السنون تمضي، والأحداث تتعاقب، والمنون تطوي من تطوي، وتعتق من تشاء إلى حين، على وَفق ناموسٍ ربَّانيّ وحكمة إلهية، وعليه فإنَّ النفوس العظيمة ترسم في جنبات الحياة وبساتين العطاء ملامح من الإنجازات والمكرمات يضوع شذاها، فتغني الحياة وتثري الخلائق، وتلوِّن المعمورة بأطياف الطموح، فطوبى لمن استهوته المعالي، وارتقى ذرا المجد والشموخ، بهمَّة العلماء، وديدن العباقرة من الأدباء والشعراء .
والأديب القاضي الفاضل مناط بحثنا ، وموضوع عنايتنا، هو من الأعلام البارزين، والصفوة المختارين، والفرسان الميامين الذين خاضوا في ميادين الفكر، وحلَّقوا في سماء الأدب والشعر، وبرعوا في كلِّ ألوان الثقافة والعلوم، فأنتج معارف انسابت من بين أنامله تبراً رصَّع به كتبه، فزهت المكتبة العربيّة بشذرات إلهامه، وطاب العلم من سائغ أفكاره ومائدة علومه العامرة بالرصـانة في الأسـلوب، والعمق في الاختيار، والتألُّق في التَّأليف، فكان قويَّ العارضة، واسـع العبــارة.
وقد اصطبغ منهجه في الشعر بغرام قويّ بالصناعة اللفظيَّة ، فجاءت الألفاظ عرائس بهيَّــة في منظومة أشعاره، ورائق نسيجه ومفرداته التي أرادها قلائد زيَّن بها جيدَ قصائده، وقد مكَّنته ثقافته الأدبيَّة وثروته اللغويَّة من تطويع الألفاظ وتوظيفها ببراعة وإتقان مجافياً في ذلك الألفاظ الحوشيَّة الغريبة، ميزانُه في ذلك عقلٌ راجح ، وفكر مستنير، ورؤية أدبيَّة واعية تتَّسم بالألمعيَّة والفطنة، وحسن التقدير والتبصُّر، والموازنة والمقاربة في عالم الألفاظ واللُّغة. فقد ولج صروح الشعر فأبدع وأجاد.
وقد رأيت من العدل والإنصاف أن أتوجَّه بعين البحث والدراسة إلى يَنبوع هذا العالم الأديب ، لأطلق مياهه العذبة لتروي ظمأ الحلوق العطشى إلى أدبه الرفيع الذي توارى خلف عوائق الإغفال والنسيان؛ إنصافاً له في عوالم الفكر والأدب، علَّني بهذا التوجُّه أُميط اللثام عن شخصيَّة هذا المبدع الفذِّ
ومن يُمْن الطالع أن يعيش هذا الأديب العبقريُّ، في عصر حافل بالأحداث والأمجاد العظيمة والانتصارات الباهرة، أقصد بذلك عصر الأيوبيين، الذي شهد وحدة الأمَّة بعد شتات وتفرُّق، وقوَّتها بعد ضعف وانكسار، وانتصارها بعد هزيمة وتخاذل، فقد حقَّق صلاح الدين النصر المؤزر على الحملات الصليبيَّة التي يمَّمَت شطر الشرق العربيّ لتسرق ألقه وسحره، ولتدمِّر معالم القداسة والحضارة فيه،
وكان القاضي الفاضل لصلاح الدين كظلِّه ، يرتحل معه أيَّان ارتحل ، وينزل معه أنّى نزل ، فوزر له ، وناب عنه ، وشهد الأحداث الكبار بصحبته ، فسطَّر المواقع والأحداث ، وغنَّى للانتصارات ، وخلَّدها بأدبه الرفيع شعراً ونثراً ، ومن هنا اكتسب الأديب العبقريُّ شهرته ، فحاز المجد من أطرافه ، وارتقى سلَّم الدَّرجات العالية ، فكان شخصيَّة مرموقة في السياسة والأدب والمجتمع.
واللهَ أسألُ أن يوفَّقني لما ذهبت إليه، في هذه الدراسة التي أرجوأن تكون لبنة في بناء التراث الأدبيِّ الشامخ ، ولعلَّ الآخرين يجدون فيها الفائدة والمتعة والمادَّة الأدبيَّة الرفيعة . عدنان محمد الخطيب - الدكتور عدنان محمّد الخطيب من مدينة درعا / سوريا.
حائزعلى شهادة الدكتوراه والماجستير في الأدب العربيّ والنقد الأدبيّ.
1ـ صدر له ثمانية عشر كتاباً في اللغة العربيّة وآدابها، والتربية، والحضارة العربيّة الإسلاميّة... منها كتب تدرّس للطلبة الجامعيين وما قبل الجامعة، ومنها في حقل الأدب عن أدباء وشعراء.
