كتاب نفس الرحمن من سيرة العارف بالله الشريف سفيان بن عبدالله الأبيني اليمني
الحمد لله الذي أنار قلوب العارفين بهداه، وأسرج ظلام الأفكار بكتابه القرآن، وقرنائه أعلام الهدى من آل بيت رسول الله، وأطفأ كير الكفر والنفاق بحفظ ذرية نبيه الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذابِّين عن دينه والمستضعفين، وأشهد ألَّا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ولا صاحبةَ ولا ولدَ ؛ وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه اصطفاه الله خياراً من خيار، فلم تلده أمُّهُ من سِفاح ؛القائل :- ((كل بني أُنثى ينتمون إلى أبيهم إلا الحسن والحسين ؛ فأنا أبوهما وعصبتهما ))، وقال الإمام علي -عليه السلام -مخاطباً ابنَه محمداً بن الحنفية في معركةٍ من المعاركة :- ((أملك عني هذا الفتى [الحسن] لا يَهُدُّنِي حتى لا ينقطع نسل رسول الله ))،فهذه كرامة الله أن جعل للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -اصطفاءَ اللهِ البتولَ الزهراء، فاطمةَ- عليها السلام- آيةً كآية مريم - عليها السلام-، فقد أكرم الله هذه الذرية ؛ أن جعل لها النسل إلى إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-مرتين ؛ في دوحة علوية هاشمية فاطمية يجمعها درة رب الخليقة رحمة العالمين وحبيب رب العالمين - بأبي وأمي – هو رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -فقد قال - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -:-(( كل سبب ونسب ينقطع إلا سببي ونسبي))؛ فاعلم أن الأصل في الأنساب قوله تعالى {وَجَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِن مَاءٍ مَهِيْنٍ }[السجدة (8)]، فقد جعل استمراريته في تنقله وتقلبه في النطف في الأصلاب والأرحام؛ لتستمر الحياة، ويستمر الجنس البشري، حتى تستمر المسؤولية التي حملنا الله ؛ وهي استخلافه في الأرض؛ ليعمرها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
وجعله نسباً وصهراً، قال تعالى: - {وَهُو الَّذِيْ خَلَقَ مِنَ الَّماءِ بَشَرَاً فَجَعَلَهُ نَسَبَاً وَصِهْرَاً وَكَانَ رَبُك قَدِيْرَاً} وهذا من عظيم تقدير الله، لما يحتاجه الإنسان من حَمل المسؤولية، وذلك لا يقوم إلا بالأمة، وهذه سنة الله؛ وذلك لا يتم إلا ببناء الأسرة، وهي المقصودة بلبنة بناء الأمة - (نسباً وصهراً)، وقول الرسول الأكرم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ((تكاثروا تناكحوا فإني مباهٍ بكم الأمم))، أيضاً رُوي في الحديث الشريف :( (تعلموا من أنسابكم ما تصلوا أرحامكم)).
وليس من باب التفاخر والعلو المقيت، بل من باب حفظ الإسلام لأنسابنا وحياتنا؛ بأنَّ مَن يتبع الإسلام فقد اتبع سبل السلام في كل شيء، وحفظاً للمسؤولية الدينية، وفي ذلك حفاظٌ من المعاصي، وتحصينٌ للناس من الثغرات التي تهدم الأمة الإسلامية. ومن عادة العرب التفاخر إذ تميزت بحفظ الأنساب بين الآباء؛ كقول الفرزدق: -
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
يا جرير إذا جمعتنا المجامع
ولكنَّ الإسلامَ هذب التفاخر وجعل الأصل {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتقَاكُمْ} وقولَ الرسول الأكرم- صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: - ((يا بني هاشم لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم فإني لا أُغني عنكم من الله شيئاً))، وقال تعالى {يَوْمَ يُنفَخُ فيِ الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَكُمْ}.
