كتاب مذكرات أحمد بايالكتب والموسوعات العامة

كتاب مذكرات أحمد باي

هو أحمد بن محمد الشريف بن أحمد القلي (1786-1850), تولى أبوه منصب خليفة على عهد الباي حسن، أما جده فهو أحمد القلي الذي حكم بايلك الشرق لمدة 16 سنة، أما أمه فتدعى الحاجّة الشريفة جزائرية الأصل، من عائلة ابن قانة أحد أكبر مشائخ عرب الصحراء مالا وجاها، ويظن البعض أنه تركي الأصل لذلك يصنف أحمد باي كرغليا لكن هذا غير مأكد حاليا. المولد والنشأة ولد حوالي عام 1786 بقسنطينة تربى يتيم الأب، (يكنَّى) باسم أمه، فيقال له الحاج أحمد بن الحاجة الشريفة. بعد أن مات والده مخنوقًا وهو في سنّ مبكرة، وكان لزامًا على أمه أن تفر به من قسنطينة إلى الصحراء خوفًا من أن يلقى نفس المصير الذي لقيه أبوه. وجد أحمد باي الرعاية من طرف أخواله في الزيبان، حفظ أحمد باي القرآن وتعلم قواعد اللغة العربية، فشب على ركوب الخيل، وتدرب على فنون القتال. ازداد حبه للدين وهو ما بدا في بعض ما نسب إليه من كتابات وقصائد شعرية، سيما بعد أدائه فريضة الحج وهو في الثانية عشرة من عمره - ومنذ ذاك أصبح يلقب بالحاج أحمد - ثم مكوثه بمصر مدة من الزمن والاكيد انه كرغلي الاصل وهذا فيم بعد جعله السبب الرئيسي في عدم اتحاده مع الأمير عبد القادر. توليه المناصب الإدارية باي قسنطينة ييتقبل السفراء تولى منصب قائد قبائل العواسي - والعواسي كلمة تطلق على القبائل التي كانت تقطن منطقة عين البيضاء[؟] وما جاورها - أما رتبة قائد فهي وظيفة حكومية لا تسند إلاّ للذين يحظون بثقة من الشخصيات المرموقة في المجتمع، ويخوّل له هذا المنصب لأن يضطلع برتبة أكبر ضابط في القصر، يتولى مهمة رقابة الجزء الشرفي لإقليم قسنطينة، وله حق الإشراف على قوة عسكرية قوامها 300 فارس بمساعدة أربعة مساعدين يعينهم الباي وهم الشاوش والخوجة والمكحالجي والسراج. وبعد تخليه عن هذا المنصب لمدة من الزمن، استدعاه نعمان باي وعيّنه مرة أخرى قائدًا للعواسي لخبرته في الميدان. ولما زار أحمد باي مصر، اجتمع بمحمد علي[؟] حاكم مصر ووقف على منجزاته، خاصة في جانبها العسكري وتعرف على أبنائه إبراهيم باشا[؟] وطوسون وعباس. ترقى الحاج أحمد إلى منصب خليفة على عهد الباي أحمد المملوك، واستطاع المحافظة على هذا المنصب إلى أن نشب خلاف بينه بين الباي إبراهيم حاكم بايلك الشرق الجزائري ما بين 1820 و1821، مما أدى إلى عزل الحاج أحمد. وخوفا من المكائد والاغتيال غادر قسنطينة في اتجاه الجزائر خاصة وأن إبراهيم هو الذي دبّر لأحمد باي المكيدة واتهمه بتعامله مع باي تونس ضد الجزائر، إلا أن الداي حسين كشف الحقيقة وأمر بقتل إبراهيم باي عام 1821. بينما بقي الحاج أحمد في العاصمة ثم أبعد إلى مليانة ومنها انتقل إلى البليدة حيث عاصر الزلزال الذي خرب المدينة وهدّمها في 2 مارس 1825، لعب أثناءها دورا هاما في عملية الإنقاذ إلى درجة أن أعجب الآغا يحي- قائد الجيش - بخصاله الحميدة ونقل هذا الإعجاب إلى الداي حسين. تعيينه بايا على بايليك الشرق الجزائري بوساطة من الآغا يحي، عينه الداي حسين بايا على بايلك الشرق في عام 1826، حيث شهدت قسنطينة استقرارا كبيرا في عهده ابتداء من توليه منصب الباي إلى غاية عام 1837 تاريخ سقوط قسنطينة. تمكن خلالها من توحيد القبائل الكبيرة والقوية في الإقليم الشرقي عن طريق المصاهرة، فلقد تزوج هو شخصيًا من ابنة الباي بومزراق باي التيطري ومن ابنة الحاج عبد السلام المقراني، كما شجع كثيرا ربط الصلة بين شيوخ القبائل أنفسهم بالمصاهرة. مما جلب إليه أولاد مقرآن (مجانة)، وأولاد عزالدين (زواغة)، وأولاد عاشور(فرجيوة) …إلخ. أثبت الحاج أحمد باي كفاءاته العسكرية والسياسية، وحتى إن كان يؤمن بالتبعية الروحية للباب العالي، إلا أنه لم يفكر في إعلان الاستقلال عنها، وذلك لم يمانعه من الإخلاص لوطنه