بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى{فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون}النحل:43)
الفصل الأول
أركان الإيمان
الإيمان بالله
محتويات ١ ما معنى الإيمان بالله ٢ الإيمان بالغيب ٣ التوحيد وأقسامه ٤ شروط التوحيد ٥ المراجع ما معنى الإيمان بالله إنّ الإيمان بالله سبحانه وتعالى يكون بالاعتقاد، والقول، والعمل، وهو يعني أن يعتقد المسلم بالله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم - بقلبه، وأن يعتقد بكلّ ما جاء بالشرع اعتقاداً جازماً لا شكّ فيه، ولا ريبة، ومن ثمّ اتباع هذا الاعتقاد بعمل جوارحه، وذلك حتّى يكون باطنه مطابقاً لظاهره، قال سبحانه وتعالى:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ "، الحجرات/15. واعتقاد المسلم الجازم يكون في الأمور الغيبيّة، لأنّ الإيمان بالغيب هو ما يتفاضل به النّاس، ويتفاوتون بحسبه، وإيمان المسلم يزيد بطاعات المسلم، وينقص بطاعاتهم، قال سبحانه وتعالى:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ "، الأنفال/2-5. والإيمان بالله سبحانه وتعالى له شعب كثيرة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:" الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ
...............