كتاب بدائع المعاني آيات الصيام تدبر وتحليلكتب إسلامية

كتاب بدائع المعاني آيات الصيام تدبر وتحليل

كتاب قصير جميل عن آيات الصيام البيانية واللغوية والشرعية الواردة في نصف سورة البقرة في الآيات (١٨٣-١٨٧). والحق أن فائدته أكثر مما قد تشي به صفحاته القليلة. وفيه عمق لا بأس به في بعض الأحيان، على أن الأغلب هو البساطة المناسبة لكل قارئ وصائم. وأعتقد أن سبب قراءتي له هو بعثرة صفوف اللامبالاة المرتبة المستعدة للوثوب، وتذكيراً بأهمية الصيام ومفاضلته للناس، وشوقاً لشهر رمضان البعيد، قربه الله. وكنت النية أن أقرأه في شهر رمضان، أثناء الصيام، ولكن..تجري الرياح بما قد يُهلك السفنَ. والفوائد فيه كثيرة، وما تعلمت منه أيضاً، وهي مقتبسة فيما يلي علها تذكر ناسياً، أو تحفز صائم، أو تذكرني إن نسيت في مستقبلٍ يطول أو يقصر. ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ ثالثاً: أن ترك الصيام نقصٌ في الإيمان. وثم قاعدةٌ مفيدة، وهي: أنه إذا نودي الإنسان بوصفٍ؛ فإنه يزداد وصفه هذا بحسب زيادته فيما وُجه إليه. فإذا قلت: يا طالب العلم احفظ ما تقرأ؛ فإنك إذا ازددت في الحفظ؛ فإنه يكمل فيك وصف الطلب للعلم، فكذلك الأمر ههنا. فقوله عز وجل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾، فيه مناداةٌ بوصف الإيمان، فإذا صام العبد ازداد إيمانه. ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ وقوله:﴿كَما﴾: الكاف للتشبيه، و(ما) مصدرية؛ أي: ككتابته على الذين من قبلكم، وهذا التشبيه في أصل فرض الصوم لا في الكيفيات، ولهذا التشبيه فوائد، منها: ٢-التخفيف على المكلفين من هذه الأمة، فالصوم عبادة فيها مشقة، والشاق إذا عم سهل تحمله، كما قال ابن القيم رحمه الله، واستشهد عليه بقول الخنساء: ولولا كثرة الباكين حولي.. على إخوانهم لقتلت نفسي.. وما يبكون مثل أخي ولكن.. أعزي النفس عنه بالتَّأَسِّي.. ويؤيده قوله تعالى: ﴿وَلَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنَّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكونَ﴾ ٣- ومن فوائد التشبيه: إثارة العزائم لاستكمال الفضائل، فإذا كانت الأمم الغابرة مكلفة بالصيام، فلا يليق بنا أن نتخلف عنهم، بيد أننا خير أمةٍ أخرجت للناس. ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾... هذه هي الحكمة من فرض الصيام، فقوله (لعل) هنا للتعليل؛ أي كي تتقوا. وههنا قاعدة، وهي: أن (لعل) إذا جاءت بعد الأمر فإنها للتعليل، كقوله تعالى: ﴿وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾ ومن ذلك سيأتي قوله عز وجل: ﴿...فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾، وهذا كثير في القرآن. وذكر بعض المفسرين أن (لعل) في القرآن دائماً للتعليل، وأنها بمعنى (كي)، وهذا ليس على إطلاقه، وإنما يكون إذا جاءت بعد الأمر. ﴿أَيّامًا مَعدوداتٍ فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذينَ يُطيقونَهُ فِديَةٌ طَعامُ مِسكينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَأَن تَصوموا خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ وقوله عز وجل: ﴿أَيّامًا مَعدوداتٍ﴾ نعتٌ لأيام، ومعدودات جمع مؤنث سالم، وجمع المؤنث السالم من جموع القلة، فأفاد قوله: ﴿مَعدوداتٍ﴾ تأكيد قلة الأيام. ﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ ﴿شَهرُ رَمَضانَ﴾ والشهر اسمٌ للمدة من الزمان، وهي ما بين الهلالين، وسمي الشهر بذلك لاشتهاره. وشهر رمضان مذكر، وكل شهرٍ فهو مذكر إلا الجماديين، قال ذلك الفراء. وسمي رمضان بذلك اشتقاقاً من الرمضاء، وهي الحرارة؛ لأن هذا الشهر صادف موسم الحر عند تسميته، كما سمي ربيع لموافقته موسم الربيع، وجمادى؛ لأنه وافق وقت جمود