مراحل تكوين النسب: -
كأن الله عز وجل جعل ترتيب تكوين الإنسان من مرحلتين ؛ في كتابه العزيز الأولى :- الطين ؛ قال تعالى {وَلَقَدْ خَلَقَنا الإِنسَانَ مِنْ سُلَالةٍ مِن طِّينٍ }[12 المؤمنون]، قال تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُكَ إِنَّي خَالِقٌ بَشَرَاً مِنْ طِّينٍ}[71ص]، ثمَّ ذَكَر مولانا عز وجل في المرحلة الأخرى :- الماء المهين - النطفة (المني) { ثُمَّ جَعَلَ نَسَلَهُ مِن سُّلَالَةٍ مِن مَّاءٍ مَهِينٍ}[8السجدة ]، والثانية:- إلى عدة مراحل ؛ أ- قال مولانا عز وجل {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالَاً كَثِيرَاً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالَأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْبَاً }؛ وهي الزوجة النكاح، قال تعالى :- {وَمَنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُّسِكُمْ أَزَوَاجَاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَةً وَرَحْمَةً إِنَّ فيِ ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَرُوْنَ } فكان أولَ نواة المجتمع والأمة والأنساب - النكاحُ الذي يكون منه الولد، الذي يتناسل ويستمر إلى قيام الساعة، ثمَّ كان من ذلك تكوين المجتمع حيث قال الحق تعالى {وَهُو الَّذِي خَلَقَ مِنَ الَّمَاءِ بَشَرَاً فَجَعَلَهُ نَسَبَاً وَصِهْرَا ًوكَانَ رَبُكَ قَدِيْرَاً }ومن تداخلِ الأسر بالصهارة- مَا يتكون بذلك المجتمع، وتعارفه، وتتكون أمةٌ، جاهزةٌ لحَمل المسؤولية، قال تعالى :- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقَنَاكُمُ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبَاً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }[13 الحجرات ]، فاوجز المرحلة الآخرة، وذلك مبتغى الأنبياء والصالحين ؛ لإعلاء كلمة الله، ويعبدوا الله، قال تعالى :- {رَبَنَا وَاجْعَلَنَا مُسْلِمَينِ لَكَ ومِن ذُرِيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلِيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }[128 البقرة]، مسيرة حياة جماعية، يصدق فيها قولُ الحق تعالى ؛{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ؛ لأن القرآن جعله الله فاعلاً في الانطلاقة الجماعية في دين الله، لا الفردية – وتكون وفق ثلاث ركائز أساسية 1- منهج (القرآن) 2- قيادة ربانية 3- أمة مستجيبة لله، ومستجيبة لمَن ينادي للإيمان، ممن اصطفاهم لنا رسلاً وأعلاماً، وفق سنة الله في الهداية (كتاب وعلم) ؛ قال الرسول الأكرم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :-((إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليا الحوض )).
فلمَّا رأيت الأشرافَ - أشراف آل سفيان - اعتراهم الإهمال والكسل، في حفظ وصيانة مشجر النسب الشريف، وعزوف بعضهم إلى ادعاء نسب غير أصله، والبعض سعى للتنصل من هاشميته؛ لإشكال في المشجر، تحير ونكص على عقبيه، وخاصةً أن هناك من يصطاد في عكرِ المياه ممن يدَّعون علم الأنساب، ويسعون لهدِّ ثابت البنيان الهاشمي ؛ إمَّا اتباعاً للهوى والدنيا، أو عميلاً مع الموساد والفرق الباطنية ؛ لهدم واختراق الإسلام، بهدم واختراق البيوتات الطاهرة – كالمدعو نبيل الكرخي وياسر العودة وغيرهم -استخرتُ الله في هذا العمل، مع شحة المورد، وقلة المصدر ؛ فإن الله خير معين وحافظ، وفي الأخير وما فعلته عن أمري ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبراً .
ولقد شرعتُ بحول الله وقوته - العملَ في هذا الكُتيب المبارك، وجعلته على نهج التوثيق والمناقشة، وقسَّمتُه إلى فصول، فبدأت بالمقدمة وأجزلتُ فيها الاقتباس وبراعة الاستهلال، حتى تُشيرَ وتُلَوِّحَ إلى موضوع البحث ؛ فيفهمَ القارئُ تلميحاً أو تنبيهاً، ثمَّ شرعتُ وفرَّعتُ مقدمةً في علم النسب، وجمعتُ ما اشتُهر واتُفق عليه، وكان طرحه ميسراً، يخلو من التعقيد، حتى يتسنى للقارئ الوعيُ الكافي في ذلك دونما أيِّ صعوبة، والاستفادةُ منه، وفيه تمَّ إيضاحُ وإجلاءُ كيفية تثبيت النسب والشرف، ثمَّ ذكرت مجملاً عن صاحب السيرة العارف بالله الشريف سفيان الأبيني، وأعلاماً من ذريته، حتى يتحقق التصور في المعلومة وتثبت، إذ شرط تحصيل المطلوب تصوره، ثم ذكرت بشكل عام ما يكون كافٍ من الشهرة فيمن ذكر العارف بالله الشريف سفيان وذريته في كتب الثقات، ثم فرَّعت لفرع من ذريته والذي أنا أنتمي إليهم الأشراف بيت عنتر، ثم ذكرت لمحةً من ما في لسان العرب عن معنى سفيان، ثم ذكرت المشجر، وقد تمَّت مناقشته، ثمَّ شيئاً من نشأته، وأخذه العلم، ومشائخه، وتلاميذه، ومن صحبهم، وبعض من كراماته، ثم ذكرت بعض الجغرافيا التي سكن فيها العارف الشريف سفيان الأبيني وذريته، وبعض من العادات الدينية التي هناك، ثم الفهرس .
أسامة زيد علي عنتر - مواليد اليمن أمانة العاصمة مديرية أو قضاء الثورة شارع المطار جوار مطابع الكتاب المدرسي حي الجراف الغربي خريج بكالوريوس زراعة جامعة صنعاء ودرس العلوم الشرعية الكلاسيكية في الجامع الكبير بصنعاء ولديه عدة من العلماء وادرس العلوم الشرعية.. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ نفس الرحمن من سيرة العارف بالله الشريف سفيان بن عبدالله الأبيني اليمني ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❱ من كتب السير و المذكرات التراجم والأعلام - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.
قراءة كتاب نفس الرحمن من سيرة العارف بالله الشريف سفيان بن عبدالله الأبيني اليمني أونلاين
معلومات عن كتاب نفس الرحمن من سيرة العارف بالله الشريف سفيان بن عبدالله الأبيني اليمني:
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
وصف الكتاب : الحمد لله الذي أنار قلوب العارفين بهداه، وأسرج ظلام الأفكار بكتابه القرآن، وقرنائه أعلام الهدى من آل بيت رسول الله، وأطفأ كير الكفر والنفاق بحفظ ذرية نبيه الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذابِّين عن دينه والمستضعفين، وأشهد ألَّا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ولا صاحبةَ ولا ولدَ ؛ وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه اصطفاه الله خياراً من خيار، فلم تلده أمُّهُ من سِفاح ؛القائل :- ((كل بني أُنثى ينتمون إلى أبيهم إلا الحسن والحسين ؛ فأنا أبوهما وعصبتهما ))، وقال الإمام علي -عليه السلام -مخاطباً ابنَه محمداً بن الحنفية في معركةٍ من المعاركة :- ((أملك عني هذا الفتى [الحسن] لا يَهُدُّنِي حتى لا ينقطع نسل رسول الله ))،فهذه كرامة الله أن جعل للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -اصطفاءَ اللهِ البتولَ الزهراء، فاطمةَ- عليها السلام- آيةً كآية مريم - عليها السلام-، فقد أكرم الله هذه الذرية ؛ أن جعل لها النسل إلى إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-مرتين ؛ في دوحة علوية هاشمية فاطمية يجمعها درة رب الخليقة رحمة العالمين وحبيب رب العالمين - بأبي وأمي – هو رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -فقد قال - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -:-(( كل سبب ونسب ينقطع إلا سببي ونسبي))؛ فاعلم أن الأصل في الأنساب قوله تعالى {وَجَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِن مَاءٍ مَهِيْنٍ }[السجدة (8)]، فقد جعل استمراريته في تنقله وتقلبه في النطف في الأصلاب والأرحام؛ لتستمر الحياة، ويستمر الجنس البشري، حتى تستمر المسؤولية التي حملنا الله ؛ وهي استخلافه في الأرض؛ ليعمرها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
وجعله نسباً وصهراً، قال تعالى: - {وَهُو الَّذِيْ خَلَقَ مِنَ الَّماءِ بَشَرَاً فَجَعَلَهُ نَسَبَاً وَصِهْرَاً وَكَانَ رَبُك قَدِيْرَاً} وهذا من عظيم تقدير الله، لما يحتاجه الإنسان من حَمل المسؤولية، وذلك لا يقوم إلا بالأمة، وهذه سنة الله؛ وذلك لا يتم إلا ببناء الأسرة، وهي المقصودة بلبنة بناء الأمة - (نسباً وصهراً)، وقول الرسول الأكرم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ((تكاثروا تناكحوا فإني مباهٍ بكم الأمم))، أيضاً رُوي في الحديث الشريف :( (تعلموا من أنسابكم ما تصلوا أرحامكم)).
وليس من باب التفاخر والعلو المقيت، بل من باب حفظ الإسلام لأنسابنا وحياتنا؛ بأنَّ مَن يتبع الإسلام فقد اتبع سبل السلام في كل شيء، وحفظاً للمسؤولية الدينية، وفي ذلك حفاظٌ من المعاصي، وتحصينٌ للناس من الثغرات التي تهدم الأمة الإسلامية. ومن عادة العرب التفاخر إذ تميزت بحفظ الأنساب بين الآباء؛ كقول الفرزدق: -
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
يا جرير إذا جمعتنا المجامع
ولكنَّ الإسلامَ هذب التفاخر وجعل الأصل {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتقَاكُمْ} وقولَ الرسول الأكرم- صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: - ((يا بني هاشم لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم فإني لا أُغني عنكم من الله شيئاً))، وقال تعالى {يَوْمَ يُنفَخُ فيِ الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَكُمْ}.
مراحل تكوين النسب: -
كأن الله عز وجل جعل ترتيب تكوين الإنسان من مرحلتين ؛ في كتابه العزيز الأولى :- الطين ؛ قال تعالى {وَلَقَدْ خَلَقَنا الإِنسَانَ مِنْ سُلَالةٍ مِن طِّينٍ }[12 المؤمنون]، قال تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُكَ إِنَّي خَالِقٌ بَشَرَاً مِنْ طِّينٍ}[71ص]، ثمَّ ذَكَر مولانا عز وجل في المرحلة الأخرى :- الماء المهين - النطفة (المني) { ثُمَّ جَعَلَ نَسَلَهُ مِن سُّلَالَةٍ مِن مَّاءٍ مَهِينٍ}[8السجدة ]، والثانية:- إلى عدة مراحل ؛ أ- قال مولانا عز وجل {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالَاً كَثِيرَاً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالَأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْبَاً }؛ وهي الزوجة النكاح، قال تعالى :- {وَمَنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُّسِكُمْ أَزَوَاجَاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَةً وَرَحْمَةً إِنَّ فيِ ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَرُوْنَ } فكان أولَ نواة المجتمع والأمة والأنساب - النكاحُ الذي يكون منه الولد، الذي يتناسل ويستمر إلى قيام الساعة، ثمَّ كان من ذلك تكوين المجتمع حيث قال الحق تعالى {وَهُو الَّذِي خَلَقَ مِنَ الَّمَاءِ بَشَرَاً فَجَعَلَهُ نَسَبَاً وَصِهْرَا ًوكَانَ رَبُكَ قَدِيْرَاً }ومن تداخلِ الأسر بالصهارة- مَا يتكون بذلك المجتمع، وتعارفه، وتتكون أمةٌ، جاهزةٌ لحَمل المسؤولية، قال تعالى :- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقَنَاكُمُ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبَاً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }[13 الحجرات ]، فاوجز المرحلة الآخرة، وذلك مبتغى الأنبياء والصالحين ؛ لإعلاء كلمة الله، ويعبدوا الله، قال تعالى :- {رَبَنَا وَاجْعَلَنَا مُسْلِمَينِ لَكَ ومِن ذُرِيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلِيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }[128 البقرة]، مسيرة حياة جماعية، يصدق فيها قولُ الحق تعالى ؛{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ؛ لأن القرآن جعله الله فاعلاً في الانطلاقة الجماعية في دين الله، لا الفردية – وتكون وفق ثلاث ركائز أساسية 1- منهج (القرآن) 2- قيادة ربانية 3- أمة مستجيبة لله، ومستجيبة لمَن ينادي للإيمان، ممن اصطفاهم لنا رسلاً وأعلاماً، وفق سنة الله في الهداية (كتاب وعلم) ؛ قال الرسول الأكرم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :-((إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليا الحوض )).
