياته وممارساته الأخلاقية حتى أصبح في التاريخ الانساني شهيداً من أجل استتباب الحق، وقديسا في ممارساته العملية.. فغدا كل جيل يبحث عن مثل عليا للحياة البسيطة والتفكير الجريء، يرجع الى ذكرى سقراط، باعتباره أبرز النماذج الدالة على القيم النبيلة والأخلاق السامية.

*** ولأن والدته كانت ولادة، فما كان ينفك عن اطلاق الفكاهات على نفسه فيقول: «اني أواصل حرفة أمي، فهي كانت تساعد على ولادة البشر، وأنا أساعد على ولادة الأفكار».

وكان سقراط كما قال عنه اكسانوفون: «بلغ من انصافه أنه لم يتظلم انساناً في أتفه الأمور، وبلغ من عدالته أنه لم يفضل في وقت من الأوقات اللذة عن الفضيلة، وبلغ من حكمته أنه لم يخطئ قط في تمييز الخبيث من الطيب، ومن قدرته على تبين أخلاق الناس وحثهم على اتباع الفضيلة والشرف».

وقد عبر أفلاطون عن هذه المعاني ببساطة حيث قال عن استاذه: «كان بحق أعقل، وأعدل، وأحسن من عرفت من الناس في حياتي كلها». كان سقراط يحب الرفقة الطيبة، وكان يلبي دعوات الأثرياء ليحل ضيفاً على ولائمهم بين الحين والآخر، ولكنه لم يخضع لهم أو ينحن امتثالاً لأوامرهم.. وكان يرفض هدايا الكبراء والملوك لأنه اختار العيش السعيد لحياته دون معونتهم.

وكان يصحو مبكراً ليتجول في الأسواق العامة وساحات الملاعب ومدارسها، كما كان يقصد حوانيت الصناع بهدف مجادلة أي انسان يتوسم فيه الذكاء الحافز، أو الغباء المسلي.. وقد أشرنا الى طريقته التي كان يتبعها في تلك المجادلات، فهي سهلة خالية من التعقيد، حيث كان يطلب الى من يحدثه أن يُعرف فكرة عامة شاملة، ثم يأخذ بالبحث عن هذا التعريف ليكشف عما فيه من نقص وتناقض أو سخف وبطلان، ثم يستدرج محدثه بأسئلته المتعاقبة الى تعريف أتم وأصح، لا يقوله هو أبداً، وانما يستدرج الذي يحاوره لأن يمحص ذلك التعريف الذي بدأ به لكي يتوصل الى ما اشتمل عليه من نقائص ثم يعمل على تلافيها.

وكان سقراط ينتقل ـ احياناً ـ الى فكرة عامة أو عرض فكرة أخرى جديدة وذلك بالبحث في سلسلة طويلة من الحالات المفردة الخاصة مكنته من أن يدخل قدراً من طريقة الاستقراء في المنطق اليوناني، وكان في بعض الأحيان يكشف بطريقة التهكم السقراطي المشهور عن النتائج المضحكة السخيفة التي تترتب على التعريف أو الرأي الذي يريد ان يهدمه.

وكانت من وراء هذه الطريقة فلسفة مراوغة تجريبية تجري على غير نظام، ولكنها فلسفة بلغ من جديتها أو حقيقتها أن ضحى الرجل بحياته من أجلها.

ولم يكن سقراط مباشراً في نهيه عما يراه سلباً متفشياً بين الناس، وعلى سبيل المثال فإنه كان ينهى اصدقاءه ومريديه عن معاقرة الخمر بطريقة هي كالتالي: يقول: «اذا ما سئلت عن الشراب، لقلت ان الخمر ترطب النفس، وتسكن الأحزان، ولكني أظن أن أجسام الناس، كأجسام النبات، وان الله اذا غمر النبات بالماء ليرتوي منه، لم يقو على الوقوف معتدلاً، ولم يمكن النسيم من أن يسري من خلاله، ولكنه ـ أي النبات ـ اذا لم يشرب الا بالقدر الذي يكفيه نما واستوى على سوقه، وأثمر أجمل الثمار وألذها.. وهكذا هو الانسان في علاقته بشرب الخمر».

* ولم يكن سقراط يؤمن بالهة الإغريق المتعددة، ولا ما لها من سلطان على تسيير حياة الناس.. وكان يضرب عن الكون أمثلة دالة على التناسق المدهش والعجيب لمفردات الخلق المرسومة رسماً مما لا يصح معه أن يعزى وجود هذا الكون الى الصدفة المحضة أو الى علة غير عاقلة.. وقد استفاض علماء الاسلام بهذا التعريف المنبثق عن الفطرة السليمة للانسان في التوجه الى الخالق عز وجل، فهو سبحانه الذي أبدع هذا الكون، ولا مبدع سواه.. وكان رأي سقراط هذا في الآلهة أحد الأسباب التي أدت الى الحكم عليه بالاعدام باعتباره أفسد عقول الشباب، وحال بينهم وبين الايمان بالهة الاغريق، وجعلهم يفكرون بخالق أكبر بكثير من آلهتهم التي وجه اليها الكثير من النقد الدال على سخفها، وفساد عقيدة الايمان بها، وأخذ يدعو الى الايمان بإله يليق بخلق هذا الكون المدهش والعجيب.

