المهمة الأساسية والغاية الفعلية لهذا الكتاب تقوم في الكشف عما في استمداد الفكرة السياسية ومهماتها من التاريخ العام (قانون المسار التاريخي الثقافي) والتاريخ القومي (منطق العقل الثقافي) من قيمة نظرية وعملية كبرى. إن إدراك حقيقة التاريخ يحّصن الرؤية المستقبلية من البقاء في فلك الزمن الدائر. والقضية عنا ليست في أن عدم الأخذ بالعبرة من التاريخ سوف يجعل المرء والشعوب والأمم تكرر نفس هفواتها، بل ولأنه يقفل على العقل إمكانية الرؤية النقدية واستشراف المستقبل. ومن ثم البقاء في مراحل التاريخ المنصرمة. إن تاريخ المستقبل هو ضمانة الانقاذ الدائم للرؤية المستقبلية نفسها إضافة إلى شحنه الدائم للرؤية المستقبلية بقوة الإرادة العقلانية. ومن ثم يعمل على تحرير الرؤية المستقبلية من التشاؤم ويؤجج فيها في الوقت نفسه روح التفاؤل المغري. ويستحيل بلوغ ذلك بدون فلسفة للتاريخ بشكل عام وفلسفة للتاريخ القومي بشكل خاص. إذ لكل قومية وأمة كبرى صيرورتها الخاصة في المسار التاريخي العام، وتجاربها الذاتية في مراحله الثقافية.
قراءة و تحميل كتاب شرق الجامع الأموي: الماسونية الدمشقية 1868 – 1965 PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب التجارة الرومانية مع اليمن والهند والصين في العصر الإمبراطوري (دكتوراه) PDF مجانا