الجزائر، فلم تثن الظروف التي آل إليها الوضع في الجزائر بعد الاحتلال من عزيمته ولم تنل منه تلك الإغراءات والعروض التي قدمتها له فرنسا قصد استمالته قاد معركة قسنطينة الأولى ومعركة قسنطينة الثانية أكتوبر1837. لقد بقي مخلصا حتى بعد سقوط قسنطينة حيث فضل التنقل بين الصحاري والشعاب والوديان محرضا القبائل على المقاومة إلى أن وهن ساعده وعجز جسده، فسلم نفســه في 5 جوان 1848 فأحيل إلى الإقامة الجبرية في العاصمة. إستراتيجية أحمد باي في المقاومة اعتمد أحمد باي إستراتيجية محكمة، مكنته من تنظيم المقاومة ضد الفرنسيين، فاحاط نفسه برجال ذوي خبرة ونفوذ في الأوساط الشعبية من قبائل وأسر عريقة في تحصين عاصمته قسنطينة. وبناء الخنادق والثكنات، وأمر بتجنيد الرجال للمقاومة من جيش نظامي ثم أعاد تنظيم السلطة فنصب نفسه باشا خلفا للداي حسين، ثم ضرب السكة باسمه وباسم السلطان العثماني، محاولا بذلك توحيد السلطة التشريعة والتنفيذية خدمة للوحدة الوطنية وتمثل ذلك فيمايلي: - حاول الحاج أحمد باي أن يجعل من الشعب الجزائري والسلطان العثماني مرجعا لسلطته حيث انتهج مبدأ استشارة ديوانه المكون من الأعيان والشيوخ، ومراسلة السلطان العثماني واستثارته قبل اتخاذ أي موقف مصيري. سياسة فرنسا في مجابهة أحمد باي انتهجت فرنسا في مجابهتها للحاج أحمد باي سياسة مبنية على المزج بين المناورات الدبلوماسية، والقوة العسكرية وهي اسباب فشل المقاومة. اللجوء إلى التفاوض مع الحاج أحمد باي ومحاولة الافتكاك منه الاعتراف بالسيادة الفرنسية مقابل ابقائه بايا على قسنطينة، وقد تكررت هذه المساومة في عهد كل من الجنرالات دي بورمون، كلوزيل، الدوق روفيقو ودامريمون، إلا أن الباي أصر على رفض تلك العروض. تآمر الجنرال كلوزيل مع باي تونس ضد الحاج أحمد باي. التحالف مع خصوم أحمد باي من أمثال إبراهيم الكريتلي في عنابة، فرحات بن سعيد في الزيبان. تركيز القوات الفرنسية في جبهة واحدة، بعد أن تلقّت ضربات موجعة على يد الأمير عبد القادر، وفشلها في محاولتها الأولى في احتلال قسنطينة في نوفمبر 1836، مما دفعها إلى عقد معاهدة التافنة، لتتفرغ إلى الجهة الشرقية. شنت فرنسا سلسلة من الهجمات على المدن الساحلية لبايلك الشرق منذ 1830 تمكنت خلالها من الاستيلاء على مدينة عنابة سنة 1832 رغم استماتة قوات الحاج أحمد في الدفاع عنها. الاستيلاء على بجاية سنة 1833. احتلال قالمة سنة 1837. قطع المدد على بايلك الشرق من الناحية البحرية والحيلولة دون وصول الذخيرة والأسلحة من السلطان العثماني إلى قسنطينة. شن حملتين عسكريتين أسفرتا على على وقوع معركتين معركة قسنطينة الأولى نوفمبر1836 ومعركة قسنطينة الثانية 1837، وفي هذه الأخيرة شن القائد الفرنسي دامريمون حملة لاحتلال قسنطينة وفيها لقي مصرعه، فخلفه الجنرال فالي على رأس الجيش الفرنسي، لكن عدم تكافؤ القوتين هذه المرة أضعف دفاعات المدينة وأدى إلى سقوطها وفاته بعد أن حوصر في حصن يقع بين بسكرة وجبال الأوراس استسلم بسبب استحالة المقاومة هذه المرة، بقي تحت الإقامة الجبرية إلى أن توفي في ظروف غامضة حيث ترجح إحدى الروايات أنه تم تسميمه عام 1851، ويوجد قبره داخل مقبرة سيدي عبد الرحمان الثعالبي بالجزائر العاصمة. لقد كان الحاج أحمد كرغليا، على حد تعبير المؤرخين الفرنسيين، ولكن المنطق يحتم علينا أن أن نؤكد غير ذلك، أنه جزائري قبل كل شيء: ولد في الجزائر من أب ولد في الجزائر، زد على ذلك فهو ذلك الرجل الذي وهب حياته لهذا الوطن و لا يعرف وطنا سواه.
أحمد باي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مذكرات أحمد باي ❝ الناشرين : ❞ الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب السير و المذكرات التراجم والأعلام - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