***

* وعندما يتجه سقراط الى البحث في قضايا الناس، وكيف يعيشون على الأرض بعد أن مهد لهم التفكير في البحث في ما وراء الطبيعة، فإنه يشدد على نخبوية الحكم، وألا يترك سدى لمن لا قدرة لهم ولا معرفة بخصائصه، فكان يقول بهذا الصدد: «اذا كانت المعرفة هي اسمى الفضائل، فإن الارستقراطية هي الأصلح لقيادة دفة أمور الحكم لأن الديمقراطية عبارة عن سخف وعبث».

ومن السخف والعبث أن يتم اختيار الحكام بالقرعة، لأن الاقتراع لا يصلح سبيلاً لتقدير كفاية مرشد السفن أو الطبيب أو النجار أو الحداد أو الزارع، وغير هؤلاء من أصحاب الحرف الأخرى.. كذلك يجب ألا يختار موظفو الدولة على أساس جاههم وثرائهم، ذلك أن الاستبداد وسلطان المال، لا يقل شرهما عن شر الديمقراطية.. وليس من سبيل لتأسيس نظام حكم عادل سوى اللجوء الى الوسط الارستقراطي الذي تقتصر فيه المناصب على الذين تؤهلهم لها عقولهم، والذين يدربون على القيام بما تتطلبه من الواجبات.

* هذه الأطروحات وغيرها هي التي دفعت أثينا الى الحكم على سقراط بالموت متهمة إياه بالفساد الخلقي، ومسبباً للقلق والاضطراب في أوساط شباب أثينا.

كان يمكن لسقراط أن يزيح عن نفسه كأس سم الموت وألا يتجرعه، لو أنه حاول استعادة الدين القديم الذي يؤمن بتعدد الآلهة، ولو أنه دعا الشباب المتحرر الى تقديم الاضاحي الى آلهة آبائهم، لكنه لم يفعل ذلك إيماناً منه بأن تلك سياسة انتحارية، لا يُرتجى منها أمل.. انها مجرد تقهقر الى الوراء.

وقد آمن سقراط بإله واحد، وكان هذا إيمانه الخاص به، وكان يدرك أن طبيعة هذا الكون قد أمدت الانسان المفكر بشريعة أخلاقية أبدية، لا يمكن أن تقوم على دين ضعيف كالذي كانت تؤمن به أثينا. ويؤمن سقراط كذلك أن إدارة الدولة تحتاج الى افكار عظيمة والى عقول مفكرة اذ كيف يمكن انقاذ مجتمع أو جعله قوياً بدون أن يتولى قيادة هذا المجتمع أحكم رجاله وأعقلهم!! وهكذا نجد أن ظهور سقراط ودعواته المتكررة الى اصلاح الفساد والفوضى في المجتمع والدولة، قد جاء في زمن استدعت فيه الحاجة الى تكميم أفواه من ينقدون ويعترضون على سياسة الحكومة الأثينية آنذاك.. فكان سقراط أول شهيد لفلسفة حقوق الانسان وضرورة حرية الأفكار، فحكم عليه بشرب السم، وعندما جاءه اصدقاؤه الى السجن وعرضوا عليه مهرباً سهلاً، رفض ذلك بشدة، لأنه سيموت من أجل تدعيم مبادئه.. وقال لأصدقائه الذين تفطرت قلوبهم حزناً على استاذهم: «افرحوا، وقولوا انكم توارون في التراب جسدي فقط».. لقد اقتربت ساعة غروب الشمس، وخرج السجان الذي وقف بجانب سقراط مخاطباً اياه قائلاً:

«يا سقراط!! يا أنبل وألطف وأفضل من جاءوا الى هذا المكان، سوف لا اتهم أو استذنب شعور الرجال الآخرين الذين يثورون ويغضبون ويسبون ويشتمون عندما أقدم لهم السم وأطلب منهم أن يشربوه اطاعة لأوامر السلطة.. وأنا على يقين يا سقراط بأنك سوف لا تغضب مني، لأنني لست المذنب كما تعرف، والجرم يقع على الآخرين.. فيا سقراط استودعك، وأرجو أن تتحمل ما تستدعيه الحاجة، فأنت تعرف مأموريتي».

وعندما طلب سقراط من سجانه أن يأتي له بشراب السم قال كريتو ـ احد تلامذته ـ: «إن الشمس لا تزال فوق أعلى الهضاب، والمحكومون دائماً يتجرعون السم في أوقات متأخرة». فأجابه سقراط:

«إن تأخري في شرب السم لن يجديني نفعاً، لأنني بذلك أضحك على نفسي».. ثم أمر الخادم الذي يحمل شراب السم أن يعطيه اياه، وعندما حمل الوعاء المحتوي على السم بين يديه، التفت سقراط الى السجان وقال له:

«يا صديقي هل لك أن تدلني كيف أفعل، وكيف أُحسن الطريقة المثلى في تناوله؟».

