جاءت ثورة جون ديوي لتنزل إلى الوقائع الموجودة في عالم متغير، والتي تكتسب بالخبرة، وهذه الثورة الديوية تجعل معيار الحكم لا في أشياء سابقة بل في نتائج وثمرات، ولا تجعلنا نعتمد على الماضي بل نعتمد على بناء عالم مستقبل بالقصد والتوجيه.
وهو يوضح هذه الثورة ويزيدها بيانا بقوله، إن مركز الفلسفة في تراثها القديم كان الذهن الذي يعرف بمقتضى ما له من ملكات موجودة في داخله، أما في الفلسفة التي ينادي بها فالمركز هو التفاعل المستمر في مجرى الطبيعة بين ذهن الإنسان وبين الأشياء الطبيعية، وهذا التفاعل يجري طبقا لعمليات مقصودة توجهنا نحو نتائج جديدة.
------
كان الإنسان فى ظل الفلسفات التقليدية يكتسب المعرفة، فيتغير، لانه يستنير من حصوله عليها، فيصبح عارفا بعد أن كان جاهلا، ولكنها معرفة اشبه بالحلية التى تضاف إلى الشئ لتكسبه رونقا فيصلح للزينة. اما المعرفة التى يطالب بها ديوى، فهى ذللك الضرب الذى يغير العالم لانه يتدخل فيه و يوجهه.
و المعرفة لا تطلب لذاتها، و لا لأنها لا تفضى إلى الاستنارة وتبديد الجهل، بل لأنها تحقق الأمن حين ترسى قواعدنا على شاطئ اليقين. إذا بلغ أحدنا اليقين اطمأن، و استقرار، و إذا لم يبلغ اليقين، بل الشك أو اللايقين، أو الرجحان، أو الاحتمال، لم يستقر، و لم يطمئن.
ومن هذه الزاوية - نعنى زاوية اليقين و اللايقين وما يتردد بيننهما من درجات مختلفة تقرب من اليقين أو تبتعد عنه - بحث ديوى فى هذا الكتاب، فجاء عنوانه "البحث عن اليقين"
قراءة و تحميل كتاب ظاهرة التطرف والعنف من مواجهة الآثار إلى معالجة الأسباب جزئين PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب وشائج الفكر والسلطة دراسة في الإنسان والسياسة PDF مجانا