أما بعد ..
فإن أهم ما يعتني به المسلم في حياته اليومية، هو العمل بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في جميع حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله حتى ينظم حياته على سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - كلها من الصباح إلى المساء.
(1/3)
- قال ذو النون المصري: [من علامة المحبة لله عز وجل، متابعة حبيبه - صلى الله عليه وسلم - في أخلاقه، وأفعاله، وأوامره وسننه].
قال تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران:31]
قال الحسن البصري: فكان علامة حبهم إياه، إتباع سنة رسوله.
- وإن منزلة المؤمن تقاس باتباعه للرسول - صلى الله عليه وسلم - فكلما كان تطبيقه للسنة أكثر كان عند الله أعلى وأكرم.
- ولهذا جمعت هذا البحث المختصر إحياءً لسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في واقع المسلمين في حياتهم اليومية، في عبادتهم وفي نومهم وفي أكلهم وشربهم وفي تعاملهم مع الناس وفي طهورهم
(1/4)
وفي دخولهم وخروجهم ولباسهم وسائر حركاتهم وسكناتهم.
- وتأمل كيف لو سقط من أحدنا مبلغ من المال لاهتممنا واغتممنا واجتهدنا في البحث عنه حتى نجده، ولكن كم سنة سقطت في حياتنا هل حزنا لها وسعينا لتطبيقها في واقع حياتنا؟؟!!.
إن من المصائب التي نعاني منها في حياتنا، أننا أصبحنا نعظم الدينار والدرهم أكثر من تعظيم السنة، ولو قيل للناس من يطبق سنة من السنن يأخذ مبلغاً من المال، لوجدت الناس يحرصون على تطبيق السنة في شؤون حياتهم كلها من أن يصبحوا إلى أن يمسوا لأنهم سوف يربحون من وراء كل سنة من السنن مبلغاً من المال، وبماذا ينفعك المال عندما توضع في قبرك ويهال عليك التراب، قال تعالى (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
(1/5)
وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [الأعلى:16 - 17].
- والمقصود بهذه السنن التي في هذا البحث: هي ما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وهي " التي تتكرر في اليوم والليلة وباستطاعة كل واحد منا أن يقوم بها "
- وقد وجدت أن بإمكان كل شخص لو حرص على السنن اليومية أن يطبق ما لا يقل عن ألف سنة في جميع شؤون حياته كلها وما هذه الرسالة إلا لبيان [أيسر وسيلة لتطبيق هذه السنن اليومية التي تزيد عن ألف سنة].
- فلو حرص المسلم على تطبيق ألف سنة في اليوم والليلة لكان في الشهر ثلاثون ألف سنة فانظر إلى من جهل هذه السنن أو من علمها ولم يعمل بها كم من الدرجات والحسنات ضيع على نفسه وإنه لمحروم حقاً.
قراءة و تحميل كتاب أعلام الحديث شرح صحيح البخاري ( الجزء الثاني ) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب أعلام الحديث شرح صحيح البخاري ( الجزء الثالث ) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب أعلام الحديث شرح صحيح البخاري ( الجزء الرابع ) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب أعلام المدرسة الحديثية البغدادية المعاصرة PDF مجانا