أجابه السجان:

«عليك أن تمشي فقط الى أن تشعر بثقل قدميك فتستلقي، بعد هذا سيسري السم في جسدك».

وفي الوقت ذاته قدم الكأس الى سقراط الذي تناوله بألطف طريقة بدون وجل أو تغير في لونه أو قسمات وجهه ناظراً الى السجان بملء عينيه، ورفع الكأس الى شفتيه في هدوء تام وابتهاج.

يصف افلاطون تلك اللحظات الحاسمة قائلاً: «لقد تمالكنا نحن تلامذة سقراط شعورنا، ولكن عندما شاهدناه يشرب السم لم نعد نقدر على تمالك شعورنا فانهمرت دموعنا في الوقت الذي احتفظ سقراط وحده بهدوئه ورباطة جأشه، ولما أخذنا نجهش بالبكاء، وبعضنا قد انتابته نوبة من العويل والانتحاب، التفت الينا سقراط وقال:

«ما هذا الصخب؟! لقد أبعدت النساء عن هذا المكان كي لا أشعر بالاهانة بمثل هذه الطريقة عند وداعي إياكم!! اهدأوا، واصبروا».

وعندما سمعنا ذلك منه خجلنا من أنفسنا، وحبسنا دموعنا، واستمر هو في المشي هنا وهناك، الى أن بدأت ساقاه تخونانه، ولا تقوىان على حمله!!.. فاستلقى على ظهره.

فقال لنا السجان:

«ان جسمه قد اصبح بارداً وجامداً، وسيودع الحياة عندما يصل السم الى قلبه!!» وبينما كان سقراط ممدداً، سمعناه يقول:

«أنا مدين بديك الى هذا السجان، أرجو أن تدفعوا له هذا الدين!!» فقال كريتو: سأدفع لسجانك ثمن الديك.. فهل من شيء آخر تأمرنا بتنفيذه؟! لكن سقراط قد ختم حياته بهذه الجملة التي اصبحت رمزاً على تواضع العلماء اذ قال:

«سأموت.. وإني اعرف أني لا أعرف شيئاً!!» هكذا كانت نهاية صديقنا الذي اسميه بحق ـ والكلام لأفلاطون ـ احكم واعدل وافضل جميع الرجال الذين عرفتهم في حياتي».

ثقافه زوجيه خاصه
ثقافه علميه
ثقافه دينيه
ثقافه عاطفيه
ثقافه زوجيه جريئه
ثقافه عامه
الثقافه العامه
مفهوم الفكر في الفلسفة
تعريف الفكر لغة واصطلاحا
معنى الفكر
ما هو الفكر
مكتبة فكر
انواع الفكر
الفرق بين الفكر والتفكير
تعريف الفكر الاسلامي



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل سقراط عقول عظيمة



كتب اخرى في فكر وثقافة

مستوى الاحتراق النفسي لدى مربي الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة PDF

قراءة و تحميل كتاب مستوى الاحتراق النفسي لدى مربي الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة PDF مجانا

لغة الخلق الظاهرة الحيوية وموقع الإنسان منها PDF

قراءة و تحميل كتاب لغة الخلق الظاهرة الحيوية وموقع الإنسان منها PDF مجانا

مدي تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة علي التدريب الأمني في الشرطة العسكرية الخاصة للقوات البرية PDF

قراءة و تحميل كتاب مدي تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة علي التدريب الأمني في الشرطة العسكرية الخاصة للقوات البرية PDF مجانا

محاكمة سقراط PDF

قراءة و تحميل كتاب محاكمة سقراط PDF مجانا

التسويق الأخضر توجه العالم في القرن الحادي والعشرون PDF

قراءة و تحميل كتاب التسويق الأخضر توجه العالم في القرن الحادي والعشرون PDF مجانا

أثر التسويق الأخضر على سلوك المستهلكين نحو المنتج الأخضر PDF

قراءة و تحميل كتاب أثر التسويق الأخضر على سلوك المستهلكين نحو المنتج الأخضر PDF مجانا

التسویق الاخضر ودوره في تحقیق الاهداف الاستراتیجیة للتسویق PDF

قراءة و تحميل كتاب التسویق الاخضر ودوره في تحقیق الاهداف الاستراتیجیة للتسویق PDF مجانا

التسويق الأخضر كاتجاه حديث لمنظمات الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة PDF

قراءة و تحميل كتاب التسويق الأخضر كاتجاه حديث لمنظمات الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة PDF مجانا

المزيد من فكر وثقافة في مكتبة فكر وثقافة , المزيد من كتب متنوعة في مكتبة كتب متنوعة , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب الجغرافيا والرحلات في مكتبة كتب الجغرافيا والرحلات , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب السير و المذكرات في مكتبة كتب السير و المذكرات , المزيد من كتب السياسة الشرعية في مكتبة كتب السياسة الشرعية , المزيد من كتب الأنساب في مكتبة كتب الأنساب , المزيد من كتب الادب والتراث في مكتبة كتب الادب والتراث
عرض كل الكتب والموسوعات العامة ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..