الماء، ورجب لترجيب العرب إياه؛ أي: تعظيمهم له، أو لقطع القتال فيه، وذو القعدة للقعود عن الحرب، الخ، والتسمية عند العرب تكون لأدنى ملابسة، فظهر بذلك أن تسميته برمضان قديمةٌ قبل الإسلام. ﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ ﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ﴾ القرآن: اسمٌ لكلام الله تعالى، وهو علم على الكتاب الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم. والقرآن: مصدر قرأ -بالهمز-، كالغفران والشكران، وهو بمعنى المقروء، كالشراب بمعنى المشروب، والكتاب بمعنى المكتوب. ﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ ثم قال تعالى: ﴿...وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ﴾... أعاد هذه الجملة لئلا يتوهم أنها منسوخة، فالرخصة باقيةٌ للمريض والمسافر، وأما التخيير بين الصوم والفدية فمنسوخ. أصل هذا الكتاب محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ د. عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر، ثم فرغت وأعيدت صياغتها بما يناسب المكتوب، وقد تناول الشيخ في تلك المحاضرة آيات الصيام من سورة البقرة بالتأمل والتدبر والتحليل، وهي خمس آيات.
عبدالمحسن بن عبد العزيز العسكر - عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر، ولدَ بمدينة الرياض عام 1386هـ، وبها نشأ ودرسَ، التحق بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وتخرج منها عام 1408هـ، عيِّنَ معيداً بقسم البلاغة بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثمَّ حصل على الماجستير من القسم نفسه عام 1414هـ وكان عنوان رسالته (أسلوب الإنشاء في سور المفصل-دراسة بلاغية تحليلية) وقد حصل على تقدير(ممتاز)، ثم حصل على الدكتوراه عام1420هـ وكان عنوان رسالته (تحقيق ودراسة كتاب الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ليحيى العلوي) وحصل على تقدير (ممتاز) مع مرتبة الشرف الأولى. - أشهر المشايخ الذي استفاد منهم في دراسته الجامعية: 1- فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عبد الرحمن القاسم - رحمه الله. 2- فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن المفدى - حفظه الله. - أشهر المشايخ الذين درس عليهم خارج الدراسة النظامية ولا زمهم ملازمة تامة : 1- الشيخ العلامة الجليل: عبد الله بن عبد العزيز العقيل - حفظه الله - وقد قرأ عليه مصنفاتٍ عدة منها: صحيحا: البخاري ومسلم، وزاد المستقنع، ودليل الطالب، والتسهيل في الفقه، ومسائل الإمام أحمد، ومختصر ابن النجار في أصول الفقه، والورقات، وأخصر المختصرات، ومنهج السالكين وغيرها. 2- الشيخ العلامة: عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين - حفظه الله - ، حيثَ لازمه وقرأ عليه قرابة ثلاثةَ عشرة سنة، ومما قرأ وحفظ عليه: بلوغ المرام، وزاد المستقنع، وألفية ابن مالك، ونخبة الفكر، وكتاب التوحيد، والعقيدة الواسطية، والرحبية، ونونية ابن القيم، والآجرومية، ومقامات الحريري، وغيرها. 3- الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن ناصر البراك - حفظه الله - وهو أقربَ شيوخه إليه وله به صلةٌ وعُلقةٌ علميةٌ وثيقة من عام 1408 إلى يومنا هذا، وقرأ عليه من المصنفات والمؤلفات والمطولات ما لا يُعدُّ ولا يُحصر. 4- الشيخ العلامة: عبدالله بن حسن بن قعود - رحمه الله - وقد قرأ عليه في علم الفرائض. 5- الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله-، وقرأ عليه في العقيدة والحديث والفقه. 6- الشيخ الحافظ: حسن بن عبد اللطيف بن مانع - رحمه الله - ، قرأ عليه في الفقه والتاريخ والحديث. 