يعد كتاب عقول مرتابة خير بداية للراغبين في فهم الجنون أو الذهان بالمعنى الحديث ، لأنه يحاول الإجابة عن أول أسئلة الطب النفسي وأعمقها وأكثرها شيوعا : ما الأوهام ؟ وما حدودها ؟ ولماذا قد يكون الوهم في بعض المرضى منهجيًا أو ثابتًا في قالب واحد أو محتوى محدد ، أو غير ذلك في مرضى آخرين ؟ لا شك أن الأطباء النفسيين يدركون أغلب هذه الحقائق ، لكن الجديد في الكتاب فرادته في طرح الدور الذي تلعبه ثقافة المجتمع في بلورة الأوهام ومن ثم الجنون.
عمد المؤلفان لتقديم ثيمات منوعة من الأوهام ، لحالات حقيقية ، فضلا عن الطرح المستفيض للأطروحات الفلسفية التجريبية وما تمخض عن الطب النفسي من أفكار كانت بعيدة كل البعد ( ومازالت ) عن القارئ العربي بأسلوب قصصي يجمع بين السلاسة والغرابة والعمق والإمتاع
الفكر- الثقافة- دراسات فكرية-الطب النفسى