فلمَّا رأيت الأشرافَ - أشراف آل سفيان - اعتراهم الإهمال والكسل، في حفظ وصيانة مشجر النسب الشريف، وعزوف بعضهم إلى ادعاء نسب غير أصله، والبعض سعى للتنصل من هاشميته؛ لإشكال في المشجر، تحير ونكص على عقبيه، وخاصةً أن هناك من يصطاد في عكرِ المياه ممن يدَّعون علم الأنساب، ويسعون لهدِّ ثابت البنيان الهاشمي ؛ إمَّا اتباعاً للهوى والدنيا، أو عميلاً مع الموساد والفرق الباطنية ؛ لهدم واختراق الإسلام، بهدم واختراق البيوتات الطاهرة – كالمدعو نبيل الكرخي وياسر العودة وغيرهم -استخرتُ الله في هذا العمل، مع شحة المورد، وقلة المصدر ؛ فإن الله خير معين وحافظ، وفي الأخير وما فعلته عن أمري ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبراً .
ولقد شرعتُ بحول الله وقوته - العملَ في هذا الكُتيب المبارك، وجعلته على نهج التوثيق والمناقشة، وقسَّمتُه إلى فصول، فبدأت بالمقدمة وأجزلتُ فيها الاقتباس وبراعة الاستهلال، حتى تُشيرَ وتُلَوِّحَ إلى موضوع البحث ؛ فيفهمَ القارئُ تلميحاً أو تنبيهاً، ثمَّ شرعتُ وفرَّعتُ مقدمةً في علم النسب، وجمعتُ ما اشتُهر واتُفق عليه، وكان طرحه ميسراً، يخلو من التعقيد، حتى يتسنى للقارئ الوعيُ الكافي في ذلك دونما أيِّ صعوبة، والاستفادةُ منه، وفيه تمَّ إيضاحُ وإجلاءُ كيفية تثبيت النسب والشرف، ثمَّ ذكرت مجملاً عن صاحب السيرة العارف بالله الشريف سفيان الأبيني، وأعلاماً من ذريته، حتى يتحقق التصور في المعلومة وتثبت، إذ شرط تحصيل المطلوب تصوره، ثم ذكرت بشكل عام ما يكون كافٍ من الشهرة فيمن ذكر العارف بالله الشريف سفيان وذريته في كتب الثقات، ثم فرَّعت لفرع من ذريته والذي أنا أنتمي إليهم الأشراف بيت عنتر، ثم ذكرت لمحةً من ما في لسان العرب عن معنى سفيان، ثم ذكرت المشجر، وقد تمَّت مناقشته، ثمَّ شيئاً من نشأته، وأخذه العلم، ومشائخه، وتلاميذه، ومن صحبهم، وبعض من كراماته، ثم ذكرت بعض الجغرافيا التي سكن فيها العارف الشريف سفيان الأبيني وذريته، وبعض من العادات الدينية التي هناك، ثم الفهرس .
للكاتب/المؤلف : أسامة زيد علي عنتر . دار النشر : جميع الحقوق محفوظة للمؤلف . سنة النشر : 2024م / 1445هـ . عدد مرات التحميل : 457 مرّة / مرات. تم اضافته في : الأحد , 14 أبريل 2024م.
تعليقات ومناقشات حول الكتاب:
ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:
مهلاً ! قبل تحميل الكتاب .. يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf يمكن تحميلة من هنا 'تحميل البرنامج'
نوع الكتاب : pdf. اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
أسامة زيد علي عنتر Osama Zaid Ali Antar مواليد اليمن أمانة العاصمة مديرية أو قضاء الثورة شارع المطار جوار مطابع الكتاب المدرسي حي الجراف الغربي خريج بكالوريوس زراعة جامعة صنعاء ودرس العلوم الشرعية الكلاسيكية في الجامع الكبير بصنعاء ولديه عدة من العلماء وادرس العلوم الشرعية..
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ نفس الرحمن من سيرة العارف بالله الشريف سفيان بن عبدالله الأبيني اليمني ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❱.