وصف الكتاب : هو أحمد بن محمد الشريف بن أحمد القلي (1786-1850), تولى أبوه منصب خليفة على عهد الباي حسن، أما جده فهو أحمد القلي الذي حكم بايلك الشرق لمدة 16 سنة، أما أمه فتدعى الحاجّة الشريفة جزائرية الأصل، من عائلة ابن قانة أحد أكبر مشائخ عرب الصحراء مالا وجاها، ويظن البعض أنه تركي الأصل لذلك يصنف أحمد باي كرغليا لكن هذا غير مأكد حاليا.

المولد والنشأة
ولد حوالي عام 1786 بقسنطينة تربى يتيم الأب، (يكنَّى) باسم أمه، فيقال له الحاج أحمد بن الحاجة الشريفة. بعد أن مات والده مخنوقًا وهو في سنّ مبكرة، وكان لزامًا على أمه أن تفر به من قسنطينة إلى الصحراء خوفًا من أن يلقى نفس المصير الذي لقيه أبوه. وجد أحمد باي الرعاية من طرف أخواله في الزيبان، حفظ أحمد باي القرآن وتعلم قواعد اللغة العربية، فشب على ركوب الخيل، وتدرب على فنون القتال. ازداد حبه للدين وهو ما بدا في بعض ما نسب إليه من كتابات وقصائد شعرية، سيما بعد أدائه فريضة الحج وهو في الثانية عشرة من عمره - ومنذ ذاك أصبح يلقب بالحاج أحمد - ثم مكوثه بمصر مدة من الزمن والاكيد انه كرغلي الاصل وهذا فيم بعد جعله السبب الرئيسي في عدم اتحاده مع الأمير عبد القادر.