7- الشيخ النحوي الكبير: محمد بن عبد الرحمن المفدى - حفظه الله - وقرأ عليه في إعراب القرآن لابن النحاس، وعقود الزبرجد في إعراب المسند، والإشادات والإفادات للشاطبي. 8- الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن السعد - حفظه الله - وقرأ عليه مسند الإمام أحمد، وسنن النسائي، والدارمي، وبعض كتب العلل والمصطلح. 9- الشيخ اللغوي: الحسن بن سالم الشنقيطي - حفظه الله - (نزيل مكة) وقرأ عليه ألفية ابن مالك، ومعلقات العرب العشر، وغيرها. - نتاجه العلمي: أ- المقروء: للشيخ كتبٌ وتحقيقاتٌ منها من رأى النور، ومنها شيءٌ لم يطبع، منها: 1- الاقتباس- أنواعه وأحكامه - (دراسةٌ شرعيةٌ بلاغية من القرآن والحديث) وقد طُبع عام1425 عن دار المنهاج بالرياض. 2- تحقيق كتاب (مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع-بحثٌ في العلاقات بين مطالع سور القرآن وخواتيمها-للإمام السيوطي) وقد طُبع عام 1426هـ، عن دار المنهاج بالرياض. 3- إصلاح الإيضاح (استداركاتٌ ومناقشاتٌ لمسائل في كتاب الإيضاح للخطيب القزويني) وهو قيْد الطبع. 4- شعرُ الغزل ونظرةٌ سواء) وهو قيْد الطبع. 5- تفسير جزء تبارك .. مخطوط. 6- مذكرةٌ في (حقيقة المجاز) مخطوطة. وغيرها.. ب- المسموع: للشيخ -حفظه الله- محاضرات و دروسٌ شرح فيها متوناً عدة، وقد سجِّلتْ، وهي في طريقها للنشر منها: 1- تفسير القرآن وإعرابه وبلاغته. 2- شرح الآجرومية. 3- شرح كتاب"دروس البلاغة". 4- شرح مقدمة القاموس المحيط. 5- شرح ألفية ابن مالك. 6- شرح زاد المستقنع. 7- محاضراتٌ وخطبٌ متفرقة. وغيرها وقد بدأ الشيخ في إلقاء الدروس منذ عام 1415هـ في فنون شتى في جامع الأميرة نورة بنت عبد الله بحي النخيل بشمال الرياض، فكان مما شرح: الأصول الثلاثة، والقواعد الأربع، وكتاب التوحيد، والطحاوية، والدرر البهية، وزاد المستقنع، وبلوغ المرام، وعمدة الأحكام، وتفسير القرآن وأصوله،والورقات ونظمها، ودروس البلاغة، والآجرومية، وملحة الإعراب، وغيرها، إضافةً إلى ما يلقيه من المحاضرات والكلمات. ودروسه تتسمُ بالعلم الجم، وقوة التأصيل العلمي، ووفرة الفوائد والفرائد، والاطلاع الواسع، وبعد الأُفق، والأسلوب الأخَّاذ الذي لا يُملّ. وللشيخ نشاطٌ ملموس في الدعوة إلى الله في أقطار العالم الإسلامي فقد ذهب رسمياً إلى بلادٍ عدة كإندونيسيا، وساحل العاج، وغيرها. والشيخ - سدده الله - قارئ نهم ، له بصر بالكتب و درايةٌ بمناهج المؤلفين قديماً وحديثاً قل نظيره ، ومكتبته من أنفس المكتبات الخاصة بمدينة الرياض. *ثناءُ العلماء عليه: قال الشيخ العلامة عبد الله بن عقيل - سلمه الله - في لقاء في قناة المجد لما سُئل عن أبرز تلاميذه، قال:( أبرزهم الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر وهو رجل فاضل، وعالم وعنده معرفة وحذق وحفظ، وتسأله في أي فن عنده علم، لا سيما في اللغة العربية، وهو يأتي يدرس علينا باسم أنه يدرس علينا ونحن نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا) وقد قال الشيخ عبد الكريم الخضير (لا أتكلم في اللغة وأنت موجود) - شرح حديث جابر- ويعملُ الشيخ حالياً: أستاذاً مشاركا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وإماماً وخطيباً لجامع الأميرة نوره بنت عبد الله بن عبد العزيز بحي النخيل بشمال الرياض. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ بدائع المعاني آيات الصيام تدبر وتحليل ❝ ❱
من كتب علوم القرآن كتب التفاسير وعلوم القرآن الكريم - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : كتاب قصير جميل عن آيات الصيام البيانية واللغوية والشرعية الواردة في نصف سورة البقرة في الآيات (١٨٣-١٨٧).
والحق أن فائدته أكثر مما قد تشي به صفحاته القليلة. وفيه عمق لا بأس به في بعض الأحيان، على أن الأغلب هو البساطة المناسبة لكل قارئ وصائم.

