كتاب في الصورة مقال مستترالكتب والموسوعات العامة

كتاب في الصورة مقال مستتر

إنّ دراسة الأحداث الفنّيّة زمن الكلاسيكيّة باختلاف تجلّياتها، وتعدّد روّادها، وتنوّع مواضيعها، لا يحيد عن كون الفنّان وبتغيّر الظّروف المحيطة يبقى رهين القواعد الأسلوبيّة في الفنّ التّشكيلي سواء من حيث موضوع الرسم، أو طريقة العرض، أو المقاس المتّفق عليه. وبالرّغم من التّقلّبات السياسيّة والتّغيّرات الاجتماعيّة التي طرأت على الشّعوب على امتداد القرون السادسة والسّابعة والثّامنة عشر، فإنّ الوفاء للأكاديمية ظلّ مقياسا لترتيب الفنّان ضمن المنظومة الفنّيةّ، وإبقاء النّظرة للفنّ التّشكيلي على قاعدة أولويّة الحكّام ورجالات الدّين، والبلاط والكنائس، ومن بعدها الشّخصيات المقرّبة لهذا وذاك، وكذلك الحفاظ على صالونات العرض ومواقع الرّسم التي لا تتجاوز أطر محدّدة تمنع كلّيا الخروج من محيطها. ومع ذلك يبقى الفنّان تلك الذّات الحسّيّة المحكومة بخزّان عاطفي شعوري يصعب ربطه بطلب مقنّن، وعسير أمر تجريده من لمسة متململة مريدة للتّخلّص من سجن الوصاية وسجّان المقولات المباشرة أو المشار إليها، وهو ما يثير الذّهن ليبحث عن فرضيات جالت في الخاطر حول تفصيلات أحاطت بمناخ تواجد الفنّان التّشكيلي في تلك الحقبة، وعن إمكانيّة وجود تصوّر يؤكّد تخلّص الرّسّام من روابط الشّرط والالزام وتفعيل طلباته الذّاتيّة كلّما أمكنها التّعبير عن الأنا ورغبتها، وحضورها، واختياراتها، والتدفّق الوجدانيّ داخلها، وهذا يفترض وبقوّة إعادة التّبصّر في الشّواهد التّشكيليّة للكلاسيكيّ ودخول أغوارها وتقصّي رجع الصّدى في ذاته، وربطها بغائيّة الفنّ، وحول إن كان بلوغ الغاية المرتقبة من عمله يشفي غليل أصحاب السّلطة وإن لا همّ لهم حضور بعض التّفاصيل المتّصلة بروح الفنّان والتي قد ترتبط بطرائق توزيع العناصر في فضاء اللّوحة أو الجداريّة، أو قد تتماهى مع ميولات النّفس في استخدام مجموعة لونيّة، أو اقتناع الذّات أصلا بالمرسوم حبّا للموضوع وتقديرا له، ودفاعا عنه، فيسعى إلى خلق العالم الذي توافق قبوله مع حاجة السّلطتين الدّينيّة والسّياسيّة. إشارات كثيرة قد تحيل إلى حضور الأنا داخل العمل الفنّي الكلاسيكي معمارا وجداريات ولوحات فنية دون تعارض مع سلطة الاكاديميّة الفنّية ومع غاية الفنّ الذي حدّدته القوّة الانسانيّة المسيطرة على النّسيج الاجتماعي آنذاك، لكنّ السؤال الحاضر بشدّة وفقا لهذه الفرضيّة يختزل في لفظ "أين"، أين موقع الفنّان؟ وأين تتمظهر صورته؟ وأين تتجلّى اختياراته؟ وأين تمرّد وانفلت من الرّقابة المسلّطة؟ وأين سرق اللّحظة التي تخصّه والتي تشفي نرجسيّة الذّات خاصّته؟
عبد الباسط محمد قندوزي - - عبدالباسط محمّد قندوزي. - درس وتخرّج في المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس. - متحصّل على الشّهادة الوطنيّة للأستاذيّة في الفنون التّشكيليّة في اختصاص الحفر الفنّي. - بعد حصوله على شهادة الكفاءة المهنيّة درّس أستاذا بالتعليم الثّانوي في اختصاص التّربية التّشكيليّة. - يعمل حاليّا متفقّدا للتعليم الاعدادي والثّانوي في اختصاص الفنون التشكيليّة. - نشر مقالات في مجلّات الكترونيّة وورقيّة. - يكتب القصّة القصيرة والخاطرة وقصص الأطفال.❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ في الصورة مقال مستتر ❝ ❞ صوت الكادحات ❝ ❞ تخاريف ❝ الناشرين : ❞ رنة للنشر والتوزيع والطباعة ❝ ❱
من كتب الفنون - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

وصف الكتاب : إنّ دراسة الأحداث الفنّيّة زمن الكلاسيكيّة باختلاف تجلّياتها، وتعدّد روّادها، وتنوّع مواضيعها، لا يحيد عن كون الفنّان وبتغيّر الظّروف المحيطة يبقى رهين القواعد الأسلوبيّة في الفنّ التّشكيلي سواء من حيث موضوع الرسم، أو طريقة العرض، أو المقاس المتّفق عليه. وبالرّغم من التّقلّبات السياسيّة والتّغيّرات الاجتماعيّة التي طرأت على الشّعوب على امتداد القرون السادسة والسّابعة والثّامنة عشر، فإنّ الوفاء للأكاديمية ظلّ مقياسا لترتيب الفنّان ضمن المنظومة الفنّيةّ، وإبقاء النّظرة للفنّ التّشكيلي على قاعدة أولويّة الحكّام ورجالات الدّين، والبلاط والكنائس، ومن بعدها الشّخصيات المقرّبة لهذا وذاك، وكذلك الحفاظ على صالونات العرض ومواقع الرّسم التي لا تتجاوز أطر محدّدة تمنع كلّيا الخروج من محيطها. ومع ذلك يبقى الفنّان تلك الذّات الحسّيّة المحكومة بخزّان عاطفي شعوري يصعب ربطه بطلب مقنّن، وعسير أمر تجريده من لمسة متململة مريدة للتّخلّص من سجن الوصاية وسجّان المقولات المباشرة أو المشار إليها، وهو ما يثير الذّهن ليبحث عن فرضيات جالت في الخاطر حول تفصيلات أحاطت بمناخ تواجد الفنّان التّشكيلي في تلك الحقبة، وعن إمكانيّة وجود تصوّر يؤكّد تخلّص الرّسّام من روابط الشّرط والالزام وتفعيل طلباته الذّاتيّة كلّما أمكنها التّعبير عن الأنا ورغبتها، وحضورها، واختياراتها، والتدفّق الوجدانيّ داخلها، وهذا يفترض وبقوّة إعادة التّبصّر في الشّواهد التّشكيليّة للكلاسيكيّ ودخول أغوارها وتقصّي رجع الصّدى في ذاته، وربطها بغائيّة الفنّ، وحول إن كان بلوغ الغاية المرتقبة من عمله يشفي غليل أصحاب السّلطة وإن لا همّ لهم حضور بعض التّفاصيل المتّصلة بروح الفنّان والتي قد ترتبط بطرائق توزيع العناصر في فضاء اللّوحة أو الجداريّة، أو قد تتماهى مع ميولات النّفس في استخدام مجموعة لونيّة، أو اقتناع الذّات أصلا بالمرسوم حبّا للموضوع وتقديرا له، ودفاعا عنه، فيسعى إلى خلق العالم الذي توافق قبوله مع حاجة السّلطتين الدّينيّة والسّياسيّة.
إشارات كثيرة قد تحيل إلى حضور الأنا داخل العمل الفنّي الكلاسيكي معمارا وجداريات ولوحات فنية دون تعارض مع سلطة الاكاديميّة الفنّية ومع غاية الفنّ الذي حدّدته القوّة الانسانيّة المسيطرة على النّسيج الاجتماعي آنذاك، لكنّ السؤال الحاضر بشدّة وفقا لهذه الفرضيّة يختزل في لفظ "أين"، أين موقع الفنّان؟ وأين تتمظهر صورته؟ وأين تتجلّى اختياراته؟ وأين تمرّد وانفلت من الرّقابة المسلّطة؟ وأين سرق اللّحظة التي تخصّه والتي تشفي نرجسيّة الذّات خاصّته؟

للكاتب/المؤلف : عبد الباسط محمد قندوزي .
دار النشر : رنة للنشر والتوزيع والطباعة .
سنة النشر : 2023م / 1444هـ .
عدد مرات التحميل : 758 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الثلاثاء , 18 أبريل 2023م.

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:


نوع الكتاب : .
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


عبد الباسط محمد قندوزي
عبد الباسط محمد قندوزي
AbdalBasit Muhammad Kanduzi
- عبدالباسط محمّد قندوزي. - درس وتخرّج في المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس. - متحصّل على الشّهادة الوطنيّة للأستاذيّة في الفنون التّشكيليّة في اختصاص الحفر الفنّي. - بعد حصوله على شهادة الكفاءة المهنيّة درّس أستاذا بالتعليم الثّانوي في اختصاص التّربية التّشكيليّة. - يعمل حاليّا متفقّدا للتعليم الاعدادي والثّانوي في اختصاص الفنون التشكيليّة. - نشر مقالات في مجلّات الكترونيّة وورقيّة. - يكتب القصّة القصيرة والخاطرة وقصص الأطفال. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ في الصورة مقال مستتر ❝ ❞ صوت الكادحات ❝ ❞ تخاريف ❝ الناشرين : ❞ رنة للنشر والتوزيع والطباعة ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب الفنون

الإرث الضائع كيف أثرت مصر في كلاسيكيات الموسيقى العالمية PDF

قراءة و تحميل كتاب الإرث الضائع كيف أثرت مصر في كلاسيكيات الموسيقى العالمية PDF مجانا

مدخل الي تاريخ الموسيقا المغربية PDF

قراءة و تحميل كتاب مدخل الي تاريخ الموسيقا المغربية PDF مجانا

الفن البيئى PDF

قراءة و تحميل كتاب الفن البيئى PDF مجانا

ما الجمالية؟ PDF

قراءة و تحميل كتاب ما الجمالية؟ PDF مجانا

تعبيرات PDF

قراءة و تحميل كتاب تعبيرات PDF مجانا

الفن المصري PDF

قراءة و تحميل كتاب الفن المصري PDF مجانا

Verstild voorjaar PDF

قراءة و تحميل كتاب Verstild voorjaar PDF مجانا

الموسيقى العارية: أساطير في مملكة الغناء PDF

قراءة و تحميل كتاب الموسيقى العارية: أساطير في مملكة الغناء PDF مجانا

المزيد من فكر وثقافة في مكتبة فكر وثقافة , المزيد من كتب متنوعة في مكتبة كتب متنوعة , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب الجغرافيا والرحلات في مكتبة كتب الجغرافيا والرحلات , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب السير و المذكرات في مكتبة كتب السير و المذكرات , المزيد من كتب السياسة الشرعية في مكتبة كتب السياسة الشرعية , المزيد من كتب الأنساب في مكتبة كتب الأنساب , المزيد من كتب الادب والتراث في مكتبة كتب الادب والتراث
عرض كل الكتب والموسوعات العامة ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..