توليه المناصب الإدارية

باي قسنطينة ييتقبل السفراء
تولى منصب قائد قبائل العواسي - والعواسي كلمة تطلق على القبائل التي كانت تقطن منطقة عين البيضاء[؟] وما جاورها - أما رتبة قائد فهي وظيفة حكومية لا تسند إلاّ للذين يحظون بثقة من الشخصيات المرموقة في المجتمع، ويخوّل له هذا المنصب لأن يضطلع برتبة أكبر ضابط في القصر، يتولى مهمة رقابة الجزء الشرفي لإقليم قسنطينة، وله حق الإشراف على قوة عسكرية قوامها 300 فارس بمساعدة أربعة مساعدين يعينهم الباي وهم الشاوش والخوجة والمكحالجي والسراج. وبعد تخليه عن هذا المنصب لمدة من الزمن، استدعاه نعمان باي وعيّنه مرة أخرى قائدًا للعواسي لخبرته في الميدان. ولما زار أحمد باي مصر، اجتمع بمحمد علي[؟] حاكم مصر ووقف على منجزاته، خاصة في جانبها العسكري وتعرف على أبنائه إبراهيم باشا[؟] وطوسون وعباس.

ترقى الحاج أحمد إلى منصب خليفة على عهد الباي أحمد المملوك، واستطاع المحافظة على هذا المنصب إلى أن نشب خلاف بينه بين الباي إبراهيم حاكم بايلك الشرق الجزائري ما بين 1820 و1821، مما أدى إلى عزل الحاج أحمد. وخوفا من المكائد والاغتيال غادر قسنطينة في اتجاه الجزائر خاصة وأن إبراهيم هو الذي دبّر لأحمد باي المكيدة واتهمه بتعامله مع باي تونس ضد الجزائر، إلا أن الداي حسين كشف الحقيقة وأمر بقتل إبراهيم باي عام 1821.

بينما بقي الحاج أحمد في العاصمة ثم أبعد إلى مليانة ومنها انتقل إلى البليدة حيث عاصر الزلزال الذي خرب المدينة وهدّمها في 2 مارس 1825، لعب أثناءها دورا هاما في عملية الإنقاذ إلى درجة أن أعجب الآغا يحي- قائد الجيش - بخصاله الحميدة ونقل هذا الإعجاب إلى الداي حسين.

تعيينه بايا على بايليك الشرق الجزائري

بوساطة من الآغا يحي، عينه الداي حسين بايا على بايلك الشرق في عام 1826، حيث شهدت قسنطينة استقرارا كبيرا في عهده ابتداء من توليه منصب الباي إلى غاية عام 1837 تاريخ سقوط قسنطينة. تمكن خلالها من توحيد القبائل الكبيرة والقوية في الإقليم الشرقي عن طريق المصاهرة، فلقد تزوج هو شخصيًا من ابنة الباي بومزراق باي التيطري ومن ابنة الحاج عبد السلام المقراني، كما شجع كثيرا ربط الصلة بين شيوخ القبائل أنفسهم بالمصاهرة. مما جلب إليه أولاد مقرآن (مجانة)، وأولاد عزالدين (زواغة)، وأولاد عاشور(فرجيوة) …إلخ.

أثبت الحاج أحمد باي كفاءاته العسكرية والسياسية، وحتى إن كان يؤمن بالتبعية الروحية للباب العالي، إلا أنه لم يفكر في إعلان الاستقلال عنها، وذلك لم يمانعه من الإخلاص لوطنه الجزائر، فلم تثن الظروف التي آل إليها الوضع في الجزائر بعد الاحتلال من عزيمته ولم تنل منه تلك الإغراءات والعروض التي قدمتها له فرنسا قصد استمالته قاد معركة قسنطينة الأولى ومعركة قسنطينة الثانية أكتوبر1837. لقد بقي مخلصا حتى بعد سقوط قسنطينة حيث فضل التنقل بين الصحاري والشعاب والوديان محرضا القبائل على المقاومة إلى أن وهن ساعده وعجز جسده، فسلم نفســه في 5 جوان 1848 فأحيل إلى الإقامة الجبرية في العاصمة.

