كتاب آداب الزفاف في السنة المطهرة، للشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني، من الكتب الهامة في موضوعه، فإن للزواج والدخول على الزوجة آدابا في الإسلام، قد ذهل عنها أو جهلها أكثر الناس، حتى المتعبدين منهم. فأراد الشيخ الألباني رحمه الله، التذكير بهذه الآداب، من خلال رسالة جمع فيها ما ثبت منها في السنة المحمدية.
وتزداد الحاجة إلى مثل هذه المؤلفات، في ظل انتشار الدعوة إلى تعليم الثقافة الجنسية، دون التزام بضوابط من شرع أو قواعد من دين وأخلاق، مع ما تتضمنه هذه الثقافة التي يراد لها أن تنتشر بين شبابنا وفتياتنا من ممارسات شاذة وانحرافات(1)، لذلك كان نشر الوعي بالمؤلفات التي تتناول هذه القضايا من منظور شرعي من الأهمية بمكان.
وفيما يلي جملة من آداب الزفاف التي ذكرها الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه :
ملاطفة الزوجة عند البناء بها:
يستحب له إذا دخل على زوجته أن يلاطفها، كأن يقدم إليها شيئا من الشراب ونحوه. وأن يضع يده على مقدمة رأسها عند البناء بها أو قبل ذلك، وأن يسمي الله تبارك وتعالى ويدعو بالبركة.
صلاة الزوجين معا:
ويستحب لهما أن يصليا ركعتين معا؛ لأنه منقول عن السلف.
ما يقول حين يجامعها:
وينبغي أن يقول حين يأتي أهله: "بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا". قال صلى الله عليه وسلم: "فإن قضى الله بينما ولدا لم يضره الشيطان أبدا" (أخرجه البخاري).
كيف يأتيها:
ويجوز له أن يأتيها في قبلها، من أي جهة شاء من خلفها أو من أمامها لقول الله تبارك وتعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}سورة البقرة، أي: كيف شئتم مقبلة ومدبرة، فعن جابر رضي الله عنه قال: "كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول! فنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج] "(رواه البخاري).
ويحرم عليه أن يأتيها في دبرها، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! هلكت. قال: "وما الذي أهلكك؟ " قال: حولت رحلي الليلة، فلم يرد عليه شيئا فأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}البقرة 223، يقول: "أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة" (رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني).
الوضوء بين الجماعين:
وإذا أتاها في المحل المشروع، ثم أراد أن يعود إليها توضأ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما"(رواه الترمذي، وصححه الألباني) وفي رواية: "وضوءه للصلاة فإنه أنشط في العود"، لكن الغسل أفضل من الوضوء لحديث أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم: " طاف ذات يوم على نسائه يغتسل عند هذه، وعند هذه قال: فقلت له: يا رسول الله! ألا تجعله. غسلا واحدا؟ قال: "هذا أزكى وأطيب وأطهر" (رواه أبو داود والنسائي، وابن ماجه وحسنه الألباني)، ويجوز لهما أن يغتسلا معا في مكان واحد، ولو رأى منه ورأت منه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كنت اغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد [تختلف أيدينا فيه] فيبادرني حتى أقول: دع لي دع لي قالت: وهما جنبان"(رواه البخاري ومسلم).
تحريم إتيان الحائض:
ويحرم عليه أن يأتيها في حيضها، لقوله تبارك وتعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ، فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}(البقرة 122).
من غلبته نفسه فأتى الحائض قبل أن تطهر من حيضها، فكفارته أن يتصدق بنصف جنيه ذهب إنكليزي تقريبا أو ربعها لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "في الذي يأتي امرأته وهي حائض قال: "يتصدق بدينار أو نصف دينار" (أخرجه أصحاب "السنن، وصححه الألباني)، ويجوز له أن يتمتع بما دون الفرج من الحائض، لقوله صلى الله عليه وسلم: "اصنعوا كل شيء إلا النكاح" (رواه مسلم).
فإذا طهرت من حيضها وانقطع الدم عنها جاز له وطؤها بعد أن تغسل موضع الدم منها فقط أو تتوضأ أو تغتسل أي ذلك فعلت جاز له إتيانها.
جواز العزل:
ويجوز له أن يعزل عنها ماءه، عن جابر رضي الله عنه قال: "كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا"(رواه البخاري). ولكن تركه أولى؛ لأن فيه إدخال ضرر على المرأة؛ لما فيه من تفويت لذتها فإن وافقت عليه، فإنه يفوت بعض مقاصد النكاح وهو تكثير نسل أمة نبينا صلى الله عليه وسلم.
ما يفعل صبيحة بنائه:
ويستحب له صبيحة بنائه بأهله أن يأتي أقاربه الذين أتوه في داره، ويسلم عليهم ويدعو لهم، وأن يقابلوه بالمثل لحديث أنس رضي الله عنه قال: " أوْلَمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ بنَى بزينبَ بنتِ جحْشٍ ، فأشْبَعَ الناسَ خُبْزًا ولحْمًا، ثم خرجَ إلى حُجَرِ أمَّهَاتِ المؤمنينَ، كمَا كانَ يصْنَعُ صبِيْحَةَ بنائِهِ، فيُسَلِّمُ عليهنَّ ويُسَلمنَ عليهِ، ويدعُو لهنَّ ويدْعُونَ لهُ"(رواه البخاري).
تحريم نشر أسرار الاستمتاع:
ويحرم على كل منهما أن ينشر الأسرار المتعلقة بالوقاع، فعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود فقال: "لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها؟ " فأرم (سكت) القوم فقلت: إي والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون. قال: "فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون" (رواه أحمد، وحسنه الألباني).
هذه أبرز الآداب التي ذكرها الشيخ الألباني لمن أراد الزفاف، والكتاب يحوي غيرها، لذلك كان من الضروري لمن هو مقبل على الزواج قراءته والاطلاع عليه.
قراءة و تحميل كتاب الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الميراث العادل في الإسلام بين المواريث القديمة والحديثة ومقارنتها مع الشرائع الأخرى PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب السيف الصقيل في الرد على شبهات اليهود المسيحيين حول الإسلام وهو رد على الرسالة المسيحية المسماة بالبرهان الجليل على صحة التوراة والإنجيل PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب موقف النبي صلى الله عليه وسلم من الديانات الثلاث الوثنية-النصرانية-اليهودية PDF مجانا