وأعتقد أن سبب قراءتي له هو بعثرة صفوف اللامبالاة المرتبة المستعدة للوثوب، وتذكيراً بأهمية الصيام ومفاضلته للناس، وشوقاً لشهر رمضان البعيد، قربه الله.

وكنت النية أن أقرأه في شهر رمضان، أثناء الصيام، ولكن..تجري الرياح بما قد يُهلك السفنَ.

والفوائد فيه كثيرة، وما تعلمت منه أيضاً، وهي مقتبسة فيما يلي علها تذكر ناسياً، أو تحفز صائم، أو تذكرني إن نسيت في مستقبلٍ يطول أو يقصر.

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾

ثالثاً: أن ترك الصيام نقصٌ في الإيمان.
وثم قاعدةٌ مفيدة، وهي: أنه إذا نودي الإنسان بوصفٍ؛ فإنه يزداد وصفه هذا بحسب زيادته فيما وُجه إليه.
فإذا قلت: يا طالب العلم احفظ ما تقرأ؛ فإنك إذا ازددت في الحفظ؛ فإنه يكمل فيك وصف الطلب للعلم، فكذلك الأمر ههنا.
فقوله عز وجل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾، فيه مناداةٌ بوصف الإيمان، فإذا صام العبد ازداد إيمانه.


﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾
وقوله:﴿كَما﴾: الكاف للتشبيه، و(ما) مصدرية؛ أي: ككتابته على الذين من قبلكم، وهذا التشبيه في أصل فرض الصوم لا في الكيفيات، ولهذا التشبيه فوائد، منها:

٢-التخفيف على المكلفين من هذه الأمة، فالصوم عبادة فيها مشقة، والشاق إذا عم سهل تحمله، كما قال ابن القيم رحمه الله، واستشهد عليه بقول الخنساء:
ولولا كثرة الباكين حولي..
على إخوانهم لقتلت نفسي..
وما يبكون مثل أخي ولكن..
أعزي النفس عنه بالتَّأَسِّي..

ويؤيده قوله تعالى: ﴿وَلَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنَّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكونَ﴾
٣- ومن فوائد التشبيه: إثارة العزائم لاستكمال الفضائل، فإذا كانت الأمم الغابرة مكلفة بالصيام، فلا يليق بنا أن نتخلف عنهم، بيد أننا خير أمةٍ أخرجت للناس.


﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾
قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾...
هذه هي الحكمة من فرض الصيام، فقوله (لعل) هنا للتعليل؛ أي كي تتقوا.

وههنا قاعدة، وهي:
أن (لعل) إذا جاءت بعد الأمر فإنها للتعليل، كقوله تعالى: ﴿وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾
ومن ذلك سيأتي قوله عز وجل: ﴿...فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾، وهذا كثير في القرآن.
وذكر بعض المفسرين أن (لعل) في القرآن دائماً للتعليل، وأنها بمعنى (كي)، وهذا ليس على إطلاقه، وإنما يكون إذا جاءت بعد الأمر.


﴿أَيّامًا مَعدوداتٍ فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذينَ يُطيقونَهُ فِديَةٌ طَعامُ مِسكينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَأَن تَصوموا خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾
وقوله عز وجل: ﴿أَيّامًا مَعدوداتٍ﴾ نعتٌ لأيام، ومعدودات جمع مؤنث سالم، وجمع المؤنث السالم من جموع القلة، فأفاد قوله: ﴿مَعدوداتٍ﴾ تأكيد قلة الأيام.


﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾

﴿شَهرُ رَمَضانَ﴾
والشهر اسمٌ للمدة من الزمان، وهي ما بين الهلالين، وسمي الشهر بذلك لاشتهاره.
وشهر رمضان مذكر، وكل شهرٍ فهو مذكر إلا الجماديين، قال ذلك الفراء.
وسمي رمضان بذلك اشتقاقاً من الرمضاء، وهي الحرارة؛ لأن هذا الشهر صادف موسم الحر عند تسميته، كما سمي ربيع لموافقته موسم الربيع، وجمادى؛ لأنه وافق وقت جمود الماء، ورجب لترجيب العرب إياه؛ أي: تعظيمهم له، أو لقطع القتال فيه، وذو القعدة للقعود عن الحرب، الخ، والتسمية عند العرب تكون لأدنى ملابسة، فظهر بذلك أن تسميته برمضان قديمةٌ قبل الإسلام.


﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾
﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ﴾
القرآن: اسمٌ لكلام الله تعالى، وهو علم على الكتاب الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
والقرآن: مصدر قرأ -بالهمز-، كالغفران والشكران، وهو بمعنى المقروء، كالشراب بمعنى المشروب، والكتاب بمعنى المكتوب.


﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾
ثم قال تعالى: ﴿...وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ﴾...
أعاد هذه الجملة لئلا يتوهم أنها منسوخة، فالرخصة باقيةٌ للمريض والمسافر، وأما التخيير بين الصوم والفدية فمنسوخ.

أصل هذا الكتاب محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ د. عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر، ثم فرغت وأعيدت صياغتها بما يناسب المكتوب، وقد تناول الشيخ في تلك المحاضرة آيات الصيام من سورة البقرة بالتأمل والتدبر والتحليل، وهي خمس آيات.


سنة النشر : 2011م / 1432هـ .
عدد مرات التحميل : 12216 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الإثنين , 21 مارس 2016م.
حجم الكتاب عند التحميل : 1.7 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

 

كتاب قصير جميل عن آيات الصيام البيانية واللغوية والشرعية الواردة في نصف سورة البقرة في الآيات (١٨٣-١٨٧).
والحق أن فائدته أكثر مما قد تشي به صفحاته القليلة. وفيه عمق لا بأس به في بعض الأحيان، على أن الأغلب هو البساطة المناسبة لكل قارئ وصائم.

وأعتقد أن سبب قراءتي له هو بعثرة صفوف اللامبالاة المرتبة المستعدة للوثوب، وتذكيراً بأهمية الصيام ومفاضلته للناس، وشوقاً لشهر رمضان البعيد، قربه الله.

وكنت النية أن أقرأه في شهر رمضان، أثناء الصيام، ولكن..تجري الرياح بما قد يُهلك السفنَ.

والفوائد فيه كثيرة، وما تعلمت منه أيضاً، وهي مقتبسة فيما يلي علها تذكر ناسياً، أو تحفز صائم، أو تذكرني إن نسيت في مستقبلٍ يطول أو يقصر.

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾

ثالثاً: أن ترك الصيام نقصٌ في الإيمان.
وثم قاعدةٌ مفيدة،  وهي: أنه إذا نودي الإنسان بوصفٍ؛ فإنه يزداد وصفه هذا بحسب زيادته فيما وُجه إليه.
فإذا قلت: يا طالب العلم احفظ ما تقرأ؛ فإنك إذا ازددت في الحفظ؛ فإنه يكمل فيك وصف الطلب للعلم، فكذلك الأمر ههنا.
فقوله عز وجل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾، فيه مناداةٌ بوصف الإيمان، فإذا صام العبد ازداد إيمانه.


﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾
وقوله:﴿كَما﴾: الكاف للتشبيه، و(ما) مصدرية؛ أي: ككتابته على الذين من قبلكم، وهذا التشبيه في أصل فرض الصوم لا في الكيفيات، ولهذا التشبيه فوائد، منها:

٢-التخفيف على المكلفين من هذه الأمة، فالصوم عبادة فيها مشقة، والشاق إذا عم سهل تحمله، كما قال ابن القيم رحمه الله،  واستشهد عليه بقول الخنساء:
ولولا كثرة الباكين حولي..
على إخوانهم لقتلت نفسي..
وما يبكون مثل أخي ولكن..
أعزي النفس عنه بالتَّأَسِّي..

ويؤيده قوله تعالى: ﴿وَلَن يَنفَعَكُمُ اليَومَ إِذ ظَلَمتُم أَنَّكُم فِي العَذابِ مُشتَرِكونَ﴾
٣- ومن فوائد التشبيه: إثارة العزائم لاستكمال الفضائل، فإذا كانت الأمم الغابرة مكلفة بالصيام، فلا يليق بنا أن نتخلف عنهم،  بيد أننا خير أمةٍ أخرجت للناس.


﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾
قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾...
هذه هي الحكمة من فرض الصيام، فقوله (لعل) هنا للتعليل؛ أي كي تتقوا.

وههنا قاعدة،  وهي:
أن (لعل) إذا جاءت بعد الأمر فإنها للتعليل، كقوله تعالى: ﴿وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾
ومن ذلك سيأتي قوله عز وجل:  ﴿...فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾، وهذا كثير في القرآن.
وذكر بعض المفسرين أن (لعل) في القرآن دائماً للتعليل، وأنها بمعنى (كي)، وهذا ليس على إطلاقه، وإنما يكون إذا جاءت بعد الأمر.


﴿أَيّامًا مَعدوداتٍ فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذينَ يُطيقونَهُ فِديَةٌ طَعامُ مِسكينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَأَن تَصوموا خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾
وقوله عز وجل: ﴿أَيّامًا مَعدوداتٍ﴾ نعتٌ لأيام، ومعدودات جمع مؤنث سالم، وجمع المؤنث السالم من جموع القلة، فأفاد قوله: ﴿مَعدوداتٍ﴾ تأكيد قلة الأيام.


﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾

﴿شَهرُ رَمَضانَ﴾
والشهر اسمٌ للمدة من الزمان، وهي ما بين الهلالين، وسمي الشهر بذلك لاشتهاره.
وشهر رمضان مذكر، وكل شهرٍ فهو مذكر إلا الجماديين، قال ذلك الفراء.
وسمي رمضان بذلك اشتقاقاً من الرمضاء، وهي الحرارة؛ لأن هذا الشهر صادف موسم الحر عند تسميته، كما سمي ربيع لموافقته موسم الربيع،  وجمادى؛ لأنه وافق وقت جمود الماء،  ورجب لترجيب العرب إياه؛ أي: تعظيمهم له، أو لقطع القتال فيه، وذو القعدة للقعود عن الحرب، الخ، والتسمية عند العرب تكون لأدنى ملابسة، فظهر بذلك أن تسميته برمضان قديمةٌ قبل الإسلام.


﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾
﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ﴾
القرآن: اسمٌ لكلام الله تعالى، وهو علم على الكتاب الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
والقرآن: مصدر قرأ -بالهمز-، كالغفران والشكران، وهو بمعنى المقروء، كالشراب بمعنى المشروب، والكتاب بمعنى المكتوب.


﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾
ثم قال تعالى: ﴿...وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ﴾...
أعاد هذه الجملة لئلا يتوهم أنها منسوخة، فالرخصة باقيةٌ للمريض والمسافر، وأما التخيير بين الصوم والفدية فمنسوخ.

أصل هذا الكتاب محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ د. عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر، ثم فرغت وأعيدت صياغتها بما يناسب المكتوب، وقد تناول الشيخ في تلك المحاضرة آيات الصيام من سورة البقرة بالتأمل والتدبر والتحليل، وهي خمس آيات. 