إستراتيجية أحمد باي في المقاومة
اعتمد أحمد باي إستراتيجية محكمة، مكنته من تنظيم المقاومة ضد الفرنسيين، فاحاط نفسه برجال ذوي خبرة ونفوذ في الأوساط الشعبية من قبائل وأسر عريقة في تحصين عاصمته قسنطينة. وبناء الخنادق والثكنات، وأمر بتجنيد الرجال للمقاومة من جيش نظامي ثم أعاد تنظيم السلطة فنصب نفسه باشا خلفا للداي حسين، ثم ضرب السكة باسمه وباسم السلطان العثماني، محاولا بذلك توحيد السلطة التشريعة والتنفيذية خدمة للوحدة الوطنية وتمثل ذلك فيمايلي:

- حاول الحاج أحمد باي أن يجعل من الشعب الجزائري والسلطان العثماني مرجعا لسلطته حيث انتهج مبدأ استشارة ديوانه المكون من الأعيان والشيوخ، ومراسلة السلطان العثماني واستثارته قبل اتخاذ أي موقف مصيري.
سياسة فرنسا في مجابهة أحمد باي
انتهجت فرنسا في مجابهتها للحاج أحمد باي سياسة مبنية على المزج بين المناورات الدبلوماسية، والقوة العسكرية وهي اسباب فشل المقاومة.

اللجوء إلى التفاوض مع الحاج أحمد باي ومحاولة الافتكاك منه الاعتراف بالسيادة الفرنسية مقابل ابقائه بايا على قسنطينة، وقد تكررت هذه المساومة في عهد كل من الجنرالات دي بورمون، كلوزيل، الدوق روفيقو ودامريمون، إلا أن الباي أصر على رفض تلك العروض.
تآمر الجنرال كلوزيل مع باي تونس ضد الحاج أحمد باي.
التحالف مع خصوم أحمد باي من أمثال إبراهيم الكريتلي في عنابة، فرحات بن سعيد في الزيبان.
تركيز القوات الفرنسية في جبهة واحدة، بعد أن تلقّت ضربات موجعة على يد الأمير عبد القادر، وفشلها في محاولتها الأولى في احتلال قسنطينة في نوفمبر 1836، مما دفعها إلى عقد معاهدة التافنة، لتتفرغ إلى الجهة الشرقية.
شنت فرنسا سلسلة من الهجمات على المدن الساحلية لبايلك الشرق منذ 1830 تمكنت خلالها من الاستيلاء على مدينة عنابة سنة 1832 رغم استماتة قوات الحاج أحمد في الدفاع عنها.
الاستيلاء على بجاية سنة 1833.
احتلال قالمة سنة 1837.
قطع المدد على بايلك الشرق من الناحية البحرية والحيلولة دون وصول الذخيرة والأسلحة من السلطان العثماني إلى قسنطينة.
شن حملتين عسكريتين أسفرتا على على وقوع معركتين معركة قسنطينة الأولى نوفمبر1836 ومعركة قسنطينة الثانية 1837، وفي هذه الأخيرة شن القائد الفرنسي دامريمون حملة لاحتلال قسنطينة وفيها لقي مصرعه، فخلفه الجنرال فالي على رأس الجيش الفرنسي، لكن عدم تكافؤ القوتين هذه المرة أضعف دفاعات المدينة وأدى إلى سقوطها

وفاته
بعد أن حوصر في حصن يقع بين بسكرة وجبال الأوراس استسلم بسبب استحالة المقاومة هذه المرة، بقي تحت الإقامة الجبرية إلى أن توفي في ظروف غامضة حيث ترجح إحدى الروايات أنه تم تسميمه عام 1851، ويوجد قبره داخل مقبرة سيدي عبد الرحمان الثعالبي بالجزائر العاصمة.


لقد كان الحاج أحمد كرغليا، على حد تعبير المؤرخين الفرنسيين، ولكن المنطق يحتم علينا أن أن نؤكد غير ذلك، أنه جزائري قبل كل شيء: ولد في الجزائر من أب ولد في الجزائر، زد على ذلك فهو ذلك الرجل الذي وهب حياته لهذا الوطن و لا يعرف وطنا سواه.


