هذا الكتاب يسرد حكاية الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الفلسطينيين الذين عملوا في فلسطين في العهدين العثماني والبريطاني. معظم هؤلاء كانوا من أبناء الذوات والأثرياء ما مكنهم من الالتحاق بالجامعات ومعاهد الطب في إسطنبول وبيروت وبعض الدول الأوربية. لقد بذل هؤلاء جهودًا مباركة في معالجة مرضاهم، ولكن أكثرهم لم يتخصص في فرع واحد من الطب، كما فعل الطبيب اليهودي المهاجر القادم من ألمانيا. أكثرهم خصص يومًا واحدًا في الأسبوع لمعاينة الفقراء والمحتاجين ومعالجتهم، وإعطائهم الدواء بلا مقابل لكنهم ابتعدوا عن الوصول إلى القرى البعيدة، ما اضطر أهلها إلى التوجه إلى الأطباء اليهود الذين يعيشون في المستعمرات اليهودية القريبة من محل سكناهم.
في فترة الانتداب البريطاني حاول الأطباء والصيادلة الفلسطينيين تنظيم أنفسهم من أجل الدفاع عن حقوقهم. في سنة 1933 عقد أول مؤتمر للأطباء الوطنيين في حيفا، في سنة 1934 أقيمت الجمعية الطبية في يافا، لكن لم يجر تنظيم فعلي لجميع الأطباء العرب إلا في سنة 1944 حين عقد مؤتمر الأطباء العرب في القدس الذي تمخض عن إنشاء الجمعية الطبية العربية الفلسطينية. في نفس السنة أقيمت جمعية الصيادلة العرب في فلسطين. في سنة 1947 أقيم الهلال الأحمر الفلسطيني.
كان شغل الأطباء الفلسطينيين الشاغل هو منع الأطباء اليهود الألمان من السيطرة على أمور الطب في فلسطين. لقد طالبوا مرارًا وتكرارًا بعدم منح الأطباء الألمان رخصًا لمزاولة مهنة الطب، ولكن حكومة الانتداب لم تلتفت إلى هذه المطالبة وواصلت منح الرخص. لقد مس ذلك بمصدر رزق الأطباء العرب وبعض الأطباء اليهود الوطنيين.
عمل كثير من الأطباء الفلسطينيين في دائرة الصحة، وبعد العصر في عيادتهم الخاصة. بذلك ضمنوا لقمة عيشهم. كان الجهاز الصحي لدى اليهود مستقلاً، فلهم مستشفياتهم وأطباؤهم، كما أنهم استغلوا المستشفيات الحكومية التي تديرها دائرة الصحة لعلاج مرضاهم. ناهيك عن حكومة الانتداب سمحت لهم بفتح 25 مستشفى خصوصيًا لاستيعاب الكم الهائل من الأطباء اليهود القادمين من ألمانيا وأواسط أوروبا. بينما لم تمنح هذه الحكومة رخصًا للعرب سوى لمستشفى عربي خصوصي واحد هو مستشفى الدكتور فؤاد إسماعيل الدجاني في يافا الذي افتتح سنة 1933 واستمر في أداء رسالته العلاجية حتى سقوط يافا في عام 1948. ورفضت منح رخصة لمشروع مستشفى السيدة أمينة الخالدي في القدس، ومشروع مستشفى الخضرا في غزة بحج واهية تتعلق بملكية الأراضي، ولما استوفيت الشروط اللازمة كان الانتداب البريطاني قد شارف على الانتهاء. محمد حسن سالم عقل - الدكتور محمد حسن سالم عقل أستاذ كبير وباحث في اللغة العربية والحضارة الإسلامية والتاريخ الفلسطيني.
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.