بدائع المعاني آيات الصيام تدبر وتحليل من علوم القرآن تحميل مباشر :
 



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل بدائع المعاني آيات الصيام تدبر وتحليل
عبدالمحسن بن عبد العزيز العسكر
عبدالمحسن بن عبد العزيز العسكر
Abdul Mohsen bin Abdulaziz Al Askar
عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر، ولدَ بمدينة الرياض عام 1386هـ، وبها نشأ ودرسَ، التحق بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وتخرج منها عام 1408هـ، عيِّنَ معيداً بقسم البلاغة بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثمَّ حصل على الماجستير من القسم نفسه عام 1414هـ وكان عنوان رسالته (أسلوب الإنشاء في سور المفصل-دراسة بلاغية تحليلية) وقد حصل على تقدير(ممتاز)، ثم حصل على الدكتوراه عام1420هـ وكان عنوان رسالته (تحقيق ودراسة كتاب الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ليحيى العلوي) وحصل على تقدير (ممتاز) مع مرتبة الشرف الأولى. - أشهر المشايخ الذي استفاد منهم في دراسته الجامعية: 1- فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عبد الرحمن القاسم - رحمه الله. 2- فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن المفدى - حفظه الله. - أشهر المشايخ الذين درس عليهم خارج الدراسة النظامية ولا زمهم ملازمة تامة : 1- الشيخ العلامة الجليل: عبد الله بن عبد العزيز العقيل - حفظه الله - وقد قرأ عليه مصنفاتٍ عدة منها: صحيحا: البخاري ومسلم، وزاد المستقنع، ودليل الطالب، والتسهيل في الفقه، ومسائل الإمام أحمد، ومختصر ابن النجار في أصول الفقه، والورقات، وأخصر المختصرات، ومنهج السالكين وغيرها. 2- الشيخ العلامة: عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين - حفظه الله - ، حيثَ لازمه وقرأ عليه قرابة ثلاثةَ عشرة سنة، ومما قرأ وحفظ عليه: بلوغ المرام، وزاد المستقنع، وألفية ابن مالك، ونخبة الفكر، وكتاب التوحيد، والعقيدة الواسطية، والرحبية، ونونية ابن القيم، والآجرومية، ومقامات الحريري، وغيرها. 3- الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن ناصر البراك - حفظه الله - وهو أقربَ شيوخه إليه وله به صلةٌ وعُلقةٌ علميةٌ وثيقة من عام 1408 إلى يومنا هذا، وقرأ عليه من المصنفات والمؤلفات والمطولات ما لا يُعدُّ ولا يُحصر. 4- الشيخ العلامة: عبدالله بن حسن بن قعود - رحمه الله - وقد قرأ عليه في علم الفرائض. 5- الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله-، وقرأ عليه في العقيدة والحديث والفقه. 6- الشيخ الحافظ: حسن بن عبد اللطيف بن مانع - رحمه الله - ، قرأ عليه في الفقه والتاريخ والحديث. 7- الشيخ النحوي الكبير: محمد بن عبد الرحمن المفدى - حفظه الله - وقرأ عليه في إعراب القرآن لابن النحاس، وعقود الزبرجد في إعراب المسند، والإشادات والإفادات للشاطبي. 8- الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن السعد - حفظه الله - وقرأ عليه مسند الإمام أحمد، وسنن النسائي، والدارمي، وبعض كتب العلل والمصطلح. 9- الشيخ اللغوي: الحسن بن سالم الشنقيطي - حفظه الله - (نزيل مكة) وقرأ عليه ألفية ابن مالك، ومعلقات العرب العشر، وغيرها. - نتاجه العلمي: أ- المقروء: للشيخ كتبٌ وتحقيقاتٌ منها من رأى النور، ومنها شيءٌ لم يطبع، منها: 1- الاقتباس- أنواعه وأحكامه - (دراسةٌ شرعيةٌ بلاغية من القرآن والحديث) وقد طُبع عام1425 عن دار المنهاج بالرياض. 2- تحقيق كتاب (مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع-بحثٌ في العلاقات بين مطالع سور القرآن وخواتيمها-للإمام السيوطي) وقد طُبع عام 1426هـ، عن دار المنهاج بالرياض. 3- إصلاح الإيضاح (استداركاتٌ ومناقشاتٌ لمسائل في كتاب الإيضاح للخطيب القزويني) وهو قيْد الطبع. 4- شعرُ الغزل ونظرةٌ سواء) وهو قيْد الطبع. 5- تفسير جزء تبارك .. مخطوط. 6- مذكرةٌ في (حقيقة المجاز) مخطوطة. وغيرها.. ب- المسموع: للشيخ -حفظه الله- محاضرات و دروسٌ شرح فيها متوناً عدة، وقد سجِّلتْ، وهي في طريقها للنشر منها: 1- تفسير القرآن وإعرابه وبلاغته. 2- شرح الآجرومية. 3- شرح كتاب"دروس البلاغة". 4- شرح مقدمة القاموس المحيط. 5- شرح ألفية ابن مالك. 6- شرح زاد المستقنع. 7- محاضراتٌ وخطبٌ متفرقة. وغيرها وقد بدأ الشيخ في إلقاء الدروس منذ عام 1415هـ في فنون شتى في جامع الأميرة نورة بنت عبد الله بحي النخيل بشمال الرياض، فكان مما شرح: الأصول الثلاثة، والقواعد الأربع، وكتاب التوحيد، والطحاوية، والدرر البهية، وزاد المستقنع، وبلوغ المرام، وعمدة الأحكام، وتفسير القرآن وأصوله،والورقات ونظمها، ودروس البلاغة، والآجرومية، وملحة الإعراب، وغيرها، إضافةً إلى ما يلقيه من المحاضرات والكلمات. ودروسه تتسمُ بالعلم الجم، وقوة التأصيل العلمي، ووفرة الفوائد والفرائد، والاطلاع الواسع، وبعد الأُفق، والأسلوب الأخَّاذ الذي لا يُملّ. وللشيخ نشاطٌ ملموس في الدعوة إلى الله في أقطار العالم الإسلامي فقد ذهب رسمياً إلى بلادٍ عدة كإندونيسيا، وساحل العاج، وغيرها. والشيخ - سدده الله - قارئ نهم ، له بصر بالكتب و درايةٌ بمناهج المؤلفين قديماً وحديثاً قل نظيره ، ومكتبته من أنفس المكتبات الخاصة بمدينة الرياض. *ثناءُ العلماء عليه: قال الشيخ العلامة عبد الله بن عقيل - سلمه الله - في لقاء في قناة المجد لما سُئل عن أبرز تلاميذه، قال:( أبرزهم الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر وهو رجل فاضل، وعالم وعنده معرفة وحذق وحفظ، وتسأله في أي فن عنده علم، لا سيما في اللغة العربية، وهو يأتي يدرس علينا باسم أنه يدرس علينا ونحن نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا) وقد قال الشيخ عبد الكريم الخضير (لا أتكلم في اللغة وأنت موجود) - شرح حديث جابر- ويعملُ الشيخ حالياً: أستاذاً مشاركا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وإماماً وخطيباً لجامع الأميرة نوره بنت عبد الله بن عبد العزيز بحي النخيل بشمال الرياض. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ بدائع المعاني آيات الصيام تدبر وتحليل ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب علوم القرآن

فن التدبر في القرآن الكريم PDF

قراءة و تحميل كتاب فن التدبر في القرآن الكريم PDF مجانا

المراحل الثمان لطالب فهم القرآن PDF

قراءة و تحميل كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القرآن PDF مجانا

أسوار العفاف قبس من سورة النور PDF

قراءة و تحميل كتاب أسوار العفاف قبس من سورة النور PDF مجانا

المواهب الربانية من الآيات القرآنية PDF

قراءة و تحميل كتاب المواهب الربانية من الآيات القرآنية PDF مجانا

تحريك الجنان لتدبر وتوقير أم القرآن PDF

قراءة و تحميل كتاب تحريك الجنان لتدبر وتوقير أم القرآن PDF مجانا

جماليات النظم القرآني في قصة المراودة في سورة يوسف PDF

قراءة و تحميل كتاب جماليات النظم القرآني في قصة المراودة في سورة يوسف PDF مجانا

قواعد قرآنية 50 قاعدة قرآنية في النفس والحياة PDF

قراءة و تحميل كتاب قواعد قرآنية 50 قاعدة قرآنية في النفس والحياة PDF مجانا

تأملات في أواخر سورة الأحزاب PDF

قراءة و تحميل كتاب تأملات في أواخر سورة الأحزاب PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..