للكاتب/المؤلف : أحمد باي .
دار النشر : الشركة الوطنية للنشر والتوزيع .
سنة النشر : 1981م / 1401هـ .
عدد مرات التحميل : 55757 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الأحد , 20 مارس 2016م.
حجم الكتاب عند التحميل : 1.8 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

هو أحمد بن محمد الشريف بن أحمد القلي (1786-1850), تولى أبوه منصب خليفة على عهد الباي حسن، أما جده فهو أحمد القلي الذي حكم بايلك الشرق لمدة 16 سنة، أما أمه فتدعى الحاجّة الشريفة جزائرية الأصل، من عائلة ابن قانة أحد أكبر مشائخ عرب الصحراء مالا وجاها، ويظن البعض أنه تركي الأصل لذلك يصنف أحمد باي كرغليا لكن هذا غير مأكد حاليا.

المولد والنشأة
ولد حوالي عام 1786 بقسنطينة تربى يتيم الأب، (يكنَّى) باسم أمه، فيقال له الحاج أحمد بن الحاجة الشريفة. بعد أن مات والده مخنوقًا وهو في سنّ مبكرة، وكان لزامًا على أمه أن تفر به من قسنطينة إلى الصحراء خوفًا من أن يلقى نفس المصير الذي لقيه أبوه. وجد أحمد باي الرعاية من طرف أخواله في الزيبان، حفظ أحمد باي القرآن وتعلم قواعد اللغة العربية، فشب على ركوب الخيل، وتدرب على فنون القتال. ازداد حبه للدين وهو ما بدا في بعض ما نسب إليه من كتابات وقصائد شعرية، سيما بعد أدائه فريضة الحج وهو في الثانية عشرة من عمره - ومنذ ذاك أصبح يلقب بالحاج أحمد - ثم مكوثه بمصر مدة من الزمن والاكيد انه كرغلي الاصل وهذا فيم بعد جعله السبب الرئيسي في عدم اتحاده مع الأمير عبد القادر.

توليه المناصب الإدارية

باي قسنطينة ييتقبل السفراء
تولى منصب قائد قبائل العواسي - والعواسي كلمة تطلق على القبائل التي كانت تقطن منطقة عين البيضاء[؟] وما جاورها - أما رتبة قائد فهي وظيفة حكومية لا تسند إلاّ للذين يحظون بثقة من الشخصيات المرموقة في المجتمع، ويخوّل له هذا المنصب لأن يضطلع برتبة أكبر ضابط في القصر، يتولى مهمة رقابة الجزء الشرفي لإقليم قسنطينة، وله حق الإشراف على قوة عسكرية قوامها 300 فارس بمساعدة أربعة مساعدين يعينهم الباي وهم الشاوش والخوجة والمكحالجي والسراج. وبعد تخليه عن هذا المنصب لمدة من الزمن، استدعاه نعمان باي وعيّنه مرة أخرى قائدًا للعواسي لخبرته في الميدان. ولما زار أحمد باي مصر، اجتمع بمحمد علي[؟] حاكم مصر ووقف على منجزاته، خاصة في جانبها العسكري وتعرف على أبنائه إبراهيم باشا[؟] وطوسون وعباس.

ترقى الحاج أحمد إلى منصب خليفة على عهد الباي أحمد المملوك، واستطاع المحافظة على هذا المنصب إلى أن نشب خلاف بينه بين الباي إبراهيم حاكم بايلك الشرق الجزائري ما بين 1820 و1821، مما أدى إلى عزل الحاج أحمد. وخوفا من المكائد والاغتيال غادر قسنطينة في اتجاه الجزائر خاصة وأن إبراهيم هو الذي دبّر لأحمد باي المكيدة واتهمه بتعامله مع باي تونس ضد الجزائر، إلا أن الداي حسين كشف الحقيقة وأمر بقتل إبراهيم باي عام 1821.

بينما بقي الحاج أحمد في العاصمة ثم أبعد إلى مليانة ومنها انتقل إلى البليدة حيث عاصر الزلزال الذي خرب المدينة وهدّمها في 2 مارس 1825، لعب أثناءها دورا هاما في عملية الإنقاذ إلى درجة أن أعجب الآغا يحي- قائد الجيش - بخصاله الحميدة ونقل هذا الإعجاب إلى الداي حسين.

