بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله سامع الدعاء، وكاشف الضراء، والصلاة والسلام على خير الأنبياء، وسيد الأتقياء، وعلى آله وأصحابه الأوفياء.
وبعد:
أخي المسلم: منذ أن خلق الله تعالى الخلق وهم يلجأون دومًا إلى جهة يعتقدون فيها تفريج كرباتهم، وإجابة دعواتهم.
ولكن ضل الكثيرون عن معرفة المجيب الحقيقي لدعاء العباد! فتخبطوا في توجههم وقصدهم، فاتخذوا مع الله آلهة أخرى!
ولكن ينبغي أن تعلم أخي أن أولئك الملحدين في دعاء الله تعالى مع جهلهم كانوا يعلمون أن الله تعالى هو: كاشف الضر .. ومجيب الدعاء .. {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت: 65].
أخي: ولكن كل مسلم صادق يعلم أن الله تعالى هو المستحق للدعاء وحده .. وهو تعالى مالك الإجابة .. بيده مقاليد كل شيء .. وكل شيء سواه مفتقر إليه تبارك وتعالى .. لذا يرى العبد لزامًا عليه أن يتوجه بالدعاء إلى الله تعالى .. الغني .. مالك الملك .. من بيده خزائن السماوات والأرض ..
أخي: والمسلم في دعائه لله تعالى مجيب لنداء ربه تبارك وتعالى وأمره لخلقه أن يتوجهوا إليه بالدعاء ..
قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].
وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55].
وفي الحديث القدسي: قال الله تبارك وتعالى: «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم» رواه مسلم [والحديث طويل].
أخي المسلم: ومن هنا عرف المخلصون أن الله تعالى هو مالك إجابة الدعاء .. فأخلصوا له في الدعاء .. والتمسوا قضاء حاجاتهم منه تبارك وتعالى.
ولكن أخي الدعاء كغيره من العبادات إن أديت بشروطها قبلت وإلا ردت على صاحبها.
أخي: كثير أولئك الذين يقولون: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ !
أخي: إجابة الدعاء ومشاهدة آثاره الطيبة أصبح حلم الكثيرين .. فالكل يرجو أن يكون دعاؤه مستجابًا ..
أخي: فإلى هذه الوقفات مع الدعاء .. وكيف يكون الدعاء مستجابًا؟
قراءة و تحميل كتاب أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم ( الجزء الأول ) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم ( الجزء الثاني ) PDF مجانا