2ـ حاضر ودرّس في عدّة جامعات:
- جامعة دمشق - جامعة عجمان، والشارقة، والعين بالإمارات العربية المتحدة
- جامعة اليرموك الخاصة في سوريا من بداية العام الدراسي 2008-2009 ولغاية العام الدراسي 2013-2014
- جامعة عفّت بجدة بالمملكة العربية السعوديّة من بداية العام الدراسي 2014-2015 ولغاية العام الدراسي 2022 -2023 .
3-له في رحاب الأدب مزيد من الأبحاث، منها المحكّمة من قبل المجلّات في مجامع اللغة.
4-شارك في مؤتمرات ذائعة الصّيت، وذلك بتقديم أوراق عمل فيها، ولاسيّما المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم بدمشق والشارقة.
5-له حضوره في محطّات إعلاميّة إماراتيّة وسواها من خلال تقديم البرامج في رحاب الأدب والمعرفة.
6-مرجع يُعتدُّ به في تدقيق الكتب، والأبحاث، وأوراق العمل، ولا سيّما رسائل الحصول على درجة علميّة أو شهادة تخصّصيّة، من مثل الإجازات الجامعيّة"بكالوريوس" وأطروحات الماجستير والدكتوراه.
7-له نشاطات جمّة في إلقاء المحاضرات التخصصيّة وغيرها.
8ـ كان موجّهاً لمادّة اللغة العربيّة لأعوام ٍعدّة في سوريا والإمارات.
9ـ أُوكل إليه وهو في دولة الإمارات اختيار مدرّسِيْن لمادّة اللغة العربيّة بالعاصمة السوريّة دمشق لعامين متتاليين.
10ـ أثمر شغفه الكبير باللغة العربيّة عن حصوله على تقديرات وجوائز عدّة، وكتب شكر على أعماله القيّمة. من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.
قراءة كتاب في رحاب الأديب القاضي الفاضل: حياته وشعره أونلاين
معلومات عن كتاب في رحاب الأديب القاضي الفاضل: حياته وشعره:
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
وصف الكتاب : السنون تمضي، والأحداث تتعاقب، والمنون تطوي من تطوي، وتعتق من تشاء إلى حين، على وَفق ناموسٍ ربَّانيّ وحكمة إلهية، وعليه فإنَّ النفوس العظيمة ترسم في جنبات الحياة وبساتين العطاء ملامح من الإنجازات والمكرمات يضوع شذاها، فتغني الحياة وتثري الخلائق، وتلوِّن المعمورة بأطياف الطموح، فطوبى لمن استهوته المعالي، وارتقى ذرا المجد والشموخ، بهمَّة العلماء، وديدن العباقرة من الأدباء والشعراء .
والأديب القاضي الفاضل مناط بحثنا ، وموضوع عنايتنا، هو من الأعلام البارزين، والصفوة المختارين، والفرسان الميامين الذين خاضوا في ميادين الفكر، وحلَّقوا في سماء الأدب والشعر، وبرعوا في كلِّ ألوان الثقافة والعلوم، فأنتج معارف انسابت من بين أنامله تبراً رصَّع به كتبه، فزهت المكتبة العربيّة بشذرات إلهامه، وطاب العلم من سائغ أفكاره ومائدة علومه العامرة بالرصـانة في الأسـلوب، والعمق في الاختيار، والتألُّق في التَّأليف، فكان قويَّ العارضة، واسـع العبــارة.
وقد اصطبغ منهجه في الشعر بغرام قويّ بالصناعة اللفظيَّة ، فجاءت الألفاظ عرائس بهيَّــة في منظومة أشعاره، ورائق نسيجه ومفرداته التي أرادها قلائد زيَّن بها جيدَ قصائده، وقد مكَّنته ثقافته الأدبيَّة وثروته اللغويَّة من تطويع الألفاظ وتوظيفها ببراعة وإتقان مجافياً في ذلك الألفاظ الحوشيَّة الغريبة، ميزانُه في ذلك عقلٌ راجح ، وفكر مستنير، ورؤية أدبيَّة واعية تتَّسم بالألمعيَّة والفطنة، وحسن التقدير والتبصُّر، والموازنة والمقاربة في عالم الألفاظ واللُّغة. فقد ولج صروح الشعر فأبدع وأجاد.