تعيينه بايا على بايليك الشرق الجزائري

بوساطة من الآغا يحي، عينه الداي حسين بايا على بايلك الشرق في عام 1826، حيث شهدت قسنطينة استقرارا كبيرا في عهده ابتداء من توليه منصب الباي إلى غاية عام 1837 تاريخ سقوط قسنطينة. تمكن خلالها من توحيد القبائل الكبيرة والقوية في الإقليم الشرقي عن طريق المصاهرة، فلقد تزوج هو شخصيًا من ابنة الباي بومزراق باي التيطري ومن ابنة الحاج عبد السلام المقراني، كما شجع كثيرا ربط الصلة بين شيوخ القبائل أنفسهم بالمصاهرة. مما جلب إليه أولاد مقرآن (مجانة)، وأولاد عزالدين (زواغة)، وأولاد عاشور(فرجيوة) …إلخ.

أثبت الحاج أحمد باي كفاءاته العسكرية والسياسية، وحتى إن كان يؤمن بالتبعية الروحية للباب العالي، إلا أنه لم يفكر في إعلان الاستقلال عنها، وذلك لم يمانعه من الإخلاص لوطنه الجزائر، فلم تثن الظروف التي آل إليها الوضع في الجزائر بعد الاحتلال من عزيمته ولم تنل منه تلك الإغراءات والعروض التي قدمتها له فرنسا قصد استمالته قاد معركة قسنطينة الأولى ومعركة قسنطينة الثانية أكتوبر1837. لقد بقي مخلصا حتى بعد سقوط قسنطينة حيث فضل التنقل بين الصحاري والشعاب والوديان محرضا القبائل على المقاومة إلى أن وهن ساعده وعجز جسده، فسلم نفســه في 5 جوان 1848 فأحيل إلى الإقامة الجبرية في العاصمة.

إستراتيجية أحمد باي في المقاومة
اعتمد أحمد باي إستراتيجية محكمة، مكنته من تنظيم المقاومة ضد الفرنسيين، فاحاط نفسه برجال ذوي خبرة ونفوذ في الأوساط الشعبية من قبائل وأسر عريقة في تحصين عاصمته قسنطينة. وبناء الخنادق والثكنات، وأمر بتجنيد الرجال للمقاومة من جيش نظامي ثم أعاد تنظيم السلطة فنصب نفسه باشا خلفا للداي حسين، ثم ضرب السكة باسمه وباسم السلطان العثماني، محاولا بذلك توحيد السلطة التشريعة والتنفيذية خدمة للوحدة الوطنية وتمثل ذلك فيمايلي:

- حاول الحاج أحمد باي أن يجعل من الشعب الجزائري والسلطان العثماني مرجعا لسلطته حيث انتهج مبدأ استشارة ديوانه المكون من الأعيان والشيوخ، ومراسلة السلطان العثماني واستثارته قبل اتخاذ أي موقف مصيري.
سياسة فرنسا في مجابهة أحمد باي
انتهجت فرنسا في مجابهتها للحاج أحمد باي سياسة مبنية على المزج بين المناورات الدبلوماسية، والقوة العسكرية وهي اسباب فشل المقاومة.