معلومات عن كتاب معجم الأطباء والصيادلة الفلسطينيين - ج1:
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
وصف الكتاب : هذا الكتاب يسرد حكاية الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الفلسطينيين الذين عملوا في فلسطين في العهدين العثماني والبريطاني. معظم هؤلاء كانوا من أبناء الذوات والأثرياء ما مكنهم من الالتحاق بالجامعات ومعاهد الطب في إسطنبول وبيروت وبعض الدول الأوربية. لقد بذل هؤلاء جهودًا مباركة في معالجة مرضاهم، ولكن أكثرهم لم يتخصص في فرع واحد من الطب، كما فعل الطبيب اليهودي المهاجر القادم من ألمانيا. أكثرهم خصص يومًا واحدًا في الأسبوع لمعاينة الفقراء والمحتاجين ومعالجتهم، وإعطائهم الدواء بلا مقابل لكنهم ابتعدوا عن الوصول إلى القرى البعيدة، ما اضطر أهلها إلى التوجه إلى الأطباء اليهود الذين يعيشون في المستعمرات اليهودية القريبة من محل سكناهم.
في فترة الانتداب البريطاني حاول الأطباء والصيادلة الفلسطينيين تنظيم أنفسهم من أجل الدفاع عن حقوقهم. في سنة 1933 عقد أول مؤتمر للأطباء الوطنيين في حيفا، في سنة 1934 أقيمت الجمعية الطبية في يافا، لكن لم يجر تنظيم فعلي لجميع الأطباء العرب إلا في سنة 1944 حين عقد مؤتمر الأطباء العرب في القدس الذي تمخض عن إنشاء الجمعية الطبية العربية الفلسطينية. في نفس السنة أقيمت جمعية الصيادلة العرب في فلسطين. في سنة 1947 أقيم الهلال الأحمر الفلسطيني.
كان شغل الأطباء الفلسطينيين الشاغل هو منع الأطباء اليهود الألمان من السيطرة على أمور الطب في فلسطين. لقد طالبوا مرارًا وتكرارًا بعدم منح الأطباء الألمان رخصًا لمزاولة مهنة الطب، ولكن حكومة الانتداب لم تلتفت إلى هذه المطالبة وواصلت منح الرخص. لقد مس ذلك بمصدر رزق الأطباء العرب وبعض الأطباء اليهود الوطنيين.
عمل كثير من الأطباء الفلسطينيين في دائرة الصحة، وبعد العصر في عيادتهم الخاصة. بذلك ضمنوا لقمة عيشهم. كان الجهاز الصحي لدى اليهود مستقلاً، فلهم مستشفياتهم وأطباؤهم، كما أنهم استغلوا المستشفيات الحكومية التي تديرها دائرة الصحة لعلاج مرضاهم. ناهيك عن حكومة الانتداب سمحت لهم بفتح 25 مستشفى خصوصيًا لاستيعاب الكم الهائل من الأطباء اليهود القادمين من ألمانيا وأواسط أوروبا. بينما لم تمنح هذه الحكومة رخصًا للعرب سوى لمستشفى عربي خصوصي واحد هو مستشفى الدكتور فؤاد إسماعيل الدجاني في يافا الذي افتتح سنة 1933 واستمر في أداء رسالته العلاجية حتى سقوط يافا في عام 1948. ورفضت منح رخصة لمشروع مستشفى السيدة أمينة الخالدي في القدس، ومشروع مستشفى الخضرا في غزة بحج واهية تتعلق بملكية الأراضي، ولما استوفيت الشروط اللازمة كان الانتداب البريطاني قد شارف على الانتهاء. للكاتب/المؤلف : محمد حسن سالم عقل . دار النشر : دار إي-كتب للنشر والتوزيع . سنة النشر : 2022م / 1443هـ . عدد مرات التحميل : 851 مرّة / مرات. تم اضافته في : الخميس , 1 ديسمبر 2022م.
تعليقات ومناقشات حول الكتاب:
ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:
مهلاً ! قبل تحميل الكتاب .. يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf يمكن تحميلة من هنا 'تحميل البرنامج'
نوع الكتاب : . اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
عفواً.. تم ازالة الكتاب تلبية لرغبة الناشر بعدم نشر هذا الكتاب ،، يمكنكم شراؤه من دار النشر
محمد حسن سالم عقل Muhammad Hassan Salem Akl الدكتور محمد حسن سالم عقل أستاذ كبير وباحث في اللغة العربية والحضارة الإسلامية والتاريخ الفلسطيني.
.