وقد رأيت من العدل والإنصاف أن أتوجَّه بعين البحث والدراسة إلى يَنبوع هذا العالم الأديب ، لأطلق مياهه العذبة لتروي ظمأ الحلوق العطشى إلى أدبه الرفيع الذي توارى خلف عوائق الإغفال والنسيان؛ إنصافاً له في عوالم الفكر والأدب، علَّني بهذا التوجُّه أُميط اللثام عن شخصيَّة هذا المبدع الفذِّ
ومن يُمْن الطالع أن يعيش هذا الأديب العبقريُّ، في عصر حافل بالأحداث والأمجاد العظيمة والانتصارات الباهرة، أقصد بذلك عصر الأيوبيين، الذي شهد وحدة الأمَّة بعد شتات وتفرُّق، وقوَّتها بعد ضعف وانكسار، وانتصارها بعد هزيمة وتخاذل، فقد حقَّق صلاح الدين النصر المؤزر على الحملات الصليبيَّة التي يمَّمَت شطر الشرق العربيّ لتسرق ألقه وسحره، ولتدمِّر معالم القداسة والحضارة فيه،
وكان القاضي الفاضل لصلاح الدين كظلِّه ، يرتحل معه أيَّان ارتحل ، وينزل معه أنّى نزل ، فوزر له ، وناب عنه ، وشهد الأحداث الكبار بصحبته ، فسطَّر المواقع والأحداث ، وغنَّى للانتصارات ، وخلَّدها بأدبه الرفيع شعراً ونثراً ، ومن هنا اكتسب الأديب العبقريُّ شهرته ، فحاز المجد من أطرافه ، وارتقى سلَّم الدَّرجات العالية ، فكان شخصيَّة مرموقة في السياسة والأدب والمجتمع.
واللهَ أسألُ أن يوفَّقني لما ذهبت إليه، في هذه الدراسة التي أرجوأن تكون لبنة في بناء التراث الأدبيِّ الشامخ ، ولعلَّ الآخرين يجدون فيها الفائدة والمتعة والمادَّة الأدبيَّة الرفيعة . للكاتب/المؤلف : عدنان محمد الخطيب . دار النشر : جميع الحقوق محفوظة للمؤلف . سنة النشر : 2025م / 1446هـ . عدد مرات التحميل : 99 مرّة / مرات. تم اضافته في : الأربعاء , 8 أكتوبر 2025م.
تعليقات ومناقشات حول الكتاب:
ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:
مهلاً ! قبل تحميل الكتاب .. يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf يمكن تحميلة من هنا 'تحميل البرنامج'
نوع الكتاب : pdf. اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
عدنان محمد الخطيب Adnan Mohammed Al Khatib الدكتور عدنان محمّد الخطيب من مدينة درعا / سوريا.
حائزعلى شهادة الدكتوراه والماجستير في الأدب العربيّ والنقد الأدبيّ.
1ـ صدر له ثمانية عشر كتاباً في اللغة العربيّة وآدابها، والتربية، والحضارة العربيّة الإسلاميّة... منها كتب تدرّس للطلبة الجامعيين وما قبل الجامعة، ومنها في حقل الأدب عن أدباء وشعراء.
2ـ حاضر ودرّس في عدّة جامعات:
- جامعة دمشق - جامعة عجمان، والشارقة، والعين بالإمارات العربية المتحدة
- جامعة اليرموك الخاصة في سوريا من بداية العام الدراسي 2008-2009 ولغاية العام الدراسي 2013-2014
- جامعة عفّت بجدة بالمملكة العربية السعوديّة من بداية العام الدراسي 2014-2015 ولغاية العام الدراسي 2022 -2023 .
3-له في رحاب الأدب مزيد من الأبحاث، منها المحكّمة من قبل المجلّات في مجامع اللغة.
4-شارك في مؤتمرات ذائعة الصّيت، وذلك بتقديم أوراق عمل فيها، ولاسيّما المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم بدمشق والشارقة.
5-له حضوره في محطّات إعلاميّة إماراتيّة وسواها من خلال تقديم البرامج في رحاب الأدب والمعرفة.
6-مرجع يُعتدُّ به في تدقيق الكتب، والأبحاث، وأوراق العمل، ولا سيّما رسائل الحصول على درجة علميّة أو شهادة تخصّصيّة، من مثل الإجازات الجامعيّة"بكالوريوس" وأطروحات الماجستير والدكتوراه.
7-له نشاطات جمّة في إلقاء المحاضرات التخصصيّة وغيرها.
8ـ كان موجّهاً لمادّة اللغة العربيّة لأعوام ٍعدّة في سوريا والإمارات.
9ـ أُوكل إليه وهو في دولة الإمارات اختيار مدرّسِيْن لمادّة اللغة العربيّة بالعاصمة السوريّة دمشق لعامين متتاليين.
10ـ أثمر شغفه الكبير باللغة العربيّة عن حصوله على تقديرات وجوائز عدّة، وكتب شكر على أعماله القيّمة..