اللجوء إلى التفاوض مع الحاج أحمد باي ومحاولة الافتكاك منه الاعتراف بالسيادة الفرنسية مقابل ابقائه بايا على قسنطينة، وقد تكررت هذه المساومة في عهد كل من الجنرالات دي بورمون، كلوزيل، الدوق روفيقو ودامريمون، إلا أن الباي أصر على رفض تلك العروض.
تآمر الجنرال كلوزيل مع باي تونس ضد الحاج أحمد باي.
التحالف مع خصوم أحمد باي من أمثال إبراهيم الكريتلي في عنابة، فرحات بن سعيد في الزيبان.
تركيز القوات الفرنسية في جبهة واحدة، بعد أن تلقّت ضربات موجعة على يد الأمير عبد القادر، وفشلها في محاولتها الأولى في احتلال قسنطينة في نوفمبر 1836، مما دفعها إلى عقد معاهدة التافنة، لتتفرغ إلى الجهة الشرقية.
شنت فرنسا سلسلة من الهجمات على المدن الساحلية لبايلك الشرق منذ 1830 تمكنت خلالها من الاستيلاء على مدينة عنابة سنة 1832 رغم استماتة قوات الحاج أحمد في الدفاع عنها.
الاستيلاء على بجاية سنة 1833.
احتلال قالمة سنة 1837.
قطع المدد على بايلك الشرق من الناحية البحرية والحيلولة دون وصول الذخيرة والأسلحة من السلطان العثماني إلى قسنطينة.
شن حملتين عسكريتين أسفرتا على على وقوع معركتين معركة قسنطينة الأولى نوفمبر1836 ومعركة قسنطينة الثانية 1837، وفي هذه الأخيرة شن القائد الفرنسي دامريمون حملة لاحتلال قسنطينة وفيها لقي مصرعه، فخلفه الجنرال فالي على رأس الجيش الفرنسي، لكن عدم تكافؤ القوتين هذه المرة أضعف دفاعات المدينة وأدى إلى سقوطها

وفاته
بعد أن حوصر في حصن يقع بين بسكرة وجبال الأوراس استسلم بسبب استحالة المقاومة هذه المرة، بقي تحت الإقامة الجبرية إلى أن توفي في ظروف غامضة حيث ترجح إحدى الروايات أنه تم تسميمه عام 1851، ويوجد قبره داخل مقبرة سيدي عبد الرحمان الثعالبي بالجزائر العاصمة.


لقد كان الحاج أحمد كرغليا، على حد تعبير المؤرخين الفرنسيين، ولكن المنطق يحتم علينا أن أن نؤكد غير ذلك، أنه جزائري قبل كل شيء: ولد في الجزائر من أب ولد في الجزائر، زد على ذلك فهو ذلك الرجل الذي وهب حياته لهذا الوطن و لا يعرف وطنا سواه.

مذكرات أحمد باي تاريخ سيرة ذاتيه الجزائر 



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل مذكرات أحمد باي
أحمد باي
أحمد باي
Ahmed Bay
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مذكرات أحمد باي ❝ الناشرين : ❞ الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب السير و المذكرات

المعين في طبقات المحدثين PDF

قراءة و تحميل كتاب المعين في طبقات المحدثين PDF مجانا

قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام وقتله إياه على سياق رواية أبي أمامة PDF

قراءة و تحميل كتاب قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام وقتله إياه على سياق رواية أبي أمامة PDF مجانا

مقامات العلماء بين يدي الخلفاء والأمراء PDF

قراءة و تحميل كتاب مقامات العلماء بين يدي الخلفاء والأمراء PDF مجانا

السيدة الأولى وغيرها PDF

قراءة و تحميل كتاب السيدة الأولى وغيرها PDF مجانا

قصص من الحياة PDF

قراءة و تحميل كتاب قصص من الحياة PDF مجانا

صلاح الدين وإعادة إحياء المذهب السني PDF

قراءة و تحميل كتاب صلاح الدين وإعادة إحياء المذهب السني PDF مجانا

مذكرات السلطان عبد الحميد (ت: حرب) PDF

قراءة و تحميل كتاب مذكرات السلطان عبد الحميد (ت: حرب) PDF مجانا

المصباح المضيء في خلافة المستضيء PDF

قراءة و تحميل كتاب المصباح المضيء في خلافة المستضيء PDF مجانا

المزيد من فكر وثقافة في مكتبة فكر وثقافة , المزيد من كتب متنوعة في مكتبة كتب متنوعة , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب الجغرافيا والرحلات في مكتبة كتب الجغرافيا والرحلات , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب السير و المذكرات في مكتبة كتب السير و المذكرات , المزيد من كتب السياسة الشرعية في مكتبة كتب السياسة الشرعية , المزيد من كتب الأنساب في مكتبة كتب الأنساب , المزيد من كتب الادب والتراث في مكتبة كتب الادب والتراث
عرض كل الكتب